الاثنين، 22 أغسطس 2011

دعم الناتو ساهم في سقوط طرابلس

سرعة اختراق مقاتلي المعارضة المسلحة للعاصمة طرابلس لفتت أنظار المراقبين (الفرنسية)
تناولت الصحف الأميركية الصادرة اليوم الموضوع الليبي بشكل مكثف، ففي حين ركزت صحيفة نيويورك تايمز على سرعة دخول المعارضة الليبية المسلحة إلى طرابلس وموضوع الدعم العسكري المقدم لهم، تساءلت مجلة تايمز وصحيفة واشنطن بوست عن مصير القذافي.
نيويورك تايمز قالت إن الدعم الذي قدمته قوات حلف الناتو كان عاملا رئيسيا في حسم المعركة لصالح المعارضة الليبية المسلحة.

وقالت الصحيفة "رغم أن مهمة حلف الناتو في ليبيا كانت لحماية المدنيين (حسب قرار الأمم المتحدة رقم 1973) وعدم نصرة طرف ضد آخر، قال مسؤولو الحلف إن التنسيق بين قواتهم والمعارضة الليبية التي اتسمت صفوفها بعدم التنظيم، قد تطور بشكل لافت في الأسابيع القليلة الماضية".

ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الناتو أن فرنسا وبريطانيا وبعض البلدان الأخرى نشرت قوات خاصة على الأرض داخل ليبيا للمساعدة في تدريب وتسليح مقاتلي المعارضة.

ووصف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته مستوى استيعاب المعارضة المسلحة للتدريب والتسليح بأنه "كان في ارتفاع"، كما أشار المسؤول إلى عنصر انهيار قدرة القوات الموالية للقذافي على التحكم والسيطرة على قواتها على الأرض.

من جهة أخرى أشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة شغلت في الفترة الأخيرة طائراتها بدون طيار في دوريات استطلاعية وتجسسية على مدار الساعة، فوق المواقع التي ما زالت قوات القذافي تسيطر عليها.

وأظهرت الصحيفة مدى كثافة دعم قوات الناتو لزحف الثوار على طرابلس، وقالت إن الحلف قام بـ7459 طلعة قتالية استهدفت آلاف الأهداف المتنوعة في مواقع يسيطر عليها القذافي. وقد أسفرت تلك الطلعات عن تدمير البنية التحتية العسكرية الليبية بالإضافة إلى إنهاء قدرة القوات التي لا تزال على ولائها للقذافي على التحكم والإمداد والتنسيق.

وبينما رحبت وزارة الخارجية الأميركية بالتطورات الأخيرة في ليبيا وقرب انتهاء حكم القذافي، هناك تحذيرات برزت بعدم التسرع في الاستنتاج.

حرب عصابات

مكان القذافي ما زال غير معلوم (الجزيرة)
وذكرت الصحيفة بحالة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وقالت إن القذافي وأولاده قد يلجؤون إلى شن حرب عصابات ضد الوضع الجديد كما شن صدام حسين وأولاده حرب عصابات ضد القوات الأميركية التي احتلت العراق عام 2003.

ونسبت الصحيفة إلى مسؤول عسكري أميركي قوله إن "توقع ما سيفعله هذا الرجل (القذافي) هو أمر غاية في الصعوبة".

كما نسبت الصحيفة إلى مسؤول في الإدارة الأميركية وصفته بالرفيع المستوى قوله إن الإدارة تملك أدلة على قيام أفراد من الدائرة المقربة للقذافي بإجراء مفاوضات لتأمين خروج آمن لهم، إلا أن المسؤول أقر بعدم وجود معلومات عن مكان القذافي أو حالته.

وأشار المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه للحفاظ على العلاقات الدبلوماسية الأميركية مع المعارضة الليبية إلى عدم وجود خطة لنقل السلطة في ليبيا وقال إن "القادة الذين تحدثت إليهم لا يملكون فهما واضحا لإدارة الأمور".

يذكر أن جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية كان في بنغازي الأسبوع الماضي وأجرى لقاءات مع المعارضة الليبية أكد فيها على ضرورة الانتقال السلمي والديمقراطي للسلطة في ليبيا.

اختراق سريع 

كما وصفت نيويورك تايمز في مقال منفصل دخول الثوار إلى طرابلس بأنه خالف جميع التوقعات، حيث كان العالم بأجمعه يتوقع عدم سقوط طرابلس إلا بعد معركة ضارية تسيل فيها دماء كثيرة، لكن الذي حدث كان سيناريو مختلفا تماما حيث دخل الثوار طرابلس دخول الفاتحين.

وتصف الصحيفة دخول الثوار إلى طرابلس بأنه كان اختراقا فائق السرعة، ومع هبوط الظلام كان الثوار يسيطرون على الساحة الخضراء رمز حكم العقيد معمر القذافي التي جرى تغيير اسمها إلى ساحة الشهداء.

مجلة تايم الأميركية تساءلت عن مصير القذافي الذي حكم ليبيا لمدة 42 عاما. المجلة قالت إن الزعيم الليبي مجهول المكان ولم تصدر عنه أي إشارة تدل على مكانه منذ كلمته إلى مناصريه في المساء، التي حثهم فيها على الدفاع عن طرابلس باستبسال.

وأشارت المجلة إلى وقوع اشتباكات عنيفة حول مقر إقامة القذافي في باب العزيزية وسط طرابلس.

ونوهت المجلة بالسرعة التي تمكن فيها الثوار من الوصول إلى قلب طرابلس، وأشارت إلى اختفاء القوات المؤيدة للقذافي. وعللت المجلة عدم حدوث مقاومة تذكر من مناصري القذافي إلى الإعياء واليأس الذي أصابهم في الأيام الأخيرة حيث أدركوا أخيرا أنه لم يتبق لهم شيء يقاتلون من أجله.

لكن المجلة أشارت من جهة أخرى إلى أن طول فترة صمود القذافي قد فاقت التوقعات، حيث لم يتوقع المراقبون صموده لحوالي ستة أشهر. وعزت المجلة صمود القذافي إلى امتلاكه لمليارات النفط وتأييد بعض زعماء القبائل، إضافة إلى قلة خبرة الثوار وعدم تنظيم صفوفهم.

المصدر: الصحافة الأميركية + الجزيرة 22/8/2011 م

0 تعليقات::

إرسال تعليق