الأربعاء، 11 مايو 2011

معارض سوري: مرتزقة بشار من جيش المهدي وحزب الله والحرس الثوري الإيراني

مأمون الحمصي قال لـ«الشرق الأوسط» إن صمت الجامعة العربية ضوء أخضر للأسد للتنكيل بشعبه

Free Image Hosting at www.ImageShack.us
مأمون الحمصي

من منفاه في كندا، جاء المعارض السوري محمد مأمون الحمصي إلى القاهرة، ليشارك عددا من زملائه المعارضين في التحرك للحصول على مؤازرة المصريين لإنقاذ الشعب السوري وتشكيل حركة شعبية لوقف سفك دماء السوريين. كما طالب الحمصي جامعة الدول العربية بكسر الصمت العربي الرسمي تجاه ما يحدث في سوريا من خلال موقف عاجل، منددا في الوقت نفسه بتأجيل اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي قال إنه كان له وقع سيئ وأعطى الفرصة للأسد ونظامه للتمادي في ما يفعلون.
ويعد الحمصي، الذي التقت به «الشرق الأوسط» في القاهرة، من أبرز المعارضين السوريين، وهو نائب سابق في البرلمان السوري فقد عضويته وجرد من حقوقه المدنية لمواقفه السياسية المطالبة بالإصلاح، ليكون أول نائب سوري يدان أمام المحكمة في قضية سياسية وهو عضو في مجلس الشعب، كما صدر في حقه حكم بالسجن لمدة خمس سنوات في عام 2002.


* جئت إلى القاهرة من منفاك في كندا، ما الهدف من هذه الزيارة ولماذا في هذا الوقت تحديدا؟
- يتعرض الشعب السوري في هذا الوقت العصيب إلى مجازر بشعة وحرب إبادة من نظام بشار الأسد لم أشاهد مثلها من البشاعة ولم تشهدها الثورات العربية، ففي ليبيا نجد أن هناك أسلحة مع الثوار، أما في سوريا فالشعب أعزل، وأنا منذ سنوات أعمل من أجل حرية الشعب السوري، كما أنني منذ 4 سنوات وأنا لاجئ خارج سوريا، ومع غيري من المعارضين السوريين حول العالم أكبادنا تتمزق عندما نرى شعبنا يقتل. وحسب رؤيتي وخبرتي، وجدت أن المكان الذي يمكن أن نعمل من خلاله هي مصر، فهي بيت العرب وفيها مقر الجامعة العربية، مما يعني وجود مسؤولية أكبر على إخوتنا في مصر، لذا جئت في محاولة لتشكيل حركة جديدة شعبية تفتح الأفق أمامنا لإنقاذ سوريا، سواء من مصريين أو سوريين، فالشعب المصري شعب لديه أحاسيس وإيمان مما يجعله يتأثر كثيرا عندما يرى دماء إخوته العرب تسيل، والأيام المقبلة تشهد تحركا على المستويين الشعبي والرسمي المصري لتدعيم موقف الشعب السوري، من خلال عقد الندوات والمؤتمرات.


* تقدمت مؤخرا مع عدد من المعارضين والنشطاء السوريين المقيمين في دول أوروبية وعربية ببيان إلى جامعة الدول العربية، ماذا طلبتم فيه؟
- ذهبنا أولا للتنديد بعدم اتخاذ الجامعة موقفا إيجابيا حتى الآن ضد المعارك الدائرة في المدن السورية رغم مرور شهرين عليها، ولكسر الصمت العربي الرسمي تجاه المجازر التي يتعرض لها الشعب السوري، فمن المخزي أن يتم اقتراح إنشاء لجنة لتقصي الحقائق وبعض الدول العربية ترفض ذلك، وثانيا لنبدي رفضنا تأجيل اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي كان له وقع سيئ لدى الشعب السوري، حيث جاء التأجيل ليعطي الفرصة للأسد ونظامه للتمادي في ما يفعلون، وثالثا لنطالب بدعم القرارات الدولية للتحقيق في مجازر النظام السوري ضد شعبه، وتبني قرارات لجنة التحقيق الدولية كافة، وإرسال فرق طبية ومواد غذائية ودوائية للمناطق المحاصرة، وطرد المندوب السوري لدى الجامعة العربية وتعليق عضوية النظام بعد أن فقد شرعيته.

* وما تعليقك على ما يتردد من أن صمت جامعة الدول العربية يأتي لعدم تكرار تجربتها التي دعمت فيها تدخل مجلس الأمن الدولي لحماية المدنيين الليبيين؟
- كل حالة عربية ليست مثل الحالة الأخرى، لكن حماية المدنين شيء مقدس في كل الأعراف الدولية، وإذا حدث أن كانت هناك خطوات لم يكتب لها التوفيق، فليس معنى ذلك أن نترك شعبا يباد، فسوريا تحتاج لموقف عربي عاجل، ولو كان اتخذ منذ بداية الثورة لكان النظام خفف من إجرامه، حيث لديه اليوم اندفاع ولا رادع له، ويعطي صورة بأنه يقف موقف المصلح بعد أن ادعى وجود مراسيم وقرارات سميت بالإصلاحات لكسب الوقت، لكنها مجرد «مراسيم خميسية» أي تظهر يوم الخميس لكي يضلل بها المتظاهرين في يوم الجمعة.

* إذا وجهت رسالة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية، ماذا تقول له؟
- أقول للسيد عمرو موسى: بقيت لك أيام معدودة في هذا المنصب، فلا تترك هذا المبنى وصفحة الجامعة ملطخة بالعار، فهذا الصمت من جانب الجامعة يعد بمثابة الضوء الأخضر للنظام السوري ليزيد من تنكيله بالشعب السوري، وليمعن في تطويق وحصار المدن وحرمانها من الغذاء والدواء، فآلت إلى حرب إبادة تحت مرأى ومسمع العالم.

* في يوم الجمعة الماضي الذي عرف بـ«جمعة التحدي» رفض الجيش إطلاق النار على المتظاهرين، فهل ذلك في رأيك خطوة باتجاه انحيازه للشعب؟
- الجيش ابن الشعب في الأصل لكن مُسيطَر عليه، ولديه أوامر بقتل المتظاهرين، وقد بدأت حالة انحيازه للشعب تدريجيا، وظهر ذلك في حوران عندما رفع المواطنون أغصان الزيتون أمام الجنود، فقام الجيش بحماية الأهالي وأطلق النار على مجموعات المرتزقة الذين جلبهم الأسد، وبرأيي أن الجيش في النهاية هو الذي سيتصدى للنظام.


* ذكرت أن الرئيس الأسد يستعين بالمرتزقة، ما دليلك؟
- الأسد كان يعول كثيرا على الجيش، وعندما بدأ الجيش ينحاز إلى المواطنين استعان الأسد بالمرتزقة كنوع من الاستعاضة، الذين تنتمي عناصرهم إلى جيش المهدي العراقي، وحزب الله اللبناني، والحرس الثوري الإيراني، وهناك شهود عيان على ذلك، فهناك أتوبيسات دخلت سوريا ليلا عبر الحدود مع لبنان، وفي اليوم التالي حدث صدام بين متظاهرين وعناصر مجهولة الهوية في المسجد الأموي، وأكد الأطباء الذين عالجوا المصابين أن هوية المعتدين لبنانيين. وفي حمص أطلق شخص النار فقتل 9 شباب في 3 دقائق، وبعد القبض عليه تبين أنه لبناني، وهناك أتوبيسات أخرى عليها رموز فارسية حملت قناصة إيرانيين ظهر وجودهم في درعا، وقام أحد الشاب بتصويرهم واستشهد نتيجة ذلك، وهذا يؤكد أن النظام استعان بالمرتزقة لقتل شعبه، وهو ما جعل المتظاهرين يرددون في كل المحافظات السورية «لا بِدْنا إيران ولا حزب الله.. نريد النصر من عند الله». والشواهد تدل على غرفة عمليات واحدة مشتركة اجتمعت فيها عناصر الشر هذه لسحق الشعب السوري، الذي يدفع حاليا فاتورة التصدي عن الأمة العربية للأطماع الإيرانية ويدفع ثمن انتمائه السُني، وإذا سحق الشعب السوري فسيكون ذلك بمثابة هزيمة للأمة العربية وإركاع للسنة لصالح إيران.

* حثت الإدارة الأميركية في ما سبق الرئيسين مبارك والقذافي على التنحي.. برأيك لماذا لم تفعل الشيء نفسه مع بشار؟
- هذه الازدواجية في الموقف الأميركي شيء مؤلم، فهذا الصمت على ما يجري في سوريا والتأخير والتعامل بمكاييل مختلفة مع الدكتاتوريات، أعطى النظام السوري مزيدا من القمع لإخماد الثورة، بل إنها أصبحت تسوّق للنظام ما يدعيه من خطوات إصلاحية وتقول إنها تنتظر إصلاحا على الرغم من سقوط آلاف الشهداء حتى الآن، ورغم ذلك، فإننا نقدر أعضاء الكونغرس الذين يطلبون التصدي لبشار.

* بماذا تصف حملة الاعتقالات التي يتعرض لها نشطاء ومعارضون ورجال دين داخل سوريا في الوقت الحالي؟
- ثقافة النظام السوري هي القتل والقمع، وليس لديه حدود أخلاقية أو دينية، فقد قام بضرب المساجد بالمدفعية وتم تمزيق المصاحف وديست بالأقدام، والحالة في سوريا تحكم بشريعة الغاب، فالوحوش تترك على الشعب الأعزل، كما أن النظام فقد مصداقيته ويعيش في تخبط ويستخف بعقول الناس؛ فمثلا قام التلفزيون مؤخرا ببث صور للرئيس بشار يضع أكاليل الزهور على قبور الشهداء في «عيد الشهداء» في 6 مايو (أيار) الماضي، وهي صور منذ العام الماضي التي ظهر فيها فاروق الشرع وأعضاء الحكومة السابقة، فأي استخفاف هذا؟

* هل يوجد تنسيق بين رموز المعارضة السورية حول العالم؟
- واجبنا الوطني كمعارضين يتطلب أن تتكاتف الأيدي لدعم الثورة بالداخل ونحن نسعى لذلك، لكن المشكلة الآن ليست بين المعارضة والنظام، ولكن بين الشعب بأكمله وبكل أطيافه مع النظام، فخروج الشباب والرجال وعموم الشعب السوري للتظاهر والثورة يعطي زخما للمعارضة بأن تمشي بخطوات مدروسة لخدمة الشعب.. لذا، لا بد من زخم دولي وعربي لجمع القوى المعارضة السورية التي تواجه مصاعب كثيرة. كما أن هناك انتفاضة بين السوريين الموجودين في خارج سوريا، وتفاعلا مع ثورة أهلهم داخل سوريا، لكن هذا التفاعل يحتاج تجميعا وترتيبا وتنظيما لكي يتكلم مع العالم ويقدم مطالبه المشروعة، لأنه بغياب الرعاية والدعم الكافي لا يتحقق هذا التفاعل على الوجه الأكمل.

* ماذا تطلب المعارضة السورية في الوقت الحالي من المجتمع الدولي؟
- نطلب إيقاف حمام الدم على الفور وبكل الطرق، وتأمين مشافي وفرق أطباء لمعالجة الجرحى وتوفير أدوية ومواد غذائية للمدن السورية المحاصرة. فحل الأزمة السورية أن يلتزم المجتمع الدولي بمبادئ حقوق الإنسان، وأن لا يترك أوكارا إرهابية تقتل وتسفك الدماء، فقرار واحد ضد النظام السوري سيمثل حافزا للجيش بأن يتكتل ويصبح قوة رادعة تحمي المدنيين.

محمد عجم  - الشرق الأوسط 10 مايو 2011

0 تعليقات::

إرسال تعليق