الأحد، 12 يونيو 2011

مستمرّون في العطاء مؤسسة "بيت اليتيم الدرزي" جناحَي محبّة يعوّضان حنان الأم وعطف الأب

بيت اليتيم الدرزي
مؤسسة اجتماعية خيرية أسسها العلامة عارف النكدي بجاية في بيروت ومن ثم نقلها إلى قرية "عبيه"، لتكون بيتاً وملجأً ومأوىً لكل يتيم ومحتاج ومعوز، ولكل ذوي الحالات الاجتماعية الصعبة، واستمر على نهجه المربّي شكيب النكدي.
وقد آلت هذه المؤسسة على نفسها أن تبقى حصناً منيعاً وبيتاً دافئاً لمَن فقد حنان الأبوين، أو يعاني من قسوة الزمن، فكان له أن وجد مؤسسة ترعى شؤونه وتؤمّن له حاجاته من مأكل وملبس ومشرب وتعليم ورفاهية.

قرية مؤسساتية تجمعها الألفة والمحبة

وتحتوي المؤسسة أقساماً كثيرة تجعلها تظهر على شكل قرية صغيرة، وهذه الأقسام هي:

- الإدارة العامة

- المبنى الرئيسي الذي يحتوي قاعات المنامة والطعام والمطبخ ومستودعه ومخازن للألبسة إضافة لمستوصف مرخص رسمياً من وزارة الصحة وعيادة عامة وعيادة لطب الأسنان

- مبنى تبرّعَ ببناءه السيّد جاد عبد السلام ويحوي قاعات للمنامة وغرف للمشرفات، بناية "صالحة" التي تحتوي منازل للموظفين وصفوف للروضات

- مبنى "الميتم" للشباب

- مبنى مدرسة "شكيب النكدي النموذجية" التي تضم الصفوف الابتدائية والمتوسطة، إضافة لملعب للرياضة التي تأخذ قسماً كبيراً من اهتمامات المسؤولين في المؤسسة، حيث يشارك طلابها في نشاطات خارجية بشكل مستمر، وخاصة في المباريات التي تحصل بين المدارس وفي ماراتون بيروت ويحصدون الجوائز والميداليات، وقاعات كومبيوتر حديثة، وغرفة لتعليم الموسيقى، ومشغل لتعليم الأشغال اليدوية، وقاعة تتم فيها النشاطات الاجتماعية من ندوات واحتفالات بالأعياد التي يقدم خلالها الأطفال مواهبهم ويظهرون بهجتهم وسرورهم، كما تقام فيها "الصبحية الصيفية" ويتم خلالها جمع التبرّعات من المحسنين.

- مدرسة عارف النكدي المهنية التي يبعد مبناها قليلاً عن المبنى الرئيسي للمؤسسة، وتحتوي الاختصاصات التالية: كهرباء عامة، ميكانيك صناعي، الكترونيك عام، محاسبة ومعلوماتية، بيع وعلاقات تجارية.

مساعدات مادية وعينيّة يقدّمها المحسنون لأطفال المؤسسة

أما مداخيل المؤسسة فهي نتاج أعمال الخيّرين والمحسنين، وتبرّعاتهم إن في الداخل أو عبر الجاليات الدرزية في المهجر. والتبرعات منها مادية ومنها عينية، إضافة إلى مساعدات من جهات رسمية ومن وزارة الشؤون الاجتماعية، ومن هيئات خيرية متعددة. كل هذه المداخيل تذكَر في "الميثاق"، المجلة الشهرية التي تصدر شهرياً عن المؤسسة. كذلك فإن المؤسسة تصدر سنوياً رزنامة باسمها وتؤمّن مبيعاتها مردوداً إضافياً للمؤسسة، خاصة وأن البعض يبادر بتقديم كا يزيد عن سعرها المقرّر.

ويبلغ إجمالي المصاريف أكثر من مئة وثلاثة عشر مليوناً شهرياً بين محروقات ورواتب الموطفين في القسم الداخلي والمدرسة، والطعام وغيرها.

وخلال زيارتنا لأقسامها، التقينا المديرة المسؤولة في إدارة المؤسسة، وطرحنا عليها بعض الأسئلة التي قد يطرحها كل زائر:

من أي عمر يتم استقبال الطالب؟ وإلى متى يبقى موجوداً لديكم؟

نحن نستقبل الطلاب من عمر السنتين وحتى الـ 20 سنة وأحياناً الـ 21، وفي بعض الأحيان نستقبل أعماراً أكبر عندما تكون الحالة الاجتماعية مزرية جداً.

هل يتم استقبال الأطفال الأيتام فقط؟ وما شروط قبول غير الأيتام؟

يتم قبولهم بناءاً على تحقيق عن وضع الأهل، وغالباً عندما يُعرّف عنهم من قِبَل بعض الأشخاص الموثوقين، أو بعد موافقة وزارة الشؤون الاجتماعية على طلبهم.

مهنية عارف النكدي تحضن طلاب المؤسسة بعد الشهادة الرسمية

ماذا عن إكمال دراسة الطلاب بعد تخرّجهم من الشهادة المتوسطة لديكم؟

يوجد مدرسة مهنية تابعة للميتم، فإذا رغِبَ الطالب يمكنه تحصيل تعليمه المهني لدينا في "مدرسة عارف النكدي المهنية". وإذا لم يكن لديه رغبة في الاختصاص المهني، يتابع دراسته في الثانويات خارج المؤسسة، وهناك جمعيات ولجان نسائية تساعدهم وتمدهم بالمنح الدراسية من أقساط وقرطاسية ومصاريف أخرى.

هل تتقاضون رسوم تسجيل من الطلاب غير الأيتام؟

مؤسستنا لا تتقاضى أي رسوم من الطلاب، بل تقدّم لهم مجاناً كل ما يحتاجونه من غذاء وكساء وطبابة ودواء إضافة لتقديم الكتب والقرطاسية والزيّ المدرسي، طبعاً بمساندة تبرّعات المحسنين.

تحمل المؤسسة اسم "بيت اليتيم الدرزي"، هل يتم استقبال الأطفال الدروز فقط؟ وكيف يتأقلم الطلاب من طوائف متعددة؟

غاية المؤسسة إيواء كل محتاج ويتيم أياً كان دينه، ولا يوجد أي مشكلة في التأقلم بين طلابنا حتى لو كانوا من طوائف مختلفة. ولا نعاني من أي مشاكل فيما بينهم، بل يعيشون كأخوة تحت سقفٍ واحد.

ماذا عن الدعم المادي والمساعدات؟ من أين تأتي، وما قيمة المصاريف الشهرية للمؤسسة تقريباً؟

نحن نجمع باستمرار التبرّعات من المحسنين وفاعلي الخير، كما يأتينا الدعم المادي أيضاً من الخارج عبر الجاليات الخارجية هناك، حيث تزيد قيمة المصاريف الشهرية عن المئة ألف دولار.

هل تتلقّون مساعدات مادية من جهات رسمية؟

نعم بالطبع، لدينا علاقات دائمة مع الدولة اللبنانية خاصة وزارة الشؤون الاجتماعية التي تقدم المساعدات بشكل دائم للمؤسسة.

هل تعتبرون أن هناك جهة مقصّرة معكم إن لجهة المساعدات أو المنح أو غيرها؟

لا أبداً، فالجميع يهتمّون بأمور المؤسسة، خاصة وأنها مؤسسة خيرية لا تتوخى الربح المادي، بل هدفها الوحيد رعاية أطفالها وتأمين حياة آمنة لهم.

وزارة الشؤون الاجتماعية.. المساعد الأكبر

هل تقيمون محاضرات ودورات تدريبية للمشرفين على تربية أطفال المؤسسة؟

بالطبع، فالدورات تُقام بشكل دائم للمعلمين والمشرفات، إضافة الى المحاضرات حول التربية والتوعية الصحيّة وغيرها.

على أي أساس يتم اختيار المشرفين والمشرفات على الطلاب؟

لا بد من إجراء مقابلات معهم، واختبار طاقاتهم وخبراتهم للتأكد مما إذا كان بإمكانهم تحمّل مسؤولية الأطفال وتربيتهم والعطف عليهم ورعايتهم بالشكل السليم.

هل تواجهون المشاكل في تأمين أوراق رسمية للطلاب الأيتام؟

أحياناً، ففي بعض الأوقات يأتي الطفل بدون أوراق رسمية تعرّف عنه، وغالياً ما نواجه المشاكل خاصة خلال الشهادة الرسمية، لذلك تعمل المؤسسة على تأمينها.

ماذا عن النظام الغذائي للطلاب؟ وعلى أي أساس يتم اختيار أنواع الطعام؟

يتم اختيار برنامج الطعام بحسب برنامج منظمة الصحة العالمية للتغذية حيث يشتمل على جميع الفيتامينات والمواد المغذية التي يحتاجها الجسم في طور النمو.

الجاليات الدرزية في المهجر لا تنسى أطفال بيت اليتيم

ماذا عن دعم والتفاف الطائفة الدرزية حولكم؟

ممتاز، ولهم منا كل الشكر والتقدير على الغيرة الدائمة واللفتة الكريمة التي تمكّننا من الاستمرار والسير بهذه المؤسسة قدماً.

ماذا عن مساعدات الجاليات الدرزية في المهجر؟

نحن نفخر بدعم الطائفة الدرزية في الداخل والخارج، حيث أننا لا نحتاج للقيام بحملات للتبرّع لأن إيمان الناس بعمل البرّ والإحسان خاصة بحق الأيتام والمعوزين، يحثهم على تقديم المساعدات حيث أن ما نلمسه من الغيرة الصادقة، يجعلنا نشعر أن "بيت اليتيم" في قلب كل مؤمن موحّد، والدليل على ما أقول، المبادرات الشخصية التي يقوم بها عدد كبير من المحسنات والمحسنين لجمع التبرّعات في الوطن والخارج.

مَن يأخذ القرارات اللازمة في المواضيع المتعلقة بالمصاريف والطلاب وغيرها؟

إنّ الأدوار مقسّمة بين مجلس الأمناء والإدارة العامة، حيث يتم التداول بالأمور العامة وأخذ القرارات البناّءة في موضوعها.

على أمل أن تبقى مؤسسة بيت اليتيم الدرزي كما أرادها دائماً مؤسسها العلاّمة عارف النكدي ومن بعده المربّي الفاضل شكيب النكدي، ليبقى البيت دافئاً بما تزرعه أيدي الخيّرين، فلليتيم الحق بالعيش حياة كريمة طبيعية كغيره من الأطفال، وكما تقول الأية الكريمة التي ترد في مقدّمة مجلة "الميثاق" التي تصدرها المؤسسة: "فأمّا اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر، وأما بنعمة ربّكَ فحدّث".

إعداد وحوار: سالي نوفل - منبر التوحيد 15 أكتوبر 2010

0 تعليقات::

إرسال تعليق