أعربت أكثرية الدوائر السياسية في إسرائيل عن قناعتها بأن بقاء النظام السوري، ينعكس إيجابا على استقرار الأمن القومي للدولة العبرية، فيما اعتبرت الأقلية أن حالة الهدوء على الجبهة السورية سمحت للأسد ببناء برنامج نووي، إلا أن الفريقين استبعدا احتمالات وصول الإخوان المسلمين للحكم بعد بشار الأسد.
تراقب الدوائر السياسية الإسرائيلية ما يجري في سوريا بحذر بالغ، إذ يسود الاعتقاد لدى الأكثرية أن بقاء نظام بشار الأسد يصب في صالح الأمن القومي الإسرائيلي، وأن الإطاحة به قد تشكل تهديداً غير مسبوق على استقرار جبهة إسرائيل الشمالية، التي تعتبرها حكومات تل أبيب المتعاقبة من أكثر الجبهات المأمونة منذ حرب (يوم الغفران) تشرين الأول/ أكتوبر عام 1973، بينما يرى فريق آخر من الأكاديميين الإسرائيليين، أن التعويل على بقاء الأسد الابن للحفاظ على هدوء جبهة إسرائيل الشمالية ليس مضموناً، سيما أن بشار الأسد يستغل هذا الهدوء غطاء لتمرير برنامجه النووي، الذي سبق وقصفته إسرائيل في منطقة دير الزور بحسب تقارير غربية. وان فرص سيطرة الإخوان المسلمين على سوريا ما بعد الأسد ضئيلة للغاية.
نظرية "من تعرفه أفضل من غيره"
وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت يرى المستشرق الإسرائيلي، خبير الشؤون السورية "موشي ماعوز": "أن الحلبة السياسية في إسرائيل باتت على قناعة بنظرية "من تعرفه أفضل من غيره"، سيما أن هناك فرصة للتوصل إلى تسوية مع بشار الأسد، على خلفية ميوله العلمانية، فضلاً عن انه سبق وعرض على إسرائيل إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام، ولعل ذلك هو ما يجعلنا في إسرائيل نقف أمام علامة استفهام كبيرة وهى، ما الذي يمكن أن يشهده الواقع السياسي الجديد في سوريا إذا سقط نظام بشار الأسد".
وأضاف ماعوز أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية أن السيناريو الأكثر سوءاً، الذي قد تؤول إليه الأمور بعد سقوط نظام الأسد، هو بزوغ نجم جماعة الإخوان المسلمين السورية، واحتلالها للمقاعد الأمامية في النظام الجديد، الأمر الذي يحول دون التوصل إلى تسوية سلمية بين دمشق وتل أبيب. والمح الخبير الإسرائيلي إلى أنه من غير المضمون أن يخلف نظام الأسد الابن نظاماً علمانياً، يدعم وجود الدولة العبرية في منطقة الشرق الأوسط، ولهذا السبب يرى ماعوز ضرورة بقاء بشار الأسد، للحيلولة دون زعزعة استقرار امن الدولة العبرية.
ووفقاً لما نقلته الصحيفة العبرية عن الخبير الإسرائيلي، أكد الأسد الابن منذ بداية حكمه، اعتزامه مواصلة الطريق الذي بدأه والده مع إسرائيل، وعلى حد رأي ماعوز: "من الممكن التوصل إلى تسوية مع الأسد الابن، خاصة أن جهاز الأمن القومي الإسرائيلي أدرك ذلك خلال الآونة الأخيرة، وتطلع إلى عزل النظام السوري عن الحلف الإيراني". كما أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك فطن إلى تلك الحقيقة، وتمكن خلال رئاسته للحكومة الإسرائيلية من التوصل إلى تفاهمات مع سوريا بخصوص التسوية، إلا أنها فشلت في نهاية المطاف، ولذلك فإن رأس النظام السوري الحالي أفضل لإسرائيل بكثير عن الحالة الضبابية التي قد يؤول إليها الوضع حال سقوطه.
ثروة ثمينة لإسرائيل
أما البروفيسور "غوشوع لنديس" الخبير العالمي في الشأن السوري، ورئيس تحرير مدونة syriacomment.com، فيقول في سياق حديثه للصحيفة العبرية: "انه من خلال وجهة النظر الإسرائيلية، يعتبر بشار الأسد ثروة ثمينة لإسرائيل". وأوضح لنديس الذي أقام لسنوات طويلة في سوريا، ويعلم جيداً واقع المشهد السياسي بدمشق، أن سقوط نظام بشار يعد خسارة فادحة للدولة العبرية. ويعتقد لنديس رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما: " أن غالبية الخبراء السياسيين يدركون أن اندلاع حرب أهلية في سوريا سيفتح الباب أمام نمو مليشيا راديكالية أو تنظيم إسلامي مقابل نظام ديمقراطي ضعيف، الأمر الذي يحفز الولايات المتحدة على العمل لإعادة هضبة الجولان إلى سوريا، في مسعى لحصول واشنطن على الشرعية، وفي أي حال من تلك الأحوال ستصبح إسرائيل هي الخاسر الأول، لذلك تفضل إسرائيل نظام الأسد "عديم الأنياب" على أي تحول مفصلي في خارطة السياسة السورية".
على صعيد ذي صلة أعرب البروفيسور غوشوع لنديس في حديثه ليديعوت أحرونوت عن توقعه، بأن طبيعة المشهد السياسي في سوريا بالغة التعقيد، إذ تعتقد الأغلبية في الخارج والداخل السوري، أن الأسد الابن هو احد أسوء الأقليات في سوريا. وعلى خلفية حمامات الدم التي يشهدها العراق، يبدو انه حال سقوط بشار الأسد، ستخوض العشائر والطوائف السورية حربا أهلية ضارية، الأمر الذي يقود إلى حالة من الفوضى لن تقتصر على سوريا، وإنما سيطول مداها منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك المنطقة الحدودية "الهادئة" حتى الآن بين إسرائيل وسوريا. وعلى أية حال – كما يقول الخبير العالمي لنديس – فإن بشار الأسد هو أفضل النماذج التي يمكن التعويل عليها عند الحديث عن استقرار الأمن القومي الإسرائيلي، لما يمتلكه من قوة وما يحافظ عليه من مناخ مستقر، فإذا زال نظام الأسد فستجد إسرائيل نفسها أمام عراق جديد، ولن يكون ذلك أفضل من الوضع الراهن بالنسبة للدولة العبرية.
من جانبه يحاول "إيال زيسر" خبير الشؤون السورية، عميد كلية الآداب بجامعة تل أبيب الإجابة على سؤال محدد، وهو: ما الانعكاسات التي ستعود على إسرائيل فيما يخص التطورات الحاصلة في سوريا؟، فيقول زيسر: "إذا كنت اعتقد في الماضي أن نظام بشار الأسد يعني الاستقرار بالنسبة للجبهة الشمالية لإسرائيل، فإنه ينبغي في الوقت الراهن خلق نوع من التوازن في طبيعة المشهد، في ظل إصرار النظام السوري على البقاء في كنف الحلف الإيراني، ودعم علاقاته بحماس وحزب الله".
واقع هادئ وآخر مشتعل
ويعتقد زيسر انه انطلاقاً من تلك الازدواجية، باتت إسرائيل أمام واقعين في سوريا، احدهما هادئ ويخص الجبهة السورية، والآخر مشتعل ويخص العلاقات السورية بحزب الله وحماس". غير انه المح إلى أن حالة الهدوء التي تخيم على المشهد السوري منذ حرب الغفران، تمكن الأسد من استغلالها في تطوير برنامجه النووي، ومن هذا المنطلق يجزم الخبير الإسرائيلي: "أن نظام الأسد لم يعد ثروة بالنسبة لإسرائيل كما كان الحال عليه في الماضي".
وفي ما يتعلق بإمكانية سيطرة الإخوان المسلمين على نظام ما بعد بشار الأسد، لم يبد الخبير الإسرائيلي زيسر وجود مؤشرات تؤكد تلك الإمكانية، مشيراً في حديثه مع صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن تركيبة المجتمع السوري تنطوي على عدة طوائف: "لا اعتقد أن هناك فرصة جادة أمام سيطرة الإخوان المسلمين في سوريا على النظام حال سقوط بشار الأسد، فعلى الرغم من أن تلك الجماعة قائمة ومنظمة، إلا أن 40% من الشعب السوري ينتمون إلى أقليات متباينة".
لم يكن الخبير إيال زيسر وحده صاحب هذه القناعة، وإنما شاركه فيها المعارض السوري "فريد غادري"، رئيس حزب الإصلاح السوري، الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقراً له، ففي حديثه مع يديعوت أحرونوت، أوضح: "أن السوريين يعلمون جيداً أن إيران باتت تفرض نفسها على سوريا وسياستها، وان حكومة طهران مسؤولة مثل الأسد عن عمليات القتل، التي تُرتكب اليوم تلو الآخر ضد الثوار في مختلف المدن السورية"، فالخيار الذي لا يزال باقياً أمام الأسد هو "ديمقراطية الغليان"، التي لن يتم التوصل إليها إلا إذا رفض الغرب التنازل للإخوان المسلمين، ودافع عن حق كل سوري في أن يكون صوته مسموعاً.
إلى ذلك ترى عناصر المعارضة السورية، بحسب ما نقلته عنهم الصحيفة العبرية، أن القوات الإيرانية وغيرها التابعة لحزب الله، يدعمون الأسد في قمع المظاهرات، خاصة أن الولايات المتحدة اتهمت بشار الأسد بذلك مباشرة، ولعل ذلك كان واضحاً لدى الثوار السوريين أنفسهم، عندما رددوا هتافات مناهضة لحزب الله وإيران. وتعتقد المعارضة السورية أن بقاء نظام بشار الأسد يخدم إسرائيل قبل أية جهة أخرى، غير أن فصيل آخر من المعارضة يعتقد أن سقوط الأسد سيؤدي إلى حالة من الفراغ السياسي، الذي قد يسمح بدخول عناصر راديكالية إلى المشهد السوري، ويقود حتماً إلى حرب أهلية سيكون لها بالغ الخطورة على سوريا والمنطقة بما في ذلك إسرائيل.
محمد نعيم من القاهرة GMT 6:00:00 2011 الجمعة 29 أبريل - إيلاف
متظاهرون غاضبون يحرقون صور الأسد |
تراقب الدوائر السياسية الإسرائيلية ما يجري في سوريا بحذر بالغ، إذ يسود الاعتقاد لدى الأكثرية أن بقاء نظام بشار الأسد يصب في صالح الأمن القومي الإسرائيلي، وأن الإطاحة به قد تشكل تهديداً غير مسبوق على استقرار جبهة إسرائيل الشمالية، التي تعتبرها حكومات تل أبيب المتعاقبة من أكثر الجبهات المأمونة منذ حرب (يوم الغفران) تشرين الأول/ أكتوبر عام 1973، بينما يرى فريق آخر من الأكاديميين الإسرائيليين، أن التعويل على بقاء الأسد الابن للحفاظ على هدوء جبهة إسرائيل الشمالية ليس مضموناً، سيما أن بشار الأسد يستغل هذا الهدوء غطاء لتمرير برنامجه النووي، الذي سبق وقصفته إسرائيل في منطقة دير الزور بحسب تقارير غربية. وان فرص سيطرة الإخوان المسلمين على سوريا ما بعد الأسد ضئيلة للغاية.
نظرية "من تعرفه أفضل من غيره"
وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت يرى المستشرق الإسرائيلي، خبير الشؤون السورية "موشي ماعوز": "أن الحلبة السياسية في إسرائيل باتت على قناعة بنظرية "من تعرفه أفضل من غيره"، سيما أن هناك فرصة للتوصل إلى تسوية مع بشار الأسد، على خلفية ميوله العلمانية، فضلاً عن انه سبق وعرض على إسرائيل إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام، ولعل ذلك هو ما يجعلنا في إسرائيل نقف أمام علامة استفهام كبيرة وهى، ما الذي يمكن أن يشهده الواقع السياسي الجديد في سوريا إذا سقط نظام بشار الأسد".
وأضاف ماعوز أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية أن السيناريو الأكثر سوءاً، الذي قد تؤول إليه الأمور بعد سقوط نظام الأسد، هو بزوغ نجم جماعة الإخوان المسلمين السورية، واحتلالها للمقاعد الأمامية في النظام الجديد، الأمر الذي يحول دون التوصل إلى تسوية سلمية بين دمشق وتل أبيب. والمح الخبير الإسرائيلي إلى أنه من غير المضمون أن يخلف نظام الأسد الابن نظاماً علمانياً، يدعم وجود الدولة العبرية في منطقة الشرق الأوسط، ولهذا السبب يرى ماعوز ضرورة بقاء بشار الأسد، للحيلولة دون زعزعة استقرار امن الدولة العبرية.
ووفقاً لما نقلته الصحيفة العبرية عن الخبير الإسرائيلي، أكد الأسد الابن منذ بداية حكمه، اعتزامه مواصلة الطريق الذي بدأه والده مع إسرائيل، وعلى حد رأي ماعوز: "من الممكن التوصل إلى تسوية مع الأسد الابن، خاصة أن جهاز الأمن القومي الإسرائيلي أدرك ذلك خلال الآونة الأخيرة، وتطلع إلى عزل النظام السوري عن الحلف الإيراني". كما أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك فطن إلى تلك الحقيقة، وتمكن خلال رئاسته للحكومة الإسرائيلية من التوصل إلى تفاهمات مع سوريا بخصوص التسوية، إلا أنها فشلت في نهاية المطاف، ولذلك فإن رأس النظام السوري الحالي أفضل لإسرائيل بكثير عن الحالة الضبابية التي قد يؤول إليها الوضع حال سقوطه.
ثروة ثمينة لإسرائيل
أما البروفيسور "غوشوع لنديس" الخبير العالمي في الشأن السوري، ورئيس تحرير مدونة syriacomment.com، فيقول في سياق حديثه للصحيفة العبرية: "انه من خلال وجهة النظر الإسرائيلية، يعتبر بشار الأسد ثروة ثمينة لإسرائيل". وأوضح لنديس الذي أقام لسنوات طويلة في سوريا، ويعلم جيداً واقع المشهد السياسي بدمشق، أن سقوط نظام بشار يعد خسارة فادحة للدولة العبرية. ويعتقد لنديس رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما: " أن غالبية الخبراء السياسيين يدركون أن اندلاع حرب أهلية في سوريا سيفتح الباب أمام نمو مليشيا راديكالية أو تنظيم إسلامي مقابل نظام ديمقراطي ضعيف، الأمر الذي يحفز الولايات المتحدة على العمل لإعادة هضبة الجولان إلى سوريا، في مسعى لحصول واشنطن على الشرعية، وفي أي حال من تلك الأحوال ستصبح إسرائيل هي الخاسر الأول، لذلك تفضل إسرائيل نظام الأسد "عديم الأنياب" على أي تحول مفصلي في خارطة السياسة السورية".
على صعيد ذي صلة أعرب البروفيسور غوشوع لنديس في حديثه ليديعوت أحرونوت عن توقعه، بأن طبيعة المشهد السياسي في سوريا بالغة التعقيد، إذ تعتقد الأغلبية في الخارج والداخل السوري، أن الأسد الابن هو احد أسوء الأقليات في سوريا. وعلى خلفية حمامات الدم التي يشهدها العراق، يبدو انه حال سقوط بشار الأسد، ستخوض العشائر والطوائف السورية حربا أهلية ضارية، الأمر الذي يقود إلى حالة من الفوضى لن تقتصر على سوريا، وإنما سيطول مداها منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك المنطقة الحدودية "الهادئة" حتى الآن بين إسرائيل وسوريا. وعلى أية حال – كما يقول الخبير العالمي لنديس – فإن بشار الأسد هو أفضل النماذج التي يمكن التعويل عليها عند الحديث عن استقرار الأمن القومي الإسرائيلي، لما يمتلكه من قوة وما يحافظ عليه من مناخ مستقر، فإذا زال نظام الأسد فستجد إسرائيل نفسها أمام عراق جديد، ولن يكون ذلك أفضل من الوضع الراهن بالنسبة للدولة العبرية.
من جانبه يحاول "إيال زيسر" خبير الشؤون السورية، عميد كلية الآداب بجامعة تل أبيب الإجابة على سؤال محدد، وهو: ما الانعكاسات التي ستعود على إسرائيل فيما يخص التطورات الحاصلة في سوريا؟، فيقول زيسر: "إذا كنت اعتقد في الماضي أن نظام بشار الأسد يعني الاستقرار بالنسبة للجبهة الشمالية لإسرائيل، فإنه ينبغي في الوقت الراهن خلق نوع من التوازن في طبيعة المشهد، في ظل إصرار النظام السوري على البقاء في كنف الحلف الإيراني، ودعم علاقاته بحماس وحزب الله".
واقع هادئ وآخر مشتعل
ويعتقد زيسر انه انطلاقاً من تلك الازدواجية، باتت إسرائيل أمام واقعين في سوريا، احدهما هادئ ويخص الجبهة السورية، والآخر مشتعل ويخص العلاقات السورية بحزب الله وحماس". غير انه المح إلى أن حالة الهدوء التي تخيم على المشهد السوري منذ حرب الغفران، تمكن الأسد من استغلالها في تطوير برنامجه النووي، ومن هذا المنطلق يجزم الخبير الإسرائيلي: "أن نظام الأسد لم يعد ثروة بالنسبة لإسرائيل كما كان الحال عليه في الماضي".
وفي ما يتعلق بإمكانية سيطرة الإخوان المسلمين على نظام ما بعد بشار الأسد، لم يبد الخبير الإسرائيلي زيسر وجود مؤشرات تؤكد تلك الإمكانية، مشيراً في حديثه مع صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن تركيبة المجتمع السوري تنطوي على عدة طوائف: "لا اعتقد أن هناك فرصة جادة أمام سيطرة الإخوان المسلمين في سوريا على النظام حال سقوط بشار الأسد، فعلى الرغم من أن تلك الجماعة قائمة ومنظمة، إلا أن 40% من الشعب السوري ينتمون إلى أقليات متباينة".
لم يكن الخبير إيال زيسر وحده صاحب هذه القناعة، وإنما شاركه فيها المعارض السوري "فريد غادري"، رئيس حزب الإصلاح السوري، الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقراً له، ففي حديثه مع يديعوت أحرونوت، أوضح: "أن السوريين يعلمون جيداً أن إيران باتت تفرض نفسها على سوريا وسياستها، وان حكومة طهران مسؤولة مثل الأسد عن عمليات القتل، التي تُرتكب اليوم تلو الآخر ضد الثوار في مختلف المدن السورية"، فالخيار الذي لا يزال باقياً أمام الأسد هو "ديمقراطية الغليان"، التي لن يتم التوصل إليها إلا إذا رفض الغرب التنازل للإخوان المسلمين، ودافع عن حق كل سوري في أن يكون صوته مسموعاً.
إلى ذلك ترى عناصر المعارضة السورية، بحسب ما نقلته عنهم الصحيفة العبرية، أن القوات الإيرانية وغيرها التابعة لحزب الله، يدعمون الأسد في قمع المظاهرات، خاصة أن الولايات المتحدة اتهمت بشار الأسد بذلك مباشرة، ولعل ذلك كان واضحاً لدى الثوار السوريين أنفسهم، عندما رددوا هتافات مناهضة لحزب الله وإيران. وتعتقد المعارضة السورية أن بقاء نظام بشار الأسد يخدم إسرائيل قبل أية جهة أخرى، غير أن فصيل آخر من المعارضة يعتقد أن سقوط الأسد سيؤدي إلى حالة من الفراغ السياسي، الذي قد يسمح بدخول عناصر راديكالية إلى المشهد السوري، ويقود حتماً إلى حرب أهلية سيكون لها بالغ الخطورة على سوريا والمنطقة بما في ذلك إسرائيل.
محمد نعيم من القاهرة GMT 6:00:00 2011 الجمعة 29 أبريل - إيلاف
0 تعليقات::
إرسال تعليق