الجمعة، 10 يونيو 2011

موجة التفاؤل تُسابق تعقيدات المرحلة النهائية.. استبعاد الولادة قبل الاثنين وتبديل في حقائب

الأسد مستقبلاً جنبلاط: نأمل في تجاوز اللبنانيين خلافاتهم وإعلان الحكومة قريباً

جعجع يحذر من حكومة اللون الواحد ومصادر ميقاتي تذكر بأنها حكومة الجميع


الرئيس السوري بشار الأسد مستقبلا أمس النائب وليد جنبلاط في دمشق. (سانا)
مع أن صورة الرئيس السوري بشار الأسد مستقبلاً أمس في دمشق رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط والوزير غازي العريضي اكتسبت أبعادا استثنائية في وجهيها السوري واللبناني وسط الظروف التي يجتازها كل من البلدين، بدا من الصعوبة استخلاص نتائج حاسمة لهذا التطور وتأثيره على التعجيل في الولادة الحكومية الموضوعة على نار الأكثرية منذ ظهر الأربعاء الماضي.
ذلك أن العامل الثابت الوحيد تقريباً الذي تجمع عليه أوساط قوى الأكثرية تمثل في تأكيد جدية المحاولة الجارية لتذليل كل العقبات المتبقية في طريق تأليف الحكومة، لكن ذلك لم يحجب جملة تناقضات ومعلومات بعضها يشوبه تضارب حول "شياطين التفاصيل" ولو محصورة بعدد أقل من العقد السابقة.
واستنادا إلى معلومات توافرت لـ"النهار" ليل أمس، بدت التوقعات الموغلة في التفاؤل والتي تحدثت عن احتمال اكتمال التشكيلة الحكومية اليوم في غير محلها. وتفيد المعلومات انه على رغم الأجواء الإيجابية التي تشيعها القوى المعنية بالاتصالات الجارية، ليس متوقعاً في أفضل الأحوال ولادة الحكومة قبل الاثنين المقبل إذا سارت الأمور من دون عقبات إضافية وأمكن تذليل ما تبقى منها راهناً. وتحدثت تلك القوى عن خطوات متقدمة وايجابيات ترجمت في البحث في التفاصيل حقائب وأسماء، لكنها رأت أن التفاؤل بتأليف سريع للحكومة لم يكن في إطاره الصحيح.
وكانت الاتصالات استمرت أمس وظل أكثرها بعيدا من الأضواء، فيما استرعى الانتباه ارتفاع منسوب التفاؤل لدى بعض الأوساط مساء عقب عودة النائب جنبلاط والوزير العريضي من دمشق.
وعلم أن رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي زار أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري، فيما قام العريضي بزيارة كل من بري وميقاتي بعد الظهر وأطلعهما على أجواء زيارة جنبلاط لدمشق. كما قام معاون بري السياسي النائب علي حسن خليل ومعاون الأمين العام لـ"حزب الله" حسين الخليل بزيارة لرئيس الجمهورية ميشال سليمان وأطلعاه على حصيلة الاتصالات التي يجريانها علما أن الخليلين تابعا اتصالاتهما أيضا مع الرابية عبر الوزير جبران باسيل.
على أن كثافة الاتصالات لم تحجب الصعوبات الماثلة في تجاوز بعض العقد والتفاصيل التي برز في شأنها تناقض واضح بين القوى المعنية بالتأليف.
وفي هذا السياق لوحظ أن محطة "المنار" كررت لليوم الثاني رمي كرة انجاز التأليف في ملعب رئيس الجمهورية إذ اعتبرت انه "بعد انجاز معظم المهمة وحسم الأسماء بالنسبة إلى حصة "تكتل التغيير والإصلاح" فما بقي هو انتظار المعنيين جواب رئيس الجمهورية في شأن الوزير الماروني السادس وبناء عليه تنتهي الأمور قبل نهاية الأسبوع، وخصوصاً إذا ما تم تخطي الأجواء غير الايجابية التي طبعت الاتصال الليلي أول من أمس بين بعبدا وفردان".
وفي سياق مماثل، قالت مصادر بارزة في قوى 8 آذار لـ"النهار" أنه أمكن تجاوز 95 في المئة من العوائق والحواجز وان الموضوع انتهى على خط عون من حيث الحقائب المخصصة له والعمل متواصل مع رئيس الجمهورية لتسمية الماروني السادس بعد إبقاء وزارة الداخلية للعميد المتقاعد مروان شربل. كما أكدت أن المقعد السني السادس أصبح في حكم المتفق عليه إلى حد بعيد من نصيب فيصل كرامي "ما لم تحصل تبدلات في الساعات الأخيرة".

أسماء

هذه المعطيات تضاربت مع معلومات توافرت ليلا لـ"النهار" من جهات مواكبة لعملية التأليف إذ استبعدت إسناد المقعد السني السادس إلى فيصل كرامي لعدم إمكان تمثيل طرابلس بثلاثة وزراء علما أن ميقاتي كان التقى فيصل كرامي أول من أمس. وأضافت أن هذا الأمر تجري معالجته، كما أن موضوع حقيبة الاتصالات يتجه إلى تسوية على قاعدة نزعها من الوزير شربل نحاس وإسناد حقيبة العمل إليه في مقابل إسناد الاتصالات إلى المهندس غابي ليون القريب من العماد ميشال عون. وأشارت أيضا إلى أن منصب نائب رئيس مجلس الوزراء قد يسند إلى الأرثوذكسي الوزير السابق سمير مقبل ضمن حصة رئيس الجمهورية التي تشمل مارونيين وأرثوذكسيا، فيما يتولى فايز غصن حقيبة الدفاع، إلى وزارة دولة يتولاها سليم كرم وهما من حصة النائب سليمان فرنجية.
ولعل اللافت في هذا السياق أن المصادر نفسها كشفت لـ"النهار" أن إسناد حقيبة الداخلية إلى العميد مروان شربل ليس محسوما بعد كما يتردد. أما تسمية رئيس الجمهورية الماروني السادس، فتؤكد المصادر أنها متروكة للرئيس إلى ما بعد اطلاعه على التشكيلة التي سينجزها الرئيس ميقاتي وعند ذلك يوافق عليها أو لا يوافق. وأكدت أن الرئيسين يضعان عندها اللمسات الأخيرة على التشكيلة وكل ما يخص رئيس الجمهورية يترك للمرحلة الأخيرة. وقد تردد في هذا المجال اسم ناظم الخوري للمقعد الماروني السادس.
وردت مصادر الرئيس ميقاتي أمس على قول البعض إن هذه الحكومة ستكون حكومة اللون الواحد، فذكرت بأن ميقاتي "انتظر فريق 14 آذار حوالي شهرين للمشاركة في الحكومة ولا يزال يدعو إلى مشاركة الجميع. أما وأن فريقا قرر طوعا عدم المشاركة فليس جائزا القول إنها حكومة اللون الواحد والأكيد أن هذه الحكومة التي ستشكل لمواكبة التحديات القائمة ومعالجة المشكلات الكثيرة في البلد ستكون حكومة لكل اللبنانيين وليس لفريق دون آخر". كما أوضحت مصادر ميقاتي أن ما قيل عن أجواء اتصاله أول من أمس بالرئيس سليمان لم تكن ايجابية "غير صحيح فالرئيس ميقاتي اطلع رئيس الجمهورية على حصيلة المشاورات التي أجراها ويتابعها وكانت الأجواء ايجابية".

الأسد وجنبلاط

وعن لقاء جنبلاط الرئيس الأسد أوردت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" أن الأسد أعرب خلاله عن "أمله في أن يتجاوز اللبنانيون خلافاتهم وأن يتم الإعلان عن تشكيل الحكومة اللبنانية قريبا لما فيه خير اللبنانيين ومصلحتهم".
وأفاد بيان للحزب التقدمي الاشتراكي أنه تم خلال الزيارة التشاور في تطورات الأوضاع في لبنان "وكانت الآراء متفقة لناحية ضرورة الإسراع في تأليف الحكومة لما لذلك من دور في حماية استقرار لبنان".
وأعرب جنبلاط عن "أمله في أن تتخطى سوريا هذه المرحلة الحساسة من تاريخها عبر إقرار الإصلاحات التي أطلقها الرئيس الأسد بما يعزز وحدتها الوطنية ويحصن قوتها ومناعتها".

جعجع

وعلى صعيد المواقف الداخلية من تأليف الحكومة، برز أمس موقف لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي اعتبر أنه "من الأفضل أن يبقى البلد دون حكومة على تشكيل حكومة كالتي يفكرون فيها". وقال إن "الحل الوحيد هو تشكيل حكومة تكنوقراط"، مشددا على أن "حكومة اللون الواحد ستضر بمصلحة الوطن وستكون أسوأ عشر مرات مما نحن عليه".

النهار 10 حزيران 2011

0 تعليقات::

إرسال تعليق