السبت، 21 مايو 2011

حتى ساعة السرير

مديحة كامل
لم تقدّم السينما العربية نموذجاً غامضاً ولافتاً للأنثى، كمثل الذي قدّمته مع الفنانة الراحلة مديحة كامل. فكامل تجمع بين الجسد البسيط، السهل، الذي يعطي انطباعاً دراميا بالقبول لا بالرفض، والجسدِ الفاتن المتناسق بدءا من أصابع اليدين وانتهاء بطريقتها في المشي.
تلمع عينا مديحا كامل في كل مشهد متوتر، سواء في الحب، أو الجريمة، أو الإغواء. تفصح كامل أن الأنوثة هيَ هي في كل الأحوال : جسدٌ في شكل امرأة، لمعة عينين في شكل امرأة، أصابع في شكل امرأة.

مديحة كامل
أي رجل لا يصمد أمام هذا الفن الجاذب، أمام وجود متحرك بين الأخذ والعطاء والموت. كل لمعة عين خطأ مؤجّلٌ حتى ساعة السرير. نوعٌ من الاكتشاف لا يشبه إلا السحر والنوم والغرق والنسيان.

مديحة كامل
مديحة، جميلة إلى درجة أنها منحَت دوراً في عشق مثلي مع إيمان. وجذابة إلى درجة تسيدها كل الأفلام التي ظهرت فيها. أدخلت كامل طبقة الصوت كترميز صوتي للأنثى: صوت متقطع حائر ومسكون بالندم والخطيئة والحب والشهوة، مرفقٌ بقلق في العينين صاحب مديحة كامل في كل حياتها. والغريب أن مديحة عندما تبتسم في مشهد، يخفت أثرها ويتضاءل. ذلك أن أنوثتها هي من النوع الكئيب والمتعب والمحمّل بالاختلاف والإحساس التعبيري بالخطيئة.

مديحة كامل
نموذج مديحة كامل، في الصورة، هو أبعاد الأنثى في الحواس الخمس، وهو تداخل الحق الفردي مع القانون العام. هذا الاضطراب هو الكامن وراء قلق العينين الذي أدخلته مديحة كامل إلى التمثيل. لم يكن لهذا القلق أي بديل. ذهبت مديحة كامل وأخذت معها قلقها كله، ولم تترك إلا أنوثة مصممةً لجمع الصوت بالجسد، الأصابع بالهواء، الحب والضعف بالحقد والشهوة والتواجد.

جسد مديحة كامل يروي القصة من أولها إلى آخرها : أنا موجودة، إذاً أنا أنثى...

مديحة . ن . المارتقلي 3/24/2008 7:21:00 AM GMT

0 تعليقات::

إرسال تعليق