الجمعة، 6 مايو 2011

حزب الله من عهد الأمومة الذهبي إلى اليتم والتعامل مع التحولات!


يرى مصدر دبلوماسي أن حزب الله يدرس بتأن طبيعة التحولات في المنطقة وما ستتركه من تبدلات في لبنان ولا سيما التوازن الذي يحميه من مختلف النواحي.
ولا يستبعد المصدر المذكور أن يكون حزب الله بدأ يلمس لمس اليد أن النظام السوري يتهاوى وانه لن يبقى على الوضعية نفسها مهما أتت الظروف لصالحه وان كانت هذه النظرة تفاؤلية "زيادة عن اللزوم".

من هنا راح حزب الله يتحسب لمرحلة ما بعد العهد الذهبي لحكم الأسد الأب والابن خصوصاً ما تميز به من مقدرة ودهاء لناحية المقايضة السياسية والأمنية والدبلوماسية في سوريا ولبنان وعلى مستوى المنطقة الأمر الذي استفاد منه الحزب إلى أبعد الحدود.



ويذهب المصدر الدبلوماسي في حديثه إلى موقع "14 آذار" الإلكتروني، إلى حد قوله إن حزب الله قد يكون يتجه إلى مرحلة مختلفة تماماً عن عهده الذهبي في ظل الغطاء الذي وفرته له المعادلة اللبنانية في السنوات الأخيرة و "الأمومة السورية الإيرانية" التي عرفت بالتحالف المقدس على مستوى المنطقة.

ويلفت المصدر المذكور إلى أن حزب الله مضطر أن يرسم إستراتيجيته للمرحلة العتيدة التي سيفقد فيها النعيم السوري وهو قد يصل إلى حد التشبه بمن يصبح يتيم الرعاية مما يفرض عليه أن يبادر إلى الاتكال على نفسه واجتياز أدق الظروف وسط الأمواج العاتية والعواصف الراعدة والتبدلات الجذرية والتحولات الكبرى وما سيحلمه كل ذلك من أخطار وحذر شديد.

بالتالي دائماً حسب هذا المصدر فإنه على حزب الله أن يقود مركبه بنفسه مما يضعه أمام أكثر من خيار ولا سيما بعدما فشلت محاولة انقلابه مطلع العام الجاري وبات المراقبون على يقين من أن حسابات تلك المرحلة لم تعد قابلة للتحقق في الوقت الحاضر وعلى الأمدين القريب والمتوسط.

ويدرك حزب الله أن التطورات في سوريا قد تفضي إلى مسار الموت البطيء إذا جاز التعبير وهي قد ترتدي طابع الانفجار والمواجهة الكبيرين مما يضع القيادة السورية أمام أكثر من احتمال في طليعتها الانصراف إلى الشؤون الداخلية والاضطرار إلى التعامل مع الخارج بتكتيك قد لا يتناسب مع أولويات حلفاء دمشق في لبنان والمنطقة.

ولا يستبعد المصدر المذكور أن يزيد السوريون من الاتهامات ضد بعض الشخصيات اللبنانية إلا أن اعتذار الوزير السابق وئام وهاب يعتبر عاملاً إضافيا على أن ما قام به النظام السوري من هذا القبيل ما كان ليتجاوز "المضادات الحيوية" إذا جاز التعبير التي يعتقد المسؤولون السوريون بأنها تؤمن لهم حماية أكبر وترفع من منسوب الخوف لدى الأطراف الأخرى.

وهنا يرى المصدر المذكور أن حركة حماس التقطت إشارات التحولات في المنطقة فسارعت إلى عقد اتفاق مع فتح برعاية مصر سواء أكان ذلك برضى سوري مسبق أم لا.
والأهم هنا أن القاهرة عادت إلى لعب دورها العربي وأن الفلسطينيين أدركوا أهمية هذه الانعطافة واللحظة المؤاتية في ظل التغيير الزاحف على مستوى المنطقة والذي يحط برحاله اليوم في سوريا.

أمام هذا كله يشير المصدر المذكور إلى أن حزب الله يقترب من مرحلة الفطام تمهيداً لولوج حقبة التيتم مما يضعه بين خيارات عدة مفترضة:

- بات شبه مستحيل أن يشكل الرئيس المكلف نجيب ميقاتي حكومة اللون الواحد.

- أن استمرار حالة المراوحة التي تقوم على تأخير تشكيل الحكومة بانتظار التطورات مسار قد يكون أهون الشرين على الجميع لكنه يعكس مدى إدراك حزب الله انه لم يعد قادراً على الاكتفاء بالتلويح ليشرع الآخرون إلى التنفيذ الفوري ولم يعد بإمكان السيد نصر الله أن يهز أحد أصابعه تهديداً ليرضخ الباقون.

- لا يستطيع حزب الله أن يخرج على علاقته الوطيدة بالعماد ميشال عون لكنه سيستمر في دفع ثمنها باهظاً من الآن فصاعداً خصوصاً وان عون يرى في الحكومة العتيدة أهم فرصة ليعوض فيها عن فقدانه حلم الرئاسة الأولى.

- ويبقى أمام حزب الله أن يبادر إلى إحكام قبضته في لحظة ما على المعادلة الداخلية إلا أنها مغامرة ما بعدها مغامرة غير محسوبة على الإطلاق.

- ويبقى أمام حزب الله خيار آخر إلا وهو فتح الجبهة الجنوبية للهروب إلى الأمام فهل ستتيح له الظروف القيام بأمر كهذا؟

- وقد يبقي حزب الله على شعاراته مرفوعة وعلى إصبع سيده مشهوراً وعلى يافطته ترفرف.... إنما في ظل مراوحة في المكان والزمان فلا تقدم ناحية الوفاق الوطني الحقيقي ولا تراجع عن كل ما يعرف به أهل المقاومة ولا مغامرة أو فرض أي معادلة تخدم الحزب وتلحق أكبر ضرر بلبنان واللبنانيين.

قد يكون لبنان وحزب الله تحولا توأمين لن ينفصلا في الأمد المنظور حتى يتضح مسار الأمور إقليميا خصوصاً في سوريا حيث فرض على لبنان أن يتحمل وزر السياسات التي فرضت عليه وحيث سيضطر حزب الله أن يتقي شر الأيام الطالعة من دون الإقدام على أي خطوة لا سلباً ولا إيجاباً حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

٢ أيار ٢٠١١ ريتا فاضل  - موقع 14 آذار

0 تعليقات::

إرسال تعليق