السبت، 14 مايو 2011

صالح يهدد بـ«رد شاف» من أنصاره.. والمعارضة تعتبر ذلك إعلان حرب أهلية.. ... 3 قتلى وعشرات الجرحى برصاص الحرس الجمهوري في إب.. ومقتل 5 جنود في مأرب

http://www.aawsat.com/2011/05/14/images/news1.621593.jpg


حذر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح المعارضة في بلاده برد فعل مناصريه ومعهم الجيش، وهو ما اعتبرته المعارضة إعلانا للحرب الأهلية، في حال حدث زحف على المؤسسات الحكومية وأعلن صالح مجددا تمسكه بالسلطة وعدم تنحيه، في حين خرج ملايين اليمنيين في مظاهرات في عدة محافظات لمطالبة بإسقاط النظام، وقد سقط قتلى وجرحى في أحدث عمليات القمع للمظاهرات، وسياسيا رحب مصدر في الحزب الحاكم باليمن بانسحاب قطر من المبادرة الخليجية ووصف قطر ساخرا بالدولة «العظمى».

وواصل الرئيس علي عبد الله صالح كيل الاتهامات إلى المعارضة في تكتل «اللقاء المشترك» بالتآمر ونعتهم بـ«قطاع الطرق والمخربين»، وقال صالح، أمام حشد من أنصاره في ميدان السبعين يوما قرب دار الرئاسة فيما سميت «جمعة الوحدة»: إن الشعب اليمني ومعه القوات المسلحة لن يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء التعرض لمؤسسات الدولة والزحف عليها، وقال: «إننا ندعو كل أبناء الوطن إلى الاصطفاف الوطني لمواجهة كل أنواع التحديات الاقتصادية والسياسية جراء الأعمال التخريبية التي تمارسها عناصر تابعة لأحزاب اللقاء المشترك من قطاعي الطرق وقاتلي النفس المحرمة».
وخاطب المعارضة وشركاءها بالقول: «كفاكم لعبا بالنار يا لقاء مشترك.. ما لم فإن جماهير شعبنا في كل القرى والعزب والأحياء وإلى جانبهم المؤسسة الأمنية والعسكرية البطلة سيكونون مضطرين إلى ألا يبقوا مكتوفي الأيدي وسيردون بالرد الشافي على من يمارسون أعمال التخريب والاعتداء على المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة والتي كان آخرها ما حدث في يوم الأربعاء من قتل للنفس المحرمة أثناء محاولة عناصر تخريبية للمشترك اقتحام مبنيي مجلس الوزراء وإذاعة صنعاء وما سبقها في الأسابيع الماضية من اعتداء على المعتصمين من الشباب في مدينة الثورة الرياضية»، واعتبر الزحف على المقار الحكومية عملا تخريبيا وأكد أن «شعبنا سيضطر إلى حماية مؤسساته ومدنه وقراه ومساكنه بكل ما أوتي من قوة».
وأعلن الرئيس اليمني تمسكه بالسلطة وقال: «سنواجه التحدي بالتحدي، ومن يريد السلطة فعليه أن يتجه إلى صناديق الاقتراع وليس إلى قتل النفس المحرمة أو قطع الطريق لمنع مرور قاطرات الغاز والنفط من مأرب فهذه موارد ملك للشعب وليس ملك حزب المؤتمر ولا ملك أحزاب التحالف وإنما ثروة للشعب وملك للشعب ومن عائداتها يأكل الشعب ويشرب فمنها تصرف مرتبات الموظفين وتمول مشاريع التنمية»، ورغم هذا الهجوم على خصومه، فإن صالح دعاهم إلى «تحكيم العقل والمنطق والعودة إلى الحوار البناء وتحت أي مظلة وفي أي مكان».
وأثارت تصريحات صالح حفيظة المعارضة والمعتصمين في الساحات الذين اعتبروا ما ورد في الخطاب أنه «إعلان حرب أهلية (و) تحريض للمواطنين للاقتتال مع بعضهم البعض»، وتحدثت بعض أوساط المعارضة عن قيام النظام بتسليح أنصاره في العاصمة صنعاء وباقي المحافظات.
وخرج ملايين اليمنيين في صنعاء وتعز والحديدة وعدن وغيرها من المحافظات للتظاهر في «جمعة الحسم»، وللمطالبة بإسقاط نظام الرئيس صالح ومحاكمته وأركان نظامه، وأدى المتظاهرون صلاة الجمعة في الساحات والميادين وشيع المتظاهرون قتلى المواجهات التي دارت اليومين الماضيين، وسقط، أمس، المزيد من القتلى والجرحى في استهداف قوات الأمن اليمنية للمتظاهرين، وقال شهود عيان في محافظة إب بوسط البلاد، إن 3 متظاهرين، على الأقل، قتلوا عندما فتحت قوات الحرس الجمهوري ومجاميع «البلطجية» النار على المتظاهرين الذين كانوا يشيعون أحد قتلى مواجهات الأربعاء الماضي وأصيب، في الحادث، العشرات من الجرحى بالرصاص الحي.
وحسب مصادر محلية فإن المتظاهرين تمكنوا من إلقاء القبض على نحو 10 من القناصة بعد محاصرة المباني التي كانوا يعتلون أسطحها، وقاموا بتسليمهم إلى الشرطة العسكرية، كما قام المتظاهرون بإحراق 3 سيارات عسكرية، كما سقط عدد من الجرحى في إطلاق نار استهدفهم عندما كانوا في طريقهم للمشاركة في التظاهر في «ساحة الحرية» بمدينة تعز، غير أن مصدرا رسميا علق على أحداث محافظة إب وقال إن «عناصر تخريبية تابعة لأحزاب اللقاء المشترك قامت بعد صلاة الجمعة بالاعتداء على أفراد الخدمات والحراسات الخاصة بالطرقات والمنشآت»، وأشار المصدر إلى أن تلك العناصر المسلحة «قامت بإحراق ناقلة جند وسيارة قائد الشرطة وسيارة تابعة للنجدة والاعتداء على رجال الأمن ابتداء برشق الجنود بالأحجار ومن ثم قاموا بإطلاق النار عليهم الأمر الذي اضطر الجنود إلى الرد عليهم»، وقال إنه «نتج عن تبادل إطلاق النار مقتل مواطن وإصابة أحد عشر جنديا من رجال الأمن وستة مواطنين».
وعلى صعيد تعرض المتظاهرين لأعمال قتل وجرح بالرصاص الحي، دعا اللواء علي محسن الأحمر، قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية، قائد «الفرقة الأولى مدرع» الذي انضم في مارس (آذار) الماضي لثورة الشباب، ضباط وصف ضباط وجنود القوات المسلحة التي ما زالت موالية لصالح، بعدم تنفيذ الأوامر العسكرية القاضية بإطلاق النار على المتظاهرين والمعتصمين، وقال بيان، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، مخاطبا العسكريين: «الله الله إن ما تقدمون عليه من تنفيذ لأوامر النظام وأزلامه وزبانيته بالاعتداء على المعتصمين ومسيراتهم السلمية جريمة شنعاء لا يقرها شرع ولا قانون، وينبذها ويشمئز منها كل صاحب ضمير حي»، وهاجم الأحمر الرئيس صالح ونظامه وأضاف أن «ما يقوم به النظام من مجازر هي محاولة يائسة منه لوأد الثورة وإخمادها ظنا منه أنه بتصرفاته اللامسؤولة هذه يستطيع التغلب عليها، ولم يع وهو الجاهل الذي تمترس خلف حقده وأميته وكراهيته لشعبه لم يع أن الشعب أضحى اليوم يتوق متسابقا نحو تقديم نفسه قرابين أمام نيل حريته واسترداد كرامته وصون عرضه والحفاظ على شرفه من هذا النظام».
إلى ذلك، أكدت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أنها حصلت على موافقة من قبل السلطات اليمنية بالسماح لبعثة دولية إلى اليمن للوقوف على حقيقة الأوضاع وملابسات مقتل وجرح متظاهرين في عدة محافظات يمنية في «أعمال العنف» التي تخللت المظاهرات مؤخرا، وأعربت المفوضية عن قلقها مما سمته الاستخدام غير المتكافئ أو المتناسب في استخدام القوة ضد المتظاهرين.
في موضوع آخر، لقي 5 جنود يمنيين، أمس، مصرعهم على يد مسلحين مجهولين في محافظة مأرب بشرق البلاد، وتعتقد مصادر محلية أن المسلحين ينتمون لتنظيم القاعدة، ومنذ فترة ومن يعتقد أنهم مسلحون من «القاعدة» وهي تستهدف الضباط والجنود في المناطق الشرقية من البلاد، وبالأخص في محافظة مأرب النفطية الهامة.


صنعاء: عرفات مدابش - الشرق الأوسط 14 مايو 2011

0 تعليقات::

إرسال تعليق