الأحد، 1 مايو 2011

قوات القذافي تشتبك مع الجيش التونسي.. والحكومة التونسية تستدعي السفير الليبي.. اشتباكات عنيفة في معبر الذهيبة الحدودي.. ومعارضون ليبيون يؤكدون استعادتهم السيطرة على المعبر

عناصر من الجيش التونسي يحيطون بسيارة عسكرية تابعة لقوات القذافي انقلبت خلال اشتباكات على الحدود أمس، بينما يحاول عنصر من ثوار ليبيا تجميع الذخيرة منها (رويترز)

عبرت قوات تابعة للعقيد الليبي معمر القذافي الحدود مع تونس، واشتبكت مع قوات تونسية في بلدة حدودية، مما أثار غضب الحكومة التونسية التي استدعت السفير الليبي وطلبت منه وقف عمليات التوغل التي تقوم بها قوات القذافي داخل الأراضي التونسية.
وحسب شهود تحدثوا إلى وكالة «أسوشييتد برس»، فإن القوات الليبية التي عبرت الحدود داخل 15 مركبة عسكرية مجهزة بالمدافع المضادة للطائرات وقاذفات الصواريخ، أطلقت النيران عشوائيا داخل مدينة الذهيبة الحدودية (300 كلم من تونس)، مما أثار الرعب لدى السكان واللاجئين الليبيين في المدينة، لكن القوات التونسية تصدت لها وأجبرتها على العودة، بعد نحو 4 ساعات من المعارك.

وخلفت عملية دخول قوات القذافي، حالة من الفوضى وسط مدينة الذهيبة. وتصدت قوات الجيش التونسي وحرس الحدود لقوات القذافي وصادرت أسلحتها في حين تولى مواطنو الذهيبة ومعهم الليبيون المقيمون بالمنطقة قذف سيارات الكتائب بالحجارة، معبرين عن رفضهم دخولها إلى المدينة. كما صادرت وحدات من الجيش التونسي وحرس الحدود أسلحة الثوار لدى لجوئهم إلى التراب التونسي والتزمت الحياد تجاه طرفي النزاع بعد أن عززت تمركزها في المنطقة الحدودية.

وتعرض سكان مدينة الذهيبة التونسية إلى عدد كبير من القذائف والشظايا التي أطلقت على المدينة وطالبوا السلطات التونسية بتكثيف الوجود العسكري وقوات الأمن لحماية السكان. وقد سيطرت أجواء من رعب غير مسبوق بين ساكني مدينة الذهيبة وفي صفوف آلاف اللاجئين الليبيين المقدر عددهم بقرابة 22 ألف لاجئ إلى حد الآن. وقال سكان في الذهيبة لـ«رويترز» إن قوات القذافي أطلقت قذائف على البلدة فألحقت أضرارا بمبان وأصابت ساكنا واحدا على الأقل، وأن مجموعة من جنوده تحركت داخل البلدة في شاحنة. وقال الزبير السويسي وهو من سكان البلدة «دارت اشتباكات كثيرة هنا هذا الصباح وأطلقت أعيرة كثيرة. اشتبك الجيش التونسي مع قوات القذافي.. وقتل بعض جنود القذافي». وأضاف: «أصيب العديد من رجال القذافي وهم في المستشفى في الذهيبة». وقال ساكنان آخران إن قذائف سقطت على البلدة من مواقع لقوات القذافي على الناحية الأخرى من الحدود في ليبيا. وقال علي وهو من سكان البلدة «تسقط قذائف على المنازل.. وأصيبت تونسية». وأضاف في وقت لاحق أن القتال والقصف توقف. وقال «يمشط الجيش التونسي البلدة. ليس لدينا فكرة عن مصير قوات القذافي هناك، لأن الجيش التونسي أغلق بوابات البلدة ولا يسمح لأي شخص بالدخول». وتلاحق قوات القذافي، الثوار المناهضين له في منطقة الجبل الغربي الليبية المضطربة الذين فروا إلى تونس خلال الأيام القليلة الماضية بعد أن سيطرت قوات القذافي على النقطة الحدودية التي كان المعارضون يسيطرون عليها من قبل. وقال معارض ليبي في تصريحات لـ«رويترز» أمس إن المعارضة المسلحة استعادت السيطرة على معبر الذهيبة على الحدود الليبية - التونسية. وقال المعارض أكرم المرادي في اتصال تليفوني «أتطلع هنا الآن إلى رفع العلم الجديد للمعارضة على الحدود. الثوار سيطروا عليها.. المقاتلون من أجل الحرية. نحن الآن بصدد فتحه».

وقال مسؤول تونسي رفيع إن بلاده استدعت السفير الليبي أمس لتقديم احتجاج على توغل قوات الزعيم الليبي معمر القذافي داخل أراضيها أثناء ملاحقة مقاتلي المعارضة على الحدود. وقال رضوان نويصر، نائب وزير خارجية تونس، لقناة «الجزيرة» إنه سقط ضحايا على الحدود من بينهم فتاة صغيرة. وقال إن تونس استدعت السفير الليبي وقدمت له احتجاجا شديدا لأنها لن تقبل أي تكرار لمثل هذه الانتهاكات، مضيفا أن أرض تونس خط أحمر لا تسمح لأحد بتجاوزه.

وأصدرت الحكومة التونسية بيانا في وقت متأخر من أمس الخميس أدانت فيه دخول القوات الليبية الأراضي التونسية، وذلك بعد إطلاق قذائف من موالين للقذافي على الصحراء بالقرب من الحدود. وقال بيان للخارجية التونسية إنه وبالنظر إلى خطورة ما حدث، فإن السلطات التونسية أبلغت الليبيين باستيائها البالغ وطالبت باتخاذ إجراءات لوقف هذه الانتهاكات على الفور. وهذه هي المرة الأولى التي تعبر فيها قوات برية ليبية الحدود لتدخل في الأراضي التونسية.

وكان القصف العشوائي وتبادل إطلاق النار المكثف بين الثوار الليبيين وقوات القذافي قد تواصل منذ يوم الخميس الماضي، وسيطرت قوات القذافي على المعبر الحدودي من الجانب الليبي لمدة أربع ساعات فحسب وتم بعد ذلك استرجاعه من قبل الثوار. وأشارت مصادر عسكرية وأمنية موجودة على عين المكان إلى مقتل العشرات من طرفي النزاع على الأراضي الليبية وجرح قرابة 20 فردا تم نقل 12 منهم إلى المستشفى الجهوي بتطاوين، حيث أجريت عمليات جراحية لشخصين بينما تكفلت الدائرة الصحية بالذهيبة بإسعاف البقية.

تونس: المنجي السعيداني  - الشرق الأوسط 30 أبريل 2011

0 تعليقات::

إرسال تعليق