أسامة بن لادن زعيم القاعدة الذي صفّته القوات الأميركية |
لندن: بعد سنوات من اقتفاء خيوط وآثار كانت تؤدي إلى طريق مسدود في عملية البحث عن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، تحقق الاختراق الحاسم في آب أغسطس الماضي. إذ استطاع الجواسيس الأميركيون الذي كانوا يطاردون مبعوثا موثوقا من مبعوثي بن لادن، أن يتوصلوا أخير إلى مكان إقامته في مجمع يبعد نحو 60 كيلومترا عن العاصمة الباكستانية إسلام آباد. وكان المجمع مؤمَّنا وكبيرا بحيث اعتبر المسؤولون الأميركيون انه أُنشئ لإخفاء شخص أهم بكثير من المبعوث الذي كانت أجهزتهم ترصده.
وأعقبت الوصول إلى تحديد موقع المجمع ثماني أشهر من العمل الاستخباراتي المتواصل على مدار الساعة ليتكلل بالهجوم الذي نفذته يوم الأحد قوة خاصة من عناصر الجيش والمخابرات مستخدمة المروحيات. وبمقتل بن لادن في الهجوم انتهت واحدة من أوسع عمليات المطاردة وأصعبها في تاريخ المخابرات الأميركية.
وكان معتقلون في سجن غوانتانامو أعطوا المحققين الأميركيين اسم المبعوث الحركي وقالوا إنه من مرافقي خالد الشيخ محمد، الذي اعترف بالتخطيط لاعتداءات 11 أيلول سبتمبر.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن عناصر في الاستخبارات الأميركية أنهم عرفوا اسم المبعوث الحقيقي قبل نحو أربع سنوات ولكنهم احتاجوا إلى سنتين أُخريين لتحديد المنطقة التي تشكل دائرة تحركه بشكل عام. ولم يقتفوا تحركاته إلى المجمع الموجود في مدينة أبوتاباد التي تبعد ساعة بالسيارة عن العاصمة الباكستانية إلا في آب أغسطس عام 2010.
بعد ذلك أمضى محللو وكالة الاستخبارات المركزية عدة أسابيع في دراسة وفحص صور التقطها الأقمار الاصطناعية وتقارير استخباراتية لتحديد هويات الذين يعيشون في المجمع. وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أن وكالة الاستخبارات المركزية خلصت في أيلول سبتمبر إلى أن هناك "احتمالا كبيرا" أن يكون أسامة بن لادن نفسه مختبئا في المجمع.
ولم يكن المجمع يمت بصلة إلى الكهف المتقشف في الجبال كما ذهبت تصورات الكثيرين عن مخبأ بن لادن بل كان مبنى كبيرا على أطراف المدينة أُنشئ على قمة تل تحيطه أسوار من الخرسانة ارتفاعها 4 أمتار تعلوها أسلاك شائكة.
وقُدر سعر المبنى بنحو مليون دولار ولكنه كان بلا هاتف أو انترنت. وكان سكانه مهجوسين بالأمن حتى أنهم كانوا يحرقون النفايات بدلا من رميها في القمامة لجمعها لاحقا مثلما يفعل جيرانهم.
ويعتقد مسؤولون أميركيون أن المجمع أُنشئ عام 2005 ليكون مخبأ بن لادن تحديدا.
ومرت شهور أخر من العمل الاستخباراتي الشاق قبل أن يشعر الجواسيس الأميركيون بما يكفي من الثقة بأن بن لادن وأفراد عائلته يقيمون فعلا في المجمع، وقبل أن يقرر الرئيس باراك أوباما أن المعلومات مقنعة بما فيه الكفاية للشروع في التخطيط لعميلة تستهدف بن لادن.
وفي 14 آذار مارس ترأس أوباما الأول من خمسة اجتماعات أمنية عُقدت على أعلى المستويات خلال الأسابيع الستة التالية لمراجعة تفاصيل العملية. وعُقدت هذه الاجتماعات بحضور اقرب مستشاري الرئيس الأمنيين فقط. وتلتها أربعة اجتماعات أخرى قبل الاجتماع الأخير الذي عُقد يوم الجمعة.
وحتى بعد توقيع أوباما رسميا على الأمر الرسمي بتنفيذ العملية اختار إلا يُبلغ الحكومة الباكستانية بشأنها. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول كبير في الإدارة قوله أن الولايات المتحدة لم تتقاسم معلوماتها الاستخباراتية عن المجمع مع أي بلد آخر، بما في ذلك باكستان.
وقال مراقبون إن عدم إبلاغ باكستان لم يكن مفاجئا. فعلى الرغم من تأكيدات الباكستانيين أن بن لادن ليس في باكستان فان الولايات المتحدة لم تصدق ذلك ذات يوم. وتشير البرقيات الدبلوماسية الأميركية المسربة إلى ممارسة ضغوط أميركية متواصلة على باكستان للمساعدة في العثور على بن لادن وتصفيته.
في يوم الأحد انطلق فريق القوة المهاجمة من عناصر الجيش والاستخبارات بمروحياتهم لاقتحام المجمع. واكتفى المسؤولون الأميركيون بالقول أن معركة نشبت خلال الغارة على المجمع وان بن لادن حاول أن يقاوم المهاجمين. وحين توقف إطلاق النار كان بين القتلى بن لادن نفسه وثلاثة رجال آخرين. كما قُتلت امرأة قال مسؤول أميركي أن أحد أتباع بن لادن استخدمها درعا بشريا.
عبد الإله مجيد من لندن - GMT 12:17:00 2011 الاثنين 2 مايو - إيلاف
0 تعليقات::
إرسال تعليق