الأربعاء، 18 مايو 2011

عراقيات في عهد جورج بوش الابن



ليس من السهولة اقتحام عالم الليل بما يحتويه من أسرار وألغاز لكن اللافت أن هناك العديد من الفتيات من كل مكان، النوريات والسوريات ولبنانيات ومغربيات ومن روسيا وأوكرانيا وبولونيا. ومنذ 4 أعوام تقريباً دخل لهذا السوق عنصر جديد من الراقصات جلبن لهن أغلب رواد الملاهي الليلية وكان هذا العنصر هو من العراقيات اللاتي جئن من العراق والأردن للعمل في علب الليل السورية. فمن هن هؤلاء وهل هناك علاقة بين ذلك العمل وما تتناقله الأقاويل في البحرين عن تجارة سوداء ضحاياها من العراقيات بالدرجة الأولى؟

قصدنا في البداية عدداً من الملاهي التي يعمل لديها عدد من الفتيات العراقيات اللاتي يقطن في مناطق «برزة» و«دمر» و(الست زينب) و(جرمانا) وأماكن أخرى في دمشق. فكانت البداية مع (أبو عبدو) مدير أحد النوادي الليلية الذي قال لنا بأنه يعتقد بأنه يوجد في سوريا أكثر من 5000 فتاة عراقية يتوزعن على نوادٍ ليلية في دمشق وحلب وغيرها من المدن التي تحتوي نوادي ليلية تقدم الرقص العراقي لطالبيه. وأكد (أبو عبدو) أن معظم العراقيات يأتين إلى سوريا عن طريق الأردن وعن طريق مكاتب تقوم باستقدامهن إلى سوريا بصور مختلفة كسائحات أو زائرات بغرض الإقامة أو لغرض العمل في المجال الفني.

وأكد أن معظم تلك العراقيات يأتين تحت مسمى فنانات فقط وطبعاً هذه مسميات وهمية لإخفاء حقيقة عملهن كراقصات أو فتيات ليل في الشقق المفروشة وقال بأنه يوجد هناك أشخاص يتحكمون بهؤلاء الفتيات ويؤجرونهن بشكل يومي أو أسبوعي للملاهي الليلية بمبالغ معينة. وقال بأن تلك الفتيات يقطن في مبانٍ خاصةٍ بهن يحظر على الناس الاقتراب منها لأنهن محميات من قبل حراسة شخصية يوفرها لهن الشخص الذي جلبهن ليعملن لديه. ويقول (أبو عبدو) بأن تلك الفتيات يعملن أحياناً في عدة نوادٍ في ليلة واحدة، بحيث يقدمن برنامجاً في كل نادٍ ويبلغ ما يحققنه أحياناً في الليلة من أرباح للفتاة الواحدة ما يصل إلى 500 دولار هذا عدا (الرشَّة) وهو ما يقوم به الزبائن برشه عليهن أو إعطائه لهن أثناء قيامهن بالرقص الاستعراضي. حاولت «سيدتي» دخول عدد من تلك النوادي بشكل مباشر لكننا فشلنا لأن مديري هذه النوادي والمشرفين عليها لا يرغبون في دخول الصحافة لها وتسليط الضوء على ما يجري بها أو تصوير ما يجري داخلها ويؤكدون على أن التصوير ممنوع إلا عن طريقهم هم، حيث يصورون للشخص ما يريد هم ويبيعون له الصورة بمبلغ 6 دولارات. كما أنهم لا يسمحون لأحد بالوصول لأماكن سكن الفتيات أو الخروج معهن أو سؤالهن عن شيء يتعلق بهن أو بطبيعة عملهن.

نبيل قدري، صاحب أحد الملاهي الليلية قال لنا إن تلك الفتيات لا يحصلن إلا على ما يقوم الزبون برشه عليهن فقط وأما ما يأخذنه من أجر لقاء عملهن فهو للشخص الذي يجلبهن للعمل. وأكد أن عدداً كبيراً من الفتيات العراقيات يعملن في مجال الدعارة، خاصة في الشقق المفروشة في مناطق معينة في دمشق ولهن زبائنهن الذين يأتون لسوريا خصوصاً ومعظم هؤلاء الزبائن كما يقول هم من دول الخليج العربي.

«سيدتي» حاولت تصوير ما يجري في هذه الملاهي والنوادي الليلية التي يصر أصحابها على إحاطتها بسرية تامة فاستعانت بمصور محترف في التصوير السري وفي هذه الأجواء تمكنا من تصوير بعض المشاهد للبرامج الاستعراضية ولبعض الفتيات العراقيات وحصلن على أرقامهن وقمنا بالتحدث معهن باعتبارنا زبائن لا أكثر.

طبعاً حجز الطاولة يكلف الشخص ما يقارب 80 دولاراً في الليلة هذا دون الرش والبقشيش، حيث يتسارع الكثيرون للتباهي وهناك شخص يقوم بفك العملات الورقية الكبيرة إلى عملات ورقية أقل فئة، وبيعها للزبائن لكي يتسنى لهم رشها على الفتيات وفي السهرة قام شاب كويتي برش مبلغ مائة ألف ليرة سورية أي ما يعادل 2000 دولار أمريكي على الفتيات دفعة واحدة ومن يدفع أكثر يصبح بالنسبة لأصحاب الملهى الزبون المدلل.

صديقي المصور مصطفى سليمان يعرف الملهى الذي صورناه من الداخل جيداً وبواسطته استطعنا التحدث مع (إيمان) فقالت إنها من الموصل وإن عمرها 28 سنة وإن الفقر المدقع وقلة العمل في العراق هما اللذان دفعاها للمجيء إلى سوريا لتعمل راقصة في علب الليل وقالت بأن الفن العراقي مطلوب هذه الأيام وأنها ليست فقط راقصة في النوادي، بل هي تشارك في كليبات الأغاني العراقية التي تصور في سوريا وأضافت إيمان أنها جاءت من العراق إلى الأردن عام 2002م حيث عملت هناك لمدة عام واحد ولكن الوضع في الأردن لم يكن مناسباً مادياً فقررت المجيء إلى سوريا بعد أن وعدها شخص ما بفرص عمل أفضل فقام بجلبها وسبعً من صديقاتها، حيث يشرف حالياً على عملهن وإبرام العقود لهن في الملاهي الليلية، كما أنه يقوم بتأمين السكن والتغطية عليهن أمام الجهات المختصة كشرطة الآداب مثلاً. وأكدت إيمان أنها تجني شهرياً في سوريا ما يتراوح بين ألف إلى ألفي دولار شهرياً.

بالوراثة



أما (سماهر) ابنة 26 عاماً فقالت لنا إنها دخلت لهذه المهنة عن طريق والدتها التي كانت تدير ملهى ليلياً في بغداد ثم تعرضت لخسائر كبيرة فاضطرتها الظروف الصعبة للرحيل إلى سوريا والإقامة في منطقة (الست زينب) عام 2001 وأكدت سماهر أن وضعهم قد تحسن في سوريا وأنهم لا ينوون العودة وتقول بأن عملها يبدأ في الثامنة مساء وينتهي في الخامسة فجراً وأكدت أنهن لا يعملن سوى بالرقص فقط ولا شيء آخر وقالت بأنه (لم يجبرها على المر إلا اللي أمر منه) أي الفقر، وتضيف: إنني أعيل عائلتي التي تضم والديَّ وأربعة شباب وشقيقة وكلهم أصغر مني سناً ووصفت سماهر وضع العراقيات بأنه كالنوريات أي أنهن يرقصن بشرفهن أي لا يقدمن المتعة الجسدية لأحد

تنافس

إحدى السوريات تقول بأن أوضاع السورية التي تستخدمها شبكات الدعارة تقهقرت تماماً بعد ظاهرة مجيء العراقية، فالمسألة عرض وطلب تماماً كباقي قوانين السوق، تقول هذه السيدة التي تملك شقة مفروشة إنها تعمل بالتوافق والترتيب مع بعض عناصر شرطة الآداب الذين يقاسمونها دخلها، تقول بأنها تشغل بناتها الآن بأجور تتراوح ما بين 10 دولارات و20 دولاراً في الساعة الواحدة، أما العراقية المعروفة باسم (أم حسين) فتقول إنها بحالة ناشطة وأنها راضية بالعائد الذي يعود عليها وتضيف أن العمل في سوريا أفضل من العمل في الأردن فالسوريون ألطف من الأردنيين وإذا كان زبائننا من الخليجيين فهم كرماء في هذا الجان

خجل من الممنوع



فتاة أخرى ضحية التقيناها في البحرين، كانت خجلة وهي تروي قصتها لـ «سيدتي» فهي كما تقول تكره هذا العمل الذي أجبرت عليه ولكنها تجده أحسن من أن تقتل أو تفجر نفسها وسط أبرياء كما يحصل للعديد من الفتيات العراقيات اللواتي وقعن تحت سيطرة عصابات منظمة لا يعرفن أين تعمل أو أين توجد فهن عليهن فقط طاعة الأوامر من دون أي سؤال وإلا فستتحول أجسادهن إلى جثث مشوهة أو أن يتحولن إلى مدمنات أو لقطع غيار بشرية..

نوف ومشاعل عينة من فتيات عراقيات وعربيات (وهذه أسماء اختارتاها بدلا من الأسماء الحقيقية) دفعهن الحظ العاثر ليقعن في شراك منظمات إجرامية وعصابات منظمة انتشرت في الآونة الأخيرة وتقوم بعمليات الإتجار بالنساء والفتيات وحتى أحياناً الشباب، تحت بنود العمل في الصالونات النسائية وصالونات المساج والتدليك والنوادي الليلية أو الفنادق ويوزعن في مختلف دول الخليج.

هذا ما كشفته نوف ومشاعل خلال لقائهما بـ «سيدتي» وبعد إلحاح شديد حيث كانتا تتناولان الغداء في أحد المطاعم وبصعوبة بالغة تم «دحرجة» البودي غارد المرافق لهما ليكشفا بعدها مزيداً من التفاصيل الكارثية لازدهار تجارة الرقيق الأبيض للفتيات العراقيات والعربيات في الخليج وكيف يتم خطف الفتيات من العراق وبواسطة شركات منظمة وأجهزة مخابرات تدفع أموالاً طائلة ويتعامل فيها عراقيون وخليجيون وأجانب، حيث يتم إحضار هؤلاء الفتيات العراقيات لحساب تلك الأجهزة والعصابات والسماسرة الدوليين والذين يتولون تسويق المخطوفات وبيعهن عبر شبكات ممتدة من العراق إلى عدد من دول المنطقة ومن دون القبض على أصحابها أو المتعاملين معها بسبب الحرب والوضع الأمني المتردي في العراق.

نوف ومشاعل زهرتان لم تتعديا العشرين حضرتا إلى المنامة من اليمن رفضتا في البداية إعطاء أي معلومات عن مقرهما أو ما يتعلق بالناس الذين يتعاملون معهما. ولكن أجابتا عن الأسئلة من اجل تحذير بقية الفتيات من السقوط في أيدي مثل هذه العصابات

هل أنت راضية عما تقومين به؟!

ـ لا أتصور أن أي شابة أو فتاة ترضى أن تعمل بهذه المهنة.. وأضافت مشاعل ذات الشعر الأسود الطويل ولكن ماذا نستطيع أن نعمل؟ بينما قالت نوف نحن نحضر من خلال عقد للعمل في صالات الفنادق خلال الليل وحتى جوازاتنا تكون محجوزة في الفندق، ونحن لا نملك أي شهادات فقد تركنا الدراسة في أول المرحلة الثانوية والراتب مع «البقشيش» يمثل لنا مبلغاً ضخماً، فأحياناً نحصل على أكثر من راتب دكتور في الجامعة في يوم واحد نحن نستطيع أن نساعد أسرنا في العراق.

< وهل هذا السبب كافٍ لان تعملا «راقصات» وسط السكارى والـ..؟!

ـ الوضع الأمني في العراق سيء ولا أحد يستطيع العمل وأنا والدي متوفى وأعيش مع أمي وإخواني الصغار وكل يوم في العراق تجري حوداث مأساوية للفتيات فقبل فترة خطفت إحدى العصابات فتاة عمرها 15 عاما من إحدى دور الأيتام وتم نقلها للعمل في إحدى بيوت الدعارة في بغداد وبعد فترة نقلت إلى سوريا ثم إلى اليونان وخلال هذه الفترة أدمنت هذه الفتاة على المخدرات وبعد أن عملت لفترة في إحدى بيوت الدعارة وبعد أن فقدت عذريتها واستغلت بأبشع صورة أعيدت إلى بغداد لتأمرها العصابة بارتداء حزام ناسف لتفجر نفسها في مكتب أحد رجال الدين، لكنها استردت وعيها قبل التفجير وسلمت نفسها للشرطة...

وتضيف نوف: لقد وصل عدد الفتيات المختطفات إلى ما يتجاوز الـ 3000 فتاة لحد الآن وهذا ما هو معروف، وبإمكانك أن تضربي هذا الرقم بخمسة لتعرفي العدد الحقيقي للفتيات العراقيات المخطوفات واللواتي سلبت أعراضهن أو اللواتي تم بيعهن في سوق النخاسة أو اللواتي هجرن العراق بعد أن تعرضن للاعتداء والاغتصاب ليس من العراقيين أو العصابات بل وحتى من الأمريكان أيضا الذين يقومون عادة بقتل الضحية، وتضيف نوف: لا أريد الرجوع إلى العراق وإنما سأدفع مبلغاً من المال لشراء (إقامة) أو حتى للزواج بآسيوي للبقاء في الخليج، وتقول: لقد كان سعر الفتاة العذراء العراقية بعد الاحتلال يعادل عشرة ألاف دولار لكنه وصل الآن إلى مائتي دولار وربما 100 دينار أردني أو حتى 100 دولار إذا كانت قد نقلتها العصابة إلى عمان

والعصابات تخطف الفتيات الصغيرات من عمر 13 سنة وإلى 35 سنة، حيث تقوم هذه العصابات المتخصصة والتي تستخدم أحيانا نساء كن يعملن في الدعارة لاستدراج الفتيات الجميلات واللواتي يعشن حالات فقر مزرية أو فقدن إباءهن أو أزواجهن بالحرب وأصبحن بلا مصير، حيث يقمن بتقديم الإغراءات لهن للعيش في دول الخليج أو في بيوت الأثرياء العرب، ويتم نقل الفتاة إلى خاطفيها ويتم هناك فقدانها لعذريتها ويتم أيضا تصويرها لأكثر من مرة ومع أكثر من زبون حتى لا تستطيع التفكير بالعودة أن أرادت، ويتم تهديدها بالموت أن فعلت ذلك وأحيانا تهرب بعض الفتيات من الخطف حيث يقوم أخوانهن أو آباؤهن بقتلهن غسلاً للعار....

وهل كانت هناك فتيات تهربن من العصابات في دول الخليج؟

ـ نعم هناك قصة نعرفها حصلت في إحدى الدول الخليجية المعروفة بكثرة وجود الفتيات العراقيات العاملات في الدعارة فيها وهي قصة لأختين شقيقتين هما أسماء وشذى، حيث تم خطفهما من بغداد إلى هذه الدولة وبعد فترة تمكنتا من الهرب لأنهما من عائلة معروفة ومشهورة بتدينها، لكن السلطات المسؤولة قامت بترحيلهما سريعا للسلطات العراقية وذلك لإغلاق الملف وعدم كشف أي تفاصيل عنه، وفي العراق تم حبسهما مدة 7 سنوات بسبب جوازات السفر المزيفة التي يحملانها ولا أحد يعرف مصيرهما الآن، وهناك قصة لفتاة صغيرة من جنوب العراق يبلغ عمرها 16 سنة لجأت إلى الشرطة في شمال العراق كان أهلها قد بلغوا عن خطفها، حيث اشترى رجل أمريكي هذه الفتاة بـ 700 دولار وكان يغتصبها يومياً عدة مرات ويعمد إلى تخديرها وكان مصيرها أيضا الموت.

600 ألف مهاجر

يبلغ عدد المهاجرين العراقيين إلى سوريا وحسب تقرير منظمة اللاجئين العراقيين 600 ألف مهاجر جزء من هؤلاء عمل في التجارة وقطاع الأعمال، ولكن جزءاً غير قليل وجد نفسه عرضة لرياح الحاجة وهؤلاء شكلوا أحزمة بؤس مضافة إلى أحزمة البؤس التي تحيط بالعاصمة السورية دمشق.

وتقول دراسة دولية أجريت على هجرة العراقيين مؤخراً بأنه ينشط السماسرة وتجار الرقيق الأبيض باستغلال الوضع المأساوي الذي يعيشه العراقيون لتحقيق أرباح ضخمة من خلال تهريب الفتيات العراقيات إلى سوريا تحت ستار تأمين وظائف معينة حيث يتم إجبارهن على بيع أجسادهن. هذه الصورة التي يعاني منها آلاف الفتيات العراقيات كما قال تقرير الشبكة الاتحادية الإقليمية للأنباء (إيرين) الذي تتبَّع حركة تهريب آلاف الفتيات العراقيات بينهن ثلاثة آلاف وخمسمائة فتاة سجلن كمفقودات في العراق ويشتبه أنهن يخضعن لعبودية جنسية في أماكن مختلفة من الشرق الأوسط. وأورد التقرير قصصاً واقعية لفتيات مثل مريم 16 عاماً التي أجبر الفقر والدها على تسليمها مقابل 6000 دولار إلى أشخاص وعدوه أنهم سيرسلونها إلى منطقة آمنة في مدينة عربية لتعمل في تنظيف البيوت على أن يعيدوها إليه بعد عام، إلا أنها وقعت ضحية إحدى عصابات الرقيق الأبيض التي كانت تهددهم بالقتل في حال رفض الاستمرار بالعمل، غير أنها تمكنت من الفرار والعودة إلى بغداد.

تقرير الأمم المتحدة للاجئين

ينبه تقرير الأمم المتحدة العاملة في دمشق إلى حلقة خطيرة بدأت تظهر بوضوح في المجتمعات التي كونها العراقيون في سوريا لعل أبرزها الدعارة التي تمارسها «الفئة الأكثر تعرضاً للخطر» حسب وصف التقرير.

أما على مستوى الشبكات المنظمة فقد أفاد التقرير، والكلام للتقرير، عن وجود شبكات منظمة تتعاطى التجارة الجنسية. لكن المناقشات التي تمت مع الفتيات ومستخدميهم داخل السجون تشير إلى وجود شبكات متعددة، وقد استحدثت هذه الشبكات أنظمة تشمل أطباء وعاملين آخرين في القطاع الصحي يتولون القيام بعمليات الإجهاض إذا دعت الحاجة.

تحقيق لمجلة سيدتي
دمشق: علي محمد طه
البحرين: بدور المالكي

حرر في: Mar 13 2007, 03:22 PM

0 تعليقات::

إرسال تعليق