الجمعة، 13 مايو 2011

معا لاستضافة سورية لكأس العالم سنة 2930: واقع أسود وسخرية مرة

 صورة

عنوان يدعو لماذا؟

أنشئت الناشطة السورية هيام جميل على فيس بوك موقعا بعنوان "معا لاستضافة سورية لكأس العالم سنة 2930" "معا من أجل مونديال الحلم"، ويصنّف الفيس بوك هكذا مواقع تحت فئة "للمرح".

مما جاء في وصف الموقع ما يلي :

معا لدعم استضافة سورية كأس العالم سنة 2930، حلم نريده أن يصبح حقيقة يوما.. أربعة ملاعب ستكون جاهزة يومها، أجملها ملعب رياض الترك.


المعلق الرياضي صاحب التعليق المثير والمشوق أحمد طيار يستضيف المحلل ياسين حاج صالح.

نقل المباريات حصريا على قناة أنشأها خصيصا ملاذ عمران على الفيس بوك وسيزودنا "أبديت" بأجمل الباصات واللمسات الساحرة.

طبعا سورية، البلد المضيف ستشارك بفريقين، أحدهما للرجال وفيه كل من سمير الدخيل ورياض سيف وعلي العبد الله وسواهم من خيرة لاعبي الوطن.

الفريق الآخر نسائي بقيادة الكابتن فداء حوراني وفي عضويته كل من الهدّاف سهير الأتاسي وصانع الألعاب رزان زيتونة وغيرهنّ.

كما أسلفت يصنّف الفيس بوك هكذا مواقع تحت فئة المرح، لكننا ازاء كوميديا سوداء تستلهم تراجيديا واقع سوري بات فاحما وعطنا، استوطن العفن معظم مفاصله، ويخشى أن "الغرغرينا" احتلته، مما يتطلب بترا كثيرا في كثير من تلك المفاصل.

"مونديال الحلم"، هل الحلم بات السلعة الوحيدة المتاحة؟! وأي حلم هذا؟! وفي أي الأسواق يباع؟! وهل هو حلم بعيد أم قريب المنال؟ لا يبعد الواقع المر حتى في شراء الأحلام، ويبقى حاضرا وبكل كثافة وبكل لزوجة وبكل تنغيص، لذلك حتى الحلم يهرب إلى أقاصي الزمن البعيدة 2930، ويحلم الكثيرون ويتمنّوا لو أن مونديدال الحلم كان أقرب زمنيا على الأقل من ذلك، لعلّهم يغسلوا وجع الحاضر بحلم مشتهى ليس بالبعيد.

وتتوالى الأسئلة كزخات الرصاص تحمل في بطنها فجائعية مرة، وكيف سنفوز وهل سنربح مبارياتنا أم نخسرها؟!

هل سنسجل أهدافا أم شباكنا ستتمزق من توالي أهداف الفرق المنافسة في مرمانا؟!

سنخسر مبارياتنا بكل تأكيد لأن "حَكَما" غير عادل زجّ بأفضل لاعبينا في السجون. كيف سنفوز وعلي العبد الله أفضل من يمسك الوسط، مرمي في لجّة سجن لا يرحم ولا يعترف بكل تضحياته، عندما كان يلعب مع الفريق الفلسطيني في مواجهة فريق صعب ودموي هو الفريق الاسرائيلي وآثارالكدمات عالقة لا زالت في جسده.

كيف سنفوز ورياض سيف أفضل مرشد وأفضل ممول لخطة الفريق المالية والاقتصادية ملقى في ركن قذر في سجن أقذر؟!

مستحيل أن نفوز وأحمد طعمة المتنور السمح الذي يتولى رابطة مشجعينا ويعلمهم أصول الهتاف والتشجيع الحضاري لا زال ينفض عن كتفيه أدران وأوساخ السجن وعهد برابطة المشجعين من بعده إلى أحفاد وخريجي مشجع متعصب يدعى شاكر العبسي.

كيف سنربح ولاعب كبير من طراز مشعل تمو مبعد عن المنتخب لأن لكنته لا يفهمها بعض الدخلاء؟!

الحلم بعيد والخسارة محتّمة عندما يُستبعد مدرب ومخطط له باع طويل كعارف دليلة لصالح كومبارس لا يفقه من أصول وعلم التدريب شيئا يذكر.

سيتوالى مسلسل هزائمنا طالما احتل الملعب لاعبون جاؤوا "بالواسطة" احتلوا المشهد وسيطروا على المسرح.

ستخترقنا الأهداف من كافة زواية الملعب، لأن دفاعاتنا هشّة ويقوم على بناءها العقيد والعميد والفريق واللواء.

من يوقف مسلسل خيباتنا؟ من يضع حدا لنكساتنا؟

بحاجة إلى منتخب وطني يليق باسم سوريا يتم اختيار لاعبيه بناء على الكفاءة والجدارة، يُراعى في ذلك تمثيل حقيقي لكافة محافظاتنا السورية، دون ذلك سيكون منتخبنا مسخا لا يشبهه في شيء ولا يضاهيه مهزلة، سوى مجلس شعب تم لملمته من الحوش والسقط وبقايا مافيات لا تمتلك حتى أخلاق المافيات.

موعدنا سيكون أقرب بكثير من 2930. التاريخ يقول ذلك.

أحمد مولود الطيار - الشفاف الثلثاء 15 حزيران (يونيو) 2010 * كاتب سوري - بيروت ahmadtayar90@hotmail.com

0 تعليقات::

إرسال تعليق