الأحد، 12 يونيو 2011

بنو معروف: الأزرق توأم جبل العرب

تتفاوت الروايات الشفاهية حول بدايات تواجد الدروز في الأردن، وذلك لارتباطه بالتواجد الدرزي في جبل العرب، فالتكوين الجغرافي للمنطقة التي يتواجد فيها الدروز كانت تمتد بين ما يعرف حالياً بجبل الدروز جنوب سورية، وحتى منطقة الأزرق في شمال الأردن.
منذ البداية، كان للدروز دور أساسي في البلاد، إذ كانت أول حكومة أردنية، هي تلك التي شكلت في 11 نيسان / أبريل العام 1921، برئاسة “رشيد طليع”، وهو درزي من لبنان، كان أيضاً رئيساً لمجموعة حزب الاستقلال الأردني، الوريث الشرعي “للجمعية العربية الفتاة”. وقد عاد «طليع» وشكل الحكومة الثانية في الخامس من تموز العام 1921 واخرج الاستقلاليون من البلاد في العام 1924.

وأراد طليع وزملاؤه في أول حكومة أن تكون “ ثورية في الباطن”، لتحرير الجزء الشمالي من سورية الذي احتلة الفرنسيون.

بداية استقرار الدروز كانت في واحة الأزرق القريبة من جبل العرب، التي كانت تعتبر جزءا من أراضيه، إلا أن بداية استقرارهم في الأزرق كانت العام 1918 عندما وصل ما مجموعه 22 عائلة درزية من جبل العرب، بعد خروج الأتراك من المنطقة، وسكنت قصر الأزرق «وهو قصر أموي مبني من الحجارة البازلتية السوداء».

غير أن أول سكن للدروز سُجل خارج القصر كان العام 1937، عندما قام احد الدروز ببناء بيت له يبعد عن القصر 200 متر فقط.

المؤرخ المرحوم سليمان الموسى يقول في كتابه لورنس العرب: «إن الأزرق كانت واسطة الاتصال بين فيصل وأنصاره من السوريين ومنهم الدروز، حيث غادر كثير من مؤيدي الثورة سورية كي ينضموا إلى جيش الثورة». وهو يؤكد أن حركة الدروز وتنقلهم من وإلى داخل الإمارة، الناشئة آنذاك، كانت تتم إما على شكل عائلي، أو فردي.

ولم ينته العام 1932 حتى كان الدروز يشكلون جزءا متناميا ضمن المجتمع الأردني، وتوزعوا في مناطق عديدة خارج الأزرق، العاصمة عمان، الزرقاء، الرصيفة، أم القطين،العقبة والمفرق.

لأن الدروز يندرجون ضمن العرب المسلمين في الأردن، فإن تعدادهم لا يتم ضمن إحصاء منفرد، غير أن التقديرات الموجودة لدى تجمع أبناء “بني معروف”، وهو الاسم الذي يحبون أن يعرفوا به بدلا من الاسم الطائفي، تشير إلى أن العدد لا يتجاوز 15 ألف نسمة .

الأزرق

تضم الأزرق أكبر تجمع للدروز في الأردن، ورغم أن الأعداد القاطنة في مدينة عمان منهم تكاد تتساوى مع أعداد المقيمين في الأزرق، فإن تواجدهم في عمان يتوزع على مناطق مختلفة داخل مدينة يفوق عدد سكانها 5ر1 مليون نسمة. أما في الأزرق فإنهم يشكلون الغالبية العظمى.

بعد استقرار أول العائلات الرئيسية من الدورز في الأزرق العام 1918، لجأت إليها أعداد أخرى من الدروز العام 1924، بعد أن ازداد الوضع في جبل الدروز سوءا في أعقاب انطلاقة الثورة السورية الكبرى من جبل العرب بقيادة سلطان باشا الأطرش.

ويعتبر استخراج ملح الطعام وتكريره من أهم مصادر الدخل لسكان الأزرق، فقد تم اكتشاف الملح العام 1924 مصادفة هناك، حين قام أحد الصيادين بحفر حفرة ليكمن فيها للصيد، ففوجئ بتدفق الماء وامتلائها به، وعندما عاد بعد أيام وجد الحفرة قد جفت من الماء ولم يبق سوى الملح. ومنذ ذلك الوقت أصبح استخراج الملح هو العمل الرئيسي للسكان، وهو أهم مصدر من مصادر الدخل هناك. وبعد معاناة على مدار 60 عاما، أصبح الملح يستخرج ويكرر بطرق حديثة، إلى أن تم بناء مصنع لتكرير الملح العام 1987 تملكه جمعية الأزرق التعاونية.

كان النجاح الذي حققه الدروز الأوائل في عمان، في الثلاثينيات، وراء إقبال المجموعات المتتالية للقدوم إليها، ولم ينحصر ذلك في منطقة جبل الدروز، ولبنان، بل جاءها دروز من فلسطين، ومع النمو العمراني، والاقتصادي الكبير الذي حققته عمان كانت أعداد الدروز تزداد وتزداد في المجالات كافة.

منصور المعلا - السجل - الخميس 12 حزيران 2008 /العدد 30

0 تعليقات::

إرسال تعليق