الخميس، 28 أبريل 2011

الأمانة العامة اعتبرت ربط تشكيل الحكومة بالموضوع السوري خطيراً جداً... سعيد يسأل بري: من يتآمر على لبنان عون أم ميقاتي أم "حزب الله"؟




حذرت الأمانة العامة لقوى 14 آذار من أن عدم تشكيل حكومة يكشف لبنان على كل المستويات، عازية المسؤولية في ذلك إلى "الإرباك والانهيار السياسي اللذين يعيشهما فريق 8 آذار". واستغرب منسق الأمانة العامة فارس سعيد ربط رئيس مجلس النواب نبيه بري تشكيل الحكومة بالوضع في سوريا، واصفاً ذلك بالأمر "الخطير جداً". وسأل بري "من يتآمر على لبنان؟ العماد (ميشال) عون الذي يضع العراقيل أم الرئيس (نجيب) ميقاتي المكلّف تشكيل الحكومة أم "حزب الله"؟". وأكد أن "فريق 14 آذار هو الوحيد الذي يمتلك مشروعاً سياسياً واضحاً من أجل إنقاذ لبنان وحمايته، من خلال العودة إلى الدولة ووضع حد لفلتان السلاح غير الشرعي"، معتبراً أن "هذا السلاح يقف أيضاً وراء مخالفات البناء والتعديات على الأملاك".
عقدت الأمانة العامة لقوى 14 آذار اجتماعها الأسبوعي في مقرّها في الأشرفية أمس، وحضره النائب عمّار حوري، والنواب السابقون: فارس سعيد، سمير فرنجية ومصطفى علّوش، وأدي أبي اللمع، نصير الأسعد، نديم عبد الصمد، يوسف الدويهي، هرار هوفيفيان، واجيه نورباتليان، الياس أبو عاصي ونوفل ضو.


بعد الاجتماع، تلا سعيد بياناً صادراً عن المجتمعين أشار إلى أن الأمانة العامة تداولت "في كل الشؤون التي تربك اليوم الساحة الوطنية، وأولها مخاطر عدم تشكيل حكومة. ويكشف هذا الموضوع لبنان على المستويات الاقتصادية، المالية والأمنية، وتعود المسؤولية إلى الإرباك والانهيار السياسي الذي يعيشه فريق 8 آذار". ولاحظ أن "كل فريق منهم يتقدّم بحجة لا يقتنع بها اللبنانيون. ومنهم من يقول إن عدم التشكيل سببه توزيع الحقائب في ما بينهم وهذا مستغرب".
وأوضح أن "فريق 14 آذار قال منذ شهرين بأنه لا يريد المشاركة في حكومة تكرّس وجود السلاح وتواجه المحكمة الدولية، على الرغم من التسهيل الذي قدّمه فريق 14 آذار، وعلى الرغم أيضاً من أن فريقاً واحداً يشكل الحكومة ولا يزال يقول إن توزيع الحقائب هو الذي يعيق تشكيل الحكومة"، لافتاً الى أن "الرئيس نبيه برّي ربط بالأمس موضوع تشكيل الحكومة بالموضوع السوري، وهذا شيء خطير جداً جداً، ويؤكد أن هذا إقحام لشؤوننا الداخلية بالموضوع السوري. إنه شيء خطير جداً ويكشف لبنان على كل المستويات، وشيء مُستغرب أيضاً أن يأتي ذلك من رجل دولة هو الرئيس نبيه بري".
أضاف: "في ظل ما يحصل في المنطقة والإرباكات الكبرى الموجودة اليوم فيها وتنعكس أيضاً على الساحة اللبنانية، نحن بأمسّ الحاجة إلى تشكيل حكومة. ويظهر العجز الكامل لفريق 8 آذار نتيجة الانهيار السياسي الذي يصيبه لعدم تشكيل الحكومة. ويبقى الفريق السياسي الوحيد الذي يحمل مشروعاً سياسياً لإنقاذ لبنان هو فريق 14 آذار، الذي يؤكد أن الحل هو العودة إلى الدولة بشروط الدولة في لبنان، وبالتالي وضع حدّ لفلتان السلاح غير الشرعي الذي هو وراء كل المخالفات المطروحة اليوم على مستوى لبنان، على صعيد تشكيل الحكومة ومخالفات البناء وكل ما يحصل هو نتيجة الفلتان الأمني والسلاح غير الشرعي".
وأكد أن "فريق 14 آذار وحده يمتلك المشروع السياسي الواضح من أجل إنقاذ لبنان وحمايته، ومقاربة وطنية إسلامية ـ مسيحية شاملة لما يجري في المنطقة من خلال تشكيل حكومة"، مشدداً على أن "هذا المشروع الذي قدّمه فريق 14 آذار من خلال وثيقة البريستول وتظاهرات 13 آذار الماضي، لا نزال نصرّ عليه أي عودة الجميع وعلى رأسهم الأحزاب المسلّحة وبالتحديد "حزب الله" إلى الدولة وبشروط الدولة في لبنان". ورأى أن "هذا ما يضع حداً للفلتان غير الشرعي للسلاح في لبنان، وهو العبور الوحيد إلى قيام دولة قادرة على إدارة شؤون اللبنانيين وقادرة على مقاربة المشكلات التي تُحيط بنا".
حوار
وسئل سعيد عن الطلب من سفير لبنان في الأمم المتحدة نواف سلام عدم التصويت على القرار بما يختص بالعقوبات على سوريا، فيما لم يتم استدعاء السفير السوري في لبنان (علي عبد الكريم علي) بعد حادث اتهام النواب اللبنانيين، فأجاب: أعتقد أن هذا الموضوع يعود إلى صلاحية رئيس مجلس الوزراء، إنما بغض النظر عن موقف الوزير علي الشامي أو رئيس مجلس الوزراء، مندوب لبنان في الأمم المتحدة اليوم لا يمثل لبنان فحسب، بل يمثل الأسرة العربية. ويجب أن يتحدد هذا الموقف ليس من جانب لبنان فحسب، إنما أيضاً من جانب الأسرة العربية".
وعن قول رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون أول من أمس بأنه سيتعرّض إلى كل من يتحدث في الدستور إذا لم يقدّم له نصاً، أي أنه لا حصص لرئيس الجمهورية، اعتبر أن "هذا الكلام يأتي في سياق الحجج التي يقدمها فريق 8 آذار والذي يبرز عجزه الكامل وانهياره الكامل لأنه غير قادر على تشكيل حكومة في لبنان، وبالتالي يقدم العماد عون هذا العجز تحت عنوان توزيع الحقائب وتفسير الدستور. كما يقدم الرئيس برّي هذا العجز تحت عنوان ربط موضوع تشكيل الحكومة في لبنان بالأحداث في سوريا ويتكلم عن مؤامرة. من يتآمر على لبنان؟ العماد عون الذي يضع العراقيل؟ أم يتآمر على لبنان الرئيس ميقاتي الذي هو مكلّف تشكيل الحكومة؟ أم يتآمر على لبنان "حزب الله"؟ من الذي يتآمر وفقاً لما جاء على لسان دولة الرئيس نبيه برّي بالأمس؟ ويجب توضيح هذا الموضوع من فريق 8 آذار".
أضاف: "نحن نؤكد لجميع اللبنانيين أن جزءاً منهم وضع نفسه في فريق 8 آذار الذي قاد معركة إسقاط حكومة سعد الحريري وهو يقود معركة تشكيل حكومة جديدة. ومنذ أربعة أشهر وحتى هذه اللحظة هو عاجز عن تشكيل حكومة وإعطاء اللبنانيين سلطة قادرة على إدارة شؤونهم المالية، الاقتصادية، الأمنية والعقارية، وعلى تقديم سلطة تقارب موضوع ما يجري في المنطقة بوحدة وطنية شاملة".
ورأى أن "ذلك يدل على عجز هذا الفريق وانهياره السياسي ويتمثل بتخبطه الداخلي بين الحصص وتفسير الدستور، ولأنه يرى ما يجري في المنطقة وعاجز وغير قادر وخائف من تشكيل حكومة، وبالتالي هذا الموضوع مكشوف على كل الاحتمالات"، مشدداً على أن "14 آذار فقط هي التي تقدّم المشروع البديل الذي هو عودة الجميع الى الدولة بشروط الدولة ووضع حد لفلتان السلاح في لبنان والسلاح غير الشرعي".

المستقبل - الخميس 28 نيسان 2011 - العدد 3982 - شؤون لبنانية - صفحة 2

0 تعليقات::

إرسال تعليق