الخميس، 23 يونيو 2011

المعلم: خطاب الرئيس الأسد رسم معالم المستقبل ورؤية الإصلاح التي يتطلع لها السوريون.. كل السوريين مدعوون إلى الحوار..الشعب السوري قادر على صنع مستقبله وحده

وزير الخارجية السورية وليد المعلم
أكد وليد المعلم وزير الخارجية والمغتربين أن خطاب السيد الرئيس بشار الأسد الأخير رسم معالم المستقبل ورؤية الإصلاح التي يتطلع لها السوريون داعيا القوى الخارجية إلى عدم التدخل بالشأن السوري وعدم إثارة الفوضى والفتنة لأن الشعب السوري بروحه الوطنية العالية قادر على صنع مستقبله وحده.
خطاب الرئيس الأسد تاريخي رسم لنا كسوريين معالم المستقبل ورؤية الإصلاح التي يتطلع إليها شعبنا

وقال المعلم في مؤتمر صحفي عقده أمس في مقر الوزارة بدمشق.. كان خطاب الرئيس الأسد تاريخيا رسم معالم المستقبل ورؤية الإصلاح التي يتطلع إليها شعبنا.. مضيفا أن ردود الفعل التي صدرت عن مسؤولين أوروبيين معروفين بعضهم لم يقرأ الخطاب لأنه كان هناك اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ وخرج من الاجتماع وعقد مؤتمرا صحفيا ليجيب بالتحليل عن هذا الخطاب.. مؤشر أن لديه مخططا يريد السير به بهدف زرع الفتنة والفوضى في سورية.

وأضاف المعلم.. إن البعض قال إن الخطاب غير كاف وجاء متاخرا ولم يذكر من هي الفئات المدعوة لمؤتمر الحوار الوطني.. متسائلا كيف يكون غير كاف وقد نص على تعديل الدستور بما في ذلك المادة 8 أو تغيير الدستور.. أليس الدستور في أي بلد هو الإطار الذي يرسم الحياة السياسية للمجتمع.. مشيرا إلى أن الرئيس الأسد قال إن كل السوريين يجب أن يشاركوا في الحوار.

وأوضح وزير الخارجية والمغتربين أن هناك أشكالا للمشاركة في الحوار فبالأمس وضع مشروع قانون التعددية الحزبية على موقع التشاركية في مجلس الوزراء وخلال 3 ساعات دخل على الموقع أكثر من 9 آلاف مشترك وقبله عرض مشروع قانون الانتخابات البرلمانية وكذلك مشروع قانون الإدارة المحلية وهناك لجنة لإعداد قانون جديد للإعلام.

وقال المعلم.. إن الإصلاح لا يكفي بالنسبة لهؤلاء المسؤولين الأوروبين بالإضافة إلى القوانين والمراسيم التي صدرت قبل أشهر قليلة لذلك أقول لهؤلاء كفوا عن التدخل بالشأن السوري ولا تثيروا الفوضى ولا الفتنة وأن الشعب السوري بروحه الوطنية العالية قادر على صنع مستقبله بعيدا عنكم.

على القوى الخارجية عدم التدخل في الشأن السوري

وأضاف وزير الخارجية والمغتربين.. نحن السوريين نستطيع أن نصل كلنا معا إلى القواسم المشتركة بيننا أيا كانت الاختلافات ووجهات النظر أو المشاكل عندما نقف معا على أرضية مشتركة وليس لأحد من خارج إطار العائلة السورية أن يملي أو يطلب وإن الشأن السوري شأن داخلي مؤكدا رفض سورية أي تدخل خارجي لأننا نتحرك ونستظل بالمصلحة الوطنية السورية الجامعة لنا.

وقال المعلم.. إننا نسمع تصريحات وزراء خارجية تنتقد ما جاء في خطاب الرئيس الأسد حيث يقولون إن لا جديد فيه أو إنه غير كاف أو جاء متأخراً ونقول لأصحاب هذه الآراء أن في الخطاب أموراً جديدة عديدة ومهمة فالحديث عن الدستور من حيث تعديل المادة الثامنة أو تغييره بكامله مستغربا ألا يرى هؤلاء ذلكوإنكار أهميته وجديته فيما يتعلق بجوهر وعمق الإصلاحات المطلوبة.

وأشار الوزير المعلم إلى طرح رئيس الجمهورية مناقشة مشاريع القوانين التي وضعها في طريق تحقيق الإصلاحات وهي قانون الأحزاب وقانون الانتخابات والإدارة المحلية وبعدها قانون الإعلام وهذه القوانين كما قال الرئيس الأسد ستكون موضع بحث ودرس من قبل أعضاء مؤتمر الحوار الوطني المطلوب فضلا عن أن الدستور تعديلا أو إعادة كتابة سيكون أيضا موضع بحث.

وقال المعلم.. كوزير للخارجية وكمواطن سوري أرى أن ممارسة ديمقراطية حقيقية من شأنها أن تفتح الأبواب أمامنا كسوريين لنكون شركاء في عملية بناء مستقبل الوطن وهذه هي الرغبة والإرادة التي عبر عنها الرئيس الأسد داعيا إلى عدم إنكار أو تجاهل ذلك تحت أي ذريعة كانت متوجها للناقدين في أوروبا وغيرها بالقول.. إن عليهم عدم التدخل في الشأن السوري والتوقف عن التحريض وإذكاء الفتن عملا بمصالح ومخططات تتناقض مع المصلحة السورية العليا.

وعبر وزير الخارجية والمغتربين عن شكره لكل أصدقاء سورية في العالم داعيا الأصدقاء الذين لم يستمعوا لما جاء في خطاب الرئيس الأسد إلى مراجعة أنفسهم.

وحول بعض ردود الفعل على خطاب الرئيس الأسد والذي اعتبرته غير جدي ويتضمن وعودا سبق قولها والدور القيادي الذي تقوم به فرنسا وبريطانيا فيما يتعلق بالعقوبات قال المعلم.. أولا لا علاقة للخارج بالجدية أو عدم الجدية هذا شأن يحكم عليه السوريون.. وسورية منذ عام 2003 مرت بظروف خارجية خارجة عن إرادتها بدءا من الغزو الأمريكي للعراق وحجم الضغوط الهائلة التي تعرضنا إليها سواء من حيث محاولة عزل سورية أو من حيث العقوبات التي فرضت عليها ليس من قبل الولايات المتحدة بل من قبل الاتحاد الأوروبي.. مؤكدا أن هذه الظروف كانت سببا أساسيا في تأخير الإصلاحات داعياً السوريين المطالبين بالتغيير إلى الحوار الوطني الجامع لنا والمساهمة والمشاركة في صنع المستقبل وامتحان جدية وإرادة القيادة السورية.. وعدم الجلوس خارج قاعة الحوار والتحريض على التظاهر والفتن الذي هو عمل غير مجد ولا يخدم سوى أعداء سورية.

العقوبات الأوروبية تستهدف لقمة العيش للمواطن السوري وهذه توازي الحرب.. سورية ستصمد كما صمدت منذ 2003

وقال المعلم حول ما يتعلق بموضوع العقوبات الأوروبية.. للأسف منذ اندلاع الأزمة في سورية لم يأتنا مسؤول أوروبي واحد لكي يناقش معنا ما يجري وهم اعتمدوا على معلومات تصلهم من خارج سورية وبدؤوا بفرض سلسلة من العقوبات.. مستهدفين لقمة العيش للمواطن السوري وهذه توازي الحرب.. مضيفا.. أكرر ما قلته عام 2006 أمام مجلس الشعب.. سننسى أن أوروبا على الخارطة وسأوصي قيادتي بتجميد عضويتنا في الاتحاد من أجل المتوسط وكنا قد جمدنا حوارنا من أجل الشراكة الأوروبية.. وسننسى أن هناك أوروبا على الخارطة وسنتجه شرقا وجنوبا وبكل اتجاه يمد يده إلى سورية.. والعالم ليس أوروبا فقط مؤكدا أن سورية ستصمد كما صمدت منذ 2003 وكما كسرت العزلة آنذاك قادرة على تخطي هذا الوضع.

وردا على سؤال حول سبب التركيز على عامل الوقت في خطاب الرئيس الأسد وما إذا كان يخفي مشروعا زمنيا محددا قال المعلم.. هم ينسون أن سورية عمرها سبعة آلاف سنة لكن أنا أقول من تجربة عشتها في عام 1996 أيام إدارة الرئيس كلينتون حيث كلف زوجته السيدة هيلاري كلينتون وكانت انذاك سيناتورا بإعداد مشروع قانون للضمان الصحي ومنذ ذلك الوقت وبعد أكثر من عشر سنوات وبعد مساومات بين الإدارة والكونغرس تم إقرار هذا القانون متسائلا.. ما الرأي إذا كان الموضوع في الإصلاحات سيغير الحياة السياسية في سورية.. وهل يسلق الدستور وقانون الأحزاب..لافتا إلى أن الرئيس الأسد بصلاحياته كرئيس للجمهورية وفي غياب مجلس الشعب كان قادرا أن يصدرها قوانين.. لكنه لم يفعل وتركها للحوار الوطني لأنه أراد أن تكون هذه هي الديمقراطية في أوضح صور ممارستها.. ولكي يشعر كل سوري أنه شريك في صناعة مستقبله السياسي.. ولن نجلس عشر سنوات فهي مسألة أسابيع بالنسبة لسورية.

حريصون على أفضل العلاقات مع الجارة تركيا وندعوها لإعادة النظر في موقفها

وبالنسبة لموقف سورية إزاء ما يقال من تعليقات خارجية حول عدم فهم خطاب الرئيس الأسد والعلاقات السورية التركية قال المعلم.. أنا لا أريد أن أحلل الأسباب وإن الأصدقاء الذين سمعوا خطاب الرئيس الأسد وكانوا سلبيين عليهم أن يعيدوا النظر في موقفهم مضيفا.. نحن حريصون على أفضل العلاقات مع الجارة تركيا.. لدينا أكثر من 850 كم من الحدود المشتركة يؤثرون عليها ونؤثر عليها ولا نريد أن نهدم سنوات من الجهد الذي قاده الرئيس الأسد لإقامة علاقة مميزة إستراتيجية مع تركيا داعيا الأتراك إلى إعادة النظر في موقفهم.

وعن المزاعم الخارجية حول اتهام إيران وحزب الله بالقيام بدور في قمع الاحتجاجات.. نفى المعلم نفيا قاطعا وجود تدخل إيراني أو من حزب الله فيما يجري على الأرض السورية.. قائلا.. لقد سبق أن نفينا ذلك وأكرر هذا النفي الآن.. لافتا إلى وجود دعم سياسي إيراني ومن حزب الله لسورية لتجاوز هذه الأزمة إضافة إلى دعم الإصلاحات التي أعلنها الرئيس الأسد لكن لا يوجد أي دعم عسكري على الأرض.

وردا على سؤال حول تعليقات الإدارة الأمريكية على ما يجري في سورية وبأنها تريد أفعالا لا أقوالا وفيما إذا كان هناك اتصالات معها..قال المعلم..الجدية أو الأفعال أو عدم الأقوال.. لا بد لهذا الوطن من قائد يرسم رؤيته ويعلنها للشعب السوري حول الإصلاحات.. أما الجدية والأفعال فتأتي من خلال مؤتمر الحوار الوطني.. فمن يرد أن يختبر جديتنا فليأت إلى مؤتمر الحوار الوطني ليكون شريكا في صناعة المستقبل وقلت سابقا انتظرنا السيدة هيلاري كلينتون عشر سنوات حتى أنجزت قانون الإصلاح الصحي فلماذا لا تنتظرنا بضعة أسابيع.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت الدعوة موجهة إلى الإخوان المسلمين للمشاركة في مؤتمر الحوار وفق شروط معينة وحديث بعض المعارضة الداخلية بضرورة وقف العنف وانتشار الجيش قال وزير الخارجية والمغتربين.. إذا كانوا يطالبون بوقف العنف فليوقفوا العنف مؤكدا أنه لا توجد حكومة أو جيش في العالم يستدعي العنف ضد شعبه فإذا كانوا حريصين على عدم العنف فليوقفوا العنف أما فيما يتعلق بالمشاركة فأنا قلت.. كل السوريين مدعوون إلى المشاركة ليختاروا من يشارك وهناك لجنة تحضيرية لهذا الحوار الوطني ستضع الأسس التامة لهذا الحوار بمشاركة حوالي 100 عضو مضيفا.. هذا المؤتمر التحضيري هو الذي سيقرر الآليات والمشاركين وكل شيء.

وردا على سؤال حول مخاوف بعض المعارضين في الخارج الراغبين بالمشاركة في الحوار الوطني من أن يتم اعتقالهم أو محاسبتهم قال المعلم.. إن قانون العفو الشامل لم يسبق له مثيل في تاريخ سورية وأعني به المرسوم الذي صدر قبل مرسوم أمس وصدرت تعليمات جددت التعليمات السابقة وقمنا بتعميمها على سفاراتنا لتقديم المساعدة لمن يرغب بالحصول على جواز سفر دون العودة إلينا.. فمن يرغب بالمجيء إلى سورية أيا كانت معارضته يستطع المجيء ووزارة العدل لديها تعليمات خلال 48 ساعة أن تنجز ما عليه ويعود إلى مكان عمله في الخارج أو البقاء في وطنه إذا أراد ذلك فأهلا وسهلا.. ولن يعتقل.

وأضاف وزير الخارجية والمغتربين..أتمنى لو تحللوا حقيقة ما صدر من مراسيم وقوانين قبل خطاب الرئيس الأسد لتروا أنها مهمة جدا..كل مواطن سوري يستطيع مراجعة السفارة السورية للحصول على وثيقة السفر.

وحول الحديث عن وجود حظر جوي ضد سورية وموضوع اعتقال المهاجرين من جسر الشغور إلى تركيا لدى عودتهم الى منازلهم أكد المعلم انه لن يكون هناك حظر جوي على سورية ولا تدخل عسكري خارجي بالشأن السوري.. وقال.. كفاهم فضائح في ليبيا.. فليبيا بلد غني بالنفط وهم سيعوضون ما أنفقوه من خلال منع تحليق للطائرات والواضح أنه ليس منع تحليق بل هم جزء من العمل العسكري الجائر فيها وليس هناك منع تحليق دون عمليات جوية ومن حسن حظ سورية أنه لا يوجد فيها ما يغري من النفط الذي يعوض نفقات مثل هذه العملية..مبديا استغرابه من مطالبة الكونغرس الأمريكي العراق بدفع نفقات الاجتياح الأمريكي ومشيرا إلى أنهم مسؤولون عن ضياع 18 مليار دولار من موارد النفط العراقي فلا شيء مجاني في نظر الغرب.

وقال وزير الخارجية والمغتربين.. أما فيما يتعلق بالمهجرين فأنا لدي ما يثبت أن الخيام نصبت قبل أسبوع من دخول الجيش العربي السوري إلى جسر الشغور وأن هناك من المسلحين من أجبر هذه العائلات على الهجرة إلى هذه الخيم لافتا إلى أن مجلس الوزراء أصدر نداء للمهجرين كي يعودوا وتم إرسال ورش لتقوم بإعادة البنية التحتية التي هدمها المخربون مؤكدا أن البنية التحتية من الماء والكهرباء والاتصالات الهاتفية أعيدت إلى جسر الشغور وأن كل المواد الغذائية متوفرة والهلال الأحمر كلف بهذه المهمة الإنسانية ورئيس جمعية الهلال الأحمر السوري سافر إلى تركيا من أجل التعاون لإعادة هؤلاء إلى منازلهم آمنين.

وأشار المعلم إلى أن الرئيس الأسد لم يغفل هذه النقطة الإنسانية في خطابه بل أعطاهم الضمانات بأن يعودوا آمنين ونأمل من أصدقائنا الأتراك أن يتعاونوا معنا لإعادة هؤلاء آمنين إلى بيوتهم ونحن نكفل حسن معيشتهم.

وقال المعلم.. أنفي أن يكون أي شخص عاد إلى منزله في جسر الشغور قد تم اغتياله أو اعتقاله أو كما قيل من بعض الفضائيات.

وحول الموقف العربي السلبي من إدانة المجازر والمؤامرة على سورية قال وزير الخارجية والمغتربين.. لا أريد أن أخوض في الوضع العربي لأنه صعب ولكل قطر عربي أوضاعه الداخلية كما يقال بسبب رياح التغيير ولا أريد أن أقول كم من الاتصالات جرت معنا للتعبير عن مساندة القادة العرب لسورية مؤكدا أن سورية لا تحتاج إلى إدانات لهذه التصرفات الأوروبية بل تحتاج إلى أفعال وأمل في المرحلة القادمة أن تشاهدوا أفعالاً.

وردا على سؤال فيما إذا كانت القيادة السورية نقلت إلى القيادة التركية وجود اسلحة تركية بيد المسلحين قال المعلم.. إننا نتطلع لتركيا كدولة جارة وصديقة والصديق عند الضيق ونأمل أن يراجعوا مواقفهم.

وحول الموقف الروسي مما يجري حول سورية قال وزير الخارجية والمغتربين.. أنا شكرت الأصدقاء الذين وقفوا إلى جانبنا ونعلم أن كثيرا من هؤلاء الأصدقاء يتعرضون للضغط حتى في مصالحهم ومع ذلك يقفون موقفا مبدئيا نقدره عاليا وهذا يفسر لماذا لم يطرح مشروع القرار في مجلس الأمن منذ أكثر من شهر.

وأضاف المعلم.. أنا لا أريد أن أبالغ في هذا الموضوع لأنه كلما بالغت استنفرت القوى المعادية الأخرى لكن نحن مطمئنون إلى الموقف الروسي والصيني والهندي والبرازيلي وجنوب أفريقيا ولبنان كلها بلدان نقدر صداقتها لسورية.

وفيما إذا كان الدبلوماسيون الذين ذهبوا إلى جسر الشغور قاموا بنقل الصورة الحقيقية للمجازر والفظائع المرتكبة هناك قال المعلم لا أريد أن أتدخل في عمل السفراء أو الدبلوماسيين في سورية لكن أقل مهنية مطلوبة هي الموضوعية وهم شهود عيان لما جرى في جسر الشغور.. وتوجه المعلم بالسؤال للصحفيين هل محطاتكم الإعلامية بثت كل ما أرسلتموه إليها من جسر الشغور والجواب لا وأنا واثق أن معظم محطاتكم لم تبث ما بعثتموه لها ليس لعدم ثقتها بكم بل لأنكم لم تروا حقيقة المخطط من خلال هذا التشويه الإعلامي.

وحول حقيقة الموقف التركي السلبي تجاه سورية وما سبب صمت الدبلوماسية السورية تجاه الخارج قال وزير الخارجية والمغتربين.. إن الدبلوماسية السورية مشهورة بهدوئها وبعدم رد فعلها وبأنها تمد يدها للآخرين لكن كما سبق أن قلت إن الحب من طرف واحد مضن وهكذا العلاقات الدولية.

وردا على سؤال حول وجود اتصالات تتم عبر أقنية خلفية بين سورية وإسرائيل من أجل محادثات السلام..نفى المعلم مثل هذه الاتصالات.. وقال..إسرائيل هي العدو الذي يحتل الجولان ويشرد الشعب الفلسطيني ويحتل الضفة الغربية وغزة ومزارع شبعا وكفر شوبا مشيرا إلى أن الشباب السوري والفلسطيني الذين حاولوا عبور السياج الفاصل في الجولان وغيره من المناطق أرادوا أن يقولوا ليس هناك عملية سلام والحقوق يجب أن تؤخذ كما سلبت وإسرائيل ستبقى العدو مادام الاحتلال قائما.. وإسرائيل تستغل ما يجري من الأحداث حتى في سورية وقد بدأت تقيم جدارا عازلا في الجولان تحت أنظار وسمع أولئك الذين يدعون حرصهم على السوريين.

وبشأن تصريحات آلان جوبيه والتدخلات الفرنسية بالشأن الداخلي السوري وأسباب عدم أخذ الدبلوماسيين التقارير والمعلومات من جسر الشغور.. قال وزير الخارجية والمغتربين.. لا أريد أن أعود إلى تاريخ فرنسا الاستعماري القديم الذي لا رجعة إليه.. قد يكون لدى السيد جوبيه أفكار من هذا النوع ولا ننسى أن فرنسا قبل أشهر ضمت جزيرة مايوت إليها الواقعة في المحيط الهندي والعائدة لجمهورية جزر القمر العربية في عودة للاستعمار بعصرنا الراهن لذلك لن أتوقف كثيرا عند قول جوبيه هذا أو ذاك ويوزع من حقيبته الشرعية على هذا الزعيم أو ذاك.. هذا الرجل مازال يعيش في أوهام الحقبة الاستعمارية لفرنسا ولن يكون له أي تأثير في الشأن السوري إطلاقا.

وأضاف المعلم أما موضوع ما يقرره السفراء لحكوماتهم فأعتقد أن شأنهم شأن المراسلين السوريين الذين يقررون لمحطاتهم بما لا يخدم المخطط المرسوم.

وردا على سؤال عما إذا كان لدى سورية أسماء مثبتة لأشخاص أو مجموعات من لبنان كانت وراء زرع الفتنة أو المؤامرة التي حصلت في سورية وعن دور سورية في تشكيل الحكومة اللبنانية قال المعلم.. أنفي نفيا قاطعا أي دور لسورية في تشكيل الحكومة اللبنانية فهي لبنانية مئة بالمئة ومن لديه عقل يدرك أنه لم يكن لدى الرئيس الأسد وقت كي يتدخل بالشأن اللبناني وأنا لست في موضع اتهام أحد أو عدمه ولا يوجد لدي معلومات فهذا موضوع يخص الأمن.

وحول مواقف الدول العربية والدول التي مدت يدها لسورية لتدعمها في ظل هذه الأزمة قال المعلم.. أنا حريص لإدراك حجم الضغط الدولي الذي تقوده بريطانيا وفرنسا حتى على بلدان الاتحاد الأوروبي وأفضل عدم ذكر أسماء لكن استطيع أن أؤكد أن كل الدول العربية دون استثناء تدعم سورية ولا أريد أن أفصح عن الاتصالات الهاتفية الجارية بين السيد الرئيس وقادة هذه الدول وبيني وبين وزراء خارجية هذه الدول.

وفيما إذا كانت قطر تدعم سورية قال المعلم.. إن قطر تدعم رسميا الموقف السوري لكن ليس عبر قناة الجزيرة.

وردا على سؤال هل تم طرح موضوع الجزيرة التي تملكها فرنسا في جامعة الدول العربية قال المعلم.. مع الأسف الإعلام العربي بعضه أو معظمه مشغول بالتحريض الداخلي للدول العربية ويجب أن نبحث كيفية توقف فرنسا عن ممارسة سياستها الاستعمارية تحت شعارات حقوق الإنسان.

وحول قراءة سورية لاعتقال السلطات العراقية 15 عنصرا من القاعدة كانوا ذاهبين من سورية إلى العراق قال وزير الخارجية والمغتربين.. هذا الخبر يمكن أن يكون معكوسا لكن لا أخفي أن بعض الممارسات التي شاهدناها في بعض المحافظات من قتل لعناصر الأمن ومن تمثيل بجثثهم تعطي مؤشرا إلى أن مثل هذه الأعمال يدل على أن بصمات تنظيم القاعدة لذا لا أنفي أو أؤكد أنهم ينتقلون عبر الحدود الواسعة وأملي أن يكون هذا الخبر صحيحا وأن تكون السلطات العراقية قد ألقت القبض عليهم.

وردا على سؤال عن إمكانية وقف الضغط الذي يمارس على سورية بعد التحرك الدبلوماسي على الصعيد الخارجي قال المعلم.. إن إدراكهم لفشل مخططهم يجعلهم يوقفون الضغط مؤكدا أنه بعد انطلاق مؤتمر الحوار الوطني ستظهر لهم جدية سورية في الإصلاح وسيظهر الشعب السوري روحه الوطنية العالية ووحدته الوطنية في أجمل صورها وكما قال الرئيس الأسد عندما تكون جبهتنا الداخلية متحدة لن يكون هناك نفاذ من الخارج إليها.

سنقدم نموذجا ديمقراطيا غير مسبوق صنعه السوريون بأيديهم وعبر حوارهم الوطني

وحول تقييم سورية لعمل جامعة الدول العربية قال المعلم.. علينا أن نجعل جامعة الدول العربية نافعة وليست ضارة وهذه مسؤولية الدول العربية جميعا وإننا نبارك للسيد نبيل العربي لأنه أصبح أمينا عاما جديدا للجامعة ونقول للسيد عمرو موسى مع السلامة وأنه قلق حول الشأن السوري لأطماعه الانتخابية.

وردا على سؤال حول الانتقادات التي تمت من قبل البعض وما إذا كانت الأزمة قد شارفت على الانتهاء قال وزير الخارجية والمغتربين.. الانتقاد دليل أهمية سورية وانتهاء الأزمة إن شاء الله يتوقف على الواقع مشيرا إلى أن الرئيس الأسد رسم في خطابه ملامح المستقبل بخطوطها الواضحة وأراد أن يكون هناك مشاركة وطنية معتمدا على الروح الوطنية للشعب السوري حتى تخرج هذه المشاريع بصورتها الأفضل داعيا من يريد ويؤمن بسورية قوية للقدوم إلى الحوار ومن يرد تخريب سورية لصالح أعدائها فليجلس على التل يتظاهر.

وحول صورة سورية التي يرغب بتسويقها بعد نحو ثلاثة أشهر قال المعلم.. ستكون مهمتي سهلة جدا سنقدم نموذجا ديمقراطيا غير مسبوق صنعه السوريون بأيديهم وعبر حوارهم الوطني وستكون هناك عدالة اجتماعية ومساواة أمام القانون ومحاسبة المقصرين ولذلك أقول ستكون مهمتي بعد ثلاثة أشهر سهلة للغاية.

دمشق - سانا 23 حزيران , 2011

0 تعليقات::

إرسال تعليق