الجمعة، 29 أبريل 2011

عارف أبو شقرا سيرة حياة ونضال (1899 – 1958)

  القائد جمال عبد الناصر، المعلم كمال جنبلاط، المؤرخ والشاعر والأديب عارف أبو شقرا (في المقدمة)، في قصر الضيافة في دمشق، يوم إعلان الوحدة بين مصر وسورية في 28 نيسان / أبريل 1958. وظهر في الصورة: النائب والوزير أنور الخطيب وكامل العبد الله.

على: ويكيبيديا

عاش حياته مناضلاً، مجاهداً، مكافحاً، شريفاً، نظيفاً، متصفاً بالخلق النبيل، والعمل الصالح، وبالود الصادق، والإيمان الراسخ، وبالإخلاص للإخوان. سجايا تحلى بها، فكان أمثولة ونموذجاً لكل من عاشره، وصادقه، وذا وفاء هو فيه سجيّة لا تكلف.
كان قبساً من نور الإيمان، ومشعلاً تستنير به القلوب، وتعمل بهدْيِه النفوس. غادر الحياة باكراً، قبل أن تستنفد طاقاته في مجال العلم، والتربية، والأدب، والشعر، والصحافة، والنضال السياسي، والعطاء، والبناء.
نور انطفأ قبل أوانه، في وقت نحن بحاجة ماسّة إلى أمثاله، رجل عُدَّ في زمانه من المتفوقين النابغين العآملين في بناء المجتمع، ذلك النور الذي خبا هو الأستاذ المرحوم عارف أبو شقرا.
بكلمات نلخّص تاريخ نضاله العملي:
كان أديباً، وشاعراً ملهماً، ووطنياً عربياً، ومربياً عظيماً.

هو عارف بن يوسف بن خطار أبي شقرا. ولد في "عماطور" الشوف، في كانون الأول 1899، وتوفي والده سنة 1903 فرباه جده خطار. تلقى دروسه الابتدائية في مدرسة "عماطور" و"المختارة"، ثم انتقل إلى مدرسة القس "طانيوس سعد" في الشويفات ونال فيها شهادة الإعدادية سنة 1914، حين نشبت الحرب العالمية الأولى، فانكبّ على تحصيل العلم بنفسه، وراح يبحث في اللغة العربية وآدابها، ويقرأ كتب التاريخ، ولما وضعت الحرب أوزارها، أنشأ هو وأمين أفندي عبد الصمد مدرسة في عماطور، ودرّس بضع سنين، تخرّج في أثنائها على يديهما عدد غير قليل من الشبان كانوا نواة العلم في عماطور وما جاورها من القرى في الشوف. ثم أنشأ شفيق بك الحلبي مدرسة في "عين قنية" الشوف، واستدعاه للتدريس فيها ثم عهد إليه بإدارة شؤونها.

في العام 1928 انتقل إلى بيروت فتولى التدريس في مدرسة "الصدّيق"، وفي غيرها من المدارس التابعة لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية، ثم انتقل إلى مدرسة "الحرج" التابعة للمقاصد أيضاً، وكان يدرّس اللغة العربية ومادة التاريخ أيضاً للصفوف التكميلية والبكالوريا بقسميها، وكان ابن خاله السيد "نسيب داود أبو شقرا" قد أنشأ تلك السنة مجلة "البادية"، فعهد إليه برئاسة تحريرها، وكان يقوم بواجبه في التدريس والتحرير، وقد استمرت البادية في صدورها سنتين (1928 – 1929). واشترك أيضاً في تحرير مجلة "الأمالي" مع الدكتور عمر فروخ واستمرت في الصدور من 2 أيلول 1938 إلى 25 أيلول 1941.

كما اشترك في تحرير بعض الزوايا النقدية في عدد من الصحف منها: جريدة "الأنباء" في سنة 1949 وما تلاها من سنوات، مثل زاوية "دعاء" ثم تحت عنوان بارز "شذرات"، وكان يوقع باسم مستعار "أبو ذر".

ترك مدارس المقاصد سنة 1956 بعد أن علّم فيها 28 عاماً. وانتقل للتدريس في الكلية السعودية في برج البراجنة. كما كان الفقيد عضواً في نقابة المعلمين الخاصة. وكان عضواً فاعلاً في الحزب التقدمي الاشتراكي، وكان المرحوم كمال جنبلاط يعتمد عليه كلياً في فروع الحزب في بيروت.

واستمر في عمله هذا، قبل وفاته بثلاثة أشهر، حيث دهمه المرض في أوائل شهر حزيران، فانتقل إلى عماطور إلى أن وافته المنيّة مأسوفاً عليه.

وفاته

وتوفي الشاعر والمربي والأديب عارف أبي شقرا، في 3 آب 1958، فكان لوفاته موجة حزن وأسى عمّت جميع الأوساط. وقد أقيم للفقيد مأتم مهيب في مسقط رأسه "عماطور" اشتركت فيه وفود القرى، إضافة إلى شخصيات درزية ووطنية. كما أقامت له جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت بمناسبة الذكرى الأولى لوفاته، احتفالاً في نادي الخريجين، تكلم فيها عدد من الخطباء، أشادوا فيها بمزايا عارف أبو شقرا وأخلاقه.

أعلن المذيع المرحوم شفيق جدايل افتتاح الحفل بكلمة بليغة، ثم تعاقب الخطباء على التوالي، فتكلم الدكتور زكي النقاش عن جمعية المقاصد، فميشال نعمة عن نقابة المعلمين، فكامل العبد الله عن الحزب التقدمي الاشتراكي، فالدكتور عمر فروخ عن أصدقاء الفقيد، فعجاج نويهض محللاً مكانة الفقيد الأدبية ومؤلفاته، ثم الشاعر فؤاد أبو غانم، وكانت الكلمة الأخيرة لزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي كمال جنبلاط. وتكلم باسم آل الفقيد المحامي فريد أبو شقرا، فألقى كلمة شكر بها كل من ساهم في إحياء هذه الذكرى.

وهكذا انطوت صفحة هذا الشاعر المجيد الذي عرف بالشاعرية الخلاقة، وبحبه لوطنه، ولبني قومه، واندفاعه الكلي للذود عنهم في الملمات.

مؤلفاته:

على صعيد المؤلفات، ترك بعض الآثار الأدبية التي تدلّ على سعة مداركه، واطلاعه الشامل، بعضها مطبوع والبعض الآخر بقيَ مخطوطاً.

- كتاب الحركات في لبنان إلى عهد المتصرفية: من تأليف والده المرحوم يوسف أبو شقرا، والراوي: حسين غضبان أبو شقرا، وقد تحرّى نصوصه وعلّق حواشيه وملاحقه ووضع مقدمته وفهارسه الأستاذ عارف أبو شقرا. كتاب يقع في 344 صفحة من الحجم الكبير. أما التقديم فللدكتورين عمر فروخ وأسد رستم.

- دروس في الإملاء والمحفوظات: وهو كتاب يحتوي على قواعد الإملاء وشواذه للصفوف الابتدائية والتكميلية.

- ثلاثة علماء من شيوخ بني معروف شعرهم – آدابهم - تصوّفهم: يتناول فيه بالبحث ثلاثة علماء، هم: الأمير سيف الدين التنوخي، الشيخ يوسف الكفرقوقي، والشيخ الفاضل محمد أبو هلال. يحتوي على 88 صفحة من القطع الصغير.

أما الكتب المخطوطة فهي:

- آداب المذهب الدرزي: يتناول فيه آداب الدروز وطقوسهم الدينية.

- ديوان شعر: يتناول فيه شتى القصائد التي نظمها، منها منشور ومنها غير منشور.

- تاريخ جبل الدروز: بحث تاريخي في جبل العرب، عاداتهم وتقاليدهم.

بالإضافة إلى ما ذكرنا، مئات المقالات التي نشرها في مختلف الصحف والمجلات اللبنانية.

-------

(من كتاب: شعراء من جبل لبنان - تأليف: الأستاذ نجيب البعيني)

إعداد: سمير . م . أبو شقرا

---------------

في الذكرى السنوية الأولى لوفاة عارف أبو شقرا

بقلم: المعلم الخالد الشهيد "كمال جنبلاط"

للصديق الفقيد الغالي عدّة وجوه تتركّز إليها شخصيته النبيهة العالمة الفاضِلة المُنفتحة، على أنه يبدو أن له وجهاً قد يكون أعمق هذه العناصر البارزة المتنوِّعة المؤتلِفة التي تتكوَّن منها هذه الشخصية..، فقد كان رحمه الله، من المؤمنين الذين يتحرّون شعاعَ الحقّ ويفتّشون عن مصدر هذا الوهج الساطع في نفوسهم.

وكم من الساعات قضيناها معاً في استقصاء بعض الحقائق الأخيرة، على ضوء بعض الكتب والاختبارات العامة والخاصة، فيما وراء الأديان أو في هذا المرتكز الورائي الذي يُبطِنها ويتعداها وينعكس فيها في آنٍ واحد، كالشمس التي لا تستطيع بصائرنا الضعيفة التي تغشاها عتمة الجهل أن تتطلّع فيها مباشرة، وبدون هذه السلسلة التي لا تُعَدّ ولا تحصى من مرايا العقل والفكر التي تتصوَّر فيها وتتخايل بعض أشعة الوعي الهادي..

ويقف العقل عندما يتخطى هذا الحجاب، ولهانَ ثملاً، وقد صنع آلة لكي تُدرَك، وتذوب في الإدراك.. ".. ولا يُدرَك اللطيف اللطيف إلا بمادة من اللطافة".

وكان الفقيد يعلم بهذا الكنه الرفيع بأن العقل بمندرجه وانفتاحه الأعلى، حيث يتزاوج وينصهر مع القلب، - والعقل والقلب واحد في هذا المستوى من المصدر المُشٍعّ - بأن العقل في هذا المُرتقى هو أداة معرفة الحق، وليس هو الإيمان.. فالإيمان يعوزه الجهل لكي يبقى، يجذب الكائن ولا ينيره، ويستقطب الفكر والعمل ولا يُغنيه في اللهب المقدَّس، والجهل هو الحجاب، حجاب الجسد، وحجاب الحواس، وحجاب الفكر، وحجاب الخليقة بأسرها.. وأكثرنا يتلهى بتمجيد الخليقة عن تقديس المُبدِع الذي لا يعوزه إبداع، كالصبيّة التي تلعب بالدُمى ولا تفكر بالمخترع الذي أوجدها في ذروة لهوِ فكره.

هذا التمسّك بأهداب العقل، جعل عارف أبو شقرا لا يتصوَّر الإيمان والدين أشياء مُتحجِّرة معقَّدة يجب أن تبقى على ما تغلَّفت به من تقاليد للحياة وعادات للفكر رجعية.. فكان يحب الجمع بين التقليد والتجديد في آن واحد، ويُدرِك أن الأعمال بالنيّات وفي الطهر الداخلي والتجرّد من الغاية الأنانية لا في الظواهر، وأن قاعدة كل إيمان هو التحَلّي بالمألوف عند أهله، وأن التطوّر من سنّة البشر ومن نواميس الحياة، ومَن لا يتطوّر يتأخر ويتيه عن الركب ويفنى.. فكان موَحِّداً، أي درزياً، مؤمناً بدينه ومؤمِناً بحقوق عشيرته، على إيمانه بوطنيته وعروبته واشتراكيته، ولكل منهما حقلٌ في نفسه تتفاعل وتبرز في إطاره.. ولكنه كان هذا الموّحِّد الذي يرى ضرورة إصلاح نظام الدين والدنيا عند بني قومه.. يفخر بما تراكم لهم في ماضيهم من أمجادٍ وتراثٍ قَلَّ ما تحلّى به شعبٌ صغير مثلهم على وجه هذه الأرض الفانية، وقد زرعوها من نضالهم المستمر وحروبهم ومعاركهم وثوراتهم بما لا يتّسع له صدر أمّة كبيرة، وغرسوا على قِمم التاريخ من تضحيات جدودهم وبنيهم ومن شهدائهم الأبرار ما يفوق عدد الأحياء منهم عدّة مرات.. فهُم الأقلية المناضلة الوحيدة في هذا الشرق التي لا تشعر بشعور الأقلية، وليس لها أهداف الأقلية، بل تتحسّس بعروبتها الأصيلة التي حافظت عليها في لغتها المحلية وفي تقاليدها وفي روحيّتها وفي دمها، أفضل مما حافظ عليها أي عنصر عربي آخر..

على أن فقيدنا كان يُدرِك أن القديم، على ما هو عليه من ثراء معنوي ومادي وحضاري عظيم، لا قيمة له ولا بقاء له مع الدهر إن لم يستمر في الحديث المُتجدِّد.. الذي يُكمِله ويُعزِّزه على الدوام.. وهكذا كانت تتفتّح في صميم "عارف أبو شقرا" كوَّةً واسعة على العروبة والإسلام، لا يؤمن بقوّة بني قومه وقدرتهم على الكفاح إلا قدر ما تُساندهم وحدة من داخل بلاد العرب مُتحقِّقة ومنيعة. وكم كانت نشوَته ظافرة شديدة مُنطلِقة يوم انطلقت النهضة السياسية والاجتماعية الحديثة على يد "عبد الناصر" ويوم تمّت فيه وحدة الإقليمين.

وهذا العقل الذي هو أرفع أداة في تصوّر الأشياء واكتناهها – وهل يرتفع شيء فوق مستوى المعرفة؟! – وقد يكون أفضل تعبير لله تعالى أنه محض معرفة، مطلق معرفة، - هذا العقل الذي جعله المعتقد الدرزي أفضل وأرفع أداة، فوق الإيمان، لاكتناه الحقيقة الأخيرة، إذ جعل المذهب الدرزي العقل الأول المنبثق من جوهر الكائن الفريد أحد مُقدَّساته على ما اكتنفه في ما بعد من بشر وكائنات حيّة وجماد على السواء ونور وظلمة، ووجود وانعدام، وخير وشرّ، هذا العقل الذي آمن به "عارف أبو شقرا"، وجعله مَحْكَماً ومقياساً لدينه ولدنياه، عَكَف به الفقيد الغالي على دراسة المذهب الدرزي (مذهب الموَحِّدين العُقّال بوَصْف اتصالهم بالعقل وتحلّيهم به واستخدامهم إياه كأداة للترفُّع ولإجلاء معالم الباطن والحقيقة)، فتوَفَّر له من الأبحاث النظرية ما لم يتوَفَّر لسواه من المتعلمين المؤمنين، وقد نشر ذلك في بعض المؤلفات القيّمة، وكان في بداية تحرّياته وأبحاثه عندما أصابه هذا الداء الخبيث فَصَرَعَه.. ولو تَوَفَّر له العيش أطول، لكان حقّق بعض ما كان يصبو إليه الدروز اليوم في حقل دينهم من توضيح وتفسير وتفلسُف، بقالب جديد وبمفاهيمَ جديدة..

وخسارة "عارف أبو شقرا" في هذا الحقل الاستقصائي التأليفي لا تعادلها خسارة.. ونحن الذين كنا على اتصال دائمٍ به نُدرِك، ربما أكثر من سوانا، فداحة هذه الخسارة.. وكنا نُمضي الساعات نتناقش في أصول ومصادر هذا المُعتقَد الدرزي الذي قد يبدو غريباً في الظاهر، ولكنه لا يعود يبدو كذلك عندما يطَّلِع أحدنا على تعاليم صوفية الإسلام من عرب وعجم، وعندما يتوَغَّل في درس بعض معالم فكر اليونان ومصر القديمة، والمسيحية ومعتقدات إيران والهند والشرق الأقصى، وكان لا بد لنا في آخر المطاف أن نُقرِّر هذه الحقيقة: بأن "مذهب التوحيد" أي الدرزية هي أو هو طريقة صوفية إسلامية مُتقدِّمة قد تحوَّلت إلى معتقد وإلى مذهب.. وكان، رحمه الله، حريصاً على أن يُعيد مذهب التوحيد إلى أصوله الحنَفيّة الإسلامية ويُنيره بها ويُبرِزها، ومذهب التوحيد "وديعة الإسلام".. على حدّ تعبير الكتب السرية المُكَرَّس، وهي خُلاصة الإسلام..

هذا الوجه لـ "عارف أبو شقرا" يستحق أن نتوَقف عنده لأنه بدأ مرحلة لم يُكْمِلْها – وعسى أن يكملها سواه – وشَقَّ طريقاً جديداً وطَرَقَ باباً لم يَلِجْهُ غيره.. وكان لا بد أن يدخل العلم الحديث إلى صميم مذهب التوحيد فيشرحه ويفسّره ويكشف عن أصوله وجذوره، ويرشد إلى ما وراء حُجُب الكشف من معالم للآلهة تتخايل في كتبنا الدينية الصغيرة، فنتصوَّر أن هذه الكتب تحوي كلّ شيء وهي في الحقيقة ليست إلا إشارة ودلالة وهي حرفٌ ميت.. إن لم نُحْيِهِ بالروح: روح العقل الرفيع الذي انبثق من الذات المُبارَكة وتكوَّنت منه نفوسنا جميعاً في جوهر ما هي عليه، ليدلّنا من جديد إلى مكان مطلع الشمس.. كما تُحدِّثنا عن ذلك أسطورة المعبد الأوّل للهرم الحجري الأوّل في مصر (سقارة)، وليُرشِدنا إلى أن كل شيء قد صُنِعَ من نور – من نوره، من وعيه – ويعود إلى نوره..

وما العقل إلا ما تَعَمْشَقَت أو توَكَّلت عليه نفوسنا المُشتاقة إلى مكمن الحنين، من أشعة ضئيلة من هذا النور الذي نؤمن به ونتعبَّد، والذي نسلك معراجه الخفي إلى مرحلة كشف الحجاب باتساع كوّة النور الفاصلة، فنستضيء ونُضيء في هذه الدنيا وفي غمضة عين الآخرة.. "وعابد الله من دون معرفة كعابد هواء".

رحم الله "عارف أبو شقرا" – والذي ينفصل عن جسده قد لا يكون بحاجة إلى رحمة أحد سِوى شفاعة تجرُّدِه – وعسى أن يقوم في أثره رجال من أخواننا يُدركون أهمية ما ذهب إليه الرجل من محاولات في حقل الدين، فيكملوا ما بدأ ويضيفوا على ما أسَّس.. ويبعثوا نهضة تحرِّرنا مما علق في نفوسنا وحياتنا من رواسب التحجرّ والجمود.

.....

ألقيت في الذكرى السنوية الأولى لوفاة عارف أبو شقرا، التي أقامتها كلّية المقاصد الإسلامية في بيروت في 3 آب 1959.

--------

إعداد: سمير . م . أبو شقرا

المدير العام لـ الـشـاهـد

حرر في: Sep 4 2007, 08:02 PM

0 تعليقات::

إرسال تعليق