الجمعة، 27 مارس 2009

الحب والرغبة كيف يعملان؟


الحب والرغبة


الانفعالات البيوكيميائية في جسدنا لها دور مهم في التأثير على الحياة الجنسية للبشر، الحب، الرغبة الجنسية، الإثارة، الذروة، هذا كله ينتج عن المواد الكيميائية في الأعضاء المختلفة في الجسم ومفعولها على المتلقي.
لقد تنبأ سيغموند فرويد بوجود هذه التكوينات الكيميائية،عندما كتب عام 1905 'يجب ألا ننسى أن كل الأشياء المؤقتة النفسية، سوف تقف في يوم على ارض الحاملين العضويين. وبعدها سوف يظهر على الأغلب، أنها مواد خاصة وعمليات كيميائية تولد مظاهر الجنس وتتوسط في إكمال الحياة الفردية في حياة الشريك'.
التحليل اللاحق للكيمياء والبيوكيمياء، أثبت صحة أقواله، مع انه لا يمكن اعتبار الحياة الجنسية معتمدة فقط على تأثير التفاعلات الكيميائية.

الإشارة الأولى: العيون

ما السبب في أن بعض الناس يجذبوننا أكثر من أناس آخرين؟ لماذا نقع في الحب من دون تفكير؟ عندما نكون قرب الآخر نحن نتوتر، وجهنا يحمر، ونتأتئ بالكلام؟

الدماغ يستقبل معلومات مرئية عن طريق العين حول شكل الشخص، وجنسه، سنه، بنيته، شعره وعينيه، ماذا يرتدي، وهكذا. باقي المعلومات تأتي من باقي الحواس، وأهمها السمع والشم، الدماغ يحللها ويقارنها مع تجاربه السابقة وتخيلاته. وإذا كانت النتيجة النهائية هي أن الشخص مستعطف ويجذبنا، فعندها يحمل جزء الدماغ المسمى بهيبوتالاموس وهذا يبعث رسالة إلى القشرة الكظرية ويرسل الأدرينالين إلى الجسم.


وبعدها مباشرة تبدأ مواد كيميائية أخرى تتفاعل في الدماغ، وخاصة الفينيليثيلامين، دوبامين، والنور أدرينالين، والتي تعمل كهرمونات السعادة. وهنا يبدأ شعور النشوة والتشويش. يسرع النبض، ويعرق الكفان. هذه الردات تكون أقوى عند أولئك الذين ليسوا مدربين على هذه الحالات. هناك مواد أخرى تدخل في اللعبة أيضا: الأندورفينات. وهي مواد داخلية النمو شبيهة بالمورفين، أنها تؤثر بالشكل نفسه: تخفض من حدة الألم، وتولد الإحساس بالرضا عن النفس.

هرمون شديد الفعالية 

كما أن الأوكسيتوسين يلعب دورا مميزا كذلك، وهو هرمون له نصيب كبير في التجارب الأساسية والمتعلقة بالتبادل، مثل الولادة، الرضاعة، والإشباع الجنسي. ومعدله يرتفع في الجسم حتى أثناء حالات التوتر، ومن خلال التجارب التي أجريت على حيوان الفأر القطبي، والذي يشكل زوجا دائما ويرعى الصغار معا كواحد من اقل الثديات التي تفعل ذلك، تم اكتشاف سبب الوفاء النادر للشريك عند هذا الحيوان وهو الأوكسيتوسين. وعندما تم عزل أجزاء الدماغ عن استقبال الأوكسيتوسين، بدأ الذكور في الانفلات بحرية فيما بينهم ولم يعودوا يكونون رباطا قويا. وعند إجراء مقارنة بين الفأر القطبي والفأر الجبلي - الأقل وفاء - تم اكتشاف فروق مثيرة في أدمغة الحيوانات، عند الفأر القطبي الأحادي التزاوج كان في المنطقة المسماة بنوكليبوس أكومبنس في الدماغ تعتبر من أهم مراكز السعادة في الدماغ، كانت مناطق الإحساس بالأوكسيتوسين تغطي مناطق إحساس هرمون آخر - الدوبامين (الدوبامين مرتبط بالرغبة والبحث)، بينما عند الفئران الجبلية المتعددة التزاوج، وجدت مناطق الإحساس بالأوكسيتوسين في مواقع أخرى من النوكليوس أكوسبيسن، وهذا يعني أن نتيجة اتصال الأكسيتوسين مع دوبامين يؤدي إلى إحساس لطيف مع تكوين علاقات متزاوجة عند الفأر القطبي.

مثل تأثير الكوكايين! 

مناطق الإحساس بالأوكسيتوسين موجودة أيضا عند البشر في مناطق المخ الغنية بالدوبامين، ومناطق الإحساس بالدوبامين، التحركات البيوكيميائية والتي تحدث في الدماغ عند النظر إلى صورة من نحب، تشبه كثيرا عمل الدماغ عند الأناس الذين يكونون تحت تأثير الكوكايين، ويبدو أن الأوكسيتوسين يعمل بالتفاعل مع مخدرات الجسم الطبيعية، الأندوفينات، الأوكسيتوسين يولد الانتباه إلى إنتاج أجسام اجتماعية، بينما المخدرات الطبيعية تؤمن الإحساس الدافئ، الذي نحسه في قرب الشخص الذي نحبه، كل المواد الكيمائية المذكورة هي في الحقيقة مخدرات طبيعية.

كيف نساعد الحب؟ 

الحب والرغبة
الدراسة الحديثة سمحت لنا بالنظر إلى العديد من الأحداث المتصلة بالحياة الجنسية للبشر، لكن الناس نجحوا منذ زمن طويل في اكتشاف العديد من الإمكانات، كيف يمكن التحكم بتأثير الهرمونات الطبيعية، من بين المواد المفضلة والمستعملة لرفع وتنشيط الرغبة الجنسية والإثارة منذ قديم الزمن، هي الأفروديزيياك، والذي اخذ اسمه من إلهة الحب القديمة 'أفروديت'، وبحسب الروايات القديمة ولدت أفروديت في البحر، ومن بعدها بدأت تنسب تأثيرات الأفروديزياكية لكائنات بحرية أخرى، كذلك بعض المواد الغذائية الحلوة الغنية بالطاقة مثل الفواكه كانت تمنح الجسم القوة، ولذلك اعتبرت كأطعمة مناسبة لتوليد الرغبة الجنسية والإثارة، وعلى العكس كانت الوجبات الدسمة تقتل أي أفكار جنسية ممكنة، ومن هنا أتت فكرة أن الحب يولد عن طريق المعدة.

شعوب كانت تتباهى بأعضاء جنسية حيوانية 

وقد آمن الأجداد في قوة أي شيء يشبه في شكله، أو لونه، الجنس، ومن أقدم الأفروديزياك عند قدماء المصريين هو العضو الذكري، لتمساح مجفف، ذيل السحالي وغيرها، وصيدليات الشرق الأقصى لا تخلو من المسحوق المطحون من قرن الخرتيت.
منذ الأزل بعض الأطباق متصلة بزيادة الشهية الجنسية، والعسل ينتمي إليها ومنها أتت التسمية الانكليزية لشهر العسل: هيني مون، نساء العرب يضيفون التمر المدقوق في القهوة للرجال، النعناع، الدارسين، الفلفل الروزمارين، الهيل والجوز، كلها تزيد الشهية للأطباق المحضرة، ولكن أيضا للجنس، لأنها تساعد في تجديد سريان الدم في الأعضاء التناسلية وتؤثر على عضلاته، ومن الأفروديزياك الخفيفة يمكن اعتبار البقدونس والكرفس.

مشاريب الحب 

من الطرق المفضلة للوصول إلى الرغبة الجنسية كانت مشروبات الحب في القرون الوسطى، وكان أساس هذه المشاريب. هي الأعشاب ذات المفعول السام. وكان خلط المشروب الصحيح يعتبر فنا ويدفع ثمن باهظا لذلك، في الحقيقة حتى اليوم يمكن أن نجد عددا كبيرا من الذين هم مستعدون للدفع مقابل هذه الخدمة 'بالنسبة لأبناء الطبقة غير الغنية تعتبر الشوكولاته المحضرة على شكل شراب أو كريم مثيرة للجنس'، لقد اكتشف علم الأدوية في كثير من المواد الأولية المستعملة لتحضير شراب الحب مواد عدة مؤثرة على نظام الأعصاب المركزي، هذه المواد كانت فعالة حقا في كثير من الأحيان كانت المشروبات تحتوي على نباتات ذات تكوين شبه قلوي من البيلادون 'حشيشة ست الحسن' والداتروبين والسكوبولانيوم، ومن أشهرها نبات اليبروح الطبي التي وصفت ثمارها الصفراء الذهبية في الإنجيل ب 'تفاح الحب'. وتحتوي نباتات البيلادونا والدورمان والبنج على المواد نفسها شبه القلوية. وبقوتها المخدرة اشتهرت هذه النباتات في أعمال السحر والشعوذة، لكن المدمنين الحاليين بدأوا يستعملونها أيضا.
الأتروبين والسكوبولدمين يغيران الحالة النفسية بشكل واضح والتي تظهر على شكل تغيير في العواطف ومعايشة المواقف المختلفة وخلل في فهم المساحة والوقت، تغيير طريقة التفكير والسلوك وبعد تناولها تأتي الرغبة الجامحة بالحركة وكذلك تظهر التهيؤات البصرية والسمعية والحسية، مفعول الهلوسة للسكوبولامين تسبب حالة ما بين الوعي والنوم الذي يتبعه خلل في الذاكرة، التي تمسح كل الأحداث التي حدثت قبل فقدان الذاكرة لا عجب من أن المراهم والخلطات المحضرة من النباتات التي تحتوي على البيلادونا كانت من أساسيات أدوات الساحرات وهن يحلقن على المكنسة لحضور اجتماعاتهن. الوصفة الأفضل.

الذبابة الإسبانية

ليس بالضرورة أن يحتوي شراب الحب على المخدرات النباتية فقط، ومثال على ذلك هو المستحضر المنشط جنسيا والمفضل في السابق 'الذبابة الاسبانية' انه عبارة عن حشرة سوداء طولها 15 مليمترا وجسمها يحوي مادة سامة اسمها كاثاريدين. مسحوق هذه الحشرة المجففة له مفعول المنشط الجنسي للرجال.
ومثله مثل 'الحبة الزرقاء' المعروفة يثير العضو الذكري ويستثير الجهاز التناسلي فيؤدي إلى الانتصاب.
في القرون الوسطى كان استعماله منتشرا جدا والمصادر التاريخية تؤكد استخدامه من قبل عدة ملوك أوروبيين، لكن في الطب الحديث احتلت الفياغرا الأكثر أمنا مكانه، الجرعة القاتلة بالنسبة للإنسان من الكانثاريدين هي 30 ملغراما فقط لذلك دفع الكثير من العشاق في السابق الثمن من أجل المتعة بالموت نتيجة الفشل الكلوي أو القلب.
أساليب إثارة الرغبة في الآخر قديمة منذ آلاف السنين وحتى العصر الحديث لا يمانع في دراستها، لذلك لا يمكن التعجب أن أموالا طائلة تصرف على دراسات علمية جادة، وأموالا أكثر تصرف على المنتجات الناتجة عن تلك الدراسات والتجارب وإذا أردتم الانضمام إلى مثل تلك الدراسات والبحوث على حسابكم الخاص وتحضير وجبة مثيرة فلا تنسوا أن الطبق المعد بحب يولد الحب والمودة بحد ذاته. وإذا لم تحسوا برغبة في الطبخ فهناك وصفة أخرى مؤكدة من الحكم الشرقية القديمة: المرأة هي أكثر الأشياء إثارة.

0 تعليقات::

إرسال تعليق