الأربعاء، 11 مايو 2011

المعارضة الليبية تحاول الصمود في الجبل الغربي والنرويج ستخفض مستوى مشاركتها العسكرية

ممثلون عن 25 بلدة ومدينة ضمنها طرابلس أعلنوا في أبو ظبي تأييدهم لها


بشير شباح عضو حزب المعارضة الليبي في مصراته يتحدث خلال لقاء المجلس القبلي في أبوظبي أمس (رويترز)














تكشف أعداد مقاتلي المعارضة الليبيين الجرحى الذين يتوافدون على مستشفى صغير في بلدة الذهيبة التونسية الحدودية عن حرب متصاعدة للسيطرة على الجبل الغربي في ليبيا، حسب ما ذكرت «رويترز». معظم الإصابات حدثت خلال معارك متلاحمة لصد قوات معمر القذافي شرق بلدة الزنتان التي تسيطر عليها المعارضة. وقتل 11 شخصا في هذه المحاولة يوم السبت وحده ونشرت أسماؤهم في مخيم للاجئين يأوي أسرهم.وقال جمال مغروب الذي كان ابن عمه بين القتلى «إنهم أبطال. إنهم مجاهدون». كان يرتدي زيا عسكريا ويعطيه وجهه الشاحب وجسمه النحيل مظهرا أكبر من عمره الحقيقي وهو 47 عاما.

وكانت منطقة الجبل الغربي التي تسكنها أقلية عرق الأمازيغ من أولى المناطق التي هبت ضد حكم القذافي. وتصاعد القتال في هذه المنطقة منذ أن سيطرت المعارضة الشهر الماضي على معبر الذهيبة الحدودي المؤدي إلى الأراضي التونسية مما فتح شريانا جديدا للإمدادات.
لكن سيطرتهم على الجبل الغربي ذي القمة المسطحة محفوفة بالمخاطر على أفضل تقدير، ولا بوادر على إمكانية تقدمهم ضد قوات القذافي الأفضل تسليحا.
ويقول مقاتلو المعارضة ومسعفون ينقلون الجرحى عبر الحدود الليبية التونسية إن الزنتان الواقعة على بعد نحو 150 كيلومترا جنوب غربي طرابلس محاصرة من 3 جهات.
أما خط جبهة القتال فهو متذبذب ووصل خلال الأيام القليلة الماضية إلى 15 كيلومترا فقط من البلدة. وتسيطر قوات القذافي على أودية الصحراء ويطلق الجنود الصواريخ وقذائف المورتر على قمم الجبال.
ويبدو القصف عشوائيا في معظمه وسقطت عشرات القذائف في الصحراء قرب الحدود التونسية وفي الذهيبة يوم السبت الماضي.
واتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش، التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، أمس قوات القذافي بشن «هجمات عشوائية متكررة» على مناطق سكنية في بلدات نالوت وتاكوت والزنتان.
وقالت إن التقارير الواردة على ألسنة اللاجئين «تصف نمطا من الهجمات يشكل انتهاكا لقوانين الحرب» بقذائف المورتر وقصف المساجد ومحطات المياه والمنازل ومدرسة كما وقع هجوم قرب مستشفى.
وشاهد مراسل لـ«رويترز» بعض الأدلة على هذا في نالوت التي تبعد 70 كيلومترا عن حدود تونس حيث سقطت قذائف على واجهة منزل وعلى مسجد.
وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش «نطاق الهجمات يوحي بأن الحكومة لم تبذل جهدا ولم تحاول التركيز على الأهداف العسكرية».
وفي نالوت جلست مجموعة من الرجال تنظر بنظارات مكبرة إلى مواقع لقوات القذافي قرب شبكة كهرباء في الوادي تمد البلدة بالطاقة.
ويبدو أن القوات الحكومية اختارت هذا الموقع حتى لا تستطيع طائرات حلف شمال الأطلسي ضربها في تكتيك تكرر مرارا خلال هذا الصراع المستمر منذ شهرين.
وفي مدينة مصراتة المحاصرة التي تسيطر عليها المعارضة نشرت قوات القذافي مدافعها ودباباتها في مناطق سكنية عند الأطراف لمعرفتها أن حلف شمال الأطلسي سيحجم عن توجيه ضربات خوفا من أن يوقع خسائر بين المدنيين.
ويبدو أن التحالف الغربي ركز غاراته الجوية في هذه المنطقة على مخازن الأسلحة التابعة للقذافي إلى الجنوب من الزنتان. وفي مصراتة على الساحل لم تتمكن غارات حلف الأطلسي من إسكات مدافع القذافي.
وفر أكثر من 40 ألف ليبي من منطقة الجبل الغربي خلال الشهر المنصرم بعضهم إلى مخيمات لاجئين لكن كثيرين فروا إلى منازل تونسية في تطوان. وذكروا أن من تخلفوا يعانون من نقص في الغذاء والماء والإمدادات الطبية.
وللأسف انتقلت السيطرة على المعبر الحدودي من أيدي المعارضة إلى أيدي جنود القذافي عدة مرات وإن بدا مقاتلو المعارضة أكثر وثوقا الآن من سيطرتهم على المعبر.
إلى ذلك، قال مشاركون في تجمع للمجالس المحلية الليبية لوكالة الصحافة الفرنسية في أبوظبي أمس إن ممثلين عن 25 بلدة ومدينة، بينها طرابلس، أعلنوا تأييدهم للمجلس الوطني الانتقالي. وأضافوا أن «نحو سبعين شخصا معظمهم جاءوا من ليبيا وأعضاء مجالس محلية في الغرب والجنوب والوسط يمثلون 25 بلدة ومدينة بينها طرابلس أعلنوا تأييدهم للمجلس الوطني الانتقالي». وتابعوا أن «دولة الإمارات استضافت الاجتماع لكنها لم تدع إليه».
وقال علي زيدان، وهو أحد المشاركين في الاجتماع إن «المجالس المحلية تأسست بعد الثورة، وهدف الاجتماع إعلان الولاء للمجلس الانتقالي والامتثال لسلطاته ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الليبي».
وأكد أنهم «سيتوجهون إلى الدوحة ثم إلى بنغازي للقاء المجلس الانتقالي».
من جهته، قال مصدر مشارك آخر إن «الاجتماع يكرس وحدة المناطق والقبائل الليبية، من نتائجه تصعيد الانتفاضة في الداخل حيث تجري حوادث أمنية منذ 3 أيام في طرابلس خصوصا».
على صعيد آخر، أعلنت وزيرة الدفاع النرويجية، غريت فاريمو، أمس أن النرويج التي تشارك بعشر طائرات حربية من طراز «إف - 16» في عمليات الحلف الأطلسي في الأجواء الليبية، ستخفض مستوى مشاركتها العسكرية إذا تواصل التدخل إلى ما بعد 24 يونيو (حزيران) المقبل.
وقالت فاريمو في مداخلة أمام البرلمان، وأوردتها الوزارة على موقعها الإلكتروني «لقد ساهمت النرويج بقوة في المرحلة الأساسية للعملية».
وأضافت «إذا واصل الحلف الأطلسي العملية إلى ما بعد 24 يونيو، فإن مساهمة محتملة للنرويج ستكون أقل وذات طبيعة مختلفة عن طبيعتها اليوم»، مشيرة إلى أن بلادها ستواصل دعم تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1973.
وتقدر تكلفة المساهمة النرويجية بـ261 مليون كورون (33.2 مليون يورو) حتى اليوم.

بنغازي - أبو ظبي - لندن: «الشرق الأوسط» 10 مايو 2011

0 تعليقات::

إرسال تعليق