الخميس، 19 مايو 2011

تسوية الحسن علّقت إضراب قطاع النقل الذي كان مقرراً اليوم.. أوساط ميقاتي: خطاب عون لن يغيّر في الواقع شيئاً

الوزيرة ريا الحسن خلال لقائها أمس أركان اتحادات النقل البري. (وسيم ضو)
نجحت التسوية التي توصلت إليها وزيرة المال ريا الحسن مع اتحادات النقل البري مساء أمس في إيجاد حل مرحلي لقضية ارتفاع أسعار المحروقات، فعلق الإضراب الذي كان مقرراً اليوم، مما وفرّ على البلاد يوماً آخر من تعطيل المرافق ولا سيما منها المدارس عقب الإضراب التعليمي الذي نفذ أمس.

وقضت التسوية بمنح كل سائق سيارة عمومية أو صاحب شاحنة دعماً بقيمة 12 صفيحة ونصف صفيحة شهرياً لمدة ثلاثة أشهر قابلة للتجديد ثلاثة أشهر أخرى في حال عدم تأليف حكومة جديدة أو في حال عدم خفض سعر صفيحة المحروقات إلى ما دون 25 ألف ليرة. وأعلنت اتحادات النقل موافقتها على التسوية في اجتماع عقدته ليلا في مقر الاتحاد العمالي العام، على أن تعود إلى الاجتماع الاثنين المقبل لاتخاذ القرار المناسب في شأن المطالب المطروحة، علما أن رئيس الاتحاد غسان غصن كان عارض في البداية تعليق الإضراب. وفي ضوء ذلك، أكدت الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية أن اليوم سيكون يوماً دراسياً عادياً.

أما على صعيد الأزمة الحكومية، فلم يطرأ أمس أي جديد يوحي بإمكان الخروج من حال المراوحة، على رغم استمرار الاتصالات والمحاولات التي يجريها بعض الأفرقاء.

وزار رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي مساء أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة وعرضا مجريات عملية تأليف الحكومة وما يعترضها من عقد.

في غضون ذلك، برز كلام عن مقاربة جديدة لموضوع تأليف الحكومة يجري البحث فيها بين الأفرقاء المعنيين. غير أن ذلك لم يحجب التردي الحاصل في العلاقات بين العماد ميشال عون وكل من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء المكلف على خلفية الهجمات المتكررة التي يشنها عون عليهما وكان آخرها أول من أمس.

وقد عبرت أمس أوساط الرئيس ميقاتي عن "دهشتها" من نوعية الخطاب الذي عاد العماد عون إلى إتباعه. وقالت انه "في المفاصل التاريخية من عمر الأوطان يسكت العاقل، ولكن إذا كان العماد عون يلجأ إلى هذا الأسلوب للتغطية على الأسباب الحقيقية لعدم تشكيل الحكومة، فهذا لن يغير في الواقع شيئا. والرئيس ميقاتي كرر الطلب من كل الكتل النيابية تقديم لوائح بأسماء من تقترحهم للوزارة ليتخذ في ضوء ذلك القرار المناسب". وأضافت أن "كل التفاهمات السابقة التي تم التوصل إليها في ما يتعلق بالحكومة قد تم الانقلاب عليها، فكيف يمكن تحميل الرئيس ميقاتي المسؤولية وهو المعني الأول بموضوع الحكومة وأي تأخير في هذه المهمة يستنزف من رصيده الشخصي". ودعت الأوساط الجميع إلى "التعالي عن لغة الشتائم والتجريح التي لن تفيد بشيء وملاقاة رئيس الوزراء المكلف في مهمته لإنجاح تشكيل الحكومة ومعالجة الملفات الكثيرة المتراكمة ومواكبة أخطر مرحلة في تاريخ المنطقة".

ويشار في هذا السياق إلى أن الرئيس أمين الجميّل قام أمس بزيارة لميقاتي نافيا أن تكون في إطار عودة إلى التفاوض بين قوى 14 آذار ورئيس الوزراء المكلف. وحرص الجميع على إظهار "تقديره" لميقاتي في "تحمل مسؤولياته في ظروف صعبة جدا"، وكرر أنه مع "حكومة إنقاذ وطني".

أما على صعيد الحركة النيابية التي سجلت أمس، فان اجتماع هيئة مكتب مجلس النواب ولجنة الإدارة والعدل برئاسة الرئيس بري أفضى إلى تحديد مهلة عشرة أيام لبت أمر عقد جلسة تشريعية بعد انقسام الآراء الدستورية والقانونية والسياسية بين النواب من فريقي 8 و14 آذار، علما أن غالبية نواب 14 آذار رفضت التسليم بشرعية عقد الجلسة.

في سياق آخر، علمت "النهار" أن اللقاءات التي سيعقدها مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان، خلال زيارته غدا لبيروت، ستقتصر على الرسميين وعدد محدود من الشخصيات. ذلك أن فيلتمان سيلتقي رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي، ويرجح أن يلتقي أحد المعاونين لرئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري الموجود في الخارج.

ولفتت أوساط مطلعة إلى حملة على الزيارة شرع فيها بعض قوى 8 آذار لتصوير مهمة فيلتمان كأنها تستهدف تأليف الحكومة، في حين أن المعطيات المتوافرة عنها تشير إلى أفق استطلاعي يواكب موقف الولايات المتحدة من مجمل التطورات في المنطقة. وستكتسب الزيارة بعدا مهما، خصوصا أنها تتزامن مع الخطاب الذي سيلقيه الرئيس الأميركي باراك أوباما عن تطورات المنطقة.

النهار 19 أيار 2011

0 تعليقات::

إرسال تعليق