الاثنين، 9 مايو 2011

واشنطن تبث تسجيلات فيديو لبن لادن: وثائق تظهر تخطيطه لشن هجمات

http://img218.imageshack.us/img218/7593/71034041.jpg
مشهد من الشريط المصور الذي بثته أميركا لبن لادن في مقره في أبوت أباد. (أ ف ب)

سعت الولايات المتحدة لتعزيز موقفها في ما يتعلق بالعملية التي شنتها قواتها لاغتيال زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، ببث أشرطة فيديو عثر عليها في المنزل الذي قتل فيه في مدينة أبوت أباد الباكستانية، أظهرت، بحسب مسؤولين أميركيين، أنه كان لا يزال «زعيما نشطاً» يصدر تعليمات للتنظيم، من منزله الذي وصف بأنه كان «مركزاً للقيادة والسيطرة».
وعثرت القوات الأميركية الخاصة خلال هجومها على منزل بن لادن على كمية كبيرة من الوثائق والأشرطة المسجلة، التي بدأت أجهزة الاستخبارات الأميركية في دراستها على الفور.
ويظهر بن لادن في تسجيل فيديو صامت، لم يحدد تاريخه، وقد غطى الشيب لحيته ويعتمر قبعة سوداء، متلحفاً بغطاء بني اللون وهو يشاهد قنوات فضائية. وجلس على الأرض، وبدا وهو يتنقل بين قنوات فضائية، ويتوقف خصوصا عند تلك التي تبث صورا عنه.
وفي شريط آخر، يبدو أنه صوّر بين التاسع من تشرين الأول والخامس من تشرين الثاني العام 2010، يظهر بن لادن وهو يتوجه إلى الكاميرا كما كان يفعل في رسائله المتلفزة. وفي هذا الشريط بدا بن لادن وقد صبغ لحيته باللون الأسود.
وأظهر تقييم أولي للمعلومات التي أخذت من المجمع أن بن لادن كان لا يزال راغبا في مهاجمة الولايات المتحدة و»بدا انه يظهر اهتماما مستمرا بأهداف في وسائل المواصلات والبنية التحتية».


وقال مسؤول أميركي بارز إن «الوثائق المصادرة كشفت لنا بالفعل عن الكثير». ومن بين ما تظهره هذه الوثائق، بحسب مسؤولين أميركيين، خطة كان بن لادن قد أعدها لتنفيذ اعتداءات في قطارات أميركية لمناسبة الذكرى العاشرة لهجمات 11 أيلول.
وقال مسؤول أميركي آخر إن «هذا المجمع في أبوت أباد كان مركزا نشطا للقيادة والسيطرة للقائد الأعلى للقاعدة ومن الواضح... انه (بن لادن) لم يكن مجرد مفكر استراتيجي للجماعة»، مضيفاً «لقد كان نشطا في التخطيط للعمليات وفي توجيه القرارات التكتيكية».
من جهتها، قالت إحدى زوجات بن لادن انه عاش خمس سنوات في المنزل الذي قتلته فيه قوات خاصة أميركية. ويفترض أن تسبب هذه المعلومات مزيدا من الإرباك للسلطات الباكستانية التي تواجه اتهامات بالتواطؤ أو عدم الكفاءة.
في هذا الوقت، زادت الولايات المتحدة من ضغوطها على السلطات الباكستانية للحصول على مزيد من المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بنشاط تنظيم «القاعدة»، وأي دعم محتمل كان يتلقاه في باكستان.
وقال مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي طوم دونيلون في مقابلة مع شبكة «أن بي سي» إن بن لادن «استفاد من مساعدة بعض الشبكات في أبوت أباد». وأضاف «لا نملك أي دليل على أن حكومة إسلام أباد كانت على علم بذلك. لكن عليها أن تحقق في الأمر».
وبشأن كمية الوثائق التي عثر عليها في الفيلا التي قتل فيها بن لادن بيد كومندوس أميركي، اعتبر دونيلون أن حجمها يعادل، بحسب وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، حجم «مكتبة جامعية». وقال «إنها اكبر كمية من المعلومات يتم ضبطها في مخبأ احد الإرهابيين». وتعهد بأنه «في حال وقعنا على معلومات حول مشروع هجوم أو تهديد وشيك، فإننا سنتدخل بالتأكيد».
من جهته، طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما من إسلام أباد في مقابلة مع شبكة «سي بي إس» التحقيق في «شبكة الدعم» لبن لادن. وقال «نعتقد أنه استفاد من شبكة داعمة أيا تكن داخل باكستان»، مضيفا «لكننا لا نعرفها». وتابع الرئيس الأميركي قائلا «يتعين علينا التحقيق في الأمر، ويتعين على باكستان خصوصا أن تحقق». وقال أيضا بشأن السلطات الباكستانية «لقد تحدثنا معها بهذا الشأن وأكدت أنها تأمل في كشف أي نوع من الدعم تمكن بن لادن من الاستفادة منه». واعتبر أوباما «أنها مسائل لا يمكننا الرد عليها بعد ثلاثة أو أربعة أيام على الوقائع».
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن إدارة أوباما طلبت من إسلام أباد أن تكشف لها عن هوية بعض كبار المسؤولين في الاستخبارات الباكستانية لمعرفة ما إذا كانت لهم روابط مع أسامة بن لادن. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين لم تحدد هويتهم أن الإدارة الأميركية كانت عبرت عن استيائها الشديد لدى عسكريين ومسؤولين في الاستخبارات الباكستانية لرفضهم كشف هوية أعضاء في مركز الاستخبارات الباكستانية يشتبه في إقامتهم علاقات وثيقة مع بن لادن.
وأضافت الصحيفة الأميركية أن المحققين الباكستانيين المكلفين استعادة شريط حياة بن لادن خلال السنوات التسع الأخيرة، أكدوا هذا الأسبوع أنه عاش في مدن في باكستان «مدة أطول مما كان متوقعا».
ومن المقرر أن يلقي رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني كلمة أمام البرلمان اليوم في أول بيان له إلى الشعب الباكستاني بعد أكثر من أسبوع على اغتيال بن لادن الذي أحرج البلاد.

(رويترز، أ ف ب، أ ب)  السفير 9 أيار 2011

0 تعليقات::

إرسال تعليق