الأربعاء، 11 مايو 2011

كلمة سرّ سورية تحرّك التأليف... سلّة أسماء للداخلية ولا تشكيلة جاهزة

غداة الموقف الذي عبّر عنه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، اندفع "حزب الله" أمس إلى إطلاق دينامية جديدة لتأليف الحكومة، فتقدم بوساطة لحل عقدة الداخلية العالقة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون وذلك بواسطة رئيس الوزراء المكلّف نجيب ميقاتي الذي تحرّك في اتجاه قصر بعبدا.
وبدا واضحاً أن النبرة التفاؤلية التي أرفقها "حزب الله" بمسعاه المشترك مع رئيس مجلس النواب نبيه بري جاء بعد تحرّك للمعاونين للأمين العام للحزب والرئيس بري حسين الخليل والنائب علي حسن خليل في اتجاه دمشق وعودتهما منها في اتجاه الرئيس ميقاتي. وعلمت "النهار" ليلاً من مصادر الأكثرية الجديدة أن ما قدمه الخليلان للرئيس سليمان "لا عذر له لرفضه والكرة باتت في ملعب رئيس الجمهورية"، لكن المعنيين بتأليف الحكومة على مستويات بارزة أعطوا "النهار" توصيفاً متكاملاً يتجاوز اقتضاب الأكثرية الجديدة. فماذا في هذا التوصيف؟


السر السوري

في المعطيات التي تحيط بالحركة الجديدة لتأليف الحكومة، أن كلمة سر سورية تبلغها "حزب الله" وانطلق على أساسها، تزامنت مع زيارة لافتة للسفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي للرئيس سليمان أمس. وإذا كان تحرّك الخليلين نحو ميقاتي تضمن "سلة أسماء" مقترحة لتولي حقيبة الداخلية، فإن تحرّك السفير علي نحو قصر بعبدا كان من اجل تأكيد حرص دمشق على أن لا يكون هناك حل يبدو معه أن كلمة رئيس الجمهورية لم تسمع.
ووسط هذين التحركين علمت "النهار" أن سلة الأسماء التي يراد منها اختيار واحد لحل معضلة الداخلية تتضمن اقتراحات عدة وهي تشمل شخصيات عسكرية وقضائية ومدنية. وبناء على الخيار الذي سيعتمد، سيقترح الاسم المناسب، وتالياً ستحدد الاتصالات بعد مشاورات ما إذا كانت الداخلية يجب أن تسند إلى عسكري أم إلى قاض سابق أم إلى احد رموز المجتمع المدني على غرار التجربة التي أتت بالوزير الحالي زياد بارود.
وبناء على هذه الخطوة، رأت أوساط الرئيسين سليمان وميقاتي، اللذين اجتمعا مساء أمس في قصر بعبدا، أن ثمة مناخات أكثر ايجابية من الفترة السابقة، لكن الأمور "مرهونة بخواتيمها" على حد تعبير أوساط ميقاتي، مع العلم أن اجتماع الرئيسين يندرج في إطار لقائهما الأسبوعي الذي تميز هذه المرة بما حمله الخليلان من معطيات. وفي الوقت عينه، علمت "النهار" أن رئيس الجمهورية لم يتسلم من رئيس الوزراء المكلف أية تشكيلة جاهزة، وتاليا فإن المسار لا يزال مفتوحاً وسيمارس خلاله سليمان صلاحياته الدستورية كاملة على غرار ما حصل في تأليف حكومة الرئيس سعد الحريري الذي حمل مرة تشكيلة ورفضها رئيس الجمهورية، إلى أن أعدت تشكيلة أخرى حظيت بموافقة الأخير.

عون

وفي المقابل، حرص العماد عون على إظهار تشدد في ملاقاة هذا التحرك الجديد. فصرح بعد الاجتماع الأسبوعي للتكتل أمس "أن ليست هناك إرادة لتشكيل الحكومة"، مؤكداً انه "إذا حلت عقدة الداخلية فسيخلقون عقدا في وزارة أخرى".
وعلمت "النهار" أن "حزب الله" ابلغ خلال الاتصالات مع دمشق انه ليس في وارد الضغط على عون انطلاقا "من إستراتيجيتنا في الداخل"، ولذلك استرعى الانتباه ما صرح به رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد بعد زيارته أمس الرئيس إميل لحود من أن "ما يطالب به الجنرال عون هو حقه الدستوري الذي لا نقاش فيه". واعتبر ما صرح به جنبلاط أول من أمس "مسألة تأفف مؤقتة".
وعلى خلفية هذا الإسناد من "حزب الله" لعون، علم أن الرئيس ميقاتي وافق على أن تشمل حصة عون حقيبتي الطاقة والاتصالات، وسط معلومات تفيد أن صيغة 11 وزيرا لسليمان وميقاتي وجنبلاط في مقابل 10 لعون وتسعة لبري و"حزب الله" هي التي ستعتمد.

بري

ورحب الرئيس بري، في كلمة ألقاها في ندوة في مرور 40 سنة على غياب الشيخ موريس الجميل في جامعة الروح القدس بالكسليك أمس، بالقمة الروحية التي دعا إليها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي "والتي تلتئم في اللحظة السياسية المناسبة الضاغطة على لبنان والمنطقة بالعديد من التحديات". ودعا البابا بينيديكتوس السادس عشر ورؤساء الدول الغربية إلى "عدم الخوف على مسيحيي لبنان بل على لبنان، لأننا في لبنان إما أن ننهض معا وإما أن نسقط معا". كما دعا إلى "الخروج من اصطفافات آذار إلى رحاب الوطن وإلى إنشاء جبهة وطنية ينصب جهدها على مأسسة العبور إلى الدولة وعلى تقديم التنازلات لمشروع الدولة".

النهار 11 أيار 2011

0 تعليقات::

إرسال تعليق