رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان متحدثاً إلى وسائل الإعلام في المقر العام لحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه، في أنقرة أمس. (رويترز) |
وكانت التظاهرات المناهضة لإسرائيل تخرج يومياً تقريباً، احتجاجاً على هجوم فرقة كوماندوس إسرائيلية على سفينة "مافي مرمرة" التركية في 31 أيار في عرض البحر لدى محاولتها كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، لنقل مساعدات إنسانية، مما أدى إلى مقتل تسعة أتراك. وفي حينه، علق الأكاديمي أحمد انسل على التظاهرات بأنها "لمصلحة أردوغان سياسياً وستدعمه سنة 2011".
وعشية الانتخابات النيابية المقررة الأحد، اعتبر المحرر في صحيفة "ميليت" حسن جمال أن "هذا ما يحصل فعلا".
وإذا كانت الحكومة الإسلامية المحافظة لم تستخدم التعابير نفسها التي يستخدمها المتظاهرون، فان رد فعلها لم يكن اقل قوة. فقد استدعت سفيرها، وأعلن الرئيس عبد الله غول أن العلاقات بين الحليفين السابقين "لن تعود إطلاقاً إلى ما كانت". ولا تزال الأزمة على حالها.
وأوضح حسن جمال أن "التصريحات المعادية لإسرائيل تزيد شعبية أردوغان لدى الرأي العام، لان ثمة مشاعر معادية لإسرائيل لا تزال موجودة لدى الطبقة السياسية في تركيا. ونحن لا نتكلم فقط عن الأوساط الإسلامية، فهذا الشعور نلاحظه بين القوميين وأنصار أتاتورك".
إلا أن المعلق السياسي سامي كوهين الذي يعمل أيضا في "ميلييت" لاحظ أن الأزمة مع إسرائيل والدعم الذي يكرره النظام التركي لـ"حماس" غابا على نحو شبه تام عن الحملة الانتخابية.
وتزايد الشعور بان تركيا في ظل حكومة أردوغان تبتعد من الغرب مع تقربه في السنوات الأخيرة من إيران والدول العربية المجاورة.
واعتبر المحرر في مجلة "تركيش بوليسي كوارترلي" كمال كوبرولو أن تركيا "لم تنصرف عن المصالح الغربية فحسب بل عملت بعكسها مما يشكل دليلا على تدهور مكانة الغرب في المنطقة". ولكن وبغض النظر عن الأزمة الإسرائيلية، هل صبت هذه الديبلوماسية الموجهة نحو الشرق وخصوصاً إيران في مصلحة شعبية أردوغان؟
الجواب هو نعم في رأي كوهين الذي ذكر أن تركيا تظهر بذلك استقلالها حيال الغرب والولايات المتحدة وتعمل في الوقت نفسه على زيادة تأثيرها الإقليمي، وأردوغان يرى انه يمكن الإفادة من ذلك في حملته الانتخابية.
وقبل أيام من الانتخابات، كشف أردوغان خطة لإعادة هيكلة مجلس الوزراء.
و ص ف، أ ش أ - النهار 9 حزيران 2011
0 تعليقات::
إرسال تعليق