الأربعاء، 18 مايو 2011

المرأة العربية ناقصة عقل ودين (الجزء الثاني)




إن المرأة العربية هي الأتعس حظاً بين نساء العالم فهناك من يعزو ويلمح إلى المرأة الصينية أو التيلاندية أو اليابانية وهنا أدعو من يدعي ذلك بان يقوم بزيارة تلك البلدان ليرى كيف نهضت هناك المرأة وكيف تخلفت المرأة في بلداننا ولن أذهب بعيد فالمرأة في بلدننا في حقبة الخمسينات والستينات من القرن الماضي كانت الأوفر حظاً من المرأة في الثمانينات والتسعينات إلى اليوم فنحن نرى المرأة تتخلف عن قريناتها في العالم أجمع لتصبح بامتياز المرأة العربية هي الأتعس حظاً بين نساء العالم عن جدارة.

ويرجع ذلك في إنتشار الفكر الوهابي بين البلدان العربية هو نفسه الفكر الذي حول كل ما في المرأة من جمال إلى عورة،فنجد يدها عورة وجهها عورة صوتها عورة والآن جاءوا بالجديد فإن عيناها أيضاً عورة فبالله عليكم ماذا تبقى من المرأة غير عورة،وضعوها داخل خيمة سوداء واعتبروها عورة وعار،ألم يكن هذا نوعاً من أنواع وأد النساء؟

ومن الغرائب في مجتمعاتنا فإننا نرى بعض الأعراف السائدة في مختلف بلداننا العربية ومنها:

1- مازالت القوانين العربية بها قصور رهيب في حق المرأة ومنها بينها جرائم الشرف الذي يعطي القانون الحق للرجل ويشجعه على إرتكاب مثل هذه الجرائم،فعلى أكثر تقدير عندما يقدم متهم بقتل زوجته أو أخته أو حتى والدته للمحاكمة ويستطيع محامي القاتل في أن يثبت أن هذا القاتل إرتكب جريمته دفاعاً عن الشرف،فإن أقصى عقوبه توقع على هذا القاتل هي السجن مع إيقاف التنفيذ،تخيل معي عزيزي القارئ عندما يتجرد الإنسان من إنسانيته ويقتل والدته وتكون عقوبته سنة مع إيقاف التنفيذ وهنا أتساءل هل يجوز إعطاء هذا الحق للزوجة أو الإبنة أو الأخت في أن تقتل زوجها أو والدها أو أخاها لأنها ضبطت أياً منهم يرتكب الفحشاء؟ هذا مجرد تساؤل أطرحه على الساده القانونيين العرب لعلهم يعطوني إجابة شافية في هذا.

2- مازالت القوانين قاصرة في حق حماية المرأة فلم نسمع عن حكم قضائي صدر ضد رجل لطم زوجته على وجهها في مكان عام على سبيل المثال وبالمناسبة مثل هذه التصرفات تحدث كثيراً والجرم النفسي الذي يقع على المرأة عندما تتعرض لمثل هذه الإهانة كبير جداً لكن للأسف قوانيننا لم ولن تراعي هذا الأذى الذي تتعرض المرأة له.

3- جرائم اغتصاب النساء التي تتغاضى عنها الدولة في حال ارتكابها ضد الأقليات العرقية والدينيه وتضع لها غطاء دينياً لتمريرها،ومن أمثلة ذلك اغتصاب الفتيات القبطيات القاصرات ويتم تبرير ذلك بغطاء ديني والإدعاء بأن هذه الفتاة أو تلك إعتنقت الإسلام وتزوجت من مغتصبها ونتغاضى عن أن مواثيق حماية الطفل الدولية قد عرفت الطفل بأنه من هو في الثامنة عشر فما دون وأن الفتيات المخطوفات أعمارهن أقل من ثمانية عشر عاماً وهن أطفال لا إرادة لهن،أي حتى ولو كان هذا الإغتصاب برغبتهن فهو يعد اغتصاب،بالرغم من ذلك ومن العار تغطيه جريمة اغتصاب سيئة كهذه بهذا الغطاء الديني لأنه من الخطأ وضع غطاء مقدس على جريمة فاحشة ولا ننسى قضية ماريان وكريستين التي تناولتها جميع أجهزة الإعلام التي للأسف تناولت الموضوع باعتباره نصراً إسلامياً كبيراً على أقلية دينية لا حول ولا قوة لها.

4- جميع قوانين دول العالم تعطي جنسية الأم لأبنائها إلا عندنا في بلداننا فهذا مستحيل عليها فقد كتب على الأم العربية أن تكون أماً لإبناً غريباً عليها يستوجب أن يحمل جواز سفر وتأشيرة دخول البلاد لزيارة أمه وعندما تنتهي فترة إقامته يتم طرده وانتازعه من أحضان أمه لأنه لا يحمل جنسيتها،ألم يكن في ذلك إجحاف للمرأة العربية.

5- هل حقاً تساوت المرأة بالرجل في بلداننا؟ كيف وأنا أرى سيدات على قدر كبير جداً من العلم والمعرفة عندما تدخل المحكمه لا تتساوى مع رجلاً عربيداً جاهلاً ونجد هذه السيدة الفاضلة في المحكمه تعادل نصف هذا العربيد الجاهل،كيف يكون هذا؟ أنا لا أعرف لكن اسألوا القضاء عن ذلك لعلكم تجدون إجابة شافية.

6- للأسف ما زالوا يصفون المرأة بأنها الأقل ذكاء والأكثر عاطفية وبذلك لا تصلح المرأة في أن تتبوء مناصب قيادية بالرغم من ذلك إننا نرى المرأة في الغرب تقود الحروب ولا ننسى مارغريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة التي قادت جيوش بلادها في حرب جزيرة فوكلاند،وكيف انتصرت على جيوش الأرجنتين التي يقودها رجل وليس امرأة هل التكوين الفيسيولوجي والسيكولوجي للمرأة الغربية مختلفاً عنه في المرأة العربية؟ لا أدري اسألوا التاريخ ستجدون الكثير من الأمثلة على دهاء المرأة وصلابتها وصرامتها عندما تكون في موقع القيادة.

7- في بلاد الغرب نجد المرأة تلبس ملابس رواد الفضاء وتقود المركبات الفضائية وتغزو الفضاء، أما بالنسبة للمرأة العربية فنجدها تتكبل بالقوانين والمراسيم الذكورية التي تمنعها من مجرد قيادة سيارتها الخاصة.

8- ما زلنا نلعن قوم ولّوا امرأة عليهم فكيف للمرأة أن تصبح رئيسة دولة أو حتى رئيسة للوزراء في بلدننا العربية؟

ألم يحن الوقت بعد لتفعيل بنود اتفاقية القضاء على التمييز ضد المرأة والقضاء على جميع أشكال التمييز التي تمنع وتقف حائلاً في المساواة مع الرجل،لا أعلم متى ينهض مجتمعا نصفه عاطلاً مهمشاً لا يشارك في رسم سياسة الدولة،بصراحة أنا أجد أن المرأة العربية ظلمت نفسها حين ارتضت لنفسها أن تكون مجرد جارية في منزل الرجل يستمع بها متى شاء هو ويهملها متى شاء وعندما تمرض أو تصيبها الشيخوخة تُرمى على قارعة الطريق تداس تحت أقدام الرجل،ألم يحن الوقت بعد لحماية المرأة؟

متى يجيء اليوم الذي سوف تظهر فيه هدى شعراوي جديدة وقاسم أمين جديد يتعاونان في تحرير المرأة من قفص الحريم الذي وضعت فيه؟ لا بد من نهضه نسائية قوية ولم ولن تقوم نهضة للمرأة إلا بإيمان الرجل بحق المرأة المشروع في المساواة به،وهنا ليس عيباً إنشاء مؤسسات وجمعيات نسائية تضم رجالاً يؤمنون بحق المرأة في المساواة مع الرجل.

بولس رمزي - 23 ديسمبر 2008

0 تعليقات::

إرسال تعليق