![]() |
يارا مخايل |
فقد باتت الملكات تتوجن وتظهرن ليلة التتويج لتختفين إلى حين تسليم تاجهن الى خليفة قد تلقى المصير نفسه، إهمالاً، تقصيراً وتجاهلاً من قبل اللجنة المنظمة لانتخابات «مس ليبانون».
يتساءل الكثيرون عن الأسباب التي دفعت باللقب إلى الهاوية، إذ كانت ملكة جمال لبنان قبل سنوات تعتبر أهم النجمات، وتتسابق وسائل الإعلام لاستقبالها، ويدأب الجمهور على متابعة نشاطاتها، لتنهي ولايتها وهي في القمة، اما ملكات السنوات الأخيرة، فبالكاد سمع بهن الجمهور أو عرف أنه تم اختيارهن لتمثيل لبنان في مباراة جمال عالمية، مباراة يعرف الكثيرون أن حظوظ اللبنانيات فيها شبه معدومة، رغم أنهن حققن ألقاباً عالمية في مباريات جمالية تبدو أقل أهمية.
فبعيد انتخابها ملكة على عرش الجمال لسنة 2010، سافرت ملكة جمال لبنان رهف العبد الله لتمثيل بلدها في الخارج، حيث كانت تخوض منافسة غير متكافئة مع مواطنتها ريما فقيه، ممثلة الولايات المتحدة الأميركية التي حملت تاجها، وأول ملكة جمال مسلمة عربية الأصل، يومها خطفت ريما الاضواء وبالكاد تابع لبنان خبر سفر رهف إلى المباراة العالمية.
مهمة مستحيلة
ولأن ليس ثمة ريما فقيه في كل مباراة عالمية، فقد كانت أخبار الملكات المسافرات في مهمة مستحيلة تحظى باهتمام الإعلام اللبناني رغم أنهن يعدن دائماً «صفرات اليدين»، إلا من تجربة يتحدثن عنها بإسهاب.
رهف عبد الله التي سلمت تاجها أمس الأول، كانت تعي حجم التحديات التي تخوضها بفوزها بلقب «مس ليبانون» في ظل الإهمال الذي تعانيه الملكات منذ سنوات، إلا أنها عجزت وحدها عن خطف الأضواء، خصوصاً أنها كانت الملكة الوحيدة التي لم تحظ بفرصة لعقد مؤتمر صحفي هو تقليد سنوي تقوم به الملكات للتعرف إلى الصحافة، وللإعلان عن برنامجهن لسنة ولايتهن.
يومها كثرت التبريرات، فثمة من قال ان سبب عدم عقد المؤتمر يكمن في تزامن مباراة «مس يونيفرس» مع الموعد الذي حددته وزارة السياحة اللبنانية للمؤتمر، والبعض الآخر برر إلغاء المؤتمر بأسباب بروتوكولية تكمن في عدم زيارة رهف للرؤساء الثلاثة، في تقليد بات عرفاً تتبعه كل الملكات، إلا أن التقصير لم يكن من ناحية رهف، بل من ناحية الرئاسات التي لم تجد وقتاً في زحمة انشغالاتها لاستقبال ملكة جمال لبنان.
وأياً يكن وضع الملكة مع سنتها التي قاربت على الانتهاء، فإن معظم الملكات لا يظهرن إلا بعد انتهاء ولايتهن، حيث يكون قرارهن ملك يدهن، وليس خاضعاً لأهواء مؤسسة لا تجيد سوى حجبهن عن الأضواء.
لكل منطقة ملكة
متى بدأ لقب «مس ليبانون» يفقد بريقه؟
قبل سنوات انتشرت المباريات الجمالية بشكل كثيف في لبنان، فبات لكل منطقة ملكة، ولكل مناسبة تاج، إلا أن تدخلت اللجنة المنظمة لانتخابات ملكة جمال لبنان ومعها وزارة السياحة لضبط الوضع، ومنع أي حفلة جمالية ما لم تحز على ترخيص من الوزارة.
وكانت مباراة ملكة جمال لبنان التي لم تتوقف حتى ايام الحرب، قد عرفت ايامها الذهبية مع تتويج اللبنانية جورجينا رزق ملكة جمال الكون في منتصف السبعينات. وعادت المباراة لتشهد انطلاقة جديدة عندما أصبحت المؤسسة اللبنانية للإرسال LBC شريكاً فيها، وتحديداً في عام 2005 مع انتخاب دينا عازار، تلتها نسرين نصر، جويل بحلق، كليمانس أشقر، نورما نعوم، ساندرا رزق، كريستينا صوايا، ماري جوزيه حنين لتبدأ بعدها المباراة بانعطافة أثرت على مصداقيتها.
نميمة ومؤامرات
فقد ارتأت المؤسسة اللبنانية للإرسال التي كانت لا تزال تعيش نشوة «ستار أكاديمي» فور انتهاء دورته الأولى في عام 2004، أن تطبق على الجميلات ما طبقته على طلاب الأكاديمية، فجعلت منهن نزيلات الأكاديمية التي حولتها إلى منزل زهري، محاط بكاميرات ترصد تحركاتهن على مدار الساعة، لتخرج كل برايم متبارية لم ينصفها تصويت الجمهور.
لم تخل جلسات الجميلات يومها من نميمة ومؤامرات وأحاديث فارغة، ومشاكسات تشبه تلك التي تحدث في الأكاديمية اليوم، الأمر الذي دفع بالغيورين على المسابقة إلى الطلب من المحطة ضرورة العودة إلى الصيغة القديمة في الانتخاب، كي لا تصبح الملكة مجرد شكل جميل ومضمون فارغ.
انتخاب ملكة جمال لبنان نادين نجيم في تلك الدورة، وما تلاه من نجاحات حققتها الملكة، لم يعد للقب بريقه، فتوالت على عرش الجمال أسماء بالكاد سمع بها الجمهور، وكان ابرزها غابرييل أبي راشد التي شابت مسيرتها الكثير من اللغط، بعد انتشار أخبار عن لقائها ملكة جمال اسرائيل ضمن مباراة ملكة جمال الكون التي كانت تجرى عام 2006، تزامناً مع الحرب الاسرائيلية التي كانت تشن على لبنان في يوليو من ذلك العام.
اليوم ينظر المراقبون باهتمام الى الملكة العتيدة، لاسيما وأن الحديث عن وساطات وتسريب أسماء المتباريات قد أفقد المباراة عنصر المفاجأة، وجعل من اسم الملكة الجديدة متداولا اعلاميا قبل التتويج الى ان تكذب ليلة الانتخاب الاشائعات.
يارا مخايل ملكة 2011
توجت يارا خوري مخايل (19 عاما) ملكة جمال لبنان لسنة 2011، من بين 16 متسابقة، في حفل نظمته المؤسسة اللبنانية للارسال (ال بي سي)، واقيم على مسرح شيد امام مبنى صحيفة «لوريان لوجور» التاريخي في محاولة لجمع اللبنانيين وسط عاصمتهم، ومزج الماضي بالحاضر.
وتسلمت يارا مخايل خوري التاج من ملكة جمال لبنان لعام 2010 رهف عبدالله عندها اضيئت جبال النار من المبنى التاريخي المحاذي للمنصة وانهمرت الانوار من المبنى العتيق وسط القصاصات الورقية، فيما حلت وصيفة اولى كارولينا نصار، ووصيفة ثانية سونيا –لين غبريال.
والملكة طالبة سنة ثانية في قسم المرئي والمسموع في الجامعة اللبنانية الاميركية، طولها 176 سنتيمترا، وتهوى التمثيل والتصوير الفوتوغرافي وعرض الازياء والسباحة.
وحصلت الملكة، اضافة الى اللقب والتاج، على هدية نقدية بقيمة 70 مليون ليرة لبنانية (نحو 50 ألف دولار)، وعلى طقم مرصع بالماس، اضافة الى سيارة وغرفة جلوس ومستحضرات تجميل لسنة كاملة وعلاجات للبشرة والجسم لمدة سنة وبطاقة تسوق لسنة كاملة من اسواق بيروت.
وأقيم الحفل بحضور وزير السياحة اللبناني فادي عبود وحشد من الشخصيات السياسية والاعلامية والفنية والاجتماعية، وأحياه للمرة الثانية الفنان اللبناني راغب علامة، وتولى تقديمه كما في العام الفائت المذيع طارق منير وتخللته لوحات راقصة وتحقيقات مصورة.
ويفترض ان تشارك الملكة المنتخبة في مسابقات الجمال العالمية التي تنظم خلال عام 2011 وابرزها مسابقة ملكة جمال الكون التي فازت فيها اللبنانية جورجينا رزق عام 1971، ومسابقة ملكة جمال العالم.
ملكات الجمال وعالم الفن
لا يزال تاج الجمال أهم بوابة عبور للجميلات الى عالم الفن، فقد كانت الملكات مادة اختبار في مجال التمثيل بعضهن نجح وبعضهن أخفق.
فبعيد انتخابها، خاضت دينا عازار تجربة التمثيل في مسلسل لبناني يحمل عنوان «رماد وملح»، يومها نجحت في الاختبار، لكنها قررت الابتعاد عن الاضواء الى ان جاءتها الفرصة لتقديم برنامج «ديو المشاهير» الذي يستعد لموسم جديد خلال شهرين ستقدمه دينا التي كانت احد اهم عوامل نجاح البرنامج.
خليفتها نسرين نصر كان لها تجربة مع التقديم في برنامج «يا عمري» الذي كانت تذيعه قناة «المستقبل» الى ان قررت الاحتجاب لأنها لم تجد في عالم الاضواء ما كانت تحلم به.
أما جويل بحلق، فتعتبر واحدة من الملكات اللواتي تركن بصمة في عالم الجمال، فقد وصلت الى المراتب الاولى في تصفيات ملكة جمال الكون عام 1997، وتمكنت من تحقيق نجاح يحسب لها في مجال التمثيل، حيث تتلمذت على يد المخرج نجدة أنزور، إلا أن زواجها حال دون استمرارها في عالم الفن.
وعلى الرغم من انتخابها في الدورة المثيرة للجدل، تمكنت نادين نجيم من تحقيق نفسها في عالم التمثيل، حيث باتت واحدة من الممثلات اللواتي يحسب لهن حساباً في الدراما اللبنانية والعربية على حد سواء، رغم اللغط الحاصل بينها وبين زميلتها التي تحمل الاسم نفسه، والتي انتخبت في عام 2007 لتبدأ قبل سنة تجربة في التمثيل لم تكتب لها النجاح، في مسلسل «جود»، وها هي اليوم تخوض تحدياً مهماً حيث انها تلعب دور هويدا ابنة صباح في مسلسل «الشحرورة».
ولم تخل تجارب الملكات من فشل جسدته غابرييل ابي راشد التي حصدت الكثير من الانتقادات لافتقارها الى العفوية في التمثيل، ورغم فشلها لا تزال الملكة السابقة تتلقى العروض التي يبدو أن للجميلات فيها حظوظا كثيرة.
![]() |
ريما فقيه |
![]() |
نادين نجيم |
![]() |
ملكة جمال العام الماضي رهف عبدالل ه تسلم تاجها إلى يارا |
![]() |
جويل بحلق |
![]() |
كريستينا صوايا |
إيمان إبراهيم - القبس الكويتية 12 تموز 2011
0 تعليقات::
إرسال تعليق