الأحد، 31 يوليو 2011

لماذا أقدم البرامج الفنية؟ عليّ أن أقدم الأخبار... ريما مكتبي لا تعلم طائفة أغلب أصدقائها

لماذا أقدم البرامج الفنية؟ عليّ أن أقدم الأخبار... 

ريما مكتبي لا تعلم طائفة أغلب أصدقائها 

ريما مكتبي
زيد بنيامين من دبي: في منطقة الدكوانة التي تقع على ضواحي العاصمة اللبنانية بيروت، كان عمو ميشيل قد وجد لنفسه "شغلة يعملها"، ففي وسط الحرب والمواجهات التي كان عنوانها العريض قتل الإنسان لأخيه الإنسان، كان عمو ميشيل قد اخذ لنفسه خطاً مختلفاً، فهذا الرجل الطاعن في العمر، قد اختار لنفسه القيام بالتسوق نيابة عن جميع الناس اللذين يشاركونه السكن في نفس الطابق، وحينما كان يظهر في بداية الشارع الذي فيه منزله الواقع في مبنى مكون من خمسة طوابق، كانت هناك فتيات صغيرات يركضن نحوه، وقد نسين النصيحة الغالية من ذويهن بعدم الابتعاد عن بيوتهن، خوفاً من اندلاع المواجهات بين أمراء الحرب من جديد، منهن من يشاركنه حمل المؤن ، ومنهن من يشاغبن الرجل الكبير، ومنهن من كن يطرحن الأسئلة التي لا تتوقف، أو يخبرنه بآخر أخبار المنطقة أو الضيعة التي أصبحت اليوم مدينة صناعية غارقة في الازدحام.. كانت ريما مكتبي إحداهن! 

ريما مكتبي
كانت شقة ريما تقع في الطابق الخامس إلى جانب شقة (عمو ميشال)، كان الرجل العجوز قد اختار لنفسه مهمة جلب المؤن الغذائية لكل الذين يعيشون معه في ذلك الطابق من عائلات والذي تسميه ريما "وحدة حال" في جو عاصف، حيث تخترق أوقات اللعب، أوقات الحرب، ويحصل اختلاط كبير بينهما "أنا اليوم جريئة بسبب الحرب، لكن آخر الحرب بين عون وجعجع (الله يوجه لهم الخير) هربنا إلى زحلة حيث أهل أمي".
ولدت ريما مكتبي عام 1977 في قرية (الدكوانة) التي تعد احد ضواحي العاصمة اللبنانية بيروت، وذلك بعد عامين من اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، "فتحت عيني على عدم وجود دوام في المدرسة اليوم بسبب القصف.

ريما مكتبي
لا تعرف ريما والدها الذي غادر وهي صغيرة حيث قتل في الحرب الأهلية اللبنانية، تاركًا العائلة وحدها، حيث الأم تعمل من أجل إعالة صغارها، وريما تقوم بدور الأم حيث تعد الطعام لأشقائها، جزءٌ من حمل عرفته مبكرًا في وقت لم تتعرف على والدها لتقاطع الوقت بينهما "صوره قليلة، وأشبه كثيرًا بالشكل، أمي لا تحدثني عنه لأن ذلك يسبب الألم لها، فلا نتكلم كثيراً عنه".
كان عليها أن تهرب خلال حياتها وتترك مدرستها لفترة وهي المدرسة اللبنانية الإنجيلية للبنين والبنات بسبب تصاعد حدة الحرب الأهلية اللبنانية "كان جو وايت وزوجته مسز وايت يديران تلك المدرسة، وكانوا (ختيارية)، ويمثلون عائلة بالنسبة لنا، أتذكر سمير عمار وهو مدرس اللغة الانكليزية، وكنت متفوقة في الأدب الانكليزي والأدب العربي".
وقد علق اسم سمير عمار بالتحديد في ذاكرتها لأنها أسست معه مجلة المدرسة (إيفان غازيت) حينما كانت تبلغ من العمر ستة عشر عاماً، والمجلة مازالت مستمرة حتى اليوم "كانت فكرة مشتركة اشتركت فيها مع جان دارك جبور وإحدى صديقاتي في المدرسة، والمشرف كان سمير عمار مدرس اللغة الانكليزية، ومدرسة انكليزية هي ماري نصر متزوجة من لبناني، وفسحنا المجال أمام الجميع للكتابة فيها، كان إنجازًا أن أرى المجلة مطبوعة بين يدي، ولم يكن المجال الإعلامي قد خطر في بالي وقتها، كنت اخترت الفرع العلمي سعيًا لدراسة الهندسة!".
كانت القناعة الراسخة في المجتمع ضد التخصص في الأدب، فالطب والهندسة هما حلم كل عائلة، قدمت ريما أوراقها في أغسطس/آب 1996 للدراسة في التخصص الذي طالما رسمت خططها للدراسة فيه "كان حلمي أن أدرس في جامعة خاصة ولكنني لم املك الإمكانيات، فقبلتني الجامعة اللبنانية".

بعد شهر من ذلك التاريخ ستتغير حياتها تمامًا، حينما ستقبل في قناة المستقبل "قبل 1996 كانت بيروت مقسومة (فكرياً) بين شرقية وغربية، كانت تلك المرة الأولى التي ادخل فيها بيروت الغربية، وذلك مع مجموعة من أصدقائي لتقديم فكرة برنامج حواري إلى علي جابر، لم يكن لي أي علاقة بها، كانت زيارة لا أكثر، لكن أثناء خروجي صادفت منتج ما زال يعمل في التلفزيون هو محمد مسلماني، فقال لي: بدك تعملي مذيعة، فاجأني ذلك، فقلت له أنا أريد العمل كمهندسة أو التدريس في الجامعة".
كان البيت الأبيض القديم الذي اتخذ مقراً لقناة المستقبل مقصداً للكثير من اللبنانيين الساعين للعودة إلى المشهد في المنطقة بعد سنوات الحرب "نصحني أصدقائي بضرورة قبول الفرصة فمنها عيش تجربة جديدة، ومنها الحصول على مصروفي اليومي، فكل الطلبة كانوا يعملون".
جاء الدخول لقناة المستقبل دون تخطيط مسبق، تاركة أوراق التقديم للدراسة لكلية الهندسة دون أن تكمل، لتعود من جديد محاولة الدراسة في الإعلام والتخصص في الصحافة، في ذلك الوقت أيضا، كان من المقرر أن تقوم ريما بتقديم برنامج خاص بالمسابقات، لكن إيهاب حمود منتج برنامج عالم الصباح من المستقبل اقترح أن تقدم ريما نشرات الطقس خلال برنامجه "وجدت الإدارة أن هذه فرصة كي يتعود الناس على وجهي، كان تقديم نشرة الطقس في لبنان (شغلة كبيرة) وذلك لأن الفكرة كانت جديدة".
وعلى مدى سنتين قدمت ريما مكتبي نشرة الطقس، ومن ثم قدمت برنامج مسابقات (Tele Fun) الذي استمر لنحو عام تقريباً، وبدأت فيما بعد تقديم عالم الصباح الذي يتضمن حوارات مع أطباء واختصاصيين والفنانين والكتاب والشعراء، كما قدمت برنامجاً فنياً يحمل عنوان (الليل المفتوح) استضافت فيه مع اثنتين من زميلاتها العديد من الفنانين "لم أكن سعيدة في تلك المرحلة، لأنني حينما بدأت دراسة الصحافة، اكتشفت أنني في المكان الخطأ، ماجدة أبو فاضل التي درستني في تلك الفترة قالت لي أن لدي العديد من المقومات، فلماذا أقدم البرامج الفنية، عليّ أن أقدم الأخبار".
كان على ريما مكتبي مطالعة الصحف الصادرة كل يوم، ومتابعة الشؤون السياسية والاقتصادية، وقراءة التحليل والتعليق، حيث كانت دراستها مزيج من ما هو أكاديمي، وما هو عملي، بينما في التلفزيون عليها العمل في مكان مختلف تماماً، فيه الحديث عن الفن والفنانين والمواضيع الاجتماعية "أنا فخورة بما قمت به، لقد قابلنا الكثير من الفنانين والممثلين، والمجال الفني أصعب كثيراً من السياسة، لأن الأخبار في السياسة متكررة، لكنني عموماً لم أجد نفسي".

إيلاف » GMT 8:00:00 2009 الجمعة 27 مارس

السيرة الذاتية للمذيعة ريما مكتبي

بدأت عملها في تلفزيون «المستقبل» عام 1996. آنذاك كانت في الثامنة عشرة. كانت قد أنهت دراستها الثانوية وتستعد لدخول الجامعة
تقدمت إلى امتحان الدخول لدراسة الهندسة. لكن دخولها معترك الإعلام في «المستقبل» غيّر توجهاتها. تخلت عن الهندسة ودخلت «الجامعة اللبنانية الأميركية» حيث حصلت على دبلوم في الصحافة وماجستير في العلاقات الدولية. أمضت خمسة أعوام في تقديم البرامج الفنية والترفيهية ولم تجد نفسها. والد ريما قتل في منزلها خلال الحرب الأهلية. كان عمرها آنذاك سنتين ونصف السنة. أهلها مانعوا في عملها التلفزيوني. كانوا يريدون أن تتعلم وتعمل في مجال آخر. لكنها راحت إلى الكاميرا مع نشرة الطقس وبرنامج «الليل المفتوح» والمقابلات والمسابقات الرمضانية. لم تحب العمل في البرامج الترفيهية. تعرفت مكتبي على الإعلامي والنائب الراحل جبران تويني في ورشة إعلامية في الجامعة. هذه المعرفة فتحت لها درب الصحافة المكتوبة، لتغادرها بعد فترة قصية وتحتفظ بحنين للعودة إليها. وذلك لشعورها «أن كل شيء في الصحافة المرئية يتبخر في الهواء. لكن لا نستطيع أن ننكر أن لغة العصر هي الإعلام المرئي. وعندما أكمل تجربتي في الصحافة المرئية وأشعر أني أعطيت كل ما لدي وأخذت كل ما أريده، سأعود حتما إلى الإعلام المكتوب».

بقلم : دنيا الوطن 01 تموز, 2007

0 تعليقات::

إرسال تعليق