الثلاثاء، 26 أبريل 2011

سوريون عالقون على الحدود الأردنية يتحدثون عن مجزرة في درعا

يصرخ المسالمة، وهو سوري عالق في الرمثا على الحدود الأردنية مع سوريا قائلا "إنها مجزرة"، بعد أن نجح في الاتصال بأحد أفراد عائلته في درعا والذي اعلمه بسقوط أقرباء له قتلى.

وقال المسالمة، لوكالة فرانس برس، قبل أن يجثم على ركبتيه ويخفي دموعه براحتي يديه، "قالوا لي إن هناك أكثر من 200 قتيل، بينهم أفراد من عائلتنا، إنها مذبحة".
وأشار إلى أنه وصل إلى المملكة قبل يومين لأجل عمل له، قبل أن تغلق السلطات السورية الحدود من جانبها في درعا التي تبعد 3 أميال.
وفيما يرتاح البعض يحاول آخرون جاهدين الاتصال بعائلاتهم والقلق باد على وجوههم. ويتبادل هؤلاء المعلومات التي تصلهم من عائلاتهم فيما بينهم.
ويقولون إن "إطلاق النار والانفجارات لم تتوقف منذ فجر الاثنين، وتجوب الدبابات مدينة درعا فيما يغير رجال مسلحون على البيوت ويقتلون رجالا، حتى المساجد لم تسلم فقد شبت النيران في مسجدي العمري وأبو بكر الصديق، هذه مذبحة، يجب ان يساعدنا العالم".
ويضيف سوريون، فضلوا عدم الكشف عن أسمائهم ورفضوا حتى التصوير، أن "الماء والكهرباء قطعا عن درعا، وأطلق القناصة الرصاص على خزانات المياه على أسطح المنازل لمنع الناس من استخدامها، عائلاتنا ليس لديها حتى شموعا والطعام بدأ ينفد، هذا حصار كامل".
ويأتي تجار أردنيون من مدينة الرمثا، التي تربطها علاقة تجارية قوية مع درعا، للاستفسار فيما إذا كانت الحدود فتحت من جديد أم لا.
ويقول ضابط أردني في المركز الحدودي لوكالة فرانس برس إن "الحدود الأردنية مفتوحة بشكل طبيعي. ويستطيع أي شخص مغادرة الرمثا لكن لا معلومات لدينا حول درعا على الجانب الآخر من الحدود السورية".
لكن كل الأشخاص الذين حاولوا المغادرة باتجاه درعا منذ ظهر الاثنين قمعوا، وتحدث شهود عيان عن اعتقالات قرب المركز الحدودي في درعا.
ويقول أحمد، وهو واحد من ألفي أردني في الرمثا يتاجرون مع درعا التي يقصدها مرتين في الأسبوع، "سمعنا أصوات انفجارات في وقت مبكر من صباح اليوم صادرة عن درعا".
ويؤكد سكان الرمثا أن الجيش الأردني ينتشر على تلال الطرة والشجرة وعمراوة وذنيبة المطلة "لمنع المتسللين".واجل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، إلى أجل غير مسمى، زيارة للرمثا كانت مقررة اليوم الثلاثاء.
وتتردد معلومات حول إطلاق نار عشوائي على الطريق بين سوريا والأردن. ونقل سائق أردني الاثنين تركيا أصيب على ذلك الطريق برصاصة إلى مستشفى أردني.
ويتحدث المسافرون عن وفاة رجل أردني وابنته على الطريق داخل الحدود السورية، لكن الناطق الرسمي باسم مديرية الأمن العام لم يؤكد هذه المعلومة.
أما مركز جابر الحدودي، على بعد 25 كلم من المركز الحدودي في الرمثا، فهو مفتوح بشكل اعتيادي مع مركز نصيب الحدودي على الجانب السوري.
ويستطيع المرء مشاهدة سحب الدخان تتصاعد في الأفق بينما يمر عدد قليل من السيارات باتجاه الأردن، وتغادر عشرات الشاحنات باتجاه سوريا محملة بالبضائع لسوريا ولبنان وتركيا.
ولدى وصوله، يقول سوري ينوي التوجه إلى الكويت "الاثنين دخلت الدبابات إلى حينا في الكرك الشرقي قرب درعا، وبدأ إطلاق النار في الخامسة صباحا واستمر لنحو سبع ساعات".
ويضيف وملامح الخوف بادية عليه أن "رجلا قتل فيما أصيب خمسة آخرون بجروح في حينا، الناس يحتجزون في المنازل، والقناصة في كل مكان يرتدون الأسود ولا يمكن رؤيتهم في الليل بسبب انقطاع الكهرباء".
وأرسل الجيش السوري الثلاثاء تعزيزات جديدة إلى مدينة درعا وأطلق النار على سكان ومسجد غداة اقتحامه المدينة لسحق الاحتجاج ما كان اسفر عن سقوط 25 قتيلا.
وقد سقط هؤلاء القتلى الاثنين في قصف مكثف على المدينة الزراعية التي تضم 75 ألف نسمة واقتحمها الجيش وقوات الأمن فجر الاثنين، كما ذكر ناشطون حقوقيون.
ومنذ بدء الحركة الاحتجاجية في 15 آذار قتل حوالي 390 شخصا بينهم 160 منذ رفع حالة الطوارئ في 21 نيسان حسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى منظمات غير حكومية أجنبية وناشطين حقوقيين سوريين.

AFP - الثلاثاء 26 نيسان 2011

0 تعليقات::

إرسال تعليق