دعا نشطاء على "موقع ثورة 2011" على فيسبوك إلى الاعتصام المتواصل في المدن والبلدات السورية ابتداء من اليوم الثلاثاء، في مواجهة موجة الاعتقالات والمداهمات التي تنفذها قوات الأمن ضد المحتجين المطالبين بمزيد من الحريات وبإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
وجاء على الموقع "ندعو السوريين في جميع المناطق إلى التجمع ابتداء من يوم الثلاثاء في جميع الساحات العامة لتنظيم اعتصامات مستمرة ليلا ونهارا".
وتأتي هذه الدعوة بعد يوم واحد من طلب وزارة الداخلية السورية من المواطنين السوريين ممن ترى أنه غُرّر بهم وشاركوا في حمل السلاح أو الإخلال بالأمن أو الإدلاء ببيانات مضلّلة, المبادرة بتسليم أنفسهم وأسلحتهم إلى السلطات.
كما طلبت منهم الإبلاغ عمّن وصفتهم بالمخبرين والإرهابيين وأماكن وجود الأسلحة, مشيرة إلى إعفاء هؤلاء من التبعات القانونية وعدم ملاحقتهم خلال مهلة تمتدّ حتى 15 مايو/أيار الجاري.
http://www.aljazeera.net/mritems/Images/2011/5/2/1_1058009_1_34.jpg
حملة اعتقالات واسعة تتواصل في سوريا(الجزيرة)
حملة اعتقالات
وفي هذه الأثناء، تواصل السلطات السورية حملة اعتقالات لمؤيدي المظاهرات المطالبة بالحرية شملت مئات المتظاهرين وعددا من الناشطين خلال عمليات دهم في مدن مختلفة.
يقول رامي عبد الرحمن من المرصد السوري لحقوق الإنسان بلندن إن الناس يعتقلون في كل وقت في إطار حملة شاملة على الصعيد الوطني، مشيرا إلى أن وكلاء النظام يحملون قوائم بأسماء من سيتم توقيفهم.
وقال ناشط في مجال حقوق الإنسان بدمشق لوكالة الأنباء الفرنسية إن "اعتقالات هامة وقعت في مدينة درعا اليوم الثلاثاء وأمس شملت من تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عاما للاستجواب في ملعب درعا، وإن ما لا يقل عن ألف شخص اعتقلوا".
كما تم اعتقال ناشطين في حقوق الإنسان في القامشلي والرقة وضواحي دمشق, فضلا عن عشرات المواطنين خلال مظاهرات الاحتجاج.
وأثناء ذلك خرجت أمس مظاهرة في منطقة الميدان بقلب دمشق هتف المشاركون فيها للحرية، وأخرى نسوية في ساحة عرنوس بقلب العاصمة للمطالبة بفك الحصار عن مدينة درعا.
ورفعت المتظاهرات لافتات تندد بأعمال القتل التي ارتكبتها السلطات الأمنية ضد المتظاهرين في المدن السورية كافة.
وفي منطقة الزبداني القريبة من دمشق، خرجت مظاهرة كبيرة طالب فيها المتظاهرون بإطلاق سراح السجناء الذين اعتقلتهم القوات الأمنية خلال فترة المظاهرات الماضية.
وسارت مظاهرات في مدينة حمص طالبت بفك الحصار عن درعا وهتف المشاركون فيها للحرية.
ونزل المتظاهرون في حي باب سباع إلى الشوارع، كما سارت مظاهرة أخرى في حي باب دريب.
وقال أحد الناشطين إن الجيش السوري دفع بتعزيزات إلى منطقة الزبداني قرب الحدود مع لبنان وإلى الرقة وإدلب.
http://www.aljazeera.net/mritems/Images/2011/4/30/1_1057784_1_34.jpg
قوات سورية تقتل المدنيين وتقتحم المسجد العمري (الجزيرة)
تعقب
ونسبت وكالة يو.بي.آي للأنباء إلى مصدر عسكري سوري قوله إن وحدات الجيش والقوى الأمنية تواصل مهمتها في مدينة درعا بتعقب ما سماها "المجموعات الإرهابية المسلحة"، فألقت القبض على عدد من عناصرها.
وأضاف المصدر -الذي لم تحدد الوكالة هويته- أن وحدات الجيش والقوى الأمنية تمكنت من العثور على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر وجدت مطمورة في أماكن متعددة من المدينة.
وقالت وكالة الأنباء السورية إن وحدات من الجيش طاردت وقتلت عشرة من عناصر ما وصفتها بالمجموعات الإرهابية التي روّعت المدنيين, واعتقلت 499 منهم.
كما قتلت قوات الجيش خمسة قناصة, وأشارت إلى مقتل عنصرين من الأمن خلال الاشتباكات.
الصليب الأحمر
وبالتزامن، دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر سوريا اليوم الثلاثاء إلى تمكينها من الوصول بشكل آمن وفوري إلى الجرحى والمعتقلين جراء أعمال العنف.
وقالت رئيسة بعثة الصليب الأحمر في دمشق ماريان جاسر إنه "من الملح أن تصل الخدمات الطبية ومسعفون يقومون بإسعافات أولية، وآخرون يضطلعون بمهام لإنقاذ أرواح من يحتاجونهم سريعا".
وأبدت اللجنة في بيان قلقها من أعمال العنف التي أدت إلى سقوط عدد كبير من الضحايا، وأبدت مخاوفها "من إزهاق المزيد من الأرواح".
وأكدت اللجنة وجوب معاملة جميع من اعتقلوا في أعقاب أعمال العنف والمظاهرات على مدار الأسابيع الأخيرة في سوريا، بشكل إنساني واحتجازهم في ظروف لائقة.
تراجع
وفي وقت لاحق، ذكرت وكالة يو.بي.آي أن النائب ناصر الحريري تراجع عن استقالته من مجلس الشعب السوري التي كان أعلنها عبر الفضائيات احتجاجا على الأحداث التي شهدتها محافظة درعا.
وقال الحريري خلال جلسة مجلس الشعب الاستثنائية مساء أمس الاثنين إنه تقدم باستقالته في إطار سعيه لتحقيق تقدم إيجابي لحل أحداث درعا، خاصة أنه كان عضوا في لجنة شعبية لهذه الغاية.
وأضاف أن تراجعه عن استقالته جاء نتيجة استغلالها في غير مصلحة الشعب والوطن، حسب زعمه.
3 نيسان 2011 الجزيرة + وكالات
0 تعليقات::
إرسال تعليق