الأربعاء، 18 مايو 2011

السعودية بين الاستبداد والديمقراطية

السعودية بين الاستبداد والديمقراطية
تأليف: محمد عبد المجيد
مؤسسة الرافد للنشر والتوزيع 1996

لا شك أن ثمة دروساً عديدة، من جراء التحولات، والتطورات الدراماتيكية، التي حدثت في أغلب مناطق العالم خلال السنوات الأخيرة.
ومن الدروس الهامة والبارزة، في هذا الإطار هو موت أيديولوجية الديكتاتورية والإستبداد، بحيث أصبحت الأنظمة، ذات الحكم الفردي والمطلق نشازاً في عالم اليوم.
وينبغي التأكيد في هذا المجال، أن نقد الاستبداد، ومحاربة الديكتاتورية ليس شيئاً جديداً على البشرية، إذ ومنذ الخليقة الأولى، استمرت قوى الخير في العمل على إنها حالة الإستفراد بالأمور، والرذيلة السياسية (الاستبداد) ، وجرثومة الحكم (الديكتاتورية).
ولكن الشيء الجديد، في هذه الحقبة، أنه أصبح مطلب الحرية والديمقراطية، الدين الجديد، إذ بدأت جميع الشعوب في العالم تطالب بهذا الدين، وأصبح هذا المطلب هو القاسم المشترك لدى كل قوى الخير وأصحاب الضمائر الحيّة في العالم. وأمست الديمقراطية من أعلى القيم في هذا الزمن التي ينشدها المرء. فقد إنهارت أضاليل الإستبداد، في الكثير من قارات العالم وبقاعه. ففي عقد الثمانينات إنتقل من الحكم الديكتاتوري إلى الحكم الديمقراطي اثنا عشر بلداً في أمريكا اللاتينية. وخرج الجمهور لينتقم من الهوان والذل الذي وضعه فيه، أرباب الاستبداد وأقطابه.
لذلك فإن الركب البشري والإنساني، يرتفع باستمرار نحو الحلم الانساني الدائم، والأمل الاجتماعي المتقد (الحرية). وأن الحكم الفردي المطلق لا يعبر عن تعاظم قوة وهيبة الدولة وإجراءاتها المختلفة، بل هو يعكس ضعف الدولة المتعاظم، وزوال دورها وفعاليتها الاجتماعية، وبالتالي تفقد دورها كمؤسسة فاعلة في الوسط الاجتماعي والسياسي. 



السعودية بين الاستبداد والديموقراطية

0 تعليقات::

إرسال تعليق