لن نختلف على إننا ننتمي إلى الطائفة العربية الدرزية, بكل مسمياتها ”بنو معروف“ أو” الموحدون”, والتي هي فرع من الإسلام. تعتقد ما تعتقده من الفكر الباطني, ولها اجتهاداتها المميزة في الفهم والسلوك الديني, وهي إحدى المذاهب الاثنين والسبعون من المذاهب الإسلامية الحنيفة.
وإننا لنفتخر بانتمائنا إلى هذه الطائفة, بتاريخها الوطني والقومي النضالي على مدار التاريخ, ونفتخر بالمبادئ والقيم التي تدعو إليها التعاليم الدينية الدرزية, القائمة على صدق اللسان وحفظ الإخوان .. هذه القيم التي وان طبقت في العلاقة بين أفراد المجتمع, لكنا بحق ذاك المجتمع المثالي الذي لا يضاهيه أي مجتمع أخر في قيَمِه ومبادئه وأخلاقه, ولأن مجتمعنا ككل مجتمع أخر, ليس متطهرا من كونه مجتمعا بشريا تتنوع فيه الأهواء والمصالح والمنافع , وتسود فيه الصبغة البشرية القابلة للخطأ, فإننا يجب أن لا نغالي في توصيف أنفسنا, إلا بما نحن عليه. ففي مجتمعنا الجولاني – الحالي - ثمة خير وشر في نفوس الناس , وثمة صدق وكذب, وثمة إخلاص وخيانة, وفينا الكريم وفينا البخيل , وفينا المثقف والأمّي, وفينا الخلوق وفينا ”الأزعر”.. الخ من هذه التنوعات التي تتنوع فيها أخلاق البشر عموما, فما بالنا بمجتمعنا إلا أن يكون كسائر المجتمعات.
إننا مجتمع ككل المجتمعات إذاً, نحمل بين ظهرانينا كل المتناقضات البشرية ففينا المتديّن وفينا العلماني, اليميني واليساري, القومي والأممي, وفينا من يمثل المجتمع وفينا من لا يمثله إلا بالسلوك الحسن والقيم النبيلة الرفيعة والأخلاق السامية, والرسالة المحمودة . فلماذا يجهد بعضنا إلى وصف ذاته, ووصف مجتمعنا بأنه مثالي إلى درجة ”المعصوميه”, والنقاء الافتراضي القائم على الغيبيات التي لا مسوغ لها إلا ما يُتوارث من مفاهيم, إن وضعت على لسان جاهل مدّعي, كانت وبالا على الطائفة برمتها , وان وضعت على لسان عالم ورع , كانت لبنة في بناء ذات الطائفة؟!
والى أين تقودنا عملية ” الدرزنة ” ؟ التي يقوم بها البعض ممن لا يزال أمامهم دربا طويلة لكي يقول الواحد منهم رأيا يكون بقدر المسؤولية والوعي العميق لتسويغه وتوعية النشء على هداه , فينشأ على يدهم جيلا بعد جيل ابعد ما يكون عن الوعي الديني , واقرب ما يكون إلى الانفعال الهستيري , الناشئ عن رهبة يوم الحساب . وبذات الوقت إلى أين تقودنا عملية ”العلمنة”؟ التي يقوم بها من لم يعي حتى تفسيرها لغويا , فيدفع بالنشء إلى مجاهل الحياة ومنزلقاتها, فينشا على طريقته جيلا متهتكا اجتماعيا وأخلاقيا , هو ابعد ما يكون عن العلم ومنطلقا ته ودوافعه وغاياته, واقرب ما يكون إلى السطحية والتقليد والمظاهر التي لا جوهر لها.
ولأن مجتمعنا ليس ذاك النموذج,أو هذا فقط, فإن فيه من الطرفين من يقوم بما يدفع النشء إلى الوعي العميق الذي يجعل منه قادرا على مواصلة حمل الرسالة بشقيها, المؤسسة على الأساس الديني المذهبي, من جهة والمؤسسة على الأساس العقلي العلمي, من الجهة الأخرى. فكما أن مجتمعنا متعدد ومتنوع في السياسة, فإنه متعدد ومتنوع في فئاته الاجتماعية, ولا تقوم له قائمة إلا من خلال الجمع بين هذه الفئات في إطار النشاط الاجتماعي والثقافي, ولكل فئة الحق الكامل في القيام بالنشاطات التي تؤدي , فيما تؤدي إليه, إلى وحدة المجتمع, و سعة علمه, ورقي أخلاقه, وتقدم أداءه.
ويبقى السؤال لماذا هذا التعصب الأعمى ومن أين مصدره؟
سوف أسوق في تشخيص جوابي على هذا السؤال ما حصل مؤخرا:
الحادث الأول : هو الاعتداء على الفكر والتنوع الثقافي , وعلى المنجزات الفنية التي أنجزها بعض فنانينا , بغض النظر عن ” الصخرة”. فإن يكون لفئة منا, ما يعتبره وجهة نظر, تؤدي إلى إزاحة عمل فني من مكانه تحت ذرائع ” أخلاقيه منافية للدين” . فهو الجهل المطلق, بكون الوعي الديني يحمل رسالة أسمى من أن تنحط عقول البعض إلى تهييج الناس ضد عمل فني, بغض النظر عن نوع وشكل وقيمة هذا العمل , لان ما حدث هو تجييش النشء على الدخول في صراع داخلي بين فئات المجتمع, وهذا ما سيؤدي إلى تفككه وتشرذمه وضعفه, في الوقت الذي وجب على هؤلاء أن يعملوا على تعزيز الروابط الاجتماعية وتقويتها. فإن كان العمل الفني هو المستهدف في الظاهر, فإن المستهدف هو وحدة المجتمع في الحقيقة, وتنوعه ومنجزاته في قدرته – موحدا - على إنجاز ما يصبو إليه, في ظل حالة ” التدريز ” و” الدرزنه” , فتُعطى المذهبية هنا شكلا فارغا من محتواه , إلا ما يخدم هدفا محددا يدعو إلى الانفراد في توجيه المجتمع , إلى حيث لا يريد المجتمع, وإلى حيث لا يريد رجال الدين العقلاء, وإلى حيث لا يريد ”المذهب الدرزي” ويبقى ثمة سؤال محيّر: لماذا هذه المعركة الفكرية “المذهبية” في هذا الأوان في الوقت الذي ليس لها خصم أو “عدو”؟؟!!!
الحادث الثاني : هو الاعتداء على مجموعة من الشباب ” غير دروز ” والقصة معروفة بتفاصيلها , أما خلفياتها فتكمن في نشر”الدرزنه” لغة بين الناس وخاصة الأطفال منهم, وتغذية العقول بالمفاهيم الشكلية الخالية من أي مضمون , إلا ما يناقض أصلا المفاهيم الدينية المذهبية للطائفة العربية الإسلامية الدرزية, التي بدأت بالتراث الدرزي , ولن تنتهي عند تطعيم الجيل الجديد بغذاء الطائفية , القائم على كراهية الآخرين, وبالتوكيد غير المبرر على: إننا دروز. وبس.
حسنا نحن دروز, وهذا ما نفتخر به أيضا, ولكن ماذا يعني بأننا دروز, غير الغاية التي بعثها في الأمة الإمام حمزة بن علي؟ ولماذا هذا اللغط الذي يثار دائما تحت عنوان: إننا دروز؟ دون أن يكون ثمة مبرر لطرح هذا الأمر بتلك القوة التي نشهدها, أي بدون خصم يطعن بدرزيتنا! في الوقت الذي لا ينبري من يبحثون عن الخصم الافتراضي, إلى شن ”المعركة” ضد الخصم الحقيقي الذي يطعن بانتمائنا الوطني والقومي.
إن الأزمة الحقيقية التي تقف وراء هؤلاء الذين يفتحون معاركا وهمية تحت ذريعة : إننا دروز, تكمن في التجييش اللا واعي للتمسك بالدرزية التي لا يلاحقنا أحد ليسلبنا إياها, فنرى مجموعة من الشباب الطائش, غير المتدينين أصلا, ممن يتعنقون بنجمة الخمسة, ”ويتفشخرون” بأنهم دروز, يهبون دون أي مسبب للاعتداء على غير الدروز من ضيوفنا, وهم سكارى أو ”مسطلين” أو بدافع الغيرة الهستيرية, فيشاركون ” بالطوشه” دون وعي منهم أو معرفة أسبابها. فهل هؤلاء هم من يمثل وجه الجولان الحقيقي بفئاته وأطيافه , وهل هؤلاء من يمثل وجه الطائفة الدرزية؟ وهل هذه هي الحالة المنشودة للتعصب الطائفي التي ينشرها البعض من غير أي مسوغ؟ وهل هذا ما يهدف أن يصل إليه بعض ”رجال الدين”,– وهم البعض الضئيل — بأن ينغلق بعض شبابنا على ”طائفيتهم“, لينفتح بعضٌ من البعضِ الآخر, على أفق الدنيا هربا من “التعصبية” الدينية.
إن من حق أي فئة اجتماعية وثقافية, أن تنشط في الوسط الاجتماعي العام, والشبابي بشكل خاص, لكن… أن أي نشاط سيكون مُعرض للنقد والمسائلة, وإننا كمجتمع جولاني عربي سوري تحت الاحتلال, تقع على عاتقنا توعية أطفالنا, أجيال المستقبل, على الانتماء الوطني والقومي, إلى جانب التوعية الدينية, القائمة على مبادئ مذهب التوحيد, الداعية إلى العلاقات السوية مع المذاهب الأخرى, من قيم نبيلة وسلوك حسن, وأخلاق رفيعة, إلى جانب الحفاظ على المنحى الوطني القومي العربي, للموقف الديني, الذي سار عليه أبائنا وأجدادنا, من رجال الدين الأفاضل, وسطروا من خلاله مواقف ثورية بطولية في الثورات المتعاقبة وفي المواقف النضالية المستمرة إلى يومنا هذا.
إن علينا كفئات اجتماعية متنوعة, أن نقف بشدة ضد كل من يعمل, أو يحاول العمل, على تشويه صورة الجولان وأهل الجولان, أو إثارة الانطباع السلبي عن مستوانا الثقافي والخلقي, أو تشويه الصورة الرفيعة عن مذهبنا الديني. وأن الموقف الحقيقي لأهل الجولان, هو الموقف الوطني والقومي الثابت, والموقف الأخلاقي الرصين, النابع من قيمنا ومبادئنا السامية, الموروثة منها والمستحدثة. ومن يخالف هذه القيم والمبادئ, فهو لا يمثل أهل الجولان العرب الدروز, المحصنين بمكارم الأخلاق, دائما وابدأ.
سيطان نمر الولي - كانون أول / 2009 - موقع الجولان الإلكتروني - الأحد, 29 أغسطس, 2010
وإننا لنفتخر بانتمائنا إلى هذه الطائفة, بتاريخها الوطني والقومي النضالي على مدار التاريخ, ونفتخر بالمبادئ والقيم التي تدعو إليها التعاليم الدينية الدرزية, القائمة على صدق اللسان وحفظ الإخوان .. هذه القيم التي وان طبقت في العلاقة بين أفراد المجتمع, لكنا بحق ذاك المجتمع المثالي الذي لا يضاهيه أي مجتمع أخر في قيَمِه ومبادئه وأخلاقه, ولأن مجتمعنا ككل مجتمع أخر, ليس متطهرا من كونه مجتمعا بشريا تتنوع فيه الأهواء والمصالح والمنافع , وتسود فيه الصبغة البشرية القابلة للخطأ, فإننا يجب أن لا نغالي في توصيف أنفسنا, إلا بما نحن عليه. ففي مجتمعنا الجولاني – الحالي - ثمة خير وشر في نفوس الناس , وثمة صدق وكذب, وثمة إخلاص وخيانة, وفينا الكريم وفينا البخيل , وفينا المثقف والأمّي, وفينا الخلوق وفينا ”الأزعر”.. الخ من هذه التنوعات التي تتنوع فيها أخلاق البشر عموما, فما بالنا بمجتمعنا إلا أن يكون كسائر المجتمعات.
إننا مجتمع ككل المجتمعات إذاً, نحمل بين ظهرانينا كل المتناقضات البشرية ففينا المتديّن وفينا العلماني, اليميني واليساري, القومي والأممي, وفينا من يمثل المجتمع وفينا من لا يمثله إلا بالسلوك الحسن والقيم النبيلة الرفيعة والأخلاق السامية, والرسالة المحمودة . فلماذا يجهد بعضنا إلى وصف ذاته, ووصف مجتمعنا بأنه مثالي إلى درجة ”المعصوميه”, والنقاء الافتراضي القائم على الغيبيات التي لا مسوغ لها إلا ما يُتوارث من مفاهيم, إن وضعت على لسان جاهل مدّعي, كانت وبالا على الطائفة برمتها , وان وضعت على لسان عالم ورع , كانت لبنة في بناء ذات الطائفة؟!
والى أين تقودنا عملية ” الدرزنة ” ؟ التي يقوم بها البعض ممن لا يزال أمامهم دربا طويلة لكي يقول الواحد منهم رأيا يكون بقدر المسؤولية والوعي العميق لتسويغه وتوعية النشء على هداه , فينشأ على يدهم جيلا بعد جيل ابعد ما يكون عن الوعي الديني , واقرب ما يكون إلى الانفعال الهستيري , الناشئ عن رهبة يوم الحساب . وبذات الوقت إلى أين تقودنا عملية ”العلمنة”؟ التي يقوم بها من لم يعي حتى تفسيرها لغويا , فيدفع بالنشء إلى مجاهل الحياة ومنزلقاتها, فينشا على طريقته جيلا متهتكا اجتماعيا وأخلاقيا , هو ابعد ما يكون عن العلم ومنطلقا ته ودوافعه وغاياته, واقرب ما يكون إلى السطحية والتقليد والمظاهر التي لا جوهر لها.
ولأن مجتمعنا ليس ذاك النموذج,أو هذا فقط, فإن فيه من الطرفين من يقوم بما يدفع النشء إلى الوعي العميق الذي يجعل منه قادرا على مواصلة حمل الرسالة بشقيها, المؤسسة على الأساس الديني المذهبي, من جهة والمؤسسة على الأساس العقلي العلمي, من الجهة الأخرى. فكما أن مجتمعنا متعدد ومتنوع في السياسة, فإنه متعدد ومتنوع في فئاته الاجتماعية, ولا تقوم له قائمة إلا من خلال الجمع بين هذه الفئات في إطار النشاط الاجتماعي والثقافي, ولكل فئة الحق الكامل في القيام بالنشاطات التي تؤدي , فيما تؤدي إليه, إلى وحدة المجتمع, و سعة علمه, ورقي أخلاقه, وتقدم أداءه.
ويبقى السؤال لماذا هذا التعصب الأعمى ومن أين مصدره؟
سوف أسوق في تشخيص جوابي على هذا السؤال ما حصل مؤخرا:
الحادث الأول : هو الاعتداء على الفكر والتنوع الثقافي , وعلى المنجزات الفنية التي أنجزها بعض فنانينا , بغض النظر عن ” الصخرة”. فإن يكون لفئة منا, ما يعتبره وجهة نظر, تؤدي إلى إزاحة عمل فني من مكانه تحت ذرائع ” أخلاقيه منافية للدين” . فهو الجهل المطلق, بكون الوعي الديني يحمل رسالة أسمى من أن تنحط عقول البعض إلى تهييج الناس ضد عمل فني, بغض النظر عن نوع وشكل وقيمة هذا العمل , لان ما حدث هو تجييش النشء على الدخول في صراع داخلي بين فئات المجتمع, وهذا ما سيؤدي إلى تفككه وتشرذمه وضعفه, في الوقت الذي وجب على هؤلاء أن يعملوا على تعزيز الروابط الاجتماعية وتقويتها. فإن كان العمل الفني هو المستهدف في الظاهر, فإن المستهدف هو وحدة المجتمع في الحقيقة, وتنوعه ومنجزاته في قدرته – موحدا - على إنجاز ما يصبو إليه, في ظل حالة ” التدريز ” و” الدرزنه” , فتُعطى المذهبية هنا شكلا فارغا من محتواه , إلا ما يخدم هدفا محددا يدعو إلى الانفراد في توجيه المجتمع , إلى حيث لا يريد المجتمع, وإلى حيث لا يريد رجال الدين العقلاء, وإلى حيث لا يريد ”المذهب الدرزي” ويبقى ثمة سؤال محيّر: لماذا هذه المعركة الفكرية “المذهبية” في هذا الأوان في الوقت الذي ليس لها خصم أو “عدو”؟؟!!!
الحادث الثاني : هو الاعتداء على مجموعة من الشباب ” غير دروز ” والقصة معروفة بتفاصيلها , أما خلفياتها فتكمن في نشر”الدرزنه” لغة بين الناس وخاصة الأطفال منهم, وتغذية العقول بالمفاهيم الشكلية الخالية من أي مضمون , إلا ما يناقض أصلا المفاهيم الدينية المذهبية للطائفة العربية الإسلامية الدرزية, التي بدأت بالتراث الدرزي , ولن تنتهي عند تطعيم الجيل الجديد بغذاء الطائفية , القائم على كراهية الآخرين, وبالتوكيد غير المبرر على: إننا دروز. وبس.
حسنا نحن دروز, وهذا ما نفتخر به أيضا, ولكن ماذا يعني بأننا دروز, غير الغاية التي بعثها في الأمة الإمام حمزة بن علي؟ ولماذا هذا اللغط الذي يثار دائما تحت عنوان: إننا دروز؟ دون أن يكون ثمة مبرر لطرح هذا الأمر بتلك القوة التي نشهدها, أي بدون خصم يطعن بدرزيتنا! في الوقت الذي لا ينبري من يبحثون عن الخصم الافتراضي, إلى شن ”المعركة” ضد الخصم الحقيقي الذي يطعن بانتمائنا الوطني والقومي.
إن الأزمة الحقيقية التي تقف وراء هؤلاء الذين يفتحون معاركا وهمية تحت ذريعة : إننا دروز, تكمن في التجييش اللا واعي للتمسك بالدرزية التي لا يلاحقنا أحد ليسلبنا إياها, فنرى مجموعة من الشباب الطائش, غير المتدينين أصلا, ممن يتعنقون بنجمة الخمسة, ”ويتفشخرون” بأنهم دروز, يهبون دون أي مسبب للاعتداء على غير الدروز من ضيوفنا, وهم سكارى أو ”مسطلين” أو بدافع الغيرة الهستيرية, فيشاركون ” بالطوشه” دون وعي منهم أو معرفة أسبابها. فهل هؤلاء هم من يمثل وجه الجولان الحقيقي بفئاته وأطيافه , وهل هؤلاء من يمثل وجه الطائفة الدرزية؟ وهل هذه هي الحالة المنشودة للتعصب الطائفي التي ينشرها البعض من غير أي مسوغ؟ وهل هذا ما يهدف أن يصل إليه بعض ”رجال الدين”,– وهم البعض الضئيل — بأن ينغلق بعض شبابنا على ”طائفيتهم“, لينفتح بعضٌ من البعضِ الآخر, على أفق الدنيا هربا من “التعصبية” الدينية.
إن من حق أي فئة اجتماعية وثقافية, أن تنشط في الوسط الاجتماعي العام, والشبابي بشكل خاص, لكن… أن أي نشاط سيكون مُعرض للنقد والمسائلة, وإننا كمجتمع جولاني عربي سوري تحت الاحتلال, تقع على عاتقنا توعية أطفالنا, أجيال المستقبل, على الانتماء الوطني والقومي, إلى جانب التوعية الدينية, القائمة على مبادئ مذهب التوحيد, الداعية إلى العلاقات السوية مع المذاهب الأخرى, من قيم نبيلة وسلوك حسن, وأخلاق رفيعة, إلى جانب الحفاظ على المنحى الوطني القومي العربي, للموقف الديني, الذي سار عليه أبائنا وأجدادنا, من رجال الدين الأفاضل, وسطروا من خلاله مواقف ثورية بطولية في الثورات المتعاقبة وفي المواقف النضالية المستمرة إلى يومنا هذا.
إن علينا كفئات اجتماعية متنوعة, أن نقف بشدة ضد كل من يعمل, أو يحاول العمل, على تشويه صورة الجولان وأهل الجولان, أو إثارة الانطباع السلبي عن مستوانا الثقافي والخلقي, أو تشويه الصورة الرفيعة عن مذهبنا الديني. وأن الموقف الحقيقي لأهل الجولان, هو الموقف الوطني والقومي الثابت, والموقف الأخلاقي الرصين, النابع من قيمنا ومبادئنا السامية, الموروثة منها والمستحدثة. ومن يخالف هذه القيم والمبادئ, فهو لا يمثل أهل الجولان العرب الدروز, المحصنين بمكارم الأخلاق, دائما وابدأ.
سيطان نمر الولي - كانون أول / 2009 - موقع الجولان الإلكتروني - الأحد, 29 أغسطس, 2010
0 تعليقات::
إرسال تعليق