السبت، 7 مايو 2011

7 أيار.. بعثي


عندما ارتكب مسلّحو "حزب الله" وحركة "أمل" والحزب السوري القومي الاجتماعي والجماعات الموالية لسورية فعل "اليوم المجيد" في 7 أيار (مايو) 2008، كثرت التحليلات عن الخطاب الموازي للهمجية التي طالت الأبرياء والمنشآت والمؤسسات الإعلامية. كثيرون قالوا إنه خطاب كاذب ومخادع ومتطرف أو"ظلامي" أو إيراني، وبعضهم رأى انه خطاب بعثي ... وهو محق.


قارنوا بين روايات الحزب الحاكم في سورية وجبهته الوطنية وبين روايات الحزب الحاكم في لبنان وجبهته الوطنية مع فارق الظروف والمنطلقات بطبيعة الحال. ففي لبنان حصلت تظاهرة للاتحاد العمالي العام تمّ الاعتداء عليها بحسب 8 آذار، ثم أُلقيت على المارة قنابل يدوية، ثم انتشر القنّاصة على كل الأسطح وبدأوا يطلقون النار على المواطنين، ثم نسي الجميع موضوع العمال ولم يعد احد يتذكر هؤلاء المساكين الذين "ضحكوا" عليهم وأحضروهم إلى ساحة البربير. صارت القصة مؤامرة لإنهاء المقاومة يجب القضاء عليها. صارت هناك ميليشيات يفوق عددها الـ 12 ألف مسلح تدربت في الأردن بهدف مواكبة إنزال أميركي على شواطئ لبنان وربما اجتياح إسرائيلي من الجنوب. كشفت الوثائق، التي قال الكاتب الذي يفهم في كل شيء محمد حسنين هيكل أنه اطلع عليها، وجود آلاف المسلحين في بيروت ممن تدربوا في الخارج لتنفيذ أجندات خارجية، وكشف أحد أركان 8 آذار عبد الرحيم مراد أنه كان يمرّ دائما في بيروت على حواجز مسلحة تابعة لتيار "المستقبل"... كل هذا وأهل بيروت مثل أهل درعا وحمص وحماة واللاذقية والرستن لا يعلمون ولا يرون.

بين ما قاله الحاج حسين خليل المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" في بداية اجتياح بيروت في 7 أيار وبين ما قاله ويقوله مسؤولو النظام السوري في بداية اجتياح درعا وغيرها من المدن والبلدات، مشتركات كثيرة. تظاهرة سلمية في بيروت لعمال أُطلقت عليها النار، وتظاهرة سلمية في درعا أطلق عليها مندسون النار وعلى رجال الأمن في الوقت نفسه. مسلحون مقنّعون يروّعون الآمنين. روايات متناقضة عن التخريب والمخرّبين وهوياتهم. قنّاصة وأسلحة. خمور في بيروت وحبوب هلوسة في سورية. أجندات خارجية. عملية بالمنظار وليست جراحة كبيرة. محاولات السيطرة على حرية التعبير وخنْق وسائل الإعلام وملاحقة الإعلاميين ومطاردة المصوّرين. قتْل مدنيين أبرياء والاعتذار لاحقا لذويهم "ففي كل مواجهة كبيرة لمشروع تآمري كبير، لا بد من أثمان" ... وما ينسى المسؤولون السوريون إيراده في توصيف المؤامرة، يكمله لهم "الحلفاء" اللبنانيون الجهابذة الذين يذكّرونهم بنقطة قد تكون خافية عليهم أو باسم رموز المؤامرة أو بـ "شيك" من أمير سُحب من المقاصة واستُخدم ذريعة لسحب الأظافر ونصب المقاصل.

كانوا مخربين متآمرين في لبنان ولم يكن للدولة المدنية حقوق تريد استعادتها من سلطة حزبية أمنية، وهم الآن مخربون متآمرون في سورية وليس للمواطنين المدنيين حقوق يريدون استعادتها من دولة أمنية ... كلها "أيام مجيدة".

علي الرز، الخميس 5 أيار 2011 ناو ليبانون

0 تعليقات::

إرسال تعليق