الخميس، 5 مايو 2011

المعارضة السورية تتحدث عن اعتقال الآلاف بتهمة "النيل من هيبة الدولة".. الأسد يؤكّد أن المهمّة في درعا ستنتهي قريباً ومدرعات تطوّق الرستن وضواحي دمشق

</span><span class=
لقطة عن شريط فيديو في موقع "يوتيوب" لمتظاهرين في جامعة حلب ليل الثلاثاء. (أ ف ب)
تحاول حركات المعارضة للنظام السوري تنظيم اعتصام في المدن الكبرى من البلاد في مواجهة قمع نددت به بشدة دول عدة واعتبرته الولايات المتحدة "همجيا"، بعدما أكدت منظمات لحقوق الإنسان أن السلطات السورية قتلت العشرات واعتقلت الآلاف ، وخصوصا في درعا والمدن التي شهدت احتجاجات بتهمة "النيل من هيبة الدولة وإثارة الشغب" ، في إطار الحملة الأمنية لسحق التحركات المناهضة للنظام. لكن الرئيس السوري بشار الأسد أكد أن وحدات الجيش التي دخلت درعا في 25 نيسان الماضي ستنهي مهمتها "قريبا جدا" . 

أفادت المواقع الإلكترونية السورية أن الأسد كان يتحدث الثلاثاء لدى استقباله وفداً يمثل الفاعليات الأهلية في مدن دير الزور والبوكمال والميادين. 
واستمر اللقاء أربع ساعات ولم يحضره أي من المسؤولين، وبحث الرئيس السوري مع أعضائه البالغ عددهم نحو 35 شخصا في مسائل حياتية تهم المنطقة الشرقية عموما.
وأوضحت أن اللقاء يدخل ضمن سلسلة لقاءات يعقدها الأسد مع وفود تمثل مختلف المحافظات السورية ليطلع منها مباشرة على أوضاعها المعيشية والاستماع إلى مطالبها.
ونقل احد المواقع عن الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب عبد الفتاح الفتيح الذي حضر اللقاء أن الوفد كان ينوي طرح موضوع مكافحة الفساد وضرورة إيلائه الاهتمام اللازم، إلا أن الرئيس السوري سبق الجميع إلى ذلك وبادر إلى طرحه ووعد بمكافحة الفساد، وأعلن أنه ستكون هناك هيئة عامة لهذا الغرض وان الراشي والمرتشي سواء بسواء يجب محاسبتهما. وأضاف أن "كل دول العالم يمكن أن تشهد حوادث كتلك التي جرت في درعا".



وقدم الوفد مطالب عدة. وأعرب أعضاء الوفد  عن "رفضهم التدخل الخارجي الهادف إلى تركيع سوريا وشددوا على تمسكهم بالوحدة الوطنية". 
واقترح الوفد تأليف وفد شعبي يمثل مختلف المحافظات والمناطق في سوريا لزيارة محافظة درعا لتقديم التعزية وإجراء مصالحة.
وقال الفتيح أن الأسد أيد الاقتراح، لكنه دعا إلى تأجيله إلى حين عودة الأمن والاستقرار تماما إلى درعا.

الاعتقالات


وقال ناشطون إن المعارضين للنظام في سوريا تعهدوا مواصلة "ثورتهم" بتنظيم تظاهرات في أنحاء البلاد، بينما يستمر الجيش في محاصرة مراكز عدة لحركة الاحتجاج.
وجاء في بيان للجان تنسيق التظاهرات في مدن سورية عدة: "مستمرون في ثورتنا وفي تظاهراتنا السلمية في كل أرجاء سوريا حتى تحقيق مطالبنا بالحرية".
وندد الناشطون بالقمع الذي يمارسه النظام منذ أسابيع والاعتقالات الواسعة في صفوف المعارضين. وقالوا أن "السلطة عمدت خلال الأيام الأخيرة إلى تكثيف عمليات الاعتقال بشكل فاق كل حد، بحيث صار متوسط عدد الاعتقالات يوميا لا يقل عن 500 شخص". ولفتوا إلى "حملات دهم مكثفة تستهدف كل يوم مناطق بعينها، إلى الاعتقالات المتفرقة المستمرة". وأضافوا أن "السلطة تستخدم أبشع الأساليب في عمليات الاعتقال التعسفي تلك حيث يقوم عشرات العناصر الأمنية المسلحة باقتحام المنازل والتعرض لأهلها بالإهانة والترهيب".
وصرح المدير التنفيذي لمنظمة حقوق الإنسان "إنسان" وسام طريف بأن عدد "المعتقلين أو المفقودين يمكن أن يتجاوز الثمانية آلاف". 
وقال إن منظمته تمكنت من التأكد من توقيف 2843 شخصا بينهم 891 في درعا ومحيطها و103 في الزبداني و108 في مضايا و384 حول دمشق و636 في حمص ومحيطها و317 في اللاذقية و267 في جبلة و37 في طرطوس. وهناك 5157 اسما آخر يجري التحقق منها، بينها 4038 في درعا ومحيطها.
وروى سكان في ضواحي دمشق حيث اعتقل كثيرون أن حواجز الطرق والاعتقالات تزايدت هذا الأسبوع في مناطق حول العاصمة.  وقالت سيدة إنها شاهدت قوى امن ترتدي ملابس مدنية تقيم متاريس من الرمال وتركز مدفعا آليا على طريق قرب بلدة كفر بطنا.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن مئات السوريين أحيلوا على القضاء بتهمة "النيل من هيبة الدولة وإثارة الشغب". وتبلغ عقوبة هذه التهمة السجن ثلاث سنوات.

حشود عسكرية

وفي بلدة الرستن التي كانت من مراكز الاحتجاج على الطريق بين حمص وحماه، قال ناشط أن "الجيش أرسل دبابات إلى المدخل الشمالي للمدينة".
وكان متظاهرون في هذه المدينة أزالوا تمثالا للرئيس الراحل حافظ الأسد قبل أسابيع.
وجاء نشر الدبابات وناقلات الجند المدرعة عقب فشل اجتماع عقده ليل الثلاثاء السكان ومسؤول في حزب البعث الحاكم طالب خلاله المسؤول بتسليم بضع مئات من الرجال في المدينة. 
 كما أكد شاهد أن طابوراً من 30 دبابة تابعة للحرس الجمهوري وما يصل إلى 70 شاحنة محملة بالجنود شوهد على الطريق الدائري السريع المحيط بدمشق قبل ظهر أمس. 

التظاهرات

وجرت أول من أمس تظاهرة في حلب ثانية مدن البلاد، بعدما كانت واحدة من المناطق التي لم تشهد احتجاجات من قبل. 
وقال ناشطون أن مئات الأشخاص شاركوا في التظاهرة التي فرقتها قوى الأمن. 
واستنادا إلى شريط فيديو أورده موقع "يوتيوب"، ردد المتظاهرون "بالروح بالدم نفديك يا درعا" وكذلك "ارفعوا الحصار ارفعوا الحصار" وهم يصفقون.
 وسار آلاف في مدينة القامشلي الشرقية التي يغلب الأكراد على سكانها وهم يحملون الشموع ويهتفون للحرية. 
وفي عمان شارك عشرات من السينمائيين الدوليين في توقيع إعلان مع سينمائيين سوريين يدين حملة القمع التي تتسم بالعنف على المتظاهرين في سوريا.
ووقع الإعلان المخرج اليوناني كوستا غافراس والمخرج الفرنسي السويسري جان - لوك غودار والكاتب الأميركي هوارد رودمان والممثلتان الفرنسيتان كاترين دونوف وجولييت بينوشيه من أصل مئات آخرين من أوروبا والولايات المتحدة والشرق الأوسط.

الإضرار بالاقتصاد 

وفي علامة على أن العنف اضر بالنشاط الاقتصادي، أفاد اتحاد المصارف العربية، أن ما يصل إلى ثمانية في المئة من الودائع بالليرة السورية في سوريا قد حولت إلى دولارات منذ بداية الاضطرابات.
إلى ذلك، صرح ناطق باسم شركة الكهرباء والماء القطرية أن الشركة ألغت خططا لبناء محطتين للكهرباء في سوريا. وأنها وقعت فقط مذكرة تفاهم ولم تدخل في أي اتفاق رسمي.
 ونصحت وزارة الخارجية الفرنسية الفرنسيين بمغادرة سوريا إلى حين عودة الوضع إلى حاله الطبيعية. كذلك طلبت وزارة الخارجية الروسية من رعاياها عدم التوجه إلى سوريا بغرض السياحة. 

الأمم المتحدة 

■ في نيويورك، طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون الرئيس السوري في اتصال هاتفي معه بـ"وقف فوري" للعنف والاعتقالات الجماعية في سوريا، مكرراً دعوته إلى إجراء "تحقيق مستقل" في أعمال القتل التي شهدتها البلاد أخيراً. وطلب منه "السماح فوراً" بدخول الأمم المتحدة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان. وشدد على "أهمية دخول حوار أصيل شامل وعملية إصلاح شاملة".

"النهار"، و ص ف، رويترز ، أ ش أ، ي ب أ - 5 أيار 2011

0 تعليقات::

إرسال تعليق