الثلاثاء، 17 مايو 2011

جنبلاط: لبنان إلى أفق مسدود إذا بقيت منافذ الحوار موصدة

اعتبر رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط أن «ما حدث في مارون الراس والجولان هو بمثابة بداية جديدة في الصراع العربي- الإسرائيلي». وقال في موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء» الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي ينشر اليوم أن ما حدث «سيجبر إسرائيل، عاجلاً أم آجلاً، على الاعتراف بالحقوق الوطنيّة الفلسطينيّة المشروعة، وسيحقق تغييراً في مسار الأحداث»، ورأى أن «تجربة الشعوب العربية في الأشهر القليلة الفائتة تؤكد أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يبقى أسيراً خصوصاً أنه صاحب حق مشروع».
وعلق جنبلاط على القمة الروحية، معتبراً أن انعقادها في بكركي «شكّل حدثاً مهماً برعاية البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي الذي انطلق في مسيرته البطريركية بالسعي الى جمع شمل اللبنانيين»، وأضاف إن القمة تأتي في ظل «قطيعة سياسية تامة، توحي بأن الطبقة السياسيّة برمتها لا تمتلك روح المسؤولية الوطنية التي تحتّم التواصل والتفاعل والحوار». وسأل الذين يرفضون الحوار «ما البديل؟ إلى أين يؤخذ البلد سوى الأفق المسدود بالمطلق فيما لو بقيت منافذ الحوار موصدة بهذا الشكل؟ المسألة لا تقتصر على تأليف حكومة من هنا، وكسب وزير من هناك، بل هي تتصل بمستقبل لبنان، وإمكان القضاء على كل المنجزات الوطنيّة التي تحققت بعد اتفاق الطائف».

وأكد أن القمة الروحية «اكتسبت هذه الأهميّة البالغة في هذا الظرف السياسي بالذات، ولهذا من المفيد أن تنعقد بصورة مستمرة لتعزيز التواصل بين اللبنانيين وتخطي الحواجز النفسيّة التي انتصبت خلال السنوات الماضية»، مشدداً على أنه «كان يمكن تجاوز بعض الاعتراضات اللفظيّة المتعلقة بالبيان الختامي طالما أننا جميعاً متفقون على الهدف الرئيسي وهو حق تحرير الأراضي اللبنانيّة من الاحتلال الإسرائيلي»، مذكراً بأن «لبنان لم يستطع تحرير قرية الغجر حتى الآن بانتظار جهود ما يُسمّى المجتمع الدولي. وبالتالي، بانتظار تبلور إستراتيجيّة دفاعيّة وطنيّة، تبقى معادلة الجيش والشعب والمقاومة هي الأمثل لأنه لا يمكن القبول بكشف لبنان أمام إسرائيل مجاناً وغنيٌ عن التأكيد مجدداً أن أي استخدام للسلاح في الداخل هو مرفوض بدوره تحت أي ظرف من الظروف».
وجدد جنبلاط دعوته إلى «عودة هيئة الحوار الوطني إلى الانعقاد برئاسة رئيس الجمهورية فور تأليف الحكومة الجديدة»، معتبراً أن لا مفر من الحوار «لتجاوز المخاطر الكبرى التي تحيط بلبنان والمنطقة في ظل هذه الظروف الحساسّة وفي ظل التحولات السياسيّة الكبرى التي يعيشها العالم العربي»، ومشدداً على «تشكيل حكومة جديدة بسرعة لمواجهة كل هذه التطورات ولمواكبة مسار المحكمة الدوليّة التي تُثبت المستجدات المتلاحقة أنها تُستغل سياسياً غب الطلب وبحسب الظروف الدوليّة والإقليميّة، وتأليف الحكومة هو أحد أبرز أساليب مواجهة المفاعيل السلبيّة التي قد تصدر عن هذه المحكمة. فالتلهي المستمر بنقاش مستفيض لا ينتهي حول من يأخذ ماذا من التركيبة الحكوميّة المنتظرة هو مجرد دوران في حلقة مفرغة آن الأوان لكسرها».
وأسف لـ «استقالة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل في هذه اللحظة السياسيّة بالذات لا سيّما بعد المصالحة الوطنيّة الفلسطينيّة وكأنها بمثابة رد على التصلب الإسرائيلي الذي يعبّر عنه نتانياهو برفض التسوية واستمرار النشاط الاستيطاني».

بيروت - «الحياة» الثلاثاء, 17 مايو 2011

0 تعليقات::

إرسال تعليق