الأربعاء، 18 مايو 2011

وفد عسكري يستكشف منطقة مارون الراس لتعزيز ملف شكوى لبنان إلى مجلس الأمن


عاين ظهر أمس، وفد عسكري من الجيش اللبناني منطقة مارون الراس، حيث استشهد 11 فلسطينياً برصاص العدو الإسرائيلي وأُصيب 111 آخرون بجروح خلال مسيرة «حق العودة» في ذكرى النكبة الأحد الماضي، وذكر موقع «ناو ليبانون» الإلكتروني الإخباري أنَّ «هدف الزيارة، استكشاف المــنطقة تمهيداً لضم المعاينات والمشاهدات إلى ملف الشكوى التي تقدم بها لبنان لدى مجلس الأمن ضد إسرائيل».

وكان قائد الجيش العماد جان قهوجي التقى في اليرزة أمس، قائد قوات «يونيفيل» اللواء ألبرتو أسارتا، يرافقه المستشار السياسي والإعلامي ميلوش شتروغر، وتركز البحث، وفق الوكالة «الوطنية للإعلام» (الرسمية) على «التطورات الحاصلة على الحدود الجنوبية، والمجزرة البشعة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي بحق المدنيين العزّل في مارون الراس، وخرقه الفاضح للقرار 1701. كما جرى البحث في سبل تكثيف الجهود والتنسيق بين الجيش والقوات الدولية، للحفاظ على استقرار المنطقة».
وأوضح وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال علي الشامي أن الشكوى اللبنانية إلى مجلس الأمن وجهت «وهناك العديد من الشكاوى لدى مجلس الأمن ونلفت النظر إلى تصريح رئيس الجمهورية ميشال سليمان عن ضرورة تحرك المجتمع الدولي والأمم المتحدة لردع إسرائيل ومحاسبتها».
وشدد الشامي في دردشة إعلامية أمس، على «أهمية دور يونيفيل في مساعدة الجيش اللبناني في مهماته كونه المسؤول عن الأمن في المنطقة»، مؤكداً أن على «الجيش اللبناني ويونيفيل ردع أي اعتداء إسرائيلي على لبنان، وبالتالي ألا تقف قوات يونيفيل موقف المتفرج بل تتحرك وفقاً لمهماتها».
وتواصلت المواقف المستنكرة للجريمة الإسرائيلية بحق المدنيين العزّل، وحيا الرئيس السابق للحكومة عمر كرامي في تصريح «الشباب الفلسطيني والعربي البطل الذي شارك في مسيرة العودة، واستطاع ببطولة نادرة مواجهة الإسرائيليين المدججين بأحدث الأسلحة بصدور عارية لا تحمل سوى الإيمان بقضية العودة والعزة والكرامة، وقدموا الشهداء والجرحى بشجاعة نادرة وهم على أرضهم أو على بعد أمتار منها»، معتبراً ما جرى «بداية سلوك طريق العودة إلى فلسطين».
وكان كرامي التقى رئيس «التجمع الشعبي العكاري» النائب السابق وجيه البعريني الذي وصف ما جرى الأحد «في كل الساحات»، بأنه «أعاد الأوضاع إلى ما يجب أن تكون عليه ألا وهو أن قضية فلسطين هي القضية العربية المركزية».
واعتبر عضو كتلة «التنمية والتحرير» النيابية ياسين جابر في تصريح «أن رصاص الغدر على الفلسطينيين يمثل قمة الإجرام والقتل الإسرائيلي المتعمد ضد شعب اعزل إلا من حقه برؤية وطنه من على حدود لبنان بعد 63 سنة على احتلاله واغتصابه». ورأى أن إسرائيل «تجاوزت كل الأعراف وضربت بعرض الحائط القرارات الدولية بعد عدوانها السافر الذي ارتكبته في مارون الراس والذي يؤكد تاريخها الحافل بالمجازر من جنوب لبنان إلى فلسطين والجولان». ودعا الأمم المتحدة إلى «ردع إسرائيل على الجريمة التي ارتكبتها وإنزال العقوبات الشديدة بحقها كي تنصاع للقرارات والأعراف الدولية»، منوّهاً بتقديم لبنان شكوى إلى مجلس الأمن.
ووصف المستشار العام لحزب «الانتماء اللبناني» أحمد الأسعد، في مؤتمر صحافي «التصرف الإسرائيلي في مارون الراس» بأنه «وحشي وبربري، وجريمة ضد الإنسانية، وهذا أمر تعودناه من العدو الإسرائيلي وجميعنا يعرف أن هذا العدو لا يقيم اعتباراً للأخلاق والإنسانية، ويمكن أن يرتكب أفظع المجازر بدم بارد».
وقال: «من هنا، وما دمنا نعرف بالخبر والتجارب المرة والمؤلمة كيف يتصرف الإسرائيليون، لماذا أصر بعضهم على توريط هؤلاء الأبرياء، والدفع بهم إلى فم الذئب؟ لماذا جعلهم بعضهم متراساً لحسابات سياسية إقليمية، ولماذا يصرّ هذا البعض على أن يبعث بالرسائل السياسية على ظهر الناس الذين لا ذنب لهم؟».
واعتبر أن «من نظم هذا التحرك، بل هذه المغامرة، يتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية ما حصل»، مستغرباً تحرك جبهة الجولان «اليوم، بعد نحو 40 سنة من الهدوء؟»، مشيراً إلى أن «جروح تموز 2006 لا تزال مفتوحة، ولبنان لا يزال يدفع إلى اليوم ثمن المغامرات غير المحسوبة، فحذار توريط لبنان مجدداً في لعبة تصفية الحسابات على أرضه».

بيروت - «الحياة» الأربعاء, 18 مايو 2011

0 تعليقات::

إرسال تعليق