الاثنين، 23 مايو 2011

مختلف الأشكال والأنواع في ما قيل عن أهل الجماع!

Free Image Hosting at www.ImageShack.us
الأشكال والأنواع في الجماع
النشاط الجنسي مثله كأي نشاط جسدي أو روحيّ آخر، يتأثر بمجمل معطيات، ومنها المعطى الثقافي الذي يترك أثراً بطريقة أو سواها على عمله وأدائه. ولقد عُرِف عن خصوصية الحضارات ما يشتمل أيضاً على خصوصية الجنس أو النشاط الجنسي، حتى بات علامةً من علامات التميز الحضاري كالموسيقى وكاللغة وكالفلكلور.

الثقافة، هنا، لا تعني بالضرورة النصَّ الذهني المنتَج، بل تعني ذلك السياق الاجتماعي والتاريخي الذي تتداخل فيه البيئةُ باللغة بالوعي. من هنا، فإن النشاط الجنسي يتغير ويتأثر تبعاً للبيئة تلك ويكتسب خصوصية بالغة من المكان، حتى ليصبح النشاط الجنسي تمظهراً كاملاً للبيئة بكل محتواها.

مثلاً، النشاط الجنسي في افريقيا وفي أمريكا اللاتينية يتأثر حكماً بدرجة الحرارة والتلاصق الاجتماعي ونوعية الغذاء، وهو في طبيعته، تلك، سريعٌ تفريغي. على غير النشاط الجنسي، مثلاً، في قلب أوروبا، حيث يكون أكثر بطءاً وأقل تفريغيةً، كالشعب الألماني الذي اشتُهر بطول مدة الممارسة الجنسية وتكرارها وكمّيتها. الأمر نفسه نراه في البلدان منخفضة الحرارة والتي تترك شيئا ما من الكآبة عند نفوس الأفراد، حيث يكون النشاط الجنسي شكلاً من أشكال التواصل الروحي، في الأصل، بسبب الحاجة الدفينة إلى التواصل، الأخير الذي بات معدوماً بسبب الطبيعة الكئيبة للأداء الاجتماعي عندما يترك غياب الشمس وكثرة الغيوم الآثار العميقة المانعة للإحساس بالفرح، كهولندا وفنلندا اللتين تضمّان أفراداً هم الأكثر كآبة وانغلاقاً في أوروبا.

الجنس الصيني، الذي يتأثر بالطبيعة الجغرافية والفلسفية إلى حد كبير هو ذو محتوى ثقافي كبير، حيث يبدو "الطاو" فلسفة في فهم الحياة لذةً غير قابلة لتوليد الإحساس بالخطيئة. فذلك الإحساس ليس جزءا من الثقافة الصينية المتراكمة، ويبدو معها الفعل الجنسي طريقة تفكير ونظام حياة. يعتمد الجنس الطاوي، مثلاً، على إطالة زمن الإحساس بالمتعة، والتعامل مع المرأة ليس كأداة للمتعة، بل كموضوع لها. من هنا فإن الجنس الطاوي يساوي بين إمتاع المرأة والتمتّع معها بشكل كامل ومتساوٍ.

الجنس العربي، أو النشاط الجنسي في طبيعة الحياة العربية، هو من أكثر أنواعه نشاطاً وتنوعاً واختلافاً. فهو – أي النشاط الجنسي – ينقل كل تنوع البيئة العربية وتأثرها كحضارة تقع في ملتقى حضارات آسيوية وافريقية وأوروبية. لهذا يحمل هذه النشاط تنوعاً كبيراً وتبايناً هو في الأساس غنى الحياة العربية وتأثرها وعمقها الحضاري. والمطلع على أدب التصنيف الجنسي، في الحضارة الإسلامية يجد من التنوع والفهم ما لا يجده في أي ثقافة أخرى للموضوع الجنسي، ففي كتب التصنيف الجنسي، تلك، تتوع أسماء الأعضاء الجنسية على نحو لافت، وكذلك تختلف صفاتها وأفضل ما في أدائها والأمثل في المعاشرة وخبرات الجماع وأنواعها وأحسنها للصحة وللشريك وللشخص. ومن أهم مساهمات التصنيفات السالفة هي تلك الإشارة التي باتت ركيزةً في التحليل النفسي بقول ابن سينا الشهير: "الجماعُ يرقّق النَّفْس" أي دور الفعل الجنسي في تفريغ العنف واحتوائه. ولم تخل كتب التصنيف تلك من إشارات الجنس الغريب وممارساته على اختلافها ومهما بلغت فيها درجة الانحراف والشذوذ.

من هنا، فإن النشاط الجنسي، في جوهره، ذو محتوى ثقافي وحضاري، يتأثر ويترك أثراً بالمعطى الخارجي ومن ثم يحتويه ويعكسه ويعيد إنتاجه. ومن النادر أن يكون لذلك النشاط مجرد أبعاد محدودة ضيقة تجعل منه فعلاً منعزلاً. الفعل الجنسي هو منطقة جامعة تنصهر فيها كل البنى الصانعة للظاهرة الحضارية الكبرى.

د. مديحة . نون . المارتقلي - 11/30/2008 4:57:00 AM GMT

0 تعليقات::

إرسال تعليق