الخميس، 11 أغسطس 2011

هل قَتلت الـ "كاي جي بي" ألبير كامو؟


ألبير كامو
ألبير كامو
حادث السَير الذي قضى فيه الكاتب الفرنسي ألبير كامو عام 1960 عن 46 عاما، قد يكون من فِعل عملاء في جهاز الاستخبارات السوفياتية - كاي جي بي، حسب ما أفاد أستاذ جامعي إيطالي، قوبلت أقواله بالتشكيك.
ويشير الخبير في أوروبا الشرقية جوفاني كاتيللي، والذي نُشرت نظريته في صحيفة "إيل كوريري ديلا سيرا"، الى وجود مقطع في النسخة الأصلية من يوميّات الشاعر التشيكي يان زابرانا، لم يُترجم في النسخة الإيطالية، يتحدّث فيه زابرانا عن لقاء مع روسي مقرّب من الاستخبارات السوفياتية، ويروي عنه قائلا: "لقد سمعت شيئا غريبا جدا من رجل يعرف الكثير، ولديه المصادر لمعرفتها". ويضيف كاتيللي: "أنّ حادث السير الذي قتل فيه كامو العام 1960 دبّرته أجهزة الاستخبارات السوفياتية. فقد عطّلوا أحد إطارات السيارة بفضل أداة مزّقت الإطار، موضحا أنّ الأمر لهذه العملية صدر شخصيّا عن وزير الخارجية السوفياتي ديمتري شيبيلوف "مكافأة" على مقال نُشر في آذار 1957، وقد حمل فيه كامو صراحة، وبالاسم، على الوزير بسبب أحداث المجر". إلّا أنّ هذه النظرية التي تحمل مكوّنات حبكات أفلام العميل السرّي James Bond، لم تقنع الفيلسوف الفرنسي ميشال أونفري الذي سيصدر في كانون الثاني سيرة الكاتب الفرنسي الذاتيّة، مؤكّدا أنّ الـ "كاي جي بي" تملك وسائل للتخلّص من كامو بطريقة مختلفة". وأوضح: "في ذلك اليوم كان كامو عائدا بالقطار، وكان قد اشترى البطاقة، وفي اللحظة الأخيرة قرّر العودة مع ميشال غاليمار، إبن شقيق الناشر غاستون غاليمار، والسيارة كانت ملكا لـ غاليمار، مشدّدا على أنّ السوفيات ربما كانوا يرغبون بالتخلّص من كامو وهذا مؤكّد، لكن ليس بهذه الطريقة".

ومن جهة أخرى، شكّك فويتشيك ريبكا من معهد دراسات الأنظمة التوتاليتارية في براغ بهذه النظرية، معتبرا أنّه لا يمكن التحقّق منها، فكلّ المعلومات المثيرة للاهتمام التي حصلت عليها الشرطة السريّة الشيوعيّة التشيكية، والتي كان يرغب السوفيات بالحصول عليها، أُرسلت إلى موسكو. ولم يسمح الروس لأحد في الاطلاع عليها".

واللغز سيستمّر حول مَقتل أصغر كاتب حاز جائزة نوبل للآداب عام 1957 في سيارة من نوع "فاسيل فيغا"، والتي كانت تسير بسرعة باتجاه باريس، فاصطدمت بشجرة على بعد 24 كلم من سانس (في ضواحي باريس)، واضعة حدّا لمسيرة أدبيّة ناجحة مع كتب مثل "الطّاعون" و"السقوط".

كان كامو كاتبا ملتزما، وقد احتجّ على القمع الدموي للثورات في برلين الشرقية عام 1953 وفي بودابست عام 1956.

الجمهورية - الخميس 11 آب 2011

0 تعليقات::

إرسال تعليق