جاء في تقرير سري في وزارة الخارجية الإسرائيلية، أن اتفاق المصالحة الفلسطينية بين حماس وفتح، أخرج كلا من حركة فتح وحركة حماس من المأزق الذي تواجهانه في الشهور الأخيرة، وفي الوقت نفسه، يضع السياسة الإسرائيلية في أصعب وضع ممكن. ويضع السياسة الأميركية في الشرق الأوسط على شفا الانهيار.
وقال التقرير إن هذا التطور يلزم إسرائيل والولايات المتحدة وحلفاءهما في الغرب بـ«التنسيق المشترك لمواجهة الأوضاع الجديدة في المنطقة واتخاذ الخطوات اللازمة من أجل حماية مصالحهم المشتركة، ومنع تنظيمات الإرهاب الفلسطينية من تحقيق الانتصار».
وأفادت مصادر الخارجية الإسرائيلية بأن هناك قلقا جديا من أن تتجاهل بعض دول أوروبا قرارات الاتحاد الأوروبي تجاه حماس وتعلن اعترافها بالحكومة الفلسطينية القادمة. ويتركز القلق حاليا على دول مثل آيرلندا والسويد وإسبانيا، التي تتخذ إجراءات فعلية للاعتراف بالدولة الفلسطينية في حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وقالت إنه في أعقاب المصالحة بين فتح وحماس، بات أسهل على إسرائيل أن تقاوم فكرة الاعتراف الأوروبي بالدولة الفلسطينية في سبتمبر (أيلول) القادم. وقررت الوزارة أن ترصد تصريحات قادة حماس المعادية لإسرائيل منذ التوقيع على مسودة اتفاق المصالحة في القاهرة، في مطلع الأسبوع، لتثبت للعالم أن الحركة لم تتغير وما زالت متمسكة بسياسة العداء للسلام مع إسرائيل.
وكان التقرير السري لقسم الأبحاث في وزارة الخارجية الإسرائيلية، الذي سربته صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أمس، قد ذكر أن اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس يهدد بانهيار السياسة الأميركية في المنطقة وقد يحبط جهود الولايات المتحدة لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. والسبب في ذلك هو أن عددا من دول أوروبا المركزية (مثل فرنسا) ستعترف بالحكومة الفلسطينية المقبلة، بهدف إعطاء فرصة لحركة حماس وللتواصل معها مما سيؤدي في نهاية المطاف، ولو بصورة تدريجية، إلى منح الحركة شرعية دولية. وفسر التقرير التحول في موقف حركة حماس وقبولها التوقيع على اتفاق المصالحة بأنه خطوة تكتيكية ناجمة عن المصاعب الاستراتيجية التي تواجهها الحركة في الأسابيع الأخيرة. ويضيف: «حركة حماس لعبت اللعبة بشكل رائع، إذ تمكنت من كسر الحصار الدولي عنها وأدخلت إسرائيل وحليفاتها لوضع سياسي هو الأكثر صعوبة». وتابع: «إن الدافع الأساسي لحركة حماس نحو المصالحة هو خشيتها من خسارة الدعم السوري في أعقاب التطورات الأخيرة هناك، التي تضع النظام السوري الداعم لها في حالة تدهور خطير. فهذا النظام هو الذي يساند حماس وحزب الله حاليا لخدمة المصالح الإيرانية، بينما المعارضة السورية تهاجم حماس وإيران وحزب الله». ووفق تقديرات التقرير فإن حماس ستحصل من القيادة المصرية الجديدة على مقابل، مثل فتح مكتب للحركة في القاهرة، وحتى نقل مقرات الحركة من دمشق إلى القاهرة في ظل التطورات الحاصلة في دمشق، إضافة إلى فتح الحدود المصرية مع غزة. ويرى التقرير أن المصالحة تدعم الجهود الدبلوماسية التي يتبعها رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، للحصول على اعتراف أممي بالدولة الفلسطينية في شهر سبتمبر المقبل، لأن المصالحة ستتيح له القول إنه يمثل الشعب الفلسطيني بأكمله. وأضاف التقرير أن هذه العوامل ستؤدي إلى اعتراف أممي بالدولة الفلسطينية بشكل شبه حتمي في شهر أيلول، ليس على أراضي الضفة الغربية فقط وإنما في القطاع أيضا.
تل أبيب: نظير مجلي - الشرق الأوسط 30أبريل 2011
0 تعليقات::
إرسال تعليق