الاثنين، 25 أبريل 2011

منيمنة: التغيير لا يكون باتفاق.. بل يحتاج إلى عملية تربوية... تسليم 136 «وسام معلم» لأساتذة بعد ست سنوات من الانقطاع

Image
منيمنة وأركان وزارة التربية مع المكرمين (علي لمع)

بعد فترة سبات استمرت نحو ست سنوات، استيقظ مجلس الأوسمة ليوافق على منح 136 أستاذاً وتربوياً أوسمة المعلم، تقديراً لخدماتهم التربوية والوطنية على مدى سنوات خدمتهم حتى بلوغهم التقاعد، في سابقة هي الأولى من نوعها بهذا الحجم في تاريخ التربية، وهم من التعليم الثانوي (57 مكرّماً) والتعليم الابتدائي (73 مكرّماً) والتعليم المهني والتقني (ستة مكرّمين). ونظراً لحجم المناسبة وعدد المكرّمين أقيم الاحتفال في قصر الأونيسكو حضره حشد من أركان وزارة التربية وأهالي المكرمين، وفي غياب لافت لممثلي رابطة أساتذة التعليم الثانوي، والمجلس المركزي لروابط المعلمين في مرحلة التعليم الأساسي، باستثناء رابطة التعليم المهني والتقني الذي حضر أمين سرها عبد برجاوي علماً أن ستة أساتذة فقط من التعليم المهني تمّ تكريمهم من العدد الأصلي. وتسلّم المكرمون، أوسمة المعلم مع براءة الوسام لكل منهم، تقديراً لخدماتهم التربوية على مدى عمر وظيفي كامل، ولوحظ تغيب عدد منهم بسبب المرض أو الوفاة.
تجدر الإشارة إلى أن منح الأوسمة تم بمراسيم صادرة عن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، بناء على اقتراح وزير التربية والتعليم العالي الدكتور حسن منيمنة.
أقيم الحفل برعاية منيمنة، وحضور المفتش التربوي العام شكيب دويك، المدير العام لتعاونية موظفي الدولة أنور ضو، مدير المديرية المشتركة خليل أرزوني، ورئيس المصلحة الثقافية فارس الخوري، مدير التعليم الثانوي محي الدين كشلي، مدير التعليم الابتدائي جورج داوود، ورؤساء المصالح في التعليم المهني والتقني، عادل غصن، محمد كشلي، بطرس خير وجمع من المكرّمين وأهاليهم وعائلاتهم ومديري المدارس التي عملوا فيها.
بعد تقديم من زهير أبو شقرا، ألقى المدير العام للتربية فادي يرق توجه فيها إلى المكرمين، لافتاً إلى منحهم الوسام «هو اعترافٌ بفضلكم، وتقديرٌ رمزي لدوركم في بناء النهضة».
وسأل المدير العام للتعليم المهني والتقني أحمد دياب «أيولد متخرج إلى الحياة وسوق العمل دون جهد معلم مخلص ومتفانٍ». واعتبر أن «المعلم كالشموع التي تحترق وتهمي فوق وجنتها الدموع، أوليس المعلم ورداً يفوح منه العطر؟ أوليس المعلمون الشهداء الأحياء يسقون طلابهم العلم كما تُسقى الأرض العطشى من النجيع؟ وكل إنسان ناضل، يعيش في الآخرين من خلال نجاحهم في الحياة، هذا هو المعلم، يبقى حيّا في أولاده الذي ينشئُهم ويبقى في مستقبلهم».
وألقى كمال سري الدين كلمة باسم المكرّمين، شكر فيها الوزارة على لفتتها ودعا الجميع إلى كلمة واحدة وقال: «اجعلوها كلمة جمع الشمل ووحدة الرؤية، اجعلوها كلمة تضامن وترابط تحت مظلة الخير العام، اجعلوها كلمة تطور وارتقاء تساعد الإنسان على تحقيق كمال إنسانيته».
واعتبر منيمنة أن ميزة المعلم المربي وفرادته، أنه لا يعطي وقته فحسب، بل يفني عمراً بكامله، لقاء بدل زهيد، ومع ذلك تراه ينتزع المستقبل الواعد من براثن الحاضر المستبد والمقفل، ويزرع أمالاً ورؤى وقيماً تتوقع وتنتظر مستقبلاً مفتوحاً وحراً، وافراً بالمعاني ومتخماً بالإنسانية».
ورأى أن «المعلم يعيد بقلمه وسبابته تركيب المجتمع، ويرسم سبل تحرر الذات من ذاتها الراهنة، لتعبر إلى ذات مستقبلية أكثر زخماً وامتلاء».
وشدد على دور المعلم المحوري في شق طريق الأمل للبنان متسامح ومتعدد وديموقراطي ومبدع ومحبّ ومنتج للمعرفة، معتبراً أن «التغــيير في لبنــان، لا يكون باتفاق أو مصالحة بين القــوى المتــصارعة، ولا يحصل بقرار قانوني.. إنها عمليــة حتماً تربــوية، عملية بناء الأجيال القــادمة وتنشــئتها على القيم التي تمجد الحياة وتقدس الإنسان، وهي مهمة المعلم حصراً».
ثم سلم الوزير يحيط به المديرون العامون وكبار موظفي التربية الأوسمة مع براءة كل وسام لكل مكرم أو لمن ينوب عن الغائبين، وأقيم حفل استقبال على شرفهم.

السفير 24/3/2011

0 تعليقات::

إرسال تعليق