الخميس، 5 مايو 2011

الأتراك قادمون .. أمان ربي أمان .. عليهم وسلام

أتراك عكار

كانت في استقبال الزعيم التركي رجب طيب أردوغان في لبنان، ظاهرتان: الأولى، قرية الكواثرة في منطقة عكار، التي لا تزال تتكلم، هي والقرى المجاورة، اللغة التركية، وترتدي الزي التركي وترحب بضيوفها بالتركية وتغني «أمان جانم أمان». الظاهرة الثانية، قيام مظاهرة أرمنية تعترض على الزيارة، كأنما لا يحق للدولة اللبنانية دعوة من تشاء وعقد المحادثات والاتفاقات مع من تريد.

هل يعقل، أنه فوق عشرة آلاف كيلومتر مربع، ترفض فئة استقبال رئيس وزراء تركيا، وتذهب فئة أخرى إلى استقبال رئيس إيران، ولا تزال ثالثة تتحدث اللغة التركية وتفاخر بأنها تركمانية، وترفع العلم التركي على المدرسة التركية؟


نحن أمام أمرين: إما أن نعتبر ذلك شططا في تكوين الدول، وإما أن نعتبر لبنان نموذجا فريدا للأوطان. عاصمته لا تحمل شوارعها أسماء رجالها التاريخيين، بل تعريفات جغرافية، مثل حي الأرمن وحي الأكراد وحي السريان وحي الكلدان.

قال دبلوماسي عربي كبير نقلا عن الرئيس نبيه بري إن في لبنان 350 ألف زواج مختلط بين السنة والشيعة. فعندما يهدد بعض السياسيين بالفتنة، فأي فتنة يقصدون، إذا كان ربع العائلات الإسلامية، تقريبا، مختلطا؟ طبعا كنا نفضل أن يتحدث أهل الكواثرة، اللغة العربية، وأن يغنوا ما يشاءون، فكل ألحاننا «نهاوند» و«سيكا»، في أي حال. ولكن الدولة غابت عن عكار فحضرت تركيا. وغابت عن منطقة عنجر فصار النشيد الأرمني في الاحتفالات يتقدم على النشيد الوطني اللبناني.

لكن أي دولة في حجم لبنان وقدراته وطاقاته تستطيع القيام بواجب أولئك الذين لاذوا بها منذ مائة عام، من جميع أنحاء الشرق الأوسط، ومن كل حروبه ومآسيه؟ إننا نحمل هذا البلد أكثر بكثير مما تطيق كواهله ومناكبه. وبعض دول العرب والعالم التي تحملنا مسؤولية البؤس الذي يعيش فيه الفلسطينيون، لم تتقدم بمشروع واحد لتحسين أوضاعهم المأساوية. ولم يساعدنا الفلسطينيون كثيرا في تحويل مخيماتهم إلى معاقل أصولية ومعسكرات. ولا يزال الأرمن يؤنبوننا بسبب استقبال أردوغان، مع أن الرجل قام بزيارة رسمية إلى أرمينيا نفسها.

أليس من الأفضل جنرال مثل عون يأمر الناس بتكلم لغة واحدة وارتداء زي واحد وتأدية سلام واحد؟ لا. نحن مع أهل الكواثرة والأرض وأهل فلسطين، شرط أن يرأفوا بنا وبأنفسهم. لقد وجد لبنان من أجل أن يكون ملاذا، لا وطنا. مع الإذن بالسماح لأهله بالبقاء فيه أيضا.

 سمير عطا الله - الشرق الأوسط - 25 نوفمبر 2010

الأتراك قادمون .. أمان ربي أمان .. عليهم وسلام

"الروس قادمون " من العبارات الشهيرة التي ظهرت أيام الحرب الباردة.. في سياق القلق والخوف من المعسكر الشرقي السوفييتي أن يتهور فيهاجم المعسكر الغربي الأوروبي الأمريكي..
أما "الأتراك القادمون" فهي عبارة أصكها في سياق الفرح والارتياح.. الفرح بعودة تركيا إلى الأصل.. بعد طول تيه في أوهام العلمانية والحداثية والليبرالية الأتاتوركية..
وجاء اليوم الذي نشهد فيه أول شهداء من الأتراك في مواجهة الصهيونية سرطان العصر..
الأتراك عائدون إذن..
بعزة عائدون.. بشجاعة راجعون.. بتاريخ عريق في دحر الباطل آيبون.. شطر القدس وفلسطين مولّون..
تركيا تستعيد ذاكرتها.. ذاكرة أن الحق أحق أن يتبع... وأن الباطل أحق أن يحارب.. ولو كره الكارهون.. أو هدد المهددون.. أو أغرى المغرون..

ولكن لماذا تورط تركيا نفسها في مواجهة السرطان وهو بعيد عنها؟! لماذا لا تستمتع تركيا باقتصادها القوي الواعد المشرق.. في مأمن من المخاطرة و منأى من وجع القلب والتعرض لقراصنة سرطان العصر؟!
الحق الحق أقول لكم.. لأنها تذكرت أنها مسلمة.. ذلك أن المسلم يرى الأشياء بميزان الحق و الباطل.. أما العلماني فيرى الأشياء بميزان اللذيذ وغير اللذيذ.. المربح وغير المربح.. أمصلحة عاجلة آنية في هذا الإجراء أم لا مصلحة.. و شتان شتان بين الميزانين.. وشتان شتان بين العقلين والقلبين والنفسين..
الأتراك قادمون.. فها هي تركيا العفية القوية الشابة .. في مواجهة أوروبا التي اقتربت من سن الشيخوخة.. وسبحان مغير الأحوال.. تركيا من كانت تلقب برجل أوروبا المريض صارت هي الشابة الواعدة .. و صارت أوروبا على مشارف الشيخوخة تحاول عبثا ً إيقاف عجلة الزمان باستقدام مهاجرين في سن الشباب والإنتاج.. ولهذا السبب ترفض أوروبا انضمام تركيا إليها.. فلو دخلت تركيا النادي الأوروبي لاكتسحت أسواق العمل بشبابها واقتصادها القوي.


</span>رجب أردوغان و زوجته و السلطان محمد الفاتح<span class=
رجب أردوغان وزوجته والسلطان محمد الفاتح (1429م - 1481م)
الأتـراك قادمـون.. أحفاد السلطان محمد الفاتح عائدون ومصرون... مصرون أن يجردوا حكامنا وملوكنا و سادتنا و كبرائنا من آخر قطعة ملابس.. ولم لا فمنهم من يبني الأسوار الفولاذية ليهلك أهلنا في غزة و يغلق القنوات الإسلامية لأنها شتمت الصهاينة.. و منهم من يعطي الجوائز لمفكري الأعضاء التناسلية.. ومنهم من هو هارب من مستشفى الأمراض العقلية فيكرم من هو على شاكلته.. ومنهم من يحاصر دمية في محلات لعب الأطفال.. لأنها دمية محجبة.. ومنهم قارع الكأسين.. و منهم من كان كومبارسا ً في هوليود فأصبح ملكا.. ومنهم من ترى عينيه فترى الغباء متجسداً يقفز منها قفزاً..

فهم كما وصفهم الراحل إسماعيل ياسين في اسكتش الأتراك:

جانم جانم شارم بارم
قلبي من هـضرتـكم وارم
فارم بارم محشي طماطم
جانم جمع مذكر سالم
جانم جانم أما عفارم
جانم هانم إصحى يا نايم
جانم جانم أما بهايم
إلا ما واحد منهم فاهم.

محمد راغب - عرب تايمز June 10, 2010

0 تعليقات::

إرسال تعليق