الأربعاء، 15 يونيو 2011

تهتز دمشق ليلا على أنغام موسيقى الحانات والجزائريات يعرفن طرائدهن.. بائعات هوى على بوابات الشام

تهتز دمشق ليلا على أصوات الموسيقى الشرقية، صناعها فتيات من مختلف دول العالم. خمس جزائريات من بين مئتين تونسية ومغربية حسب تصريحات رسمية لـ ''الخبر، وأكثـر من مئتين روسية وأوكرانية، بالإضافة إلى الراقصات السوريات والعربيات والنوريات، غجريات بلاد الشام. ويعود سبب انخفاض الراقصات الجزائريات حسب مصادر ''الخبر'' إلى أنهن يفضلن اختيار ارتياد المطاعم والفنادق لاصطياد الفريسة في وقت سريع ومثمر بالدولار.
قالت ذات المصادر إن أرقام بائعات الهوى الجزائريات في الشام مخيفة جدا لو أمكن عدّها.

وبعضهن يعرفن طرائدهن من الرجال اأاثرياء
تستقطب العاصمة السورية عددا هائلا من السياح لجمالها وعراقتها الدينية والثقافية والتاريخية وتوفرها على المرافق السياحية، بالإضافة إلى الأمان، كما أنها تقدم إقامة سياحية مدتها ثلاثة أشهر والتي تجدد لنفس المدة دون تأشيرة. ونظرا لعدد السياح الأجانب المتدفقين والإغراءات المقدمة، فقد وجد فيها البعض فرصة لكسب المال بطرق ملتوية والدعارة هي ثاني مهنة بعد ''الترابندو'' أو ''الكابا'' في دمشق بالنسبة للجزائريات، فيما للرقص و مجالسة الساهرين في الملاهي الليلية نصيبه.

وقد صرح فنان سوري من أصول جزائرية رفض ذكر اسمه لـ ''الخبر'' أن دمشق تستقطب الكثير من الجزائريات اللواتي يعملن في أقدم مهنة بالتاريخ. مؤكدا أن الكثير منهن يفضّلن العمل في الدعارة بدل الرقص، مؤكدا أن الأرقام مذهلة لو تمكن من إحصائها، حيث قال: ''إن عملي كفنان في المطاعم العائلية والفنادق بصفة يومية والاحتكاك مع أصحاب محلات السهر، جعلني ألاحظ العدد الكبير من الجزائريات اللواتي يقصدن دمشق وضواحيها لجني المال''.

ويؤكد أن هؤلاء النسوة يعملن بطريقة غير مكشوفة، أي أنهن يدخلن كزبونات ويخرجن ومعهن زبائن''. ويضيف أن هؤلاء يقصدن الشقق والبيوت، لأن الفنادق تمنع منعا باتا إعطاء غرف لغير المتزوجين. كما لم يخف ذات الفنان قلقه من ظاهرة تزايد الجزائريات اللواتي يعملن في الدعارة، قائلا: ''إن هذه الظاهرة لا يمكن التحكم فيها، لأن الفتاة أو المرأة مسموح لها بدخول البلد والإقامة من ثلاث إلى ستة أشهر ويمكنها العودة متى شاءت والإقامة بنفس المدة على غرار أي زائر آخر''.

ومن خلال استطلاعات ''الخبر'' اتضح أن المهنة العريقة وجدتها الجزائريات مربحة في أقدم عاصمة مأهولة في العالم، ربما لأن الرقص ومجالسة السكارى تبقى خطرة على الكثيرات اللواتي خشين التقاء عائلاتهن ومعارفهن. كما يفترض البعض أن هؤلاء الفتيات يفضّلن الدخول والخروج دون أن تلصق بجبهتها مهنة ''راقصة استعراضية''. وفي ذات الموضوع تشير مصادر كثيرة أن هذه الظاهرة تتزايد بشكل مستمر. والخطر يكمن هنا وإن كانت المصيبة واحدة والبلاء واحد هو أن بائعات الهوى من بنات الجزائر في سوريا لا يخضعن إلى فحص طبي مستمر، عكس اللواتي يعملن في محلات السهر، كما أن الأخيرات محميات قانونا وأمنيا، حتى أن هؤلاء الفتيات عموما بصحبة ''بودي فارد''.

الرقص لا يستقطب الجزائريات

ليل دمشقي راقص على انغام ورقصات متعددة الهويات
تقول إحصائيات رسمية أن عدد الجزائريات اللائي يقصدن سوريا لممارسة مهنة الرقص لا يتعدى عدد أصابع اليد الواحدة من جملة مئات من الأجنبيات يمارسن هذا العمل.
وتختلف محلات السهر في دمشق فيما تقدّمه من راقصات ومغنيات، فهناك كباريهات أو كازينوهات وعددها 5 للروسيات والأوكرانيات، وهن غالبا يجالسن الزبائن ويقدمن استعراضا فنيا في شكل فرقة، وهناك الأماكن أو المحلات التي تخلق أجواء كتلك التي تشبه أجواء النور، لاعتبار أن النوريات لا يتواجدن إلا في ريف دمشق، ليس وسط المدينة. ومن تلك المحلات ''البردوني'' و''الشادروان'' وهي محلات استعراض تكون فيها على الأغلب مطربة، بالإضافة إلى الراقصات بشكل يوحي أنهن نوريات، لكنهن عربيات ومن المشرق والمغرب، كما تتميّز الأربعة فنادق الكبيرة في دمشق بهذه الظواهر الفنية وهي الشام وسيراميس والشيراطون وديدميان، بالإضافة الى صالات العرض وهي 12 صالة، والمطاعم، منها ليالي الشرق، تيتانيك، النادي العائلي وتروبيكانا ...

وتقوم الفتيات عادة بالرقص ثم الدخول الى بيوتهن تحت حماية ما يسمى بـ ''العرصا'' أو ''الشبيح'' وهو من يحميهن.
ولكن يعرف الكثير في دمشق وفي المحافظات الأخرى، أن الفتيات يلتقين الزبون في اليوم الموالي للسهرة، حيث توفر لهم فرصة ما يسمى ''وقت التسوق'' وهي بين الثالثة بعد الظهر والثامنة مساء، وهذه الساعات معروفة لدى الكبير والصغير على أنها فرصة اللقاء بين الفتاة وزبون ليلة أمس، الذي واعدته في المكان الفلاني والساعة الفلانية. بينما يؤكد أعضاء من نقابة الفنانين، أنا الأمر لا يمكن تأكيده ولا نفيه ولا يجب تصديق هذه المعلومات.

وفي اتجاه متصل، اعتبر نائب نقيب الفنانين في سوريا والعضو في اتحاد الفنانين العرب ''محسن غازي'' في البداية، أن الفنون أنواع، منها ما يقدّم على خشبة الأوبرا، ومنها ما يقدّم في المسارح والإذاعات وشاشات التلفزيون والسينما، ومنها ما يقدّم في المطاعم والمحلات التي تقدّم برامج فنية. مضيفا أن لكل من هذه الفضاءات جمهور خاص أو عشاقه، مؤكدا أن الجمهور متنوع بتنوع الأماكن التي يرتادها، ولا يمكن إجبار أو منع أحد على ارتياد مكان ما ليس من اهتماماته. مؤكدا أن تلك الراقصات يعملن في هذه المحلات بعقد قانوني يصاغ بين نقابة الفنانين وإدارة المطاعم وهذه الأخيرة هي التي تقوم باستقدامهن من سوريا ومن خارجها.

وقال محسن غازي أن الفتيات اللواتي يقصدن سوريا للعمل في سوريا كراقصات استعراضيات هدفن بالأساس هو جني المال، بالإضافة إلى غايتهن في تحقيق موهبتهن''. ونستنتج أنه قد يكون بالنسبة للبعض الباب الأول للوصول إلى الشهرة ثم طرق باب الفن كراقصات في الفيديو كليبات أو الأوسع وهو دخول مجال التمثيل. ومن يدري فكل الوسائل متاحة والفرص متوفرة والدنيا حظوظ. وفي مجال الرقص بالنسبة للأجنبيات والنور، فإن العروض المقدمة بالنسبة للفتيات القادمات من أوروبا الشرقية، روسيا، أوكرانيا، خاصة، ينشّطن السهرة فيما يسمى بـ''الكباري'' باستعراض جماعي فني منسّق وفيه جمال فني وتقني مدرّب عليه سابقا، و هذا الاستعراض هو أجنبي على موسيقى غربية، يعتمد على الإغراء واللباس الموحد بالنسبة للعارضات أوالراقصات.

أما بالنسبة للنوريات والعربيات من سوريا ولبنان وتركيا والمغرب العربي عموما، فالفتيات اللواتي يصعدن الخشبة في مدة قدرها ساعة ونصف لكل 15 فتاة هو رقص غير متجانس بينهن ولا يخضع لمقياس معيّن، بل يعود إلى موهبة كل واحدة ورشاقتها.

وأكد ذات المتحدث أن هناك ضبط كامل لمحلات السهر في سوريا، وأنه لا يتم السماح بأي تجاوز أخلاقي سواء فيما يغنى أو ما يلبس أو حتى في تجاوز الوقت المحدد لإنهاء السهرة وغلق المحل. مضيفا أن النقابة تخاطب جهات الرقابة صاحبة الاختصاص، سواء المالية أو الأمنية أو غيرهما لأخذ القرار في حالة إخلال ما بأحد القوانين والتعليمات.

النوريات: غجريات بأرواح عربية

كثيرات اجبرن على احتراف البغاء والامن السوري يطارد السماسرة
النور هم عشائر غير عربية رحالة يتكلمون لغة تدعى بـ ''العصفورة'' وهم من بلاد الشام، يشاع أنهم منحدرون من شبه القارة الهندية على غرار كل غجر العالم، وهم ينتشرون في ضواحي مدن حمص وحلب وتدمر، كما انتشروا أيضا ومنذ عقود في ضواحي دمشق.
وتتميز النورية في الشكل عموما عن غيرها من الفنانات الأخريات من السوريات والعربيات والأجنبيات بسمرة البشرة والشعر الأسود القاتم الطويل وبحدة الملامح. وفي العموم لا تذهب النورية إلى العمل الليلي لوحدها، بل يرافقها أفراد من أهلها وهم من يتقاضون المال بدلا عنها، ويجلسون بآخر الصالة. فالعلاقة بين الطرفين متلازمة ويعملن بشكل قانوني أي أنهن يحصلن من نقابة الفنانين السوريين على بطاقة عمل تسمى بـ ''بطاقة عارضات لممارسي المهن الفنية من غير النقابيين'' بعد رسم عقد بين النقابة والمحل وبين الفتاة والمحل، وهي لا تحميهن أو تضمن حقوقهن من ضمان اجتماعي وتقاعد وغير ذلك، بل هي فقط تحميهن من دوريات الأمن.

ويوجد 50 مكانا للسهر خاص بالنوريات فقط في ضواحي دمشق من 110 محل، وتسمى الأمكنة بعدة مسميات، منها مطعم عائلي استعراض كازينو كباري وهي محلات يدخلها الجنس الخشن فقط وهم من أعمار مختلفة. علما أن الزبون الخليجي يحتل المرتبة الأولى لمرتادي هذه الأماكن، بينما يغيب بشكل كبير الزبون المغاربي اللهم عشاق الحياة الشرقية. وتعمل النوريات الراقصات بنظام يسمى ''النمر'' أو الأرقام بمعنى أنه تصعد على خشبة الرقص 15 فتاة نورية ترقص لمدة ساعة ونصف، يليهن نفس العدد وبنفس المدة الزمنية، وبعده تذهب إلى مربع استعراض آخر.

وينفي مصدر مسؤول وجود أي صلة بين الفن النوري من رقص وغناء وموسيقى وبين الفنون الشعبية السورية. وقال أن سوريا تمتلك فنا عريقا ضاربا في عمق التاريخ، مؤكدا أنه لا تشابه بينهما، وأن النور ليس لهم ثقافة ولا تراث.

الأمن السياسي السوري يضع حدا لسماسرة البنات

أكدت مصادر لـ ''الخبر'' أن الأمن السوري قام بإجراء رادع لحماية الفتيات الأجنبيات، يعني بأن توقع الفتاة على عقد بموجبه تذكّر بأنها قادمة إلى سوريا للعمل كفنانة راقصة أو مغنية في محل معين ويقوم صاحب المحل الذي يستقدمها بتسجيلها في نقابة الفنانين بعد إجراء مجموعة من التحاليل الطبية.

وذكر رئيس فرع دمشق بنقابة الفنانين، أحمد الوافي، من جهته، أن العديد من الفتيات قدّمن شكاوى لنقابة الفنانين ضد أشخاص قاموا بالتغرير بهن، حيث طالبوهن في البداية من أجل العمل في الوسط الفني أو كعارضات أزياء أو غير ذلك، إلا أنهن وجدنا أنفسهن مطلوبات للعمل في الرقص أو في أعمال غير أخلاقية. وقال محدثنا ''هؤلاء الفتيات يصلن في مرحلة متأخرة إلى النقابة، أي بعد أن يتم حجزهن حتى أنهن يتعرضن للضرب في حالة ما إذا رفضن الخضوع''. وأفاد محدثنا أن النقابة تقف إلى جانبهن وتساعدهن ثم تسفّرهن على بلدانهن وأن الإجراءات الإدارية مع الفتيات ما هي إلا لحمايتهن.

وتبقى سوريا رمزا للثقافة والعراقة وتظل دمشق أقدم عاصمة يسكنها الناس، والسهرات الليلية على أنغام الموسيقى الشرقية أحد عوالم السحر فيها، ودمشق ليست وحدها في سوريا من سهر ليلا على الأنغام العربية، بل أن محافظات كثيرة لا تنام ليلا منها تدمر وحمص وحلب ودير الزور، إنها مدن تؤمن بالحياة والعمل والحب.

* الخبر الجزائرية Friday, July 10, 2009 | 00:00 GMT - سلوى حفظ الله من دمشق

0 تعليقات::

إرسال تعليق