الأحد، 3 يوليو 2011

الثوار الليبيون يتقهقرون في "الغربي" تحت وابل من الصواريخ.. قمة الاتحاد الأفريقي: القذافي ينبغي ألاّ يشارك في المفاوضات

اضطر الثوار الليبيون الذين تقدموا إلى مسافة 80 كيلومترا من معقل الزعيم الليبي معمر القذافي في العاصمة طرابلس، إلى التقهقر أمس أمام قصف صاروخي من القوات الحكومية فيما رأى رؤساء الدول الأفريقية الذين يشاركون في قمة تنعقد في مالابو وجوب استبعاد القذافي عن المفاوضات لإخراج ليبيا من الأزمة، وسط خلافات فرنسية - روسية على العمليات الدولية في هذا البلد. أثار تقدم المعارضة قبل خمسة أيام إلى مشارف بلدة بئر الغنم الصغيرة، احتمال حصول انفراج في الصراع المستمر منذ أربعة أشهر والذي بات الأكثر دموية في انتفاضات "الربيع العربي".
لكن مراسلين في بئر عياد على مسافة 30 كيلومترا جنوبا أفادوا أن الثوار الذين كانوا يتجمعون على تل قرب بئر الغنم ينسحبون تحت قصف القوات الحكومية بصواريخ "غراد". وقال مراسل "رويترز" إن الصواريخ وصلت إلى بئر عياد وهي نقطة لمفترق الطرق عند الجبل الغربي الذي انطلق منه الثوار الأسبوع الماضي.
ويبرز صد تقدم الثوار قدرة قوات القذافي التي تمكنت من الصمود أمام حملة القصف الصاروخي التي تشنها قوات حلف شمال الأطلسي منذ 15 أسبوعا ومحاولات المعارضة لاختراق خطوطها على ثلاث جبهات.
ويتزايد الإحباط من بطء التقدم داخل الحلف، فيما يقلق بعض الأعضاء من تكاليف الحملة وطول مدتها عما توقع مؤيدوها أول الأمر. كما أن ثمة خلافات على المدى الذي يمكن أن يذهب إليه الأعضاء في مساعدة الثوار.
وباتت فرنسا هذا الأسبوع العضو الأول في التحالف المناهض للقذافي يقر بإمداد المعارضة بأسلحة وبررت ذلك بحماية المدنيين. وقالت إنها استخدمت المظلات لإسقاط بنادق وقاذفات صواريخ إلى جانب مساعدات إنسانية للمعارضة في الجبل الغربي.
ودفع هذا الإقرار روسيا إلى اتهام فرنسا "بانتهاك سافر" لقرار الأمم المتحدة 1970 الذي فرض حظرا شاملا على الأسلحة لليبيا في شباط.
وحتى حلفاء باريس نأوا بأنفسهم عن الخطوة الفرنسية على رغم أن بريطانيا والولايات المتحدة أعربتا عن اعتقادهما أنه يمكن تبرير هذه الخطوة.
وأكد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه خلال زيارة لموسكو أن فرنسا أبلغت الحلف ومجلس الأمن تسليمها الثوار الليبيين أسلحة.
وسئل عن الانتقادات الروسية، فأجاب: "لم نخرج عن إطار قرارات مجلس الأمن... لقد أبلغنا مجلس الأمن وشركاءنا في الحلفز... لدينا خلافات (مع روسيا)، وهذا لا يمنعنا من العمل معا".
لكن نظيره الروسي سيرغي لافروف انتقد "التفسيرات" المختلفة لقرار مجلس الأمن. وقال: "هناك موقف حرج جدا حاليا، إذ يمكن تفسير (القرارات في شأن ليبيا) كيفما كان".
وصرحت عائشة ابنة القذافي في مقابلة تلفزيونية بان ليبيا على استعداد لعقد اتفاق مع المعارضة إذا كان هذا سيؤدي إلى وقف إراقة الدماء.
ويمثل العرض تحولا في اللهجة. وحتى الآن يعتبر المسؤولون الليبيون المعارضين مجرمين ولم يتحدث أي مقرب من القذافي علانية عن احتمال التوصل إلى أي تسوية معهم.
وقالت عائشة: "تجري مفاوضات مباشرة وغير مباشرة ويتعين علينا حقن دماء الليبيين... لذلك فإننا مستعدون للتحالف مع الشيطان وهو المعارضون المسلحون". لكنها استبعدت احتمال رحيل والدها إلى المنفى قائلة: "هذه الكلمة الرحيل الرحيل الرحيل.... الغريب هو إلى أين تريدونه أن يرحل؟ هذا بلده وأرضه وشعبه".

الاتحاد الأفريقي

وفي مالابو، نقل مفوض السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي رمضان العمامرة عن الوثيقة الختامية التي تمت الموافقة عليها في القمة الـ17 للاتحاد الأفريقي، أنه "ينبغي ألا يشارك القذافي في المفاوضات"، مشيرا إلى أن رؤساء الدول اتفقوا على "اتفاق إطار".
وبموجب الاتفاق، سيرفع وسطاء الاتحاد الأفريقي، أي جنوب أفريقيا والكونغو ومالي وأوغندا وموريتانيا ، هذه الوثيقة إلى "الطرفين الليبيين أي حكومة الجماهيرية الليبية والمجلس الوطني الانتقالي".

(أ ب، و ص ف، رويترز)  النهار 2 تموز 2011

0 تعليقات::

إرسال تعليق