السبت، 7 مايو 2011

كبسة: جبهة طويلة عريضة



لأي  جبهة وطنية عريضة يروّج الرئيس نبيه بري.

جبهة خالية من الويكيليكسيين؟ مستحيل. فكل الأطراف المتحالفة والمتخاصمة قالت ما لم يقله مالك في الخمرة في معرض هجوها لسلاح "المقاومة الإسلامية" ودوره، وعبّرت عن مشاعرها تجاه "حزب الله" كمكوّن "سرطاني" على ما جاء في أحد المحاضر نقلاً عن الرئيس نجيب ميقاتي أو عن مغامرات "الحزب ـ القائد" في حروب الداخل والخارج وفي مقدمها حرب تموز. محبة عامرة غامرة  لم يجد الحزب حيالها سوى الصفح عمن لحق نفسه واعتذر ببيان أو بمقابلة أو بفعل ندامة أما الآخرون فسيقاضيهم الحاج محمد رعد بعد إتمام فصول الانقلاب.


من خلال ويكيليكس، وسبقات "الجمهورية" الصحافية المعطوفة على جهود "الأخبار" عرّت الأطراف نفسها من دون مساعدة أحد وقدّمت إلى اللبنانيين حقيقة واضحة عن المشاعر المتبادلة والصادقة ضمن المعسكر الواحد وفي إطار وطني يشمل الخصوم والحلفاء على السواء

فعل خيراً مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج إذ زوّدنا بالحقائق وحبذا لو يكشف للقراء موقع دولي ذو صدقية عالية، أو سفير موثوق به كالسفير جيفري فيلتمان ما يضمره "حزب الله" لشركائه في الوطن والمهجر ليكتمل البازل، كي يدرك اللبنانيون البسطاء مثلنا عمق المحبة وشدة الأواصر التي تحكم العلاقات بين قادة البلد ووجهائه.
في ظل إضاءات ويكيليكس، وسقوط أوراق التوت والعليق والتفاح وحتى أوراق الملوخية، عن أي جبهة يتحدث دولة "الإستيذ"؟ 

من يثق بمن بعد كل ما جرى ونُشِر؟

من سيضم رئيس "حركة أمل" إلى جبهته؟

أيضم العماد ميشال عون لوحده مع ركنيه الدكتور نبيل نقولا والحاج عباس الهاشم؟ وهل تقبل الجبهة بفريد الياس (الخازن) وإبراهيم كنعان وغسان مخيبر.
هل سيضم إلى جبهته وليد جنبلاط بالطبعة الممانعة الجديدة؟ 

هل سيشطب بري عبارة "كذاب كبير" من الطبعة المنقحة ويأخذ بوليد جنبلاط المتحالف مع سورية الأسد؟ وماذا لو تغير اسمها فأصبحت سورية فقط؟ هل يستبدل جنبلاط أو يستبدل الوفاء لسورية بالوفاء لأم القيوين؟

بم يفكر دولة الرئيس؟ 

بجبهة على شاكلة جبهة الخلاص المولودة بعملية تلقيح، جبهة لم تخلّص معاملة ولم تجتمع إلاّ للصورة؟

عن جبهة واسعة منحولة عن موديل جبهة الأحزاب والقوى الوطنية والتقدمية مع واجهة شبح؟

عن جبهة برلمانية جديدة تضم خليط 8 آذار والنواب الدكتور نقولا فتوش وأحمد كرامي والنائب الصفدي والرئيس نجيب ميقاتي؟ 

هل يتحدث عن تغيير أساسي أو عن تغيير آرمة المحل. فبدلا من سناك 8 آذار يطلق سناك وباتيسري الجبهة الوطنية. رقم الهانف نفسه. الخطاط نفسه. الخط القومي والعروبي نفسه.

وإن نجح بري في تظهير جبهته. فمن أين تُدار؟ من عين التينة؟ من بير العبد؟ من ريف دمشق؟ من الرابية؟ من طهران؟ من أي مكان.

وهل تكون قيادتها جماعية أو مداورة، فيرأس الجلسة رئيس "حركة أمل" لمرة، ثم يقعد زعيم "التيار الوطني الحر" على رأس الطاولة والرأس والعين. وبعده قائد "حزب التضامن"، فيليه رئيس "إتحاد قوى الشعب العامل"، فرئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني"؟... أيقبل بري أن يرأس جبهته الطويلة العريضة كل 4 أعوام مرة. إن قبِل فأنا لن أقبل.

عماد موسى، الجمعة 6 أيار 2011 - ناو ليبانون


0 تعليقات::

إرسال تعليق