الاثنين، 23 مايو 2011

راشيا خلال عهد الامير فخر الدين المعني الثاني

مقرا للأمراء الشهابيين

من منشورات الجامعة اللبنانية – قسم الدراسات التاريخية نطلع وبواسطة كتاب "لبنان – في عهد الأمير فخر الدين المعني الثاني" للشيخ أحمد بن محمد الخالدي الصفدي الذي عني بضبطه ونشره وتعليق حواشيه كل من الدكتور أسد رستم والدكتور فؤاد إفرام البستاني العام 1969, على بعض من تاريخ بلدتنا زمن الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير.

"ورد من الشام عروض ومحاضر (تقارير) من جماعة حافظ أحمد باشا (عدو أمير لبنان فخر الدين المعني الثاني) مضمونها أن حضرة الأمير تغلب على بلاد حوران والجولان وأنه محاصر لمدينة دمشق فعند ذلك عين نصوح باشا أربعة عشر بكلوبكيا وخمسين سنجقا (فرقة عسكرية) وجعل حافظ أحمد باشا سرادارا عليهم للركوب (لمهاجمة) على حضرة الأمير وخنق اسم بين معن. وكان هذا جلّ قصد حافظ باشا الوزير (…).

أراد الأمير فخر الدين القتال لكنه لما رأى من الجميع قلة تصلب وكثرة تراخي كبرت عليه الأمور من تزايد العدو وكثرة المدد من العساكر العثمانية السايرة عليه فأشار عليه الحاج كيوان بالنزول في البحر والسفر, وهذا ما كان وارتحل الأمير المعني إلى إيطاليا ونزل ضيفا على أمراء البندقية (…)".



أسند الأمير فخر الدين المعني قيادة البلاد في غيابه إلى الأمير يونس ابن معن الذي تولى إدارة شؤون الإمارة اللبنانية بمساندة الأمير علي ابن شهاب الذي كان يتخذ من راشيا الفخار مقرا له ولعائلته وكان يسانده 150 فارسا درزيا ومسيحيا.

وحدث أن قائد الحملة على الأمير فخر الدين المعني حافظ أحمد باشا استغل غياب الأمير يونس وحليفه الأمير علي في حملة على قلعة بانياس (الجولان السوري) فشن هجوما على أهل الشوف المجتمعين في مرج بسري (قرب صيدا) لكن العسكر العثماني هزم شر هزيمة وقتل منهم من قتل وسقط الباقون أسرى (…).

ويبدو ان الوزير العثماني المكلف تحطيم الإمارة المعنية على لبنان أراد الانتقام من الأمير علي ابن الشهاب فتوجه من قب الياس إلى راشيا الوادي مسكن الأمير احمد شهاب شقيق علي, ومنها إلى نبع عين فجور ومنه إلى خان حاصبيا ثم إلى مرجعيون واتفق مع الأمير أحمد ابن الشهاب على الانتقام من أخيه علي وأرسل الوزير العثماني 200 رجل من الجنود العثمانيين السكمان ليحتلوا أملاك الأمير علي الشهابي في حاصبيا, والذي كان مقيما مع عياله وأنصاره في راشيا الفخار من وادي التيم. فكبسه بها (هاجمه) أخوه أحمد وصار بينهما حرب طول النهار وقتل من جماعة الأمير علي نحوا من عشرين رجلا.



وسبب هذه الواقعة والخلاف بين الأميرين الشهابيين أن الأمير علي كان قد طلب يد ابنة أخيه احمد للزواج من ابنه الأمير ناصر الدين لكن أخوه رفض ذلك ونشب الخلاف بينهما.

وبعد ذلك توجه الأمير علي بعياله وسكن في عرمتا قرب الريحان إلى حين رحيل الوزير العثماني حافظ أحمد باشا فعاد أحمد الشهابي إلى راشيا الوادي وعاد الأمير علي إلى حاصبيا بعدما كان قد التجأ إلى راشيا الفخار (…)".

rachaya-al-foukhar.com - 11 نوفمبر 2009

0 تعليقات::

إرسال تعليق