الجمعة، 8 يوليو 2011

معاصر بيت الدين خائفة... على هويّتها !

معاصر بيت الدين
معاصر بيت الدين
بيع الأراضي ظاهرة غلبت على معظم البلدات المسيحيّة، خصوصا تلك التي عانت من التهجير خلال سنوات الحرب، فاستقرّ أهلها في مدن وقرى أخرى. معاصر بيت الدين واحدة من تلك القرى التي لم يبقَ فيها سوى 50 شخصا من مجموع عدد سكّانها الذي يناهز الـ 200.
بحسب رئيس البلدية ناجي عبّود، التهجير انعكس سلبا على نموّ البلدة، وحتى بعد عودة المهجرين، ومعظمهم لم يعُد، نظرا إلى بعدها عن أماكن عملهم التي استقرّوا فيها. فمعاصر بيت الدين تبعد عن العاصمة بيروت حوالي 40 كلم، وتعلو 860 م عن سطح البحر. ويشكو الأهالي قلّة فرص العمل والخدمات المتاحة والتي تعوق عودتهم.

وفي السياق نفسه، يعمد معظم أهالي البلدة، ذات الغالبية المسيحيّة، إلى بيع أراضيهم لأشخاص من خارج البلدة. ويعرب عبّود عن تخوّفه من امتداد مجتمعات أخرى إلى البلدة ما يؤدّي إلى تغيّر ديموغرافي فيها. مخاوف حمّلها عبود لـ"الجمهورية" علّ الصوت يصل، ويتمّ تدارك الوضع قبل فوات الآوان.

ويؤكّد عبود أنّ الأراضي المباعة تقع على إحدى أروع التلال في البلدة، وهي تمتدّ على مساحات شاسعة، مشيرا إلى أنّ عمليّات الشراء تتمّ من قبل بعض الدروز من البلدات المجاورة، موضحا أنّ "هذا الأمر لا يثير الريبة، نحن وإخواننا الدروز واحد، لكنّ ما يخيفنا هو عمل البعض على بيع هذه الأراضي إلى أشخاص من خارج المنطقة".

ويتساءل عبّود عن هدف شراء أراض شاسعة تصل مساحة بعضها إلى 40 ألف متر مربع، موضحا أنّه في حال تمّ إنشاء مشروع تجاري لبيع الفيلات والمنازل الفخمة، فإنّ أيّا من أبناء البلدة لايستطيع شراءها.

ويلفت عبود إلى أنّ البلدية غير قادرة على تحمّل نفقات شراء هذه الأراضي، موضحا أنّهم اقترحوا على لجنة الوقف في البلدة تبادل هذه الأراضي مع أراض تملكها داخل البلدة، "وبَعدُن لهلّق عَم يدرسوا الملفّ، رَح تنباع كلّ الأراضي وبَعدو الملفّ قيد الدرس".

وكشف أنّ البلدية علمت بالصدفة بقيام أصحاب الأراضي ببيع ممتلكاتهم، بعد أن تقدّم أحدهم برخصة حفر، فأرسلت البلدية فريقا للكشف على الموقع، وتبيّن وجود بئر أثري يعود عهده إلى 4000 عام، تملكه البلدية على هامش العقار المنوي استثماره، "اتّصلنا مباشرة بمديرية الآثار، وأرسلوا لجنة للكشف على البئر، وفرضت على صاحب الأرض الاستحصال على أذونات خاصة من وزارة الثقافة، حفاظا على البئر".

المختار

مختار معاصر بيت الدين فادي أبي نادر يؤكّد أنّ هذه الأراضي هي ملك لعدد من السماسرة الذين يقومون ببيع الأراضي إلى أشخاص من خارج المنطقة.

ويشير إلى أنّه "لا قانون يمنع"، إذ وبحسب أبي نادر فإنّ عمليّات البيع تحصل دون علم أبناء البلدة، "عندما نعرف نحاول ممارسة سياسة الترغيب ونقنعهم بالتريّث حتى نجد أحد أبناء البلدة الذي بمقدوره شراء الأرض، إلّا أنّنا نتفاجأ في اليوم التالي ببيع الأرض".

وختم أبي نادر مشدّدا على أنّ "يلّي معو مصاري آخر همّ عندو المعاصر ولبنان".

جويس الحويس - الجمهورية - الجمعة 08 تموز 2011

0 تعليقات::

إرسال تعليق