الأربعاء، 5 يناير 2011

البغاء في لبنان تفشى في كل مكان

البغاء في لبنان تفشى في كل مكان

ارتبط اسم لبنان منذ الاستقلال بالسياحة، و الأماكن الأثرية والسياحية، و أماكن السهر و اللهو، و ذلك طبيعي بالنسبة لبلد يفتقد كل مقومات الصناعة و انعدام المواد الأولية كالبترول و غيرها.

فالموارد الوحيدة هي من تجارة الترانزيت والسياحة، والسياحة ناشطة جدًا بسبب وجود كل مقوماتها كالتزلج و السباحة والسهر حتى أن اسم لبنان أصبح مرادفًا لأماكن العبث والسهر.

وترتبط أماكن السهر و اللهو بشكل خاص بالدعارة و أن اختلفت أوجهها وهذا شر لا بد منه، وقد ساعد على تنشيط هذه الحركة سهولة انتقال الخليجيين إلى لبنان، بعد تدفق البترول في بلادهم.


قبل الحرب

قبل الحرب حاول لبنان الحفاظ على المظهر السياحي العام، و حصر الوجه الآخر أي الدعارة في أطر ضيقة و أماكن معروفة، فكانت بيوت الدعارة أو السوق العمومية كما تسمى خاضعة للمراقبة الدورية صحيًا، وتحت شروط قاسية، وكانت هذه الأماكن معروفة في منطقة الزيتونة في بيروت، حيث وجدت البارات وبيوت الدعارة المرخصة.

خلال الحرب

خلال الحرب التي استمرت لأكثر من عشرين سنة اتسم لبنان بالفلتان الأمني و الاجتماعي لدرجة كبيرة، فتسللت الفحشاء إلى أماكن لم تكن تحلم باحتوائها، وانتشرت بيوت الدعارة في كل مكان، وفتحت مرابع اللهو بين المجمعات السكنية من دون رقيب و لا حسيب، و بحماية من المليشيات التي كانت تمثل سلطة الأمر الواقع،و التي كانت الدعارة تشكل جزءًا هامًا من إيراداتها فانتشرت أماكن اللهو من بيروت حتى الخط الساحلي الشمالي، ومناطق كسروان وإهدن وزغرتا، وبسبب التقسيم الوقتي تركزت هذه الأماكن في منطقة الكسليك، وجونية والمعاملتين، حيث فتحت الكازينوهات والبارات و النايت كلوب و السوبر نايت كلوب التي أصبحت من سمات لبنان البارزة للهو في لبنان.

أماكن اللهو

أماكن اللهو في لبنان على أنواع، وتنوعها يتناسب مع مختلف الطبقات الاجتماعية و جميع درجات الدخل و ذلك كالتالي:

فتيات الطريق:

أو فتيات البغاء بواسطة الأوتوستوب، اللائي ينتشرن على الطرقات الساحلية بالأخص بين بيروت و جونية، و بعض الطرقات الفرعية كمنطقة صربا مثلاً الواقعة في ضواحي جونية، وغالبًا ما تكون هذه الفتيات تابعة لشبكة دعارة سرية يديرها قوادون يستحصلون على نسب كبيرة من أرباح الفتيات، كما يوجد بعض الفتيات اللواتي يعملن بشكل مستقل، وقد انتشرت في الآونة الأخيرة في لبنان ظاهرة الفتيات من الجنسية الحبشية اللائي يأتين إلى لبنان بحجة العمل كخادمات، فيهربن من منازل مخدومهن ويعملن بالدعارة لحين القبض عليهن وترحيلهن إلى بلادهن، إذ أن فتيات الطرقات هن عرضة دائمة لملاحقة مكتب حماية الآداب، وينبغي الإشارة إلى أن أسعارهن تتراوح بين العشرين دولارًا تصل إلى 500 دولار في بعض الحالات الخاصة، وهذا يعتمد على الشكل والخدمات المقدمة.

النايت كلوب أو المرابع الليلية:

النايت كلوب أصلا عبارة عن مكان للرقص و السهر، و يفترض عدم وجود للدعارة أو لممارسة البغاء فيه وألا يضم بين جدرانه سوى مجموعات من الأصدقاء، شبانًا أو صبايا جاءوا ليروحوا عن أنفسهم في عطلة نهاية الأسبوع، لكن الوضع الحالي مختلف خصوصًا في غياب سوق مخصصة لشباب يحتاج أن ينفس عن رغباته،، لذا يعمد بعض أصحاب المرابع الليلية إلى إدخال بعض البنات لمسايرة الزبائن بالدرجة الأولى، و ممارسة الدعارة لاحقًا، وبعد أن يتم الاتفاق على السعر تخرج مع الزبون، وهكذا فلا وجود لقيود على تحركاتها و بالطبع هناك عمولة للمحل.

و ظاهرة انتشار النايت كلوب في لبنان ليست حديثة العهد كما في جونية والمعاملتين وفي مناطق كسروان وإهدن وزغرتا، إلا أنها ازدهرت في شارع مونو في الأشرفية بعد العام 2000 ومنذ 2003 انتشر النايت كلوب في البترون في الشمال من لبنان بطريقة تدعو للدهشة.

عري ورقص في بلدة البترون:

البترون تبعد عن بيروت حوالي النصف ساعة،وهي مجاورة لمدينة جبيل، فيها سوق قديم يربطها بمدينة طرابلس،تشتهر هذه البلدة بخضرتها وهدوئها المطل على البحر، واشتهر أهلها منذ القدم بتفننهم بتقديم "شراب الليموناضة"المستخرج من عصير الحمضيات، وعرف عنهم تدينهم الشديد وتمسكهم بالعادات والتقاليد،ومؤخرًا انتشرت في البترون المقاهي والمرابع الليلية فتحولت إلى بلدة تنام في النهار وتستفيق في الليل، حيث يلتقي في مرابعها الشباب اللبناني من كل المناطق والطوائف، وفي الصيف صارت ملتقى للسياح الخليجيين. يرتدي الشبان الثياب العصرية والفتيات يرتدين في معظمهن ثيابًا على الموضة، صدور بالكاد تسترها قمصان هي أقرب إلى الملابس الداخلية، جينزات ضيقة أو تنانير قصيرة، في المرابع تجد ما يطيب من ملذات،الخمرة على أنواعها والأغاني الضاربة، والفتيات يتمايلن ويرقصن وكأنهن يقمن بتصوير فيديو كليب لأحد المغنين، الذي يصر على اكبر كم من الراقصات المستحدثات وراءه....

مخدرات وجنس في مونو:

يقع شارع مونو في الأشرفية في العاصمة بيروت طوله لا يتعدى 300 متر إلا انه يعج بالمطاعم والمرابع الليلية الراقية، والتي اتخذت طابعًا سياحيًا منافسًا لاماكن السياحة في أرقى مدن الغرب،هذا الشارع كانت له شهرته قبل الحرب حيث سكنته عائلات بيروت المقتدرة والمثقفة، وخلال الأحداث تحول إلى خط تماس وشهد أكثر المعارك دموية بين المتقاتلين،بعد انتهاء الحرب استعاد مونو وجهه الحضاري والسياحي وصار يضم أزيد من خمسين مطعمًا ومقهى، ناهيك عن المسارح والمراكز الثقافية والحضارية فيه، لم يبق شارع مونو بمعزل عن الدعارة لأن ساكنيه بدأوا يتذمرون من وجود أعمال مخلة بالآداب ليلا ليس في مرابعه وحسب، بل وعلى أرصفة مونو، حيث بلّغ قاطنو الشارع والملاكون فيه عن أعمال مخلة بالآداب، وعن انتشار المخدرات والدعارة فيه حتى بين الشباب القاصر، جو (19 سنة) يعيش في مونو لهجته البيروتية مبالغ فيها، وهو يلحق آخر صرعات قصة الشعر، الجينز أيضا على الموضة، الأزرق يتدرج بين الغامق والفاتح ويبدو السروال وكأنه سينزلق عن خصره، يقول جو أحب أجواء السهر في مونو أدخل إلى النايت ارقص مع الفتيات حتى طلوع الفجر، وعن تعاطي المخدرات، شخصيًا لا أتعاطى مخدرات لكن لو رغبت بهذا استطيع الحصول عليها ساعة أشاء. في مونو الممنوع مسموح، وعن تدخل القوى الأمنية يقول هي تحاول جاهدة ضبط الأمور،غير أن محاولاتها ستظل من دون جدوى.

غرف سرية لممارسة الفحشاء في البارات:

يفترض بالبار،أن يكون مكانًا لاحتساء المشروبات الكحولية، وهناك فتيات للتسلية و مسايرة الزبائن، و في أقصى الحالات يخرج الشخص مع إحدى البنات بعد انتهاء دوامها، والمميز في البار، البارميد، وهي المرأة التي تقدم المشروب، وقد اشتهرت القصص والأقاويل عن البارميد في السبعينات، فاعتبر من يصاحب إحداهن جيغولو عصره كونه يستطيع بواسطة ماله أن يحصل على أي بارميد تقع عينه عليها، والبارميد بحاجة إلى بطاقة تسجيل بطلب يقدم إلى مكتب حماية الآداب، ويقدم الطلب مع موافقة الزوج إذا كانت متزوجة، ويجري التحقيق معها للتأكد من رغبتها في العمل بدون أي ضغط أو إكراه، ويحال بعدها الطلب على قيادة الشرطة القضائية للإطلاع عليه، حيث يتم الموافقة عليه من قبل رئيس مكتب حماية الآداب و يقدر حاليًا عدد الفتيات المسجلات رسميًا في البارات بحوالي المئة فتاة، لكن ما يجري الآن في البارات مخالف تمامًا لما ينص عليه القانون، إذ أنك ترى بعض الغرف السرية لممارسة البغاء داخل البار، وغالبًا ما تخرج بعض البنات من المحل خلال الدوام لإرضاء الزبائن في شقق تم استئجارها لهذا الغرض من قبل صاحب المحل، وقد تم مؤخرًا مداهمة العديد من هذه المحلات وتم إغلاقها و ختمها بالشمع الأحمر لمخالفتها القوانين.

مراكز تدليك أم شقق دعارة!

انتشرت مراكز التدليك منذ حوالي العشر سنوات تقريبًا وبشكل كبير فقلما خلا شارع في بيروت من احدها، بل أخذت تنتشر بين الشقق السكنية والفتيات اللواتي يعملن فيها لسن من حملة الإجازات، و لم يدرسن علم العلاج الفيزيائي، و لا فنون التدليك و بعض هذه المراكز يشكل ستارًا لشبكات دعارة سرية منظمة.

فيكفي أن تدفع مبلغ عشرين دولارا لتصبح داخل غرفة مقفلة مع أي بنت تختارها، فتبادر إلى سؤالك، هل تريد مساجًا إكسترا أو عادي وتتفق معها على السعر الإكسترا والباقي معروف.

وقد تمت مداهمة بعض هذه المراكز وتوقيف بعض الأشخاص الذين يقومون بافتتاحها، ولدى إغلاقها يعمد أصحابها إلى تغيير مكان الشقة، فبقي الحال على ما هو عليه وظلت الجدران وفي داخلها المدلكة والمدلَّك!

السوبر نايت كلوب بغاء مشرّع من الدولة بالخفاء:

أكثر الأماكن إغراء للبنانيين و السواح العرب والأجانب، و تصنف هذه الأماكن بدرجات وذلك بسبب التكلفة الباهظة التي يتطلبها الديكور والإضاءة والمسرح،وما يجري داخلًا مختلف عن غير أماكن اللهو.و قد يبدو للوهلة الأولى أن هذه المحلات بريئة ولا تقدم سوى الاستعراضات والإغراء، والحقيقة أن كل فتاة يجالسها أحد الزبائن ويفتح لها زجاجة شمبانيا أو أكثر، تصبح مجبرة على الخروج معه في اليوم التالي لممارسة البغاء، والذي يسهل ذلك وجود الكثير من الشقق المفروشة والأوتيلات المخصصة لهذا النوع من الزبائن المؤقتين، بحيث لا تتعدى كلفة الغرفة في بعضها عشرين دولارًا أميركيا، أحد الحراس الليليين في كباريه وبعد إلحاحي عليه قال الويل للفتاة التي ترفض الخروج مع الزبون، يوجد دائما من يراقبها في الأوتيل حيث تنزل، وتتعرض من تخالف أوامر صاحب الكباريه للتعنيف و الضرب أحيانا.

هذه الأماكن تعمل فيها راقصات،وفتيات دول أوروبا الشرقية و روسيا البيضاء، اللواتي اضطررن للعمل في هذه المهنة بسبب الضائقة المالية التي تجتاح بلدانهم جراء الانتقال من النظام الاشتراكي إلى نظام السوق الحرة، و جميعهن ذوات
مواصفات جمالية أخاذة، و معظمهن خريجات جامعات، و معاهد رقص متنوعة و يجدن العمل في الكباريه كأي عمل آخر، و جميعهن يتم الموافقة على دخولهن الأراضي اللبنانية على أساس أنهن فنانات استعراض.

وفي جولة قامت بها إيلاف على بعض الكباريهات أو السوبر نايت كلوب في منطقة المعاملتين و جونية توضحت لنا الصورة الحقيقية لما يجري المنطقة نهارا للجميع، رجالا ونساءً و أولادا وعائلات ففيها عدد كبير من المطاعم الكبيرة والمشهورة وأماكن الاسترخاء هربا من ضغط العمل حتى ليخيل إليك أنها نظيفة تماما من الرذيلة و الفحشاء، إنما عند هبوط الليل فتفتح الستارة عن كل مغريات اللهو العبث فتبدو لك آرمات السوبر نايت التي تغريك بألوانها وأسماء المحلات خاصة وأن هذه الأماكن تحوي أجمل النساء.

سهرة في كباريه في المعاملتين:

دخلت إلى الفيلوز (سوبر نايت) الذي يقع في قلب المعاملتين وأفادنا مديره السيد إميل عياش بما يلي: جميع الفتيات الموجودات حاليا في كل الكباريهات من دول أوروبا الشرقية وروسيا البيضاء، وكان سابقًا يسمح لفتيات من المغرب العربي و سورية بالعمل لكنهن منعن منذ سنتين.

إميل عياش مدير الفيلوز

وعن دوام الفتيات: يبدأ في الساعة العاشرة ليلا و ينتهي في الساعة الخامسة صباحا و يقدمن استعراضًا راقصًا ابتداء من الثانية عشر و النصف لغاية الساعة الثانية صباحًا، والعمل يخضع للكثير من القوانين الصارمة لجهة مراقبة الفتيات و إجبارية الحضور و لا يسمح للفتاة بالتغيب إلا بإذن ولو بداعي المرض إلا بإذن من الأمن العام الذين يأتون بصورة مستمرة للمراقبة، ومراقبة سجل الحضور، و تنحصر مهمة الفتيات بالرقص وإغراء الزبائن الذين يدعونهن إلى الطاولة فيفتح لهن الزبون زجاجة شمبانيا، بسعر نحو مائة ألف ليرة لبنانية ليجالس الفتاة لمدة ساعة تقريبًا وإذا أعجبته يتفق معها أن يخرجا في اليوم التالي إلى حيث يريد.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن للفتاة الحرية الكاملة في الذهاب أينما تريد و مع من تختاره من الساعة الواحدة ظهرًا و لغاية الساعة السابعة مساءً.

لا توجد مشاكل يضيف السيد إميل داخل المحل، فالمداهمات دائمة من قبل الأمن العام و مكتب حماية الآداب، كما أن لكل محل أمن خاص به يسيطر على الأمور لحظة وقوع أي إشكال مع الزبائن الذين يفقدون السيطرة أحيانًا جراء السكر.

العديد من الزبائن يأتي فقط للسهر و التمتع بالاستعراض و الشرب و لا يجالسون الفتيات، وسابقًا كان يسمح للفتيات الدخول إلى الكباريه بمرافقة الشباب لتمتع بالاستعراضات الراقصة لكن الأمن العام منع منذ فترة الدخول إلا لصنف الرجال فقط،دون معرفة أسباب هذا المنع.

وعن نوعية الزبائن و جنسياتهم يوضح الزبائن من الطبقة المتوسطة و ما فوق و هم لبنانيون و خليجيون، و يعتبر الصيف فترة الذروة للشغل إذ يكثر عدد الخليجيين فمنهم أحيانا من يطلب لنفسه جميع فتيات المحل ليجالسوه بمفرده، ويدفع بلا حساب، و تأتي براعة الفتاة بان تقنع الزبون ليأتي دائمًا كي يراها ليلاً وتخرج معه في النهار، وعن عدد الفتيات الموجودات في المحل يقول أن لديه خمسة وعشرين راقصة و تتقاضى الواحدة منهن راتبًا شهريًا يزيد أو ينقص بحسب جمالها ورشاقتها و طريقة تعاملها مع الزبون و اللغات التي تتقنها، فالحد الأدنى أربعمائة دولار و قد يصل المبلغ إلى الألف في بعض الأحيان إذا كانت الفتاة خارقة الجمال و لعوبًا أو من تسمى بفرس المحل.

وعن أوضاع العمل حاليا أشار إلى أن العمل شبه متوقف فالحالة السياسية في البلد و الحالة الاقتصادية السيئة تجعل العمل شبه معدوم، ولو استمر الوضع على حاله الكثير من المحال ستقفل أبوابها، خاصة أن السياح الأجانب والخليجيين قد لا يأتون هذه السنة وإلى الآن تم إقفال خمسة محلات في منطقة المعاملتين.

وما لفتني خلال جلوسي في المحل أن الفتيات على قدر كبير من الجمال و يلبسن ألبسة مثيرة تظهر أكثر الأماكن إثارة لغرائز الرجل، ويتصرفن بغنج ودلال و تراهن وكأن كل واحدة منهن تدعوك لمجالستها دون سواها، كما لفتني التوزيع الذي يجلسن به فهذه المنطقة للفتيات القادمات من رومانيا وتلك للروسيات وتلك لملدوفيات وهكذا دواليك وكأنك في اجتماع للأمم المتحدة، مع اعتقادي أن اجتماعاتهن مع بعض المسؤولين ربما تحل أزمات يصعب عليها اجتماع على مستوى وزراء خارجية أن يحلها.....

أرغب بالزواج من روسية:

ودعت السيد إميل و تركته لعمله مع الزبائن و لفتتني لافتة لأحد المحلات التجارية بالقرب منه، عليها كتابة باللغة الروسية، فدخلت إلى المحل و تعرفت إلى صاحبه و يدعى إيلي طوق، و عن نوعية عمله قال إنه مختص بالمنتوجات الروسية و دول أوروبا الشرقية، و يملك سلسلة من المحلات التجارية في منطقة المعاملتين وواحد في إنطلياس، وعمله يستقطب الفتيات اللواتي تعملن في الكباريه لأنه يأتي لهن بمنتوجات من بلادهن فيشعرن بنوع من الحنين، و يقول عنهن أنهن كريمات على أنفسهن بما يختص بالأكل و الشرب ويدفعن بسخاء، ويقول هن محترمات جدا بطريقة التعاطي، فاستغربت أن يقول هذا على الرغم من نوعية عملهن، فقال لي إن الفتيات الموجودات في لبنان أتت بهن الظروف الصعبة والفقر، وهن على درجة كبيرة من العلم ووفيات جدًا فلو أحببن شخصًا تعلقن به لدرجة العبادة و لو كرهنه يكرهنه طول العمر ولا يعدن يقتربن منه. وقال إن بعض الفتيات تكتفي بمعاشها ولا تخرج مع أي شخص غير حبيبها، ويعرف الكثير من الشباب الذين اقترنوا بفتيات استعراض كن يعملن في الكباريهات، ويعيشون عيشة طبيعية ورائعة ومبنية على الثقة والاحترام.

ويضيف: شخصيًا أرغب بالزواج من إحدى الراقصات التي تعمل في كباريه، عندها من الصراحة والجرأة ما تفتقر إليه الفتاة اللبنانية التي تطلب ما يفوق قدرة الشاب في كثير من الأحيان.

ناتاشا فرس المحل:

بعد كر وفر مع أحد أصحاب الأوتيلات التي تنزل فيها فتيات الاستعراض وافق صاحبنا على أن يسمح لإحدى الفتيات و المسماة بفرس المحل نسبة أوصافها، بالكلام معي لفترة وجيزة قبل أن تصل دورية الأمن العام و تنظم به محضر ضبط لمخالفته القرارات الإدارية القاضية بمنع المقابلات الصحافية والتصوير، أتت ناتاشا والتي بدت متحمسة جدا للقاء الصحافي فبالنسبة لها ما تقوم به ليس عيبا و تبرر ناتاشا أنها وافقت على إبرام العقد مع السوبر نايت كلوب لهدف ثقافي لأنها تريد أن تجمع المال و تكمل دراستها في علم الاقتصاد و لأنه لا ينظر لها في مجتمعها بأنها تقوم بعمل غير شريف فالفرقة الراقصة التي تنتمي إليها هي من أهم الفرق الاستعراضية في بيللا روسيا، و فتيات الفرقة تتقاضى الأجر الأغلى بين باقي الفرق الموجودة في لبنان، وتضيف ناتاشا أنه بعد انتهاء مدة العقد في لبنان ستجدده لأن الفرقة ستتوجه لتنفيذ عقد مع كباريه راق في الولايات المتحدة الأميركية، وعن علاقاتها مع الزبائن أوضحت أنها تجالسهم في الكباريه فقط ورفضت الرد على الأسئلة التي تتعلق بخروجها من الفندق مع الزبائن بأمر من مدير السوبر نايت كلوب مكتفية فقط بهزة رأس قد تفسر بعدة معان.

مدير كباريه يتذمر من الأمن العام:

دخلت إيلاف إلى ملهى عريق في بيروت وما يدل على عراقته اسمه الشهير، مدير الملهى وبعد وعدي له بعدم ذكر اسم الملهى أو اسمه وعدم التصوير، أشار إلى تصرفات رجالات الأمن الذين يدخلون مكتبه ويبادرون إلى الجلوس على كرسيه دون استئذان، علما كما يقول لا تنقصه اللياقة في استقبال المهمين أو المرموقين،وتأفف المدير من نسبة الضرائب المفروضة على الكباريهات موضحًا أن الدولة اللبنانية شريكة ال 40% من رأسمال هذا القطاع،هذا مع العلم أن على الملهى أن يدفع 5 % من مجمل الأرباح يوميًا ومبلغ 250000 ألف ليرة لتسجيل الفتاة ولو كان الملهى 4 نجوم وما فوق يكلف تسجيلها خمسماية ألف ليرة، وبدا المدير متذمرًا من تصرفات أمنية عدة، قائلا إن عمل المدير مرهق جدًا،الأمن العام يجبره على التواجد في المطار لاستقبال الفرقة الراقصة ولتوديعها عند انتهاء العقد،وعلى المدير أن يخلص المعاملات لأن اسمه على رخصة الاستثمار، والأمن العام يصر على المديرين بان يداوموا في ملاهيهم من الثامنة صباحًا لغاية الثانية بعد الظهر،دون الأخذ بعين الاعتبار اضطرارهم للخروج أو تغيبهم لأسباب مرضية ويضيف دائمًا اذكرهم بأن الهواتف الخلوية موجودة، و اشتكى أيضًا من تصرفات رجال الأمن مع الراقصات أحيانا المجبرات على السكوت ومع الزبائن لدى وقوع أي مشكل، دون العودة إلى الإدارة.

الحل في السوق العمومية:

لا جدل في مقولة إنه لا أماكن فاسدة ولا أماكن طالحة بل هناك إنسان صالح وإنسان طالح وهناك تربية في البيت والمدرسة وكتب الدين، لكن أيضًا هناك مثل في لبنان يقول "ضع اللحم قرب البس وقل له هس"،إن غياب السوق العمومية وانتشار هذه المرابع- وتركزها في أماكن عدة باستثناء مناطق الجنوب والشوف وبعض مناطق في البقاع لتمسك أبناء هذه المناطق بالقيم اللبنانية الأصيلة- أدى إلى خراب بيوت لبنانية كثيرة،ومن هذه النماذج رجل تنازل عن بيته وخسر ممتلكاته وتوفيت زوجته بسبب غرقه حتى أذنيه في هوى الشقراوات اللائي افقدنه صوابه، وهو الآن متزوج من رومانية ويعيش معها في شاليه. وأحد الأثرياء البيروتيين طردته زوجته من منزله لتبذيره المال على العاهرات، ولا يزال مطرودًا إلى اليوم. وبالمقابل هناك من يرفض أن تسرق أجنبية ماله أو جسده أو عائلته ولو كان من رواد الملاهي.والحل يبقى في عودة السوق العمومية، لاستعادة كل المراكز السياحية في لبنان وجهها الحضاري، وبذلك يستعيد لبنان سمعته الحضارية والفنية والثقافية الراقية.

فادي عاكوم من بيروت: الأحد 03 نيسان 2005- إيلاف


ستة آلاف تأشيرة تُمنح سنوياً لـ «فنانات» يعملن في النوادي الليلية

الفقر والسياسات الرسمية الخاطئة تتسبب بانتشار البغاء في لبنان


صورة
للدعارة أسباب.. وللحماية آليات رسمية يمكن إتباعها (عن موقع «الاتحاد الأوروبي» على الإنترنت)

يعرّف القانون اللبناني البغاء بأنه «مهنة كل امرأة تشتهر بالاستسلام عادةً إلى الرجال لارتكاب الفحشاء مقابل أجر من المال سواء كان ذلك سراً أو علانية»، ويُطلق على كل امرأة تمتهن البغاء تسمية «مومس».
بفقرة من القانون الصادر في العام 1931، استهلت الاختصاصية الاجتماعية في جمعية «دار الأمل»، نهاد البستاني مداخلتها حول «النساء في الشوارع ليلاً»، لتقول إن الجمعية تعمل على تعديل القانون ليشمل العقاب القوّاد، الذي يسهل عمل الدعارة للمرأة، والزبون «الشاري» للخدمة، بالإضافة إلى المرأة - الضحية نفسها.
التعديل الذي لا نعرف إذا كان سيبصر النور فعلياً، يبدو بعيداً عمّا لجأت إليه دولة السويد قبل عشر سنوات، عندما شرّعت معاقبة الزبون، شاري خدمة الدعارة، انطلاقا من أن المرأة ضحية عنف يمارس عليها، وهو هنا العنف المالي والاقتصادي الذي يفرض معادلة: «أنا أدفع لك، فتقومين بما أريده».
ولا يشمل التعديل توسيع مروحة العقوبة فقط، بل تحاول الجمعية، ومعها الجهات المدنية الضاغطة، الوصول إلى وضع قانون يأخذ حقوق الإنسان بعين الاعتبار، ليسد ثغرات قانون العام 1931 الذي يتمحور حول المسألة العقابية، من دون الحماية والإصلاح اللذين يمنحان المرأة الضحية، فرصة التأهيل وإعادة الاندماج في المجتمع.
وصف المرأة التي تتعاطى الدعارة بالضحية، فيما ينعتها القانون اللبناني بالمومس، لم يأت من فراغ. فقد اعتمدت البستاني، خلال حديثها في اللقاء الذي نظمته جمعية «نحو المواطنية» أمس الأول، على المعطيات التي توافرت نتيجة متابعة جمعية «دار الأمل» لمئات النساء اللواتي وقعن ضحية العمل بالبغاء، منذ تاريخ إنشائها في العام 1970. ومع تفنيدها للأسباب التي دفعت بهن إلى ممارسة هذه المهنة الممنوعة قانونياً والمنبوذة اجتماعياً، يتبين أن الظروف المادية والاجتماعية والعائلية والعنف والحروب المتتالية، تضاف إلى السياسات الرسمية الاجتماعية المتعاقبة التي تعطي الأولوية للأمن والسياسة وتهمل القضايا الاجتماعية والتنموية، هي التي أدت بهؤلاء السيدات إلى الحال المأساوية التي وصلن إليها.
وللإنصاف، يجب التذكير بأن الكلام يطال هنا شريحة نسائية تترواح الأعمار فيها ما بين 16 و35 عاماً، والنسبة الأعلى من بينهن أمية أو لم تنه المرحلة الابتدائية من التعليم، وبعضهن تزوجن من قوادين يمنعونهن من الإنجاب، ويخضعونهن مرغمات لعمليات إجهاض متكررة، وفتيات تم تزويجهن في سن مبكرة أو جرى بيعهن للعمل في المنازل.
وقد ورد التأكيد على الخصائص الاجتماعية والديموغرافية للواتي تشملهن تقديمات «دار الأمل»، كتمييز لهذه الفئة من العاملات في الدعارة، عن غيرهن ممن يعرضن على الزبائن عبر «كتيبات» (كاتالوغ) خاصة، متوفرة في الفنادق الفخمة في لبنان، كجزء من الخدمات الواردة تحت عنوان «سياحي». وأتى ذلك إثر استيضاح احد الحاضرين في اللقاء.
وتميّز البستاني بين أنواع مختلفة من البغاء. فالمستفيدات من خدمات «دار الأمل» هن، في معظمهن، من اللواتي يتقاضين مبالغ زهيدة على الطرق. وهناك اللواتي «يفتحن المشروب» في النوادي الليلية، والمرغمات على إجراء فحوصات طبية دورية على الرغم من عدم الاعتراف قانونياً بممارستهن الدعارة، بالإضافة إلى «الفنانات» الأجنبيات اللواتي يأتين تحت عنوان «عروض استعراضية». ولفتت البستاني إلى انتشار الدعارة في بعض صالات التدليك أيضاً، وغيرها من المهن التي تنطوي على بغاء مقنَّع.
وتعقيباً على استيضاح الشاب المشارك، كان التمييز بين التي تمارس الدعارة مقابل تأمين مبيتها ولو لليلة واحدة، أو لشراء ما تقتات به حتى لو كان «سندويتش»، كما أوضحت البستاني، وبين طالبة جامعية أو موظفة متعلمة تقدم «الخدمة» بهدف رفع مدخولها للحصول على سلع استهلاكية أفضل، كالسيارة الحديثة والهاتف المحمول «آخر موديل»... وغيرها. كما أن التصنيف لا يشمل الوافدات إلى لبنان تحت عنوان «فنانة» من الدول الأجنبية، وتحديداً من بعض دول الاتحاد السوفياتي سابقاً وأوروبا الشرقية. ويصل مجموع هؤلاء إلى حوالي ستة آلاف «فنانة»، وفق ما تؤكده تأشيرات الدخول التي يمنحها الأمن العام لهن سنوياً. طبعاً، لهؤلاء السيدات ظروفهن القاسية الخاصة التي لم تتناولها ممثلة جمعية «دار الأمل»، كونهن لا يلجأن إلى الجمعية، وبالتالي لا تتوفر المعطيات الموثقة لديها عنهن.
وعليه، فإن ضحايا العمل في البغاء أو الدعارة، وفق المعطيات المتوافرة عن حوالي مئة امرأة يستفدن سنوياً من خدمات الجمعية، هن في الأساس ضحايا الفقر والضغوطات المادية الملحّة. فقر يحول دون «حصولهن على الحاجات الأساسية المتمثّلة بتأمين المستلزمات المتعلّقة بالمأكل والمسكن».
وتوقفت البستاني عند الأسباب الثقافية للظاهرة التي «أضحت منتشرة في مختلف المناطق اللبنانية، بعدما كانت محصورة قبل الحرب في شارع المتنبي في بيروت»، ولفتت إلى أن «أساليب العمل تطورت فيها إلى حد تحولها إلى بيزنس».
وربطت البستاني البغاء بالجريمة وبالاتجار بالبشر الذي «يأتي مباشرة، من حيث الترتيب، بعد الاتجار بالمخدرات كمصدر دخل للمجموعات الإجرامية والعصابات».
وفي معرض تفنيدها للأسباب الاجتماعية للبغاء، أشارت البستاني إلى توزع الضحايا على فتيات تعرضن لاعتداء جنسي في سنّ مبكّرة أو ضحايا «سفاح القربى»، ومعاناتهن من سوء المعاملة والتعرّض الدائم والمستمر للتعنيف والإيذاء المادي والمعنوي، وتهميش دورهن في المنزل، وفي مختلف القرارات التي يتخذها الآخرون بالنيابة عنهن، وتزويجهن في سن مبكّرة، ما يدفعهن إلى الهرب من حياتهن الزوجية غير المقبولة.
ويشكل بيع الفتيات ليعملن كخادمات في البيوت، أو لقوّادين يدربونهن ويستغــلونهن في الدعارة، حيث يعاملن بقسوة وبصورة لا إنسانية، بالإضــافة إلى ترعرع الفتاة ضمن بيئة تتعاطى الدعـــارة والمخدرات، أسبابا رئيسية لوقوعهن ضحايا البــغاء.
ويخلق عدم امتلاك بعض الفتيات أوراقاً ثبوتية، كمكتومات القيد، خللاً في تركيبة الهوية النفسية والهوية الاجتماعية للضحية، ما يجعلها عرضة للمخاطر المحدقة بها، خصوصاً أنها ممنوعة من ارتياد المدارس الرسمية، وبالتالي من التعليم. ويضاف إلى هذه الأسباب التفكك الأسري بالطبع، وقيام البعض باستغلال بعض الفتيات من ذوات الاحتياجات الخاصة، وخصوصاً على مستوى التأخر العقلي.
وتؤدي الأسباب الاجتماعية إلى أخرى نفسية تتمثل بافتقار الفتاة إلى الحب والحرمان العاطفي، ومعاناتها الإهمال والحرمان، واضطراب نمو الـ»أنا»، وظهور خلل في الوظيفة التي تقوم بها الذات العليا.
وإلى جانب العمل على تعديل القانون، تؤكد البستاني أنه «على الدولة وضع سياسة اجتماعية لمكافحة المشــاكل الاجتماعية، ولحـــماية أفراد المجتمع عبر برامج صحية وتربوية، وأخـــرى متصلة بالعمل والضمان الاجتماعي والإسكان، بالإضافة إلى ضرورة التدخل لدى الأسرة لتمكـــينها ومساعدتها على مواجهة التحديات، ولدى الفرد عبر التوعية في المدارس والجامعات وعبر المناهج».

سعدى علوه - السفير 05 يناير 2011,

0 تعليقات::

إرسال تعليق