الأربعاء، 18 مايو 2011

مقتل دبلوماسي سعودي في كراتشي.. وطالبان باكستان تتبنى العملية

القنصل السعودي لـ«الشرق الأوسط»: حراسة شخصية للدبلوماسيين كافة.. وحماية مكثفة على جميع الطلاب

http://www.aawsat.com/2011/05/17/images/news1.622069.jpg
ضباط باكستانيون يفحصون سيارة الدبلوماسي السعودي الذي تعرض لإطلاق نار في كراتشي، أمس (إ.ب.أ)

لقي دبلوماسي سعودي حتفه، أمس، في العاصمة الباكستانية كراتشي، بعد أن تعرض لإطلاق نار من مجهولين أثناء توجهه لمقر عمله في القنصلية السعودية هناك، بينما أعلنت حركة طالبان باكستان تبنيها للعملية الإرهابية.
وأكد عبد العزيز الغدير، سفير السعودية لدى باكستان، لـ«الشرق الأوسط»، أن التحقيقات جارية منذ الاعتداء الأول على السفارة السعودية في باكستان، وسيتم إصدار بيان كامل فور الكشف عن الجهات المتورطة، سواء أكان في الاعتداء على السفارة أم الهجوم الذي أسفر عن مقتل أحد الدبلوماسيين السعوديين في باكستان، صباح أمس، بعد أن اعترضه شخصان على دراجة نارية.


واستبعد السفير السعودي لدى باكستان أن تكون هنالك أي علاقة بين العمليتين وإعلان واشنطن اغتيال أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في مدينة أبوت آباد الباكستانية، في حين تبنت حركة طالبان باكستان العملية، مطالبا بعدم الاستعجال في طرح تكهنات بشأن هوية المهاجمين، داعيا إلى ضرورة الانتظار حتى انتهاء التحقيقات والكشف عن الملابسات.

واستنكر عبد العزيز الغدير، السفير السعودي لدى باكستان، في حديثه مع «الشرق الأوسط»، بشدة، ما سماه العمل الإجرامي الذي تعرض له الدبلوماسي حسن بن مسفر القحطاني، 37 عاما، الذي يعمل عضوا في السفارة السعودية بكراتشي، وهو متوجه من مقر سكنه إلى السفارة.

وأوضح الغدير أن الجهات الرسمية تستعد لإرسال طائرة لنقل جثمانه إلى الأراضي السعودية، مؤكدا مشاركة السعودية للجهات الباكستانية في التحقيقات وتأمين الحماية للسفارة والأفراد بحسب السفير السعودي، كما علمت «الشرق الأوسط»، من مصادر مطلعة، نقل الجهات الرسمية لأسرة القحطاني في مدينة كراتشي من مكان إقامتهم إلى أحد الفنادق الباكستانية.

هذا وكان قد أطلق مجهولان في مدينة كراتشي الباكستانية، صباح أمس، النار على سيارة تابعة للقنصلية السعودية في كراتشي، مما أدى إلى وفاة دبلوماسي سعودي يدعى حسن القحطاني.

وأوضحت شرطة كراتشي أنه تم إطلاق نار على سيارة تحمل لوحة رقم (سي سي 5264) تتبع للقنصلية السعودية في منطقة ديفينس بحي خيابان شهباز؛ حيث كان يقودها الدبلوماسي السعودي المذكور، ونقلت جثته لاحقا إلى مستشفى جناح.

وقال مدير شرطة منطقة السند، فياض لغاري: إن الجهات الأمنية تحفظت على السيارة، وبدأت تحقيقاتها والبحث عن المجهولين اللذين أطلقا النار.

وأشارت معلومات أولية إلى أن المعتدين كانا يستقلان دراجتين ناريتين، وأطلقا أكثر من 10 رصاصات من الجهتين، على (الراكب والسائق) بطريقة عشوائية، مبينة أن الدبلوماسي كان قد خرج من منزله متوجها إلى مقر عمله في القنصلية.

وطالب وزير الداخلية الباكستاني، رحمان مالك، الجهات الأمنية الباكستانية بتقديم كامل المعلومات المتوافرة لديها حول هذه الحادثة، مشددا على ضرورة اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة والفورية للقبض على المعتدين وإيقاع أقصى العقوبات عليهما، كما طالب الجهات الأمنية بضرورة تقديم الحماية لجميع السعوديين في كراتشي، وتشديد الأمن حولهم.

كانت القنصلية السعودية في كراتشي قد تعرضت، الأسبوع الماضي، للاعتداء أيضا من قبل مجهولين ألقوا قنبلتين يدويتين على المبنى، مما أدى إلى أضرار بسيطة جدا في المبنى دون أن تقع أي خسائر في الأرواح.

من جهتها، شرعت القنصلية السعودية في كراتشي باتخاذ جملة تشديدات أمنية، تتمثل في تكثيف الحراسات الأمنية عبر توفير الحراسات الشخصية لجميع الدبلوماسيين، وتأمين الحراسات الأمنية وقت الدوام الرسمي لنحو 150 طالبا وطالبة في المدرسة السعودية بكراتشي، فضلا عن تأمين حراسة أمنية لطلاب الجامعات من السعوديين الذين يبلغون نحو 90 طالبا.

وطبقا لمصادر دبلوماسية سعودية تحدثت لـ«الشرق الأوسط» أكدت أن ذلك يتم بالتنسيق مع الملحقية الثقافية هناك.

وقال فالح الرحيلي، القنصل السعودي في كراتشي، الذي تحدث في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» عقب اجتماع أمني انتهى في تمام الثانية ظهرا بالتوقيت المحلي لباكستان أمس: إن الهجوم وقع في الثامنة و45 دقيقة صباحا، عبر شخصين كانا يستقلان دراجتين ناريتين.

وذكر فالح الرحيلي أن التكثيف الأمني الذي تتخذه البعثة الدبلوماسية السعودية مشدد على صعيد اللجنة الأمنية، بالتعاون مع العناصر الأمنية الباكستانية، مضيفا أن منطقة مقر القنصلية تشهد تكثيفا في الأمن، لا سيما أنها إلى جوار مقار لممثليات دبلوماسية أخرى كالتركية والإماراتية.

وأثناء المكالمة الهاتفية مع «الشرق الأوسط» تلقى القنصل السعودي في كراتشي نبأ تبني طالبان باكستان مسؤولية الهجوم، لكنه بدا غير متأكد من ذلك (بعد الثانية والنصف ظهرا).

من جهته، قال متحدث باسم طالبان، في اتصال هاتفي من موقع لم يكشف عنه: نتحمل المسؤولية عن مقتل الدبلوماسي، في وقت سابق أمس. وأضاف: سنواصل تنفيذ مثل هذه الهجمات إلى أن تتوقف أميركا عن تعقب «القاعدة» وتوقف هجماتها بطائرات من دون طيار، وهي الهجمات التي تشنها الولايات المتحدة على مقاتلين بشمال غربي باكستان.

وحول التوصل إلى نتائج لهذا الهجوم قال الرحيلي: «لم تزودنا الجهات الأمنية الباكستانية بشيء حتى اللحظة؛ إذ يقولون إنهم يواصلون التحقيقات».

وفيما يتعلق بالطلبة السعوديين، قال القنصل السعودي: «لدينا تنسيق بيننا وبينهم مع الملحق الثقافي وأوضاعهم مستقرة»، مضيفا: «أبلغنا الحكومة الباكستانية بضرورة التنسيق الأمني لحماية المدرسة السعودية التي تتكون من نحو 150 طالبا، إلى جانب اتفاقنا مع الملحق على تأمين حراسات على الطلاب السعوديين في الجامعات بكراتشي وذلك أثناء الدوام الرسمي».

الرياض: هدى الصالح إسلام آباد: عمر فاروق كوالالمبور: بدر القحطاني  - الشرق الأوسط 17 مايو 2011

0 تعليقات::

إرسال تعليق