الاثنين، 20 يونيو 2011

كيليتشدار أوغلو يطالب أردوغان بالاعتذار عن إشارته لأصله العلوي.. الأكراد يتوعدون الحكومة «بصيف تركي»

اتهمت النائبة عن مدينة اسطنبول وعن حزب السلام والديموقراطية الكردي صباحات تونجيلي رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان بأنه يميل إلى حل المشكلة الكردية من طريق العنف والقوة، بدليل أنه قال لو كان رئيساً للحكومة قبل 10 سنوات لدى صدور حكم الإعدام بزعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان لكان شنقه.
وقالت تونجيلي، في مقالة في صحيفة «نيويورك تايمز»، إن تركيا، التي تقدم نفسها نموذجاً للعالم كديموقراطية مسلمة، ترفض المطالب الديموقراطية لعشرين في المئة من سكانها.

وأضافت تونجيلي «إن الأكراد منحوا أصواتهم منذ سنين طويلة للحرية والحكم الذاتي وقابلتها الدولة بالقمع. وبعد الآن لا تراجع عن مطلب الحريات الديموقراطية التي نريدها، كما نريد التحدث بلغتنا».

واعتبرت تونجيلي أن أردوغان يعبر عن ألمه لما يحدث للأطفال الفلسطينيين، لكنه لا يفعل الشيء ذاته تجاه الأطفال الأكراد. وقالت «إن أمام أردوغان خيارين: إما الموافقة على مطلبنا في الحكم الذاتي وإما الاستمرار في سياسته القمعية. وفي حال اختار الخيار الثاني فإن تركيا يمكن أن تدخل مرحلة من العنف أقوى من قبل». واتهمت تونجيلي أردوغان بأنه من خلال حديثه عن شنق أوجلان إنما يعتمد الخيار القمعي. وأضافت «يجب إنهاء الاعتقالات التعسفية والعمليات العسكرية. ويجب أن يستطيع الأكراد حكم أنفسهم بأنفسهم».

في هذا الوقت، أطلق ستة من المعتقلين الأكراد المتهمين بالانتماء لحزب العمال الكردستاني، ونجحوا في الانتخابات النيابية، بعد قرار قضائي ونظم لهم استقبال حاشد في ديار بكر. ويتوقع أن يترأس صلاح الدين ديميرطاش، رئيس حزب السلام والديموقراطية كتلة الحزب في البرلمان التي ستضم أعضاء في الحزب ونواباً مستقلين مدعومين منه. ونقلت «ميللييت» عن نواب أكراد أن الموضوعات الأولى التي سيطرحها النواب الأكراد هي تغيير النظام الداخلي للبرلمان، ومنه نص قسم اليمين وإطلاق حرية ارتداء الزي داخل البرلمان، ومن ذلك السماح بالحجاب داخله.

على صعيد آخر، ورداً على إعلان أردوغان أنه سيسحب كل الدعاوى التي رفعها ضد الآخرين ومنهم سياسيون وصحافيون، قال زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليتشدار أوغلو إن أردوغان كان سيخسر بعض هذه الدعاوى.

وقال كيليتشدار أوغلو، في حوار مع صحيفة «خبر تورك»، إنه بدوره لن يغفر لأردوغان التعرض لأصله العلوي إلا في حالة واحدة هي اعتذاره عن استهدافه كعلوي. وتساءل «وما ضير أن أكون علوياً؟»، مضيفاً «ما لم يعتذر أردوغان فلن أعفو عنه. نعم أنا علوي. ومتى كان هذا تهمة في هذا البلد؟».

وذكّر كيليتشدار أوغلو إن أردوغان كان يكرر في الحملات الانتخابية عبارة «تعرفون أن كيليتشدار أوغلو علوي..». وكانت تخرج من بين الحشود عبارات الاستهجان والاستنكار، وكان رئيس الحكومة يكتفي بالصمت علامة الرضى.

وفي «ميللييت» كتب قدري غورسيل حول موقف أردوغان من العلويين، قائلاً «كيف يمكن لتركيا، التي تناقش هوية زعيم المعارضة، أن تعد دستوراً جديداً ديموقراطياً مدنياً يحترم حقوق الإنسان؟». وقال إن «المادة 24 من الدستور تحترم الانتماءات العقيدية ولا تعتبرها تهمة». وأضاف إن «مبادرة أردوغان لاتهام كيليتشدار أوغلو في عقيدته هو جرم يعاقب عليه الدستور».

ويشير غورسيل إلى حملة داخل حزب الشعب الجمهوري وفي بعض الأوساط الأخرى على كيليتشدار أوغلو وتحميله مسؤولية هزيمة «الشعب الجمهوري» بسبب هويته العلوية. ويقول إن «هذا لا أساس له من الصحة، إذ أن حزب الشعب الجمهوري في عهد دينيز بايكال السنّي لم يحصل عام 2007 إلا على 20 في المئة، بينما ارتفعت أصوات الحزب برئاسة كيليتشدار أوغلو إلى 26 في المئة في الانتخابات الأخيرة».

محمد نور الدين - السفير 20 حزيران 2011

0 تعليقات::

إرسال تعليق