الأحد، 24 أبريل 2011

رفعت الأسد يخشى سقوط النظام والطائفة ورئبال يحمل المسؤولية لماهر ورامي وحافظ مخلوف



في انتظار كلمة سيوجهها نائب الرئيس السوري الأسبق رفعت الأسد عبر الإعلام تعليقاً على انتفاضة الشعب السوري ضد نظامه، فإن تعليماته كانت واضحة لكل أنصاره في لبنان وسوريا: إياكم أن تتحركوا ضد النظام في دمشق.
تعليمات رفعت الأسد: إن هذه المرحلة هي مرحلة قلب أنظمة وفوضى منظمة، وإذا سقط النظام في سوريا فهذا يعني سقوطنا جميعاً: العائلة والطائفة..
المحطة الفضائية التي يمتلكها رفعت وتبث من الخارج ((A.N.N)) والتي أنشأها لنقد النظام الحاكم في دمشق الذي يرأسه نجلا شقيقه حافظ الراحل، بشار وماهر، تجاهلت نشر أي خبر أو تعليق أو بث أي صورة عن انتفاضة الشعب السوري في كل أرجاء سوريا، رغم أن المحطة نفسها ما زالت تغطي أخبار الثورات من تونس إلى مصر فاليمن وليبيا.
وقد سبق للدكتور رفعت الأسد أن أرسل نجله رجل الأعمال سومر إلى دمشق مرتين خلال الفترة من ت2/نوفمبر وك1/ديسمبر 2010، واستقبل خلالهما استقبالاً مميزاً بموفد رسمي من القصر الجمهوري ومراسم تليق بابن العم، للقاء الرئيس بشار الأسد.

مصادر المعارضة السورية تحدثت عن أن رفعت، كان يمهد الطريق بإرسال نجله إلى دمشق للعودة إلى سوريا، وفتح صفحة جديدة مع نظام ولدي أخيه، بعد أن اتهماه بالخيانة العظمى مع بداية حكمهما 2001، وقد اختار التنقل بين باريس والقاهرة ولندن وأنشأ المحطة الفضائية لنقد نظام دمشق، وأسس التجمع القومي الوحدوي كواجهة سياسية له.
بينما تؤكد مصادر الدكتور الأسد أن سومر نقل لابن عمه الرئيس بشار، أن الأمور في سوريا لم تعد تطاق، ويجب البدء بإصلاحات فورية وشاملة تطال كل البنى السياسية والحزبية، والاجتماعية والاقتصادية والإعلامية في سوريا وان يعمل جدياً على الابتعاد عن إيران وأن يعود إلى الحضن العربي، وان بشار وعد ابن عمه في رسالة شفوية حملها له لوالده رفعت أن يبدأ فوراً في إعداد إصلاحات وتطبيقها.. وأن يدرس جدياً إقامة علاقات متوازنة بين العرب وبين إيران.
مصادر رفعت الأسد أكدت انه بناء على اللقاءين بين سومر وبشار الأسد، فإن الدكتور كان سيعود إلى سوريا في شهر نيسان/ابريل الحالي، لكن انتفاضة الشعب السوري ضد نظام العائلة الحاكمة، رسم منحى جديداً لما اتفق عليه، سواء للإصلاحات الموعودة، أو لعودة رفعت إلى سوريا.
فعائلة الأسد كما تقول مصادر مطلعة لا تنفذ إصلاحات تحت التهديد، وهي في الأصل لا تملك أن تقدم أي إصلاح لأن فاقد الشيء لا يعطيه، لذا فكل خطب ووعود بشار ومن معه ووراءه هي ذر للرماد في العيون.. ومحاولة تهدئة الشارع السوري المنتفض تمهيداً لقهره، وقتل الحراك الشعبـي الثائر واستمرار حالات الطوارئ والسجن دون محاكمة للسيطرة بقوة الدبابات والقنص والسحل على البلاد.
أما رفعت الأسد، فإنه أظهر موقفاً إيجابياً من نظام ولدي شقيقه الراحل بالصمت حتى الآن، ومنع أي تحرك ضدهما في مناطق يتمتع فيها بنفوذ معقول سواء في بعض مدن الساحل السوري كاللاذقية مثلاً، أو في شمالي لبنان في طرابلس، حيث يتمتع بنفوذ واسع في منطقة بعل محسن في العاصمة الثانية، وبعض بلدات ومدن عكار حيث تواجد علوي فيها.
لم يشارك أي من أنصار رفعت الذين جرى قهرهم والتنكيل بهم لسنوات في سوريا، في أي تظاهرة ضد نظام الأسد وشقيقه، بينما أوقف رفعت تظاهرة كانت ستتحرك في طرابلس تطالب بالإصلاح في سوريا دون أي موقف ضد النظام.
وقد أرسل رفعت لمنظمي التظاهرة رسالة قال فيها إن السلاح هو عين الفتنة، ومن يستخدم السلاح يشرّع الفتنة خاصة بعد أن بلغه عبر تسريب خبر التظاهرة المقررة في إحدى صحف حزب الله، أن مجموعات النظام السوري بين علويّي شمالي لبنان كانوا يهيئون أنفسهم – وما زالوا – لمواجهة أي تحرك شعبـي في شمالي لبنان ضد النظام الحاكم في دمشق، وان قمع التظاهرات ضد نظام العائلة أمر حتمي بواسطة حزب الله وسلاحه ومجموعات أخرى تابعة لهذا النظام، حيث الخشية من التواصل بين شمالي لبنان وامتداداته على الساحل السوري الذي تشهد مدنه مشاركة فعالة في الانتفاضة الشعبية خاصة في بانياس واللاذقية وطرطوس وجبلة..

رئبال الأسد

في مقابل موقف الدكتور رفعت الأسد، وإلى أن يوضح في كلمته الموعودة حقيقة موقفه من نظام أولاد شقيقه الراحل فإن نجله رئبال الأسد الذي يرأس المنظمة الديموقراطية لحقوق الإنسان يتحرك بحذر في مواجهة نظام أولاد عمه في سوريا.
فهو يطل عبر منظمته على المؤسسات والجهات الأوروبية والدولية ليشرح طبيعة الأوضاع في بلاده، وغيرها من البلدان العربية.
ويقول رئبال تعليقاً على أحداث بلاده: إن هناك محاولة لإغراق بشار الأسد بالدم، وان هذا المخطط هو من داخل النظام.
ولا يخفي رئبال موقفه من شقيق الرئيس ماهر الأسد حيث يحمله مسؤولية الفساد في سوريا (وكذلك رامي مخلوف) ولكن رئبال لا يتحدث عن سلطة القمع التي يمارس عبرها ماهر سياسة النظام ويشكل هو رأس حربتها المقاتلة ضد الشعب السوري.
رئبال يرى أن الفساد في سوريا يحمى من ماهر ومن حافظ مخلوف، وان رأس حربة الفساد هو ابن خال الرئيس رامي مخلوف، وان هذا الشاب الذي يملك المليارات (ويدير أموال العائلة بما فيها عائلة بشار وماهر) هو أكثر الناس تأثيراً داخل سوريا، لأنه يملك المال وأدوات السلطة القمعية.
وان نفوذ هؤلاء يقيّد حركة بشار نحو أي إصلاح، وان سلوك ابن خالته عاطف نجيب في درعا سبب كارثة لبشار لأنه أغرقه بالدم، وكذلك ممارسات حافظ مخلوف القمعية (وفرق الموت التي أسسها والقناصة الذين زرعهم على أسطح المباني، والشبيحة الذين يكسرون أضلع الشباب ويضربونهم بالعصي الكهربائية على رؤوسهم وأجسادهم).
رئبال الأسد لا ينفي مساعدات إيران للنظام في سوريا، متمثلة بأدوات مكافحة التظاهرات كالعصي الكهربائية، وهي الأدلة الدامغة على تورط طهران في دعم نظام الأسد، بعد أن ثبت فعالية هذه الأسلحة في مجابهة وقمع الشعب الإيراني أثناء ثورته الخضراء ضد نظام الإرهاب في إيران بعد تزوير انتخابات الرئاسة في 12/6/2009.

الشراع 24 نيسان 2011

0 تعليقات::

إرسال تعليق