متطوعون مدنيون من الثوار يتدربون في بنغازي أمس على القتال. (رويترز)
دعا رئيس أركان الجيش البريطاني الجنرال ديفيد ريتشاردز حلف شمال الأطلسي إلى توسيع مدى أهداف القصف في ليبيا وإلا فإنه يعرض نفسه لخطر الجمود واستمرار الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في التمسك بالسلطة.
واصلت طائرات الحلف غاراتها على ليبيا بموجب تفويض من الأمم المتحدة لحماية المدنيين ويقول زعماء بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة إنهم لن يوقفوا الحملة إلى أن يتنحى القذافي.
ورأى ريتشاردز أن الحملة العسكرية حققت "نجاحا كبيرا"، إلا أنها في حاجة إلى بذل جهد اكبر ولكن "إذا لم نرفع سقف الهجوم فان ثمة احتمالا أن يؤدي الصراع إلى تمسك القذافي بالسلطة". وأضاف: "في الوقت الحاضر لا يهاجم الحلف أهداف البنية الأساسية في ليبيا، ولكن إذا أردنا زيادة الضغط على نظام القذافي، فسنحتاج إلى التفكير جديا في زيادة مدى الأهداف التي يمكننا ضربها".
ويخوض مقاتلو المعارضة حربا منذ ثلاثة أشهر مع القوات الموالية للقذافي ويسيطرون على مدينة بنغازي وعلى شرق البلاد المنتج للنفط. ووصلت الحرب إلى حال من الجمود وتركز القتال أخيرا في مدينة مصراتة في الغرب وفي منطقة الجبل الغربي.
ولفت ريتشاردز إلى أن الحلف لا يستهدف القذافي مباشرة " ولكن إذا اتضح انه كان في مركز للقيادة والتحكم تعرض لضربة من الحلف وقتل... فسيكون ذلك ضمن القواعد". وحذر من انه "إذا سحب الحلف قواته مع بقاء القذافي في السلطة فثمة احتمال كبير أن يشن هجمات جديدة على المعارضين".
في غضون ذلك، أوردت صحيفة "الدايلي ستار" أن وحدة من القوات البريطانية الخاصة انضمت إلى عملية مطاردة القذافي. وقالت أن الوحدة تسللت إلى طرابلس بعد إرسالها إلى ليبيا من أفغانستان في مهمة البحث عن الزعيم الليبي من ثم استدعاء مقاتلات لقتله بعد العثور على مخبئه.
وكان تردد أن القذافي أُصيب بجروح في غارة لمقاتلات الحلف على مقره في باب العزيزية بطرابلس الأسبوع الماضي، لكنه ظهر لاحقاً على شاشة التلفزيون الليبي وهو يسخر من الحلفاء.
الأمم المتحدة
ومن المقرر أن يصل المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا عبد الإله الخطيب إلى طرابلس في زيارة جديدة بعد ثلاثة أشهر من بدء الانتفاضة، وذلك على متن طائرة عسكرية يونانية بعدما أجرى السبت محادثات في اليونان تناولت الأزمة الليبية. وأوضح أن زيارته ستتيح له "أن يفهم أكثر الوضع السياسي وان يحرز تقدما" على هذا الصعيد.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون قرر هذه الزيارة بعد مشاورات مع السلطات الليبية من اجل متابعة الحوار السياسي. وطلب من السلطات الليبية "تسهيل وصول الفرق الإنسانية" وقت يثير الوضع الإنساني في ليبيا قلقا كبيرا.
المحكمة الدولية
ومنذ نشوب الثورة الليبية منتصف شباط، أوقعت أعمال العنف آلاف القتلى، استنادا إلى مدعي محكمة الجزاء الدولية لويس مورينو أوكامبو ودفعت نحو 750 ألف شخص إلى الفرار بحسب الأمم المتحدة.
وصرح مورينو أوكامبو بأنه "جاهز تقريبا لإجراء محاكمة" في الجرائم المرتكبة في النزاع الليبي، لافتا إلى أن أجهزته جمعت أدلة "جيدة ومتينة" تسمح بتحديد المسؤولين عن هذه الجرائم. وقال: "إننا جاهزون تقريبا لإجراء محاكمة... مكتبي جمع أدلة جيدة ومتينة لتحديد من يتحملون المسؤولية الكبرى، لا المسؤولية السياسية بل المسؤولية الفردية عن الجرائم المرتكبة في ليبيا".
ومن المفترض أن يودع مورينو أوكامبو اليوم قضاة المحكمة طلبا لإصدار مذكرات توقيف في حق ثلاثة أشخاص يتحملون في رأيه "المسؤولية الكبرى" في الجرائم.
وكانت السلطات الليبية دفنت السبت 11 إماما قالت إنهم قتلوا في غارة جوية للحلف الذي أبدى أسفه لكل قتيل يسقط من المدنيين.
(و ص ف، رويترز، أ ب) النهار 16 أيار 2011
0 تعليقات::
إرسال تعليق