الثلاثاء، 3 مايو 2011

"القاعدة" بلا رأس: مطاردة 10 سنين انتهت في 40 دقيقة



زعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن في صورة من الأرشيف. (رويترز)

المجمع الذي كان يعيش فيه بن لادن في أبت أباد قرب إسلام أباد. (أ ب)

حشود أمام البيت الأبيض يحتفلون بإعلان قتل زعيم "القاعدة" أسامة بن لادن ليل الأحد – الاثنين. (أ ب)  

فجوة في جدار المنزل الذي كان يقيم فيه بن لادن. (رويترز)




صورة وزعها البيت الأبيض للرئيس باراك أوباما – الثاني من اليسار – ونائبه جو بايدن – إلى اليسار – ووزير الدفاع روبرت غيتس – إلى اليمين – ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في غرفة الأوضاع يتابعون عملية الهجوم على مخبأ زعيم "القاعدة" أسامة بن لادن في باكستان ليل الأحد. (أ ب)  رجال شرطة مطار لوس أنجلس بعد تشديد الإجراءات الأمنية فيه. (أ ف ب)


خلال العملية، نزل جنود أميركيون بالحبال من طائرتي هليكوبتر إلى مجمع بن لادن

أوباما تابع العملية من البيت الأبيض وبدا مرتاحاً لعدم خسارة أي أميركي


ماذا بعد أن قتل أوباما أسامة؟ بعد انحسار المشاعر الاحتفالية، التي ذّكرت الأميركيين بوحدتهم الوطنية القوية عقب هجمات 11 أيلول 2001 الإرهابية، قد تستغرق عملية استيعاب الأبعاد الداخلية والدولية السياسية والإستراتيجية لهذا الإنجاز الأميركي بعض الوقت. فالقضاء على العدو رقم واحد لأميركا، جاء في وقت لا تزال فيه البلاد في حالة استقطاب حزبي شرس، وخلافات سياسية - إيديولوجية عميقة ليس فقط على سبيل إعادة البلاد  إلى عافيتها الاقتصادية، بل على طريقة صون مركز أميركا المتفوق تقليديا، في مواجهة  قوى صاعدة تريد منافسة الولايات المتحدة على قيادة العالم، وعلى خلفية نشيد جوقة "الانحدار الأميركي" .


 داخليا، القضاء على بن لادن سوف يعزز من مكانة أوباما في مواجهة الجمهوريين في المعارك الداخلية المتعلقة بالعجز المالي أو برامج العناية الصحية وغيرها، كما سيحسن من فرص فوزه بولاية ثانية في 2011. أيضا قراره – الذي لم يخل من مجازفة كبيرة، لان فشل العملية كان سيؤدي إلى مضاعفات كارثية عليه وعلى إدارته - أكد صلابته وقدرته على اتخاذ قرارات صعبة في الحرب على تنظيم القاعدة وحركة طالبان وهو أمر يشكك فيه المتشددون الجمهوريون، على الرغم من أن أوباما هو، وليس الرئيس السابق جورج بوش، الذي ضاعف من عديد القوات الأميركية في أفغانستان، وكثّف ووسع العمليات الخاصة وغارات الطائرات دون طيار في أفغانستان وباكستان. بعد قتل بن لادن، لن يكون في وسع أي مرشح جمهوري التشكيك في صلابة أوباما في الحرب على القاعدة.
 ويثير القضاء على بن لادن أيضا أسئلة عن مستقبل "القاعدة" الذي فقد الكثير من مركزيته حتى قبل مقتل زعيمه،   كما يعيد تركيز الاهتمام بعد قتل رأس الأفعى أو القائد - الرمز لـ"لقاعدة"، على الفروع الجديدة لهذا التنظيم، مثل القاعدة في بلاد المغرب، وتحديدا تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية والذي يقوده المواطن الأميركي اليمني الأصل أنور العولقي.
بعد قتل بن لادن الذي كان يقيم في مجمع كبير ومريح في ضواحي إسلام أباد، سوف تطرح الأسئلة عن جدوى وجود 150 ألف جندي أميركي ودولي في أفغانستان، "عندما تكون باكستان هي المشكلة"، كما قال مسؤول سابق. العمليات الإرهابية الأخيرة التي استهدفت أميركا، من محاولة نسف طائرة ركاب فوق مدينة ديترويت يوم الميلاد في 2009، ومحاولة تفجير سيارة مفخخة في تايمز سكوير في نيويورك في السنة الماضية نظمت في اليمن وباكستان، وليس في أفغانستان. مستشار شؤون الأمن الوطني جون برينين كان محقا حين قال أمس أن قتل بن لادن سوف يكون "نقطة محورية" بالنسبة لتنظيم القاعدة. ويمكن القول أيضا انه يمكن أن يتحول إلى نقطة محورية بالنسبة لمستقبل وجود القوات الأميركية في المسرح الأفغاني-الباكستاني. ومما لا شك فيه أن التخلص من بن لادن، سوف يوفر، ولو نظريا على الأقل" الفرصة لبدء مراجعة جديدة لإستراتيجية أوباما في المسرح الأفغاني - الباكستاني، خصوصا أن أوباما يريد تنفيذ تعهداته بدء سحب القوات الأميركية منتصف الصيف.
 أخيرا، من شأن مقتل بن لادن، إضافة  إلى "الربيع العربي" وخصوصاً تجلياته السلمية، التي نجحت في أحداث التغيير السياسي الأولي في تونس ومصر، أن يساعد أوباما وكذلك قوى التغيير الديموقراطي السلمي في العالم العربي، أولا لأنها ستحرم الأنظمة المتجذرة في قمعها وفسادها استخدام "البعبع السلفي" لتبرير قمعها، كما أنها يجب أن تساعد العالم العربي على أن يتخطى كليا خطاب تنظيم القاعدة ومسلماته وأساطيره.

أوباما

وبعد 12 ساعة من إعلانه مقتل بن لادن، قال أوباما: "أعتقد أننا جميعا متفقون على القول إنه يوم عظيم لأميركا". وأضاف أن "العالم بات أكثر أمانا، إنه مكان أفضل بعد مقتل أسامة بن لادن... اليوم، علينا أن نتذكر كأمة أن لا شيء لا يمكننا القيام به حين نعمل معا".

تفاصيل

وواصل مسؤولون أميركيون أمس كشف معلومات عن العملية الجريئة التي أنهت في 40 دقيقة مطاردة استمرت عشر سنين تقريبا، قائلين انه خلال الغارة الجريئة التي شنتها قوات أميركية، نزل جنود بالحبال من طائرتي هليكوبتر إلى المجمع حيث كان يختبئ بن لادن في أبوت أباد الواقعة على مسافة ساعة بالسيارة من إسلام أباد، وأطلقوا النار عليه في رأسه بعدما حاول مقاومتهم.
وقال برينان أن أوباما تابع العملية من البيت الأبيض، وبدا مرتاحا عندما تمكنت قوات النخبة من قتل زعيم "القاعدة" من دون خسارة أي أميركي.

ترحيب واستنكار
ورحبت العواصم الغربية بمقتل بن لادن، وهنأت واشنطن بـ"انتصارها"، مذكرة مع ذلك بان نهاية بن لادن لا تعني نهاية "القاعدة" ومكافحة الإرهاب. أما العرب فقد نعاه بعضهم باعتباره محاربا تقيا وشهيدا، في حين رأى آخرون انه "ركيزة للشر" أدت هجماته على الولايات المتحدة إلى إطلاق العنان لردود فعل عنيفة ضد  المسلمين في أنحاء العالم.
وكان أوباما اطل الساعة 11:35 ليل الأحد – الاثنين، من البيت الأبيض ليقول: "مساء اليوم (الأحد) يمكنني أن أعلن للأميركيين والعالم أن الولايات المتحدة نفذت عملية أدت إلى مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي المسؤول عن مقتل آلاف الأبرياء".
وأضاف: "يشكل مقتل بن لادن النجاح الأكبر حتى الآن في العمليات الأميركية للانتصار على القاعدة. إلا أن مقتله لا يعني نهاية جهودنا. لا شك في أن تنظيم القاعدة سيواصل شن عمليات ضدنا. علينا أن نبقى متيقظين في بلادنا وفي الخارج وسنبقى كذلك... علينا أن نؤكد مجددا أن الولايات المتحدة ليست في حرب مع الإسلام ولن تكون يوما في حرب مع الإسلام... لم يكن بن لادن زعيما مسلما. لقد قتل عددا كبيرا من المسلمين ... على كل من يؤمن بالسلام وكرامة الإنسان أن يشيد بمقتله".
وعلى الأثر، سادت أجواء احتفالية الساحات الأميركية، إذ نزل الناس عفويا في الليل إلى الشوارع في المدن الكبرى وخصوصا في موقع هجمات 2001 وأمام البيت الأبيض، وهم يهتفون "يو إس أي، يو إس أي" (أميركا، أميركا).

واشنطن - هشام ملحم   - العواصم الأخرى - الوكالات: - النهار 3 أيار 2011

2 تعليقات::

غير معرف يقول...

شكرا لى مقال

قاعدة هي جسم خبيث في هذه الامة
مثلها مثل العصابات الحكومية و الغرهاب

alshahed يقول...

شكرا لتعليقك وتفاعلك
القاعدة كان مشروع أميركي والغريب اغتيال بن لادن بفترة تغييرات عربية جذرية
حالياً الإخوان المسلمين بالواجهة بكل الدول العربية والثورات العربية للي أطاحت بالزعماء العرب تتحول لفتنة طائفية
دور القاعدة بعد بن لادن؟
سؤال مطروح بقوة

إرسال تعليق