الأحد، 3 يوليو 2011

55% من النساء يتلذذن بالألم ... هل ينتشر السلوك السادي بين العرب؟

الجنس هو سلوك يؤدي إلى التكاثر، وهو وظيفة أساسية عند الكائنات الحية، ويقترن هذا السلوك بالشهوة التي أصبحت لدى البعض غاية في حد ذاتها. وما لبث كثيرون يخترعون وسائل وآليات للحصول على صور مختلفة للشهوة، ولعل أكثرها شيوعا اليوم إحداث الألم كشرط للاستثارة الجنسية، وغالبا ما تكون الأنثى هي الطرف السالب في المعادلة.
المركيز دي ساد

السلوك السادي بين العرب
هل ينتشر السلوك السادي بين العرب
وليس بجديد القول إن هذا الفعل يحمل مصطلح السادية حسب علم النفس، وهو مصطلح ينسب إلى"المركيز دي ساد"وهو من كبار الكتاب الفرنسيين في القرن الثامن عشر(1740- 1814) وقد حكم عليه بالسجن لسبعة وعشرين عاما، إثر أحكام صدرت بحقه لارتكابه أفعالا جنسية فاضحة غلب عليها طابع القسوة والدم وإنزال الألم بالغير.

هل تحب المرأة العنف

السلوك السادي بين العرب
هل ينتشر السلوك السادي بين العرب
ولعل هذا العنف وما يصحبه من تجريح وألم وإذلال يخفي وراءه دوافع جنسية مبطنة من سماتها حب الاستيلاء والشعور بنشوة النصر، وإرواء ظمأ الجنس بطريقة توحي بالقوة، لكن هيفا. م (لبنانية، 28 سنة وتعيش في نايميخن في هولندا) تقول لإيلاف إنها تعشق العنف لأنه يكون سببا في إثارة المرأة وإحساسها برجولة شريكها مثلما يستثار الرجل بإحساسه بضعف المرأة ونعومتها.

وتضيف أ. تطواني (مصرية، 40 سنة، صاحبة صالون في انتفيربن في بلجيكا) أنها تحب السلاسل والقيود وجرح صدر الرجل بعنف. وتضيف: إنني على وشك الزواج ومتفقة مع زوجي على كل شيء، فأنا أعشق الضرب والذل.

ويفسر سيجموند فرويد عشق الأطفال أو الحيوانية في الجنس بأنه نوع من السادية، وأن إحداث ألم مادي بالضرب أو الوخز أو العض أو التشويه أو القرص الشديد الذي قد يصل إلى حد القتل، أو ألم نفسي بالتجريح والإذلال والإهانة والتقريع، كلها صور تعكس الرغبة في القوة، فتختلط نشوة النصر بمتعة الجنس، وهذه هي الذروة القصوى في الجنس.

إيلاف ترصد أمثلة من الواقع

أما ر.صالح (35 سنة، بحرينية متزوجة من هولندي وتعيش في جنوب ألمانيا) فتجيب عن سؤال لإيلاف حول الموضوع: "ربما أكون إنسانة غير طبيعية لكني أحب أن (أؤخذ ) وأستمتع بالخضوع و بالألم الناتج من العنف الجنسي".

لكنها تضيف: "غالبا ما أسمع من صديقاتي الخليجيات، أن العنف يمكن أن يكون جزءاً من الجماع وليس كله. ومن الأفضل أن لا يكون كله هدوء".

وأحمد فاضل مغترب عراقي متزوج من هولندية وفي رأيه فإن الجنس في ذاته عملية عنيفة، ويسلك فيها الإنسان سلوكا حاداً وهو لا يختلف في ذلك عن الحيوانات، فلو تمعنت في الأفلام الجنسية فإنها تفصح عن ذلك العنف، وإن شابت تلك الأفلام مغالاة ما. وما يحدث في تلك الأفلام هو ذاته الذي يحدث في مخدع الزوجية في أغلب التفاصيل.

ويعترف فاضل بأن الفتاة الأوروبية والهولندية بوجه خاص ترغب في إحداث ألم في جسمها، أو شد شعرها أو العض الخفيف، وأشياء أخرى لا مجال للحديث عنها، وفي رأي غالبية الأوروبيين فإن ذلك جزء مهم في العملية الجنسية.

لكن سهير. أ (28 سنة، مغربية) تقول: "العنف حلو فعلاً ويشعر المرأة بالرجولة، أنا أحب أن أتمنع عن زوجي ثم يأخذني بالقوة، بس العنف مش كل الأوقات يعني شوية كده وشوية كده ".

إيلاف كانت هناك.. حفلة حية لساديين يمارسون الجنس بقسوة

وفي مدينة إيندهوفن في هولندا، يفتخر الساديون والماسوشيون بجمعيتهم التي مضى على تأسيسها ثلاثون عاما. وتتلقى الجمعية دعم بلدية المدينة ولها مهرجان سنوي يحضره ساديون من مختلف أنحاء أوروبا، بملابسهم الخاصة الفاضحة.

وغالبا ما يجدون ضالتهم من معرضين لتسوق أدوات الجنس (السادية)، من سلاسل حديدية وبلاستيكية، وحلقات حديدية، وأقفاص خاصة يمارس الجنس عبر قضبانها. إضافة إلى ملابس من الجلد الأسود يلتصق بالجسد ليأخذ شكله ويحتوي على نتوءات حديدية تنغرز في الجلد، لكنه يحتوي على فتحات حديدية ضيقة يمارس عبرها الاتصال الجنسي بألم وصعوبة شديدتين.

وتصدر الجمعية مجلة شهرية، فيها تفاصيل مثيرة عن حياة هؤلاء الذين ربطوا حياتهم الجنسية بالألم كشرط لإشباع الرغبة. ولعل احدث التقنيات السادية، استخدام السوط الكهربائي أثناء الممارسة الجنسية حيث تتلقى الأنثى سيلا من الوخزات الكهربائية الخفيفة، وتقول مديرة المتجر إن معدل بيع هذه الأسوط بلغ رقما قياسيا هذه السنة، فقد باع المتجر مئة ألف سوط خلال ستة أشهر.

إيلاف حضرت حفلة عامة أقامتها الجمعية السادية في إيندهوفن، وقام بعض المازوشيين (وهو من يقع علية الألم) بحركات توحي بالاثارة الجنسية ومنهم من ربط نفسه بالسلاسل ليصعق بالكهرباء بعد ذلك، إضافة إلى حركات أخرى مثل الصفع على الوجه، و الوخز بدبوس في الأماكن الحساسة جنسيا، والإيذاء بالألفاظ. وقام أحدهم بتقبيل شريكته بشراهة في صندوق زجاجي ثم وضع كمامة على أنفه، ولكنه أعطى نفسه فرصة للهروب من الاختناق قبل فقدان الوعي.

عضة الحب

وفي دراسة نشرتها صحيفة الرياض السعودية تبين أن الألم المتوسط والمقبول قد يكون منتشراً أكثر بين الأشخاص في حياتهم العاطفية، مثل العضة أثناء المداعبة والتي تعرف عضة الحب، ووجدت الدراسة أن حوالي 50 %من الرجال و 55 % من السيدات يشعرون بلذة غامرة عند العضة خلال ممارسة الجنس

جنس عنيف في القاموس العربي

ويبدو أن العرب عرفت الجنس العنيف، أو العنف أثناء الجنس بتعبير أوضح، فنكاح المرأة حسب ما ورد في لسان العرب حمل مدلولات ومعاني تدل على القسوة والخشونة فتقول العرب: باضعها، ووطأها، وخجأها، ونكحها، وتقول العرب أيضا: ضرب الفحل ضراباً إذا نكح.

نساء يرغبن في العنف الجنسي

السلوك السادي بين العرب
هل ينتشر السلوك السادي بين العرب
لكن هل تشجع المراة العنف في الجنس؟ ففي رأي فاضل الخليلي (45 سنة، عراقي): أن هناك نساء يروين عطشهن الجنسي بطريقة غريبة، فهناك الحركات المتكلفة والصراخ وكأن السرير ساحة حرب، ويمكنك ملاحظة ذلك في أفلام الجنس الرخيصة التي تجعل من العنف غاية ووسيلة في آن واحد. وهناك زوجات يسعين إلى استفزاز الزوج، كي يكون عنيفا لتثبت له أنها شهوانية إلى حد كبير.

نهاية الجزء الأول

عدنان أبو زيد - الجزء الأول - إيلاف - 2007 الخميس 25 يناير

0 تعليقات::

إرسال تعليق